بسم الله الرحمن الرحيم
ما زالت تلك الوصية العُمرية تقرع آذان الدعاة إلى الله حينما انطلق يقول " رحم الله امرءاً أمسك فضل القول وقدم فضل العمل" فقد سطر الفاروق بهذه الكلمات قاعدة للدعاة مفادها أن قدموا العمل على كثرة الكلام والثرثرة .. فلسان حاله يقول: لقد ملت وسئمت الآذان تلك الكلمات المزينة التي لا تورث أعمالاً
بل قد ذهب العابد الزاهد (الفضيل بن عياض) عابد الحرمين إلى أبعد من ذلك فعدّ كثرة الكلام خصلة من النفاق إذا اقترنت بقلة العمل فقال:" المؤمن قليل الكلام كثير العمل والمنافق كثير الكلام قليل العمل" فاما أمس الدعوة اليوم إلى العاملين بصمت.. تُرى أفعالهم وأعمالهم ولا يسمع صوت ..وليست بحاجة إلى أولئك الخطباء المفوهون أصحاب الكلمات الزنانة الرنانة والذين إذا ما حطت رحالهم عن منبرهم خالفوا تلك الكلمات بأفهالهم منطبقاً عليهم قول الشاعر :
مواعظ الوعاظ لن تُقبل ** حتى يعيها قلبه أولاً
أظهر بين الناس احسانه ** وخالف ما قال لما خلا
وهذا الشيخ القدوة (عبد القادر الكَيلاني) عندما فهم تلك الوصية العُمرية انطلق يربي الألوف التي كانت تحضر مواعظه على ضرورة العمل الصامت فقال:" أُريد منكم أعمالاً بلا كلام،العارف العامل لوجة الله سندان يدق عليه وهو لا ينطق،أرض يُمشى عليها تُغير وتُبدل وهو أخرس"
فهلا وعينا تلك القاعدة التي سطر حروفها فاروق هذه الأمة لتبقى نبراساً يضيءُ لنا الطريق علنا نصل إلى غاياتنا كما وصلوا ..
جدد العهد وجنبني الكلام ** إنما الاسلام دين العاملين
وانشر الحق ولا تَخشى الظلام ** فبصدق العزم يعلو كل دين
عن موقع الكتلة الاسلامية