علمي طفلك الحب!
كيف يتعلم طفلك الحب؟
سؤال تردده كثير من الأمهات بعد أن لاحظن ملامح القسوة والعنف على وجوه أطفالهن الذين لم يتجاوزوا الخمس سنوات... كيف تعلم هذا الصغير القسوة والعنف والجمود العاطفي؟
هناك بعض الوسائل التي يمكن بها أن تعلمي طفلك الحب؛ لكنها تحتاج إلى توفر المشاعر الفياضة بالحب المتبادلة بين الأم وطفلها. وأولى خطوات تعلم الطفل الحب، أن يشعر بحب الأبوين له فيمكنه ذلك إظهار الحب لهم، ومن السهل جدا على الأم التعبيرعن شعورها الرقيق تجاه طفلها، فحب البنين والبنات واللطف بهم من هدي السنة النبوية؛
قال البراء بن عازب:
رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم والحسن بن علي على عاتقه يقول: « اللهم إني أحبه فأحبه».
وعن عبد الله بن عباس قال:
« كان رسول الله صلى الله عليه وسلم حاملا الحسن بن علي على عاتقه فقال: نعم المركب ركبت يا غلام، فال النبي صلى الله عليه وسلم: ونعم الراكب هو».
كيف تجعلين طفلك شخصية محبوبة؟
تتمنى كل أم أن ترى طفلها شخصية اجتماعية محبوبة فذلك يكتسب منذ الطفولة وتستطيع الأم أن تساعد في ذلك بخطوات:
* ملامسة طفلها المولود حديثا لجلدها باستمرار، وقد تبث علميا أن ذلك يحقق الترابط الاجتماعي للطفل.
* كذلك الرضاعة الطبيعية ضرورية والطفل معا، لأنها تقوي العلاقات ما بينهما، وتوثقها وتوفر لها قدرا كبيرا من الطمأنينة وراحة البال، و للطفل الدفء والحنان. فالطفل الذي يكمل فترة الرضاعة الطبيعية، تكون نفسيته هادئة تماما على عكس الذي حرم منها.
* محادثة الطفل باستمرار، لأن الطفل تكون لديه رغبة دائمة للاستمتاع والنظر للأم.
* للقبلة أيضا دور هام في بناء عاطفة الطفل، فقد كان لنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة إذ أعطى لنا دروسا علمية في هذا الجانب: فعن أمنا عائشة رضي الله عنها:أن أعرابيا جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إنكم تقبلون الصبيان ولا نقبلهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:« أو ما أ ملك لك أن نزع الله الرحمة من قلبك».
كلمة في سرك أيتها الأم
* لابد لك عزيزتي الأم من اعتبار الطفل منذ اليوم الأول لميلاده، موضع حب للأسرة بكاملها. ويمثل هذا الحب في حسن رعايته، واعتباره كيانا مستقلا، وعدم اللجوء إلى انتقاد تصرفات الطفل باستمرار، بل العمل على توجيهه برحمة.
* لابد لك أن تنفردي بطفلك كثيرا وأن تغوصي في أعماقه لتتعرفي على حالته النفسية وأن تبدلي قصارى جهدك لمعرفة ما يدور بذهنه وما يشغل تفكيره وخاصة خلال سنوات عمره الخمسة الأولى التي تتكون خلالها معالم شخصيته وطباعه.
* صاحبي طفلك ولا تكوني مجرد إنسانة تحبه وتحافظ عليه لدرجة السيطرة التي يكرهها ويحاول التخلص منها بمجرد شعوره بها، وهذه السيطرة والتسلط على الطفل تجعل منه شخصية عنيدة تصمم على رأيها ولو كان خاطئا.
*ساعدي طفلك في البحث عن هواية يستطيع أن يحقق فيها النجاح وتجعله يعتمد على ذاته جزئيا، وتجعل منه شخصية اجتماعية.
همسة
رعاية الطفل وتربيته وتنشئته بالطريقة الصحيحة مسؤولية كل أم وأب ، لأنك أيتها الأم أول من تمنحه جرعات الحب والحنان، وأنت أيها الأب أول مرشد معلم يتعلم منه الطفل كل ما يلزمه، لذا يجب أن تكونا على خبرة ودراية كاملة بكل ما يلزم طفلكما لينشأ رجلا سويا صالحا نافعا لنفسه ولأسرته ولمجتمعه.