الحمامة وحكايتها الجميلة!
بقلم: أماني داود
أحمد: أيتها الحمامة الجميلة ما هي الرسالة التي تحملينها ومن أين جئت بها؟
الحمامة: كنت في أشرف مكان, ورجعت بالوقت لزمان, وعهد النبي العدنان, لنقرأ في هذه الرسالة قصة جميلة مفيدة.
هناك في مكة عند الكعبة كان أربعة فتيان جالسين احزر وفكر معي .. لماذا جلسوا؟ وماذا حدث لهم بعد سنين؟
أحمد: لماذا جلسوا ؟ ومن هم ؟لقد اشتقت أن أعرف؟
الحمامة: هيا نفتح الرسالة ونعرف الأخبار ونتعلم الأسرار..نحل أحجية ونكسب معلومة. يا أحبابنا يا حلوين - تعالواـ لنقرأ الرسالة سويا، ونتعرف على قصة حلوة من قصص التابعين لصحابة النبي صلى الله عليه وسلم.
أحمد/ أبوه اسمه الزبير بن العوام, وأمه :أسماء بنت أبى بكر ذات النطاقين.
جدته لأبيه: صفية بنت عبد المطلب أما خالته فهي السيدة عائشة أم المؤمنين.
الحمامة: جلس بجوار الكعبة هو، ومعه أخوه عبدالله وأخوه مصعب وعبد الملك بن مروان يسأل كل واحد منهم ماذا تتمنى أن تكون بعد مرور الزمان؟
أحمد: كل واحد منهم أخذ يتحدث عن حلمه، وماذا يريد أن يكون عندما يكبر، فقال عبد الله بن الزبير: أريد أن أملك الحجاز وأصبح الخليفة. ومصعب تمنى أن يحكم بلاد الكوفة والبصرة. وقال الثالث: أحلم أن أملك الأرض كلها.
أما هو فقال:أتمنى أن أكون عالما عاملا آخذا بدين الله أحكم بكتابه وسنة نبيه، وأفوز في الآخرة برضا الله، وأنال جنته.
الحمامة: وهل حقق حلمه؟ وكيف وصل ونجح في ذلك؟
أحمد: نعم أصبح فقيها من فقهاء المدينة السبعة، وكان حسن الخلق متواضعا, كريما. متصدقا, لدرجة أنه كسر حائط بستانه (حديقته) ليأكل منها المساكين في أي وقت، وكان متحريا للحلال والحرام، عابدا خاشعا لله.
استعان بالله واجتهد للوصول لهذا العلم والتقوى لله، خرج لطلب العلم وسعى إليه، و كان يجالس العلماء.
وتتلمذ على يد على بن أبى طالب، وأسامة بن زيد، وتعلم من خالته السيدة عائشة.
هكذا لأن طلب العلم فريضة على كل مسلم، ولا بد من السعي والاجتهاد لتحصيله والعمل به ونشره وتعليمه للآخرين.
فجأة صاحت أم أحمد قائلة: هيا يا أحمد هيا يا بني, استيقظ لقد حان موعد ذهابك إلى المدرسة.
أحمد: أمي، لقد كنت مع الحمامة الزاجلة، وكانت تحكي لي قصة واحد من التابعين لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ولكنكِ أيقظتني قبل أن تكمل لي قصته وتذكر لي اسمه.
الأم: وما هي القصة يا أحمد وأنا أكملها لك
أحمد: سوف أقص عليك يا أمي القصة، وأريد أن أعرف من هو هذا التابعي الجليل؟ لقد حملت لي الحمامة الجميلة رسالة لذيذة مكتوب فيها ......و................و.
الأم: جميل وأنا أعرفه واعلم له موقفا متميزا وغريبا وهو كبير.
وأنت أيضا يا بني الغالي يمكنك أن تعرف عنه الكثير وتعيش زمانه، وتتعلم من سيرته ومواقفه عن طريق الكتب و من البحث على شبكة الانترنت
أحمد: أولا من فضلك يا أمي احكي لي هذا الموقف.
الأم: في يوم من الأيام ضرب هذا التابعي الكريم المثل والقدوة في الصبر و الرضا بقضاء الله، والحرص على الصلاة والخشوع فيها فلقد مات له ولد، ودفنه وفى ذات اليوم قتلت دوابه في حظيرتها وليس هذا؛ فقط بل أصيبت ساقه كذلك وقرر الطبيب بترها وأشار عليه أن يشرب الخمر ليخدره كي لا يشعر بألم الجراحة؛ فرفض حتى لا يغيب وعيه عن ذكر الله، وطلب منه أن ينتظر حتى يدخل في الصلاة فيقطع ساقه وهو يصلى وعندما انتهى من صلاته سأل هل قام الطبيب بإجراء عملية قطع ساقه؟ تخيلوا يا صغار لهذه الدرجة وصل حبه لله وخشوعه في صلاته لله وأنه مع الله فلا يشعر ولا يحس بشيء يدور حوله، ولا ما يجري في جسده.
وعندما حضر الناس لزيارته في مرضه ولتعزيته في ابنه وجدوه في قمة الصبر والرضا، يحمد الله أن خذ منه ساقا وأبقى له الأخرى، وأخذ منه ولدا وأبقى له آخرين.
عروة رضي بقضاء الله فأرضاه الله بالجنة كما تمناها، وجعلها هدفا له ومشى في طريقها وقرب المكان الذي في صغره حلم وتمنى ومات هناك قرب الكعبة وهو صائم.
أحمد: الله أكبر, لقد أحببت هذا التابعي الجليل كثيرا، وأتمنى أن أراه في الجنة، والآن سوف أذهب وأحدث أصحابي عنه في المدرسة ونتعلم منه الكثير والكثير من الدروس المفيدة.