عاطف الكيلاني
لا ادري ان كان غيري يستلم عبر بريده الإلكتروني مثل ما استلم ( يوميا ) , ولكني وعلى كل حال , وبعد ان طفح الكيل , وبعد كل هذا السيل العرمرم من الرسائل المشبوهة والملغومة ... وربما الكاذبة , وجدت انه من الضروري الكتابة عنها لأكثر من سبب , ربما يكون أهمها هو تحذير اآخرين من الوقوع في حبائلها , او تصديقها , او التعامل معها بأية كيفيّة اخرى ( غير ) اهمالها وحذفها ....
ومثل هذه الرسائل تأتيني ( وربما تأتي لغيري ) على انواع , منها ما تعوّد عليه الجميع من رسائل صادرة على الأغلب من دول افريقية ( بوركينا فاسو , غينيا , غانا , جنوب افريقيا , نيجيريا والنيجر ... ودول اخرى ) , وهذه الرسائل تكون عادة صادرة عن اشخاص يزعمون انهم يتولّون وظائف مهمة في بنك اغريقيّ معيّن ويطلبون التعاون من المرسل اليه لتهريب مبلغ من النقود ( غسيل اموال ) , وقد يتراوح حجم المبلغ ما بين نصف المليون دولار مثلا الى 10 أو 20 مليون , وقد اصبح امر هذه الرسائل مكشوفا امام الجميع , ولكن الجديد في امرها , هو انتحال بعض مرسليها لأسماء ذات حيثيّة اجتماعيّة او سياسية معروفة وعالمية السمعة , فقد استلمت رسالة قبل فترة موقعة بإسم سهى عرفات ارملة ياسر عرفات , تطلب من خلالها المساعدة في تحويل مبلغ معيّن , وقبلها بفترة استلمت رسالة اخرى موقعة بإسم ابنة ( مزعومة ) لجون جارنج , الزعيم السوداني الجنوبي , ورسائل عديدة بإسم ضباط في الجيش الأمريكي المحتل للعراق الشقيق , ومنهم ضباط بأسماء عربية , يخدمون بالجيش الأمريكي , وهذا الصنف الأخير من الرسائل , يزعم اصحابه انهم ( استولوا , يعني اختلسوا أو سرقوا ) مبالغ من اموال الرئيس العراقي السابق / صدام حسين ويريدون تهريبها خارج العراق , ... كل الأنواع السالفة من الرسائل لا خوفا حقيقيا منها كونها اصبحت مكشوفة تماما لمن يتلقاها , وكلها تطلب معلومات عن الشخص ( الإسم والعنوان ورقم الحساب في البنك والوظيفة ورقم الهاتف ... الخ ) , ...
وقبل حوالي الشهرين تلقيت اكثر من رسالة من مصدر صهيوني يعرض مبلغ 10 ملايين دولار مقابل معلومات عن مجموعة من الجنود الصهاينة المفقودين في لبنان , وهناك عنوان ورقم هاتف في لندن للإتصال لمن يرغب بالتعاون معهم .... هذا , ناهيك عن رسائل متفرقة تصلني بين الحين والآخر موقّعة باسم امراء واميرات وابناء وبنات ملوك افارقة ...
ولكن , ما جعلني اكتب اليوم هذا المقال منبّها الى خطورة مثل هذه الرسائل , هو الرسالة المرفقة من ال FBI , ( مكتب التحقيقات الفدرالي في الولايات المتحدة الأمريكية ) , ... والسؤال المطروح الآن على القراء الأعزاء , هو ما العمل امام هذا الكم الهائل من الرسائل الإلكترونية غير المرغوب فيها ؟ شكونا في مقال سابق من تطفل ( واتا ) ومجنونها ( عامر العظم ) , التي امطرتنا دون رغبة منا بأكثر من 50 رسالة يوميا لأكثر من ستة شهور , لنشارك في تنصيب المذكور ( عامر العظم ) الها ( وليس حاكما او رئيسا ) للوطن العربي , ... وها نحن نشكو الآن مرة اخرى من تلك الجهات المتعددة ومن رسائلها اليومية ...فإلى متى ؟ وما العمل حيال ذلك ؟ وكيف لنا ان نتخلص من هذا التطفل على عقولنا وعلى اوقاتنا وقناعاتنا ؟