الشفاء بنت عبدالله العدوية .. معلمة الكتابة
بقلم » زياد أبو رجائي
الشفاء بنت عبد الله بن عبد شمس بن خلف ، و يقال : خالد بن شداد ، و يقال : صداد ، و يقال : ضرار بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدى بن كعب .
و يقال : الشفاء بنت عبد الله بن هاشم بن خلف بن عبد شمس بن شداد القرشية العدوية ، أم سليمان بن أبى حثمة ، لها صحبة .
قال أحمد بن صالح : اسمها ليلى و غلب عليها الشفاء ، و أمها فاطمة بنت أبى وهب ابن عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم .
أسلمت بمكة قبل الهجرة ، و هى من المهاجرات الأوائل اللاتى بايعن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، و كانت من عقلاء النساء و فضلائهن و كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتيها فيقيل عندها ، و اتخذت له فراشا و إزارا ينام فيه ، فلم يزل هذا الفراش عند ولدها حتى أخذه منهم مروان بن الحكم .
تزوجت الشفاء بنت عبد الله من أبى خثمة بن حذيفة بن عامر القرشي العدوي
كانت الشفاء ترقى فى الجاهلية فلما أسلمت ، أتت الرسول تستأذنه فى متابعة عملها فأذن لها وبهذه الرخصة النبوية تابعت الشفاء مهنتها وكانت تعلمها للنساء ، قالت : لا أرقي حتى أستأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال النبي " أرقي ما لم يكن شرك بالله عز و جل " . أخرجه ابن حبان ( 1414 ) و الحاكم ( 4 / 57 ) من طريق الجراح بن الضحاك الكندي عن كريب به . و علقه ابن منده من هذا الوجه .
ثم رواه الحاكم و ابن منده في " المعرفة " ( 2 / 332 / 1 ) من طريق عثمان ابن عمر بن عثمان بن سليمان بن أبي حثمة القرشي العدوي حدثني أبي عن جدي عثمان بن سليمان عن أبيه عن أمه الشفاء بنت عبد الله أنها كانت ترقي برقى الجاهلية ، و أنها لما هاجرت إلى النبي صلى الله عليه وسلم قدمت عليه فقالت : يا رسول الله إني كنت أرقي برقى في الجاهلية ، فقد رأيت أن أعرضها عليك ، فقال : اعرضيها فعرضتها عليه ، و كانت منها رقية النملة ، فقال ارقي بها و علميها حفصة : بسم الله ، صلوب ، حين يعود من أفواهها ، و لا تضر أحدا ، اللهم اكشف البأس ، رب الناس ، قال : ترقي بها على عود كركم سبع مرات ، و تضعه مكانا نظيفا ، ثم تدلكه على حجر ، و تطليه على النملة . سكت عليه الحاكم . و قال الذهبي : " سئل ابن معين عن عثمان فلم يعرفه " . يعني عثمان بن عمر ، و قال ابن عدي : " مجهول " . قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 1 / 289: و هذه الطريق مع ضعفها ، فلا بأس بهما في المتابعات .
و قال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم : علمى حفصة رضي الله عنها ( زوج النبي) رقية النملة(1) كما علمتها الكتابة . و هو حديث صحيح الإسناد كما هو مبين في السلسلة الصحيحة برقم ( 178 )
أخرجه أحمد ( 6 / 372 ) و أبو داود ( 2 / 154 ) و الطحاوي في " شرح معاني الآثار " ( 2 / 388 ) و النسائي أيضا كما في " الفتاوي الحديثية " للسخاوي ( 81 / 2 ) و " نيل الأوطار " للشوكاني ( 8 / 176 ) .
و أقطعها رسول الله صلى الله عليه وسلم دارا عند الحكاكين فنزلتها مع ابنها سليمان .
و كان عمر بن الخطاب يقدمها فى الرأى و يرضاها و يفضلها ، و ربما ولاها شيئا من أمر السوق . ذكر ذلك أبو عمر بن عبد البر . اهـ .
و قال المزى :
روى لها البخارى فى كتاب " الأدب " ، و فى كتاب " أفعال العباد " ،
و أبو داود ، و النسائى . اهـ .
توفيت الصحابية الجليلة رضي الله عنها في زمن عمر بن الخطاب سنة عشرين بعد هجرة النبي صلى الله عليه وسلم
من تلاميذها :
سليمان بن أبى حثمة ( ابنها )(2)
عثمان بن سليمان بن أبى حثمة (ابن ابنها)(3)
أبو إسحاق ( مولاها )(4)
أبو بكر بن سليمان بن أبى حثمة ( ابن ابنها )(5)
حفصة ( زوج النبى صلى الله عليه وسلم ) .