تفقه في دينك ..

أحمد ربي جل جلاله ، القائل في محكم كتابه :

" فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ..."

وأصلي وأسلم على سيد الخلق ، وحبيب الحق ، نبي الهدى والرحمة ،

القائل : * من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين *

أحببت في هذا الموضوع المثبت أن أتطرق إلى مجموعة من الأمورالفقهية

التي لاغنى عنها للمكلف العاقل من أمورالعبادة والمعاملات ،

سواء تعلق الأمر بالطهارة ، أوالصلاة أوالزكاة والصوم والحج وغير ذلك ..

هذا وإني أعترف بأني لست من هذا الشأن ، ولو وجدت من كفاني هذه المؤونة

ماتجشمت هذه المشاق ولا اقتحمت هذه الصعاب ، ولكن :

إذا لم تكن إلا المنية مركبــا ** فما حيلة المضطر إلا ركوبها

فبالله أستعين وعليه أتوكل ؛ فإن أصبت ووفقت فمن الله وبمحض فضله وكرمه ،

وإن كانت الأخرى فأسأل الله أن يغفر لي ويتجاوز عني ، فإنما الخير قصدت ..

وأبدأبفضل الطهارة ؛ فالطهارة خصلة من خصال الإسلام الحميدة ، ومبدأ من مبادئه

العظيمة ، أمر بها ربي عز وجل في كتابه وحض عليها نبيه صلى الله عليه وسلم

في سنته ، قال تعالى : " وثيابك فطهر "

وفي الحديث الذي أخرجه الإمام مسلم في كتاب الطهارة ـ قال عليه الصلاة والسلام:

*الطهور شطر الإيمان *

والطهارة طريق لنيل محبة الله ورضوانه ، وسبيل لبلوغ رحمة المولى وغفرانه ،

قال سبحانه : " إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين "

يحبهم لأنهم يتطهرون من الذنوب والخطايا بالندم والتوبة ،

ويتطهرون من الأوساخ للعبادة والذكر وقراءة القرآن ، قال تعالى في سورة التوبة :

لمسجد أسس على التقوى من أول يوم أحق أن تقوم فيه ،

فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين "

فقد مدحهم الله تعالى وأثنى عليهم لتمسكهم بالطهارة ومبالغتهم فيها ،

وبذلك يظهر أن النظافة والطهارة شيء أساسي في الإسلام ، حتى إنه جعلها شرطا

في صحة الصلاة التي هي عمود الدين وركن الملة المتين ،

إذ لايقبل الله صلاة بغير طهور ، ولا صدقة من غلول كما جاء في الحديث الصحيح .

فمن احدث حدثا أصغر أو أكبر وجب عليه أن يتطهر لصلاته ،

ومن انقطع دمها من حيض أو نفاس وجب عليها الاغتسال للصلاة ،

لما روت أمنا عائشة رضي الله عنها أن فاطمة بنت أبي حبيش

كانت تستحاض فسألت النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال :

*ذلك عرق وليس بالحيضة ، فإذا أقبلت الحيضة فدعي الصلاة ، فإذا أدبرت فاغتسلي وصلي *

جزيت كل الخير اخي ابو معاذ

موضوعك غاية في الاهمية

ونسال الله ان يجعله في ميزان حسناتك

ولو جعلته على شكل سلسلة فبارك الله فيك

في كل رد تفقهنا اكثر في ديننا

في انتظار باقي المضوع ان شاء الله

تقبل ارق التحايا

دمت بالف خير

بارك الله فيك أختي ، وشكرا لمرورك الكريم

ونسال الله تعالى ، أن يعلمنا ماجهلنا وينفعنا بما علمنا ،

وأن يرزقنا علما وفقها في الدين .آمين

الماء الذي تتحقق به الطهارة :

الماء الذي تحصل وتتحقق به الطهارة هو السالم من التغيير ،

الباقي على أصل خلقته ، لقوله تعالى : " وأنزلنا من السماء ماء طهورا "

فقد بينت الآية الكريمة أن الماءالمنزل من السماء طاهرفي نفسه مطهر لغيره ،

لأن وصف * طهور * يفيد التطهير ، بدليل قوله تعالى :

وينزل عليكم من السماء ماء ليطهركم به .. "

فإذا تغير أحد أوصافه ـ ريحه أو طعمه أو لونه ـ لم يصلح لأن يتطهر به ،

سواء كان مغيره طاهرا كاللبن أو نجسا كالخمر،

فإذا تغير بطاهر جاز استعماله للعادات التي يصلح لها ،

وأما الماء المقيد بقيد لازم ، كماء الورد وماء الرياحين لاتصح به الطهارة ،

بخلاف الماء المقيد بقيد غير لازم كمياه الآبار والعيون والبحار والأنهار فإن القيد لايضره .

فرائض الوضوء

فرائض الوضوء سبع :

أولها: الدلك ، وهو إمرار اليد أو مايقوم مقامها على العضو المغسول حتى يزول عنه ماكان منعه عادة أو عبادة .

ثانيا : الفور ، وهو الموالاة ، بحيث يستتبع المتوضئ أعضاء وضوئه عضوا عضوا من دون تفريق او بتفريق يسير

ثالثا النية ، ومعناها القصد ، ودليل فرضيتها مارواه عمربن الخطاب رضي الله عنه قال :

سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ مانوى "

والمعنى هاهنا أن ينوي المتوضئ رفع الحدث للدخول في الصلاة ، لأن صحتها تتوقف على الوضوء .

رابعا : غسل الوجه ، طولا وعرضا ، فطوله من مقدم الرأس إلى منتهى الدقن ،

وعرضه من وتدي الأذن اليمنى إلى اليسرى.

خامسا : غسل اليدين إلى المرفقين ، لقوله تعالى : " ..وأيديكم إلى المرافق "

سادسا: مسح الرأس، أي كله من دون حائل ، والمسح هو : إمرار اليد المبتلة على العضو الممسوح .

سابعا : غسل الرجلين إلى الكعبين ،

ودليل ماأشرنا إليه باقتضاب شديد من فرائض الوضوءــ قول الله تعالى في سورة المائدة :

" ياأيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق

وامسحوا برؤوسكم وأرجلكم إلى الكعبين "

تنبيهات :

*لايجب على المرأة حل ضفيرتها للمشقة التي تلحقها .

*من حلق رأسه أو قلم ظفره فلا يعيد وضوءه لأن الفرض قد سقط أولا ...ولأن الصحابة رضوان الله عليهم

كانوايحلقون بمنى ثم ينزلون لطواف الإفاضة ولم ينقل عن أحدمنهم إعادة مسح رأسه .

*يجوز المسح على الحناء ونحوها للتداوي .

* الوشم نجس حائل ، والوضوء والغسل معه صحيحان للمشقة التي تحصل في إزالته ، وإن كانت إزالته واجبة مالم

يُخف منه تلف عضو أو نفس .

بارك الله فيك اخي ابو معاد

بالفعل موضوعك مهم جدا

ونسال الله تعالى ، أن يعلمنا ماجهلنا

سنن الوضوء

تتلخص سنن الوضوء إلى سبع سنن ، وهي :

أولا : غسل اليدين إلى الكوعين قبل إدخالهما في الإناء ، وذلك لما روى أبو هريرة رضي الله عنه قال :

قال النبي صلى الله عليه وسلم : " إذا استيقظ احدكم من نومه فلا يدخل يديه في الإناء حتى يغسلهما ثلاثا ،

فإن أحدكم لايدري أين باتت يده " ، ولا فرق بين المستيقظ من النوم وغيره ، ولا فرق أيضا بين أن تكون اليدان

نظيفتين أو لا ، احتياطا للعبادة .

ثانيا : رد مسح الرأس ...

ثالثا : مسح الأذنين ، ظاهرا وباطنا ، لفعله صلى الله عليه وسلم ذلك .

رابعا : المضمضة ، وهي إدخال الماء في الفم وخضخضته وتحريكه من شدق إلى شدق ثم مجه وطرحه .

خامسا : الاستنشاق ، وهو إدخال الماء في الأنف وجذبه بنفس ــ بفتح السين ــ .

سادسا : الاستنتار ، وهو إخراج الماء من الأنف ونثره بنفس ، مع وضع السبابة والإبهام من اليد اليسرى على أعلى

ا الأنف والمرور بهما إلى آخره ...

سابع السنن : ترتيب الفرائض مع بعضها ، بحيث يقدم الوجه على اليدين ، ويقدم اليدين على الرأس ،

ويقدم الرأس على الرجلين .

اللهم اجعلنا من التوابين واجعلنا من المتطهرين واجعلنا من عبادك الصالحين يارب العالمين.

نسال الله ان يتقبل دعاءك اخي ابو معاذ

ونساله ان يجزيك عنا كل الخير

لما تقدمه لنا من مواضيع قيمة

دمت طيبا اخي

مندوبات الوضوء

لما تحدثنا عن فرائض الوضوء وسننه ، نتكلم ههنا عن فضائل الوضوء ،

التي هي مستحباته ومندوباته ، وهي إحدى عشر فضيلة ، فإليكموها :

أولها : التسمية ، وهو قول مريد الشروع في الوضوء " بسم الله " ،

وذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي أخرجه أبو داود في كتاب الطهارة ،

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

" لاصلاة لمن لاوضوء له ، ولا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه "

والنفي في هذا الأخير ــ كما يقول الفقهاء ــ للكمال لاللصحة .

ثاني الفضائل : البقعة الطاهرة ، أي التي من شأنها الطهارة وهي طاهرة بالفعل ،

وذلك لئلا يتطاير شيء غير طاهر على ثوبه أو بدنه إن كان الموضع متنجسا ،

وأيضا تنزيها للذكر الواقع فيها على الوضوء ولو مجرد التسمية .

ثالثا : تقليل الماء ، بحيث يكتفي بالقدر الذي يتحقق به الوضوء ، ويشمل هذا الحكم

كل متوضئ ولو كان بجانب نهر جارٍ، أو على شاطئ بحر ، وهو يختلف باختلاف الناس ،

فعن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتوضا بالمد ويغتسل بالصاع،

ــ والمد هوملأ اليدين المتوسطتين دون مقبوضتين او مبسوطتين ، والصاع أربعة أمداد ــ

رابعا : تيامن الإناء ، أي جعله على جهة اليمين ، لما روت أمنا عائشة رضي الله عنها قالت :

* كان النبي صلى الله عليه وسلم يعجبه التيمن في تنعله وترجله وطهوره وفي شأنه كله *

قال الفقهاء : إختار أهل العلم أن ماضاق عن إدخال اليد فيه يضعه عن يساره .

خامسا : الشفع والتثليث في المغسول : أي الغسلة الثانية والثالثة .

وذلك لفعله صلى الله عليه وسلم ذلك ، كما ورد في مجموعة من الأحاديث في هذا الأمر.

وأنبه هنا أن الغسلة الثانية مندوبة إذا عمت الأولى وتحققت بها الفريضة .

سادسا : البداءة بالميامن، بحيث يقدم المتوضئ يده اليمنى على اليسرى ،

ورجله اليمنى على اليسرى كذلك ، وذلك لحديث أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال :

قال رسول الله عليه وسلم : "إذا توضاتم فابدءوا بأيمانكم "

أكتفي بهذا القدر على أمل اللقاء بحول الله لأتمم مابقي من هذه الفضائل الإحدى عشر .

المندوبة السابعة أو الفضيلة السابعة من فضائل الوضوء : استعمال السواك ،

والأفضل فيه أن يكون بعود الأراك ، ويمنع بالأعواد المؤذية ، ويكفي فيه الأصبعين ؛

ــ السبابة والإبهام ــ عند انعدام السواك ، وذلك لما جاء عن أبي هريرة رضي الله عنه

عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل وضوء "

ثامنا : ترتيب السنن مع بعضها ، بحيث يقدم غسل اليدين على المضمضة ،

والمضمضة على الاستنشاق ،كما هو وارد في صفة وضوء النبي صلى الله عليه وسلم .

تاسعا : ترتيب السنن مع الفرائض ، بحيث يقدم المضمضة والاستنشاق والاستنتار

على غسل الوجه وهكذا ، كما هو مبين في صفة وضوئه صلى الله عليه وسلم .

عاشرا : البداءة بالمقدم : وذلك في جميع الأعضاء ، وإنما قلنا : المقدم ــ أي الرأس ــ

لأن فيه قولا من أقوال الفقهاء بالسنية ، حيث كان عليه الصلاة والسلام يبدأ بمقدم رأسه في الفرائض .

حادي عشر : تخليل أصابع الرجلين ، لحديث المستورد بن شداد الذي يقول فيه :

* رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا توضأ دلك أصابع رجليه بخنصره *

بارك الله فيك وجزاك الله الف خير اخي ابو معاذ شكرا لكم