سريرتى وسترى

بسم الله الرحمن الرحيم

ان الله عزوجل نعمه لا تعد ولا تحصى على عباده ولو ظل الانسان اركعا ساجدا شاكرا طول حياته ما وفى حق نعمة الله عليه

ومن اجل نعم الله علينا الستر وانه ما فضح عبده مهما عصاه وقبل توبته ان تاب

يقول سيدى ابن عطاء الله فى حكمه العطائية

يقول رضى الله عنه

(اذا اطلق الثناء عليك ولست باهل فاثن عليه بما هو اهله )
اذا اطلق الثناء اى السنة الناس بالثناء 0عليك ولست باهل - اى الحال انك لست اهلا لهذا المديح لعدم تواجده فيك
فلا تستحق هذا المديح لولا فضل الله عليك وستره
فاثن عليه بما هو اهله
اى من الادب ان تثنى على سيدك بما هو اهله ليكون ذلك شكر النعمة ستره عليك وانه اطلق السنة الناس بمدحك مع عدم اهليتك لذلك ولا تغتر بقول المادحين
(المؤمن اذا مدح استحيا من الله تعالى ان يثنى عليه بوصف لا يشهده عليه )
وذلك ان المؤمن الحق حين يثنى عليه الناس ويمدحه يستحى من خالقه ان لا يرى عليه هذا المديح فيستحقر نفسه ويزداد مقتا لها ونفورا فتقوى عنده رؤيه احسان الله اليه وشهود فضله فى اظهار المحاسن عليه
(اجهل الناس من ترك يقين ما عنده لظن ما عند الناس)
اى من الجهل ان تصدق ظن الناس وتترك يقين نفسك
فتصدقهم بما يمدحونك به وتترك ما تيقنه انت عن نفسك
رحم الله شيخنا ابن عطاء فما اعظمها من حكم
ان تبعها المرء نقلته من دار الفناء الى دار البقاء بسلام
وهى فعلا من اداب المؤمن الخفيه التى تمس معاملته الخفيه بينه وبين الله
وهذه الحكم لتربيه القلوب وتزكيتها ولنتعلم كيف تكون العباده خالصة لله

قال احد الصالحين فى كتاب التبر المسبوك

قيل مر رجل على رجل فسلم عليه فقال له الرجل الذي سلم عليه يا أخي لو كشفت لك عن حالي ما سلمت علي فقال له الرجل الذي سلم عليه يا أخي لو كشفت لي عيوبك لكان في عيوبي ما يشغلني عن جميع عيوبك
فجلس كل منهما يبكي في ناحية حتى بل كل واحد منهما الأرض بدموعه ثم تفرقا
وما اجمل هذه النونية

أنت الذي صورتني وخلقتني ----وهديتني لشرائع الإيمان
أنت الذي علمتني ورحمتني----- وجعلت صدري واعي القرآن
أنت الذي أطعمتني وسقيتني---- من غير كسب يد ولا دكان
وجبرتني وسترتني ونصرتني---- وغمرتني بالفضل والإحسان
أنت الذي آويتني وحبوتني -----وهديتني من حيرة الخذلان
وزرعت لي بين القلوب مودة----- والعطف منك برحمة وحنان
ونشرت لي في العالمين محاسنا------ وسترت عن أبصارهم عصياني
وجعلت ذكري في البرية شائعا----- حتى جعلت جميعهم إخواني
والله لو علموا قبيح سريرتي----- لأبى السلام علي من يلقاني
ولأعرضوا عني وملوا صحبتي -----ولبؤت بعد كرامة بهوان
لكن سترت معايبي ومثالبي -----وحلمت عن سقطي وعن طغياني
فلك المحامد والمدائح كلها ------بخواطري وجوارحي ولساني

والحمد لله

بارك الله فيك أخي العجمي موضوع مميز بجد

فكلنا بحاجة للتذكير بنعمة ستر الله علينا

وبعيوبنا الذي لا يعلمها الا خالقنا

وحقا

(أجهل الناس من ترك يقين ما عنده لظن ما عند الناس)

موضوعك جميل أخي