كان شيخ في مجلس من مجالس العلم ـ فجاء رجل من أدباء مدينة إب ، فسأله الشيخ عن أحواله وأحوال أهله ؛ فذكر له من أحواله ، ثم قال شعراً يبين فيه حال أهله وزوجه حين فارقهم ؛ فأنشد قائلاً :
قالت وقد ودعتها *** أتفارق الوجه الرطب
أتفارق البلد التي *** هي خيرة البلدان إب
فأجبتها متألماً *** والقلب محزون كئب
طلب المعاش مفرق *** بين الحبيبة والمحب
[كئب = كئيب]
فأعجب الشيخ بهذه البديهة الشعرية ، والتعبير المؤثر .
وقال : أنا سأركب هذه الأبيات على مدينة عدن ؛ فأنشد قائلاً :
قالت وقد ودعتها *** أتفارق الوجه الحسن
أتفارق البلد التي *** هي خيرة الدنيا عدن
فأجبتها متألماً *** والقلب مملو بالحزن
طلب المعاش مفرق *** بين الحسينة والحسن
وكان حاضراً أحد العلماء من مدينة صِيف من بلاد (دَوْعَن) بحضرموت ، فقال منشداً :
قالت وقد ودعتها *** أتفارق الوجه اللطيف
أتفارق البلد التي *** هي خيرة البلدان صيف
فأجبتها متألماً *** والقلب محزون أسيف
طلب المعاش مفرق *** بين الوصيفة والوصيف
فقال شيخ آخر : في غيل باوزير
قالت وقد ودعتها *** أتفارق الوجه النضير
أتفارق البلد التي *** تدعى بغيل أبي وزير
فأجبتها متألماً *** والقلب محزون كسير
طلب المعاش مفرق *** بين النظيرة والنظير
(غيل باوزير) من مدن حضرموت الساحلية .
وقد قال آخر في تريم :
قالت وقد ودعتها *** أتفارق الوجه الوسيم
أتفارق البلد التي *** هي خيرة الدنيا تريم
فأجبتها متألما *** والقلب محزون كليم
طلب المعاش مفرق *** بين النديمة والنديم