بنت الاطلس مديرة المنتدى
عدد المساهمات : 3905 العمر : 45 تاريخ التسجيل : 24/03/2009
| موضوع: النثر في عصر صدر الإِسلام الثلاثاء 6 يوليو 2010 - 15:22 | |
|
النثر في عصر صدر الإِسلام النثر الأدبي في عصر صدر الإِسلام يتمثل في الخطابة والرسائل، وإذا كان القصد من النثر الأدبي هو التأثير وإثارة العواطف، فإن الخطبة والرسالة لهما الأثر الكبير في إثارة العواطف ومن ثَمَّ التأثير في الناس، والخطبة تؤثر في الناس أكثر من تأثير الرسالة فلنبدأ بها:
الخطابـة:
الرسول صلى الله عليه وسلم معدود من فصحاء العرب وبلغائهم قبل البعثة، وعندما بعث أخذ يدعو الناس إلى عبادة الله ونبذ الشرك، وكانت الخطابة هي الوسيلة التي توصل تعاليم الإِسلام إلى قريش خاصة ثم إلى العرب عامة. وقد كانت خطابة الرسول صلى الله عليه وسلم في مكة قبل أن يهاجر إلى المدينة من أقوى الخطب التي يسمعها العرب، ولولا تأثير تلك الخطب في قريش ثم في العرب القادمين للحج لما حصلت الخصومة بين النبي صلى الله عليه وسلم وأهل مكة، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يبدأ خطبته بقول: "الحمد لله، نحمده ونستعينه، ونؤمن به ونتوكل عليه، ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له" [1].
ومن خطبه صلى الله عليه وسلم في مكة خطبته في قريش عندما نزل عليه قوله تعالى: {وأنذر عشيرتك الأقربين} فقد جمع قريشاً وخطب فيهم، ومن تلك الخطبة: "إن الرائد لا يكذب أهله، والله لو كذبت الناس جميعاً ما كذبتكم، ولو غررت الناس جميعاً ما غررتكم، والله الذي لا إله إلا هو إني لرسول الله إليكم حقاً والى الناس كافة". وعندما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة أصبحت خطبه توضح التشريع الإِسلامي. وقد شرع الإِسلام خطبة الجمعة والعيدين وخطبة الحج، أما الخطب التي تقال في المناسبات فهي قوية ومؤثرة، ومن تلك الخطب خطبة أبي بكر يوم السقيفة، وخطبة عمر يوم تولى الخلافة، ولعلي ابن أبي طالب خطب جيدة في مناسبات كثيرة.
والخطابة الإِسلامية تختلف عن خطب الجاهلية؛ فخطب الجاهلية تعتمد على السجع في أسلوبها، أما الخطبة في الإِسلام فتتميز بسهولة الأسلوب، ووضوح المعنى، وهي تستقي معانيها من القرآن والحديث.
ومن عادة الخطيب أن يخطب واقفاً، ويكون ذلك فوق منبر أو مرتفع من الأرض، ويعتمد على عصا. ولا يتصدى للخطبة إلا رجل عرف ببلاغته وقوة تأثيره، ولذلك نجد الخطب الإِسلامية تؤثر في الناس أكثر من تأثير الشعر، بعكس ما كان سائداً في العصر الجاهلي فإن الشاعر يؤثر أكثر من الخطيب.
________________________________________ [1] عيون الأخبار 2-231 | |
|