تقرير بعنوان
الأوضاع العامة للأقليات المسلمة
في بعض دول العالم
وأوجه الشبه والإختلاف فيما بينها
خصوصا في مجال التعليم
بسم الله الرحمن الرحيم
مما لا شك فيه أنه بات لزاماً إثارة أوضاع الأقليات المسلمة في الأقطار غير العربية لما تواجهه من تحديات للإبقاء على هويتها الإسلامية. وحيث اختلفت أسباب الهجرة وتزامنها مع الأنظمة التي سادت تلك البلاد في تلكا لفترة والقوانين، والتي شكلت كل معها بدورها تحديا على الأقليات المسلمة مواجهته إضافة للتحدي الداخلي بينها والذي تمثّل بإختلاف الأعراق والمذاهب والخلفيات الثقافية لكل منها، مما أثر على سياسة كل أقلية اتجاه أبنائها والذي بات واضحا لا سيما في مجال التعليم، إلا أن حاجة هذه الأقليات لتساوي أفرادها بغيرهم من الأفراد في الدولة من حيث الحقوق الدينية والسياسية والاقتصادية والثقافية خلقت تحديا آخر ضاعف من جهود هذه الأقليات لتحقيقه
وسنبدأ الحديث عن الأقليات المسلمة في أوروبا الشرقية منها والغربية ثم اميركا الشمالية والجنوبية ثم استراليا.
الأقليات المسلمة في أوروبا الشرقية:
تعاني الأقليات في أوروبا الشرقية من مشكلات مشتركة وهي:
1- التمييز العنصي والديني والذي جر معه اشكالات اقتصادية بسبب التمييز في الحصول على فرص عمل
وأثر في التعليم والثقافة إذ فرضت القوانين التعسفية على أبناء الأقلية المسلمة مما منعها من الإلتحاق بالمدارس والجامعات الحكومية.
2- غياب الهوية الأسلامية: إذ يشعر الكثيرون بفقدان التمييز في الشخصية الاسلامية وضعف التأثير الإيجابي على قضاياومتطلبات البلاد.
3- الاضطهاد الشيوعي للمسلمين: والذي منع المسلمين من الإتصال بأخوانهم في أرجاء العالم حسيّاً ومعنوياً ومحاولة الحكومات الشيوعية مع الهوية الاسلامية للمسلمين.
4- الكراهية: فمعظم بلاد أوروبا الشرقية حكمها المسلمون زمنا طويلاً ثم انتهى الحكم الاسلامي فيها والأنظمة الحالية تعمل على رسم صورة مشوهة للفترة التي حكم فيها المسلمون أوروبا الشرقية مستندين لبعض الأخطاء التي وقعت من الأتراك والتتار آنذاك.
نماذج من دول أوروبا الشرقية:
(أ-)رومانيا: إذ تعاني فيها الأقلية المسلمة من التيارات المعادية للإسلام. وترفض الدولة ترميم مساجدها القديمة والتي تبلغ سبعون مسجدا.
ويعيش فيها الفلاحون اولعمال (وهم المسلمون هناك) يعيشون في فقر كبير ولا يعلمون شيئا عن دينهم إلا القليل، ولضعف الإمكانات الثقافية والاقتصادية لا يتلقى المسلم الروماني أيّة رعاية من المسلمين أو حتى أئمة المساجد.
(ب-)بلغاريا: يعاني فيها المسلمون الفقر وقلة المساجد وانعدام المدارس الاسلامية فيها حتى تدخلت السياسة في أسمائهم واجبارهم على تحويلها لأسماء بلغارية والتشديد عليهم في العمل والدراسة والمصارف لتحقيق ذلك وإجبار النساء على خلع الحجاب ومنعهم من دفن أمواتهم بمقابر خاصة.
(ج-)المجر: دُمّرت فيها المساجد إلا القليل منها إبّان الحكم الشيوعي ولكن بعدها تواجدت الجمعياتا لإسلامية، وزاد عدد المصليات والمساجد إلا أنها لا زالت قليلة العدد ولا تفي بحاجة المسلمين. ولُبس الحجاب في المدارس الحكومية. وأُقيمت نشاطات إسلامية إلا أن هذه النشاطات لم تلقى قبوة من الىخرين وحضوراً.
(د-) بولندا: اقتصر عمل المسلمون منها على الزراعة والصناعات الخفيفة. مما ينعكس على الحالة الإقتصادية لهم.
عملت الأقليات المسلمة في بولندا جهدها لا سيما بعد أحداث 11 سبتمبر فزادت من نشاطاتها. وأقامت المؤتمرات والمخيمات الصيفية للطلاب المسلمين والمراكز الإسلامية والمساجد إلا انها كانت بعيدة عن حركة الناس في المجتمع وتجمعهم.
(هـ-)التشيك: لا تعترف الدولة بالدين الإسلامي ولذلك مُنعت الأقليات المسلمة من بناء المساجد فعمدت إلى استئجار مباني عادية لعملها مصلى، لا يوجد فيها مدارس نظامية والبديل عن ذلك كان المدارس المسائية الإسلامية ومع ذلك تم تأسيس الإتحاد العام للطلبة المسلمين. وترجمة دقيقة لمعاني القرآن الكريم وأمهات الكتب الإسلامية.
وتعاني التشيك من ندرة طلبة العلم والمشايخ والدعاة.
(و-) روسيا: كان عدد المساجد أثناء الحكم الشيوعي ثمان مساجد وبعد سقوطه ألف مسجد. وأُنشات جامعة اسلامية تتبعها معاهد لتخريج الدعاة.
ولا يزال بعض المساجد لا يوجد فيها أئمة ولا مدرسين.
ولا زال الإعلام يشن حربه على المسلمين ومدارسهم ومراكزهم.
نماذج من دول أوروبا الغربية:
(1) برطانيا: يتسم وضع الأقلية المسلمة في برطانيا بالتقدم عن مثيلاتها من الدول إذ يمتلك المسلمون ألف مسجد وتبلغ المنظمات الإسلامية الألف أيضا
وعلى المستوى الأكاديمي: فيها ستون مدرسة ابتدائية وثانوية بنظامين: أ- الإلزامي. ب- الأسبوعي (يوم في الأسبوع).
ويبلغ مجموع الأطباء المسلمين نسبة 34% من مجموع الأطباء.
وتدرس اللغة العربية في أعرق المعاهد البرطانية إلا أن دعم الحكومة البرطانية للتعليم الإسلامي قليل.
وعلى الصعيد الإقتصادي: تم فتح مصرف إسلامي فيها؛ وأشتغل بعض أفراد الجالية رجال أعمال إلا أن الأغلبية كانت عمالية.
(2) السويد: إذ أن وضعها المادي بالنسبة للمسلمين هو أسوأ الأوضاع بسبب التمييز العنصري وسياسة الطرد ورفض طلبات التوظيف للمسلمين
إلا أن وضع التعليم فيها جيد: ففيها مساجد ومراكز وجمعيات إسلامية ومدارس إسلامية بنظاميها إذ تدرس المدارس النظامية المنهج الإسلامي ومنهج المدرسة الحكومية باللغة السويدية.
(3) ألمانيا: يتسم الوضع الإقتصادي فيها بالجيد للجالية التي يكثر فيها عرق الأتراك عن أي عرق آخر. وعلى المستوى التعليمي توجد مادة باسم (التوجيه الإسلامي) أساسية تدرس باللغة الألمانية. وضعه خبراء ألمان إذ يشمل المنهاج معلومات مجردة لا علاقة لها بالتربية والإيمان.
(4) فنلندا: فيها مدارس إسلامية تدرس المنهج الفنلندي واللغة العربية والدين الإسلامي.
(5) آسيلندا: يعد الإسلام فيها غريبا فعدد المسلمين قليل
الإعلام: سلبي جداً عن المسلمين إذ يستقي معلوماته من دول معادية له كامريكا.
لا يتواجد فيها مسجد ولا مدرسة إسلامية ولا حتى كتب إسلامية بأي لغة فضلا عن إشكالية كيفية أداء الصلاة الوصيام بسبب المناخ.
(6) أسبانيا: الوضع الإقتصادي صعب؛ 95% من المسلمين المهاجرين فقراء و5% أطباء، رجال أعمال، أصحاب مهن خاصة، بأجور رخيصة إلا أن في مدارسها يدرس الإسلام من قبل مسلمين.
(7) النمسا : تتولى مصر والسعودية والجالية التركية تموييل المنظمات وبناء المساجد فيها.
على المستوى التعليمي: تدرس الإسلام في مدارسها ويعمل فيها مئتان معلم مسلم وفيها مدرسة إسلامية تدرس منهاج التربية النمساوية باللغة الألمانية وتضع المنهاج جمعية الخدمات الغجتماعية والغشراف على تنفيذه وإختيار المدرسين وتأهيلهم
وتدفع الدولة رواتب عشر مدرسين منهم.
(
هولندا: يتسم الوضع الاقتصادي والتعليمي والثقافي الجيد للأقليات المسلمة هناك.
على المستوى الثقافي: تصدر فيها صحف إسلامية. برامج إذاعية وتلفزيونية تمولها الحكومة.
المستوى الإقتصادي: مشاريع كبيرة للمسلمين يوجهونها للمسلمين منهم مثل محلات بيع اللحوم الحلال. ومشاريع موجهه للمستهلك الهولندي.
المستوى التعليمي: يوجد فيها 30 مدرسة خاصة إسلامية ابتدائية، تعتمد المنهاج الهولندي وتمولها الدولة.
(9) النرويج: يعاني فيها المسلمون في القطاع التعليمي العنصري إذ أنهم مُجبَرون على دراسة المسيحية وحفظ نصوصها وأداء صلاتها داخل المدارس الحكومية. يوجد فيها 30 جمعية ومسجد.وتلعب الكنائس فيها دوراً كبيراً في تنصير طالبي اللجوء فيها.
المسلمون فيها يعملون على إقامة مدرسة الإسلام يُدرس فيها بالإضافة للمنهاج النرويجي.
(10) الدنمارك: المسلمون فيها عرب وغير عرب (من الباكستان وتركيا).
الدولة لا تعترف بهم ولا تدعم بناء المساجد والمراكز
النظام التعليمي ففيها: تُدَّرس اللغة العربية في المدارس الحكومية لأبناء المسلمين، يُدرس كتاب (الدين)عن الإسلام في المدارس، أقرّت تدريس القرآن الكريم 2005-2006 للمرحلة الثانوية بسبب الإقبال على الإسلام، وهناك محاولة لإنشاء مدرسة نظامية إسلامية فيها وتتواجد فيها المدارس غير النظامية (يوم في الأسبوع).
(11) إيطاليا: لا تعترف رسمياً بالأقلية الإسلامية حتى لا تُقر حقوقها ولا تعترف بالمواد الإسلامية ولا تدرسها
واقتصادياً: تعتبر الأقلية المسلمة الشابة مُنتجة والأغلب منها حرفيون.
(12) فرنسا: فيها أكبر نسبة أقليات إذ تبلغ 9.7% من مموع السكان لكن ارتباط المسلمين فيها بدينهم ضعيف؛ 70% منهم يصوم و30% يصلي وة70% لا يذهبون للمسجد
اقتصادياً: اللبنانيون لهم نشاط اقتصادي بارز بالنسبة للجالية المسلمة
ثقافيا: لهم نشاطات ومركز دراسات وبحوث وإذاعات ومجلات ومكتبات ودور نشر
تعليمياً: سنة 2004م أول مدرسة للمسلمين، برنامجها فرنسي، المدرس معتمد للدولة والفصل مختلط والحجاب مسموح به وليس إلزامي.
الدولة لا تدفع رواتب للمعلمين إلا إذا نجحت المدرسة في الصفوف الثانوية فيها.
فيها مدارس نهاية الاسبوع تدرس الدين واللغة العربية.
(13) البرتغال: النشاط الإسلامي فيها ضعيف. فيها مساجد ومنظمات إسلامية قليلة.
الاقتصاد: ضعيف إذ يعمل المسلومن بأجور زهيدة واستغلال بشع.
ثقافياً: تصدر الجالية الاسلامية ثلاث دوريات من مجلة باللغة العربية والبرتغالية
(14) بلجيكيا: أول دولة اعترفت بالإسلام إذ هو ثاني أكبر ديانة والعلاقة جيدة بين المسلمون والدولة
تبلغ المساجد والمؤسسات 126 ولها نشاط اسبوعي لتدريس الدين والعربية.
اقتصادياً: للمسلمين نفوذ اقتصادي وشركات ومؤسسات في مختلف القطاعات
تعليميا: تُدَرس مادة التربية الإسلامية في المدارس وعدد المعلمين المسلمين 700 معلم ولها مدارس خاصة اسلامية وعربية وتم افتتاح الأكادمية الاوروبية للثقافة والعلوم الاسلامية، للتعليم العالي.
(15) اليونان: لا تعترف بالأقليات الدينية والقومية (الوضع الديني للمسلمين صعب)
ثقافيا: ظهور صحف ومؤسسات اعلامية للمسليمن
تعليمياً: فيها مساجد لتعليم القرآن والمعارف الإسلامية و230 مدرسة ابتدائية ومدرستان ثانويتان تدرسان باللغة التركية.
(16) سويسرا: ارتباط المسلمين بينهم ضعيف و10% منهم يمارسون ديانتهم
اقتصادياً: اقتصادهم ضعيف فالأغلب يعمل في الصناعة والقليل في الخدمات والقطاع الأكاديمية والعمل الحر.
تعليمياً: لديها مدارس خاصة لكنها قليلة بالنسبة لعدد المسلمين وتدّرس باللغة الألمانية.
استنتاج: من خلال قراءتنا لأوضاع الأقليات المسلمة في أوروبا نجد أن التحديات كبيرة أمامها وبرغم الأوضاع الصعبة التي تحياها فيها إلا أننا نجد أن المعاناة أكثر في دول أوروبا الشرقية لا سيما في الوضع الاقتصادي والتعليمي. إذ أن بعض دول اوروبا الغربية امتازت بقوة اقتصادية للاقلية المسلمة فيها مثل هولندا وبلجيكيا ونسبياص المانيا وبرطانيا وإيطاليا
وفي المجال التعليمي: كان حظ الأقليات المسلمة فيها أفضل بقويل الدولة لها في 30 مدرسة ابتدائية وبلجيكيا واليونان
إلا أنها جميعها كغيرها من الأقليات المسلمة في العالم ككل تعاني من قلة الإمدادات البشرية والمالة والتقنيات التعلمية والمنهاج التربوي الإسلامي الموحد وأهل التخصص المؤهل للعمل والتدريس. وكذلك فقدان الكتب الإسلامية كمرجع في المدارس والمكتبات. وهذا ما سنلاحظه كمشكلة عند كل الأقليات المسلمة.
وللتنويه تبلغ الأقليات المسلمة نسبة 4% من سكان القارة وعددهم الآن 27 مليون. فلو كانت الجهود موحدة على المستوى الإقتصادي والثقافي والتعليمي لكان الحال غير هذا لدى المسلمين.
الأقليات المسلمة في أمريكا:
1- أمريكيا الشمالية:
وتشمل الولايات المتحدة الأمريكية وكندا.
وتعاني هذه الدول من تحدات مشتركة فيما بينها وهي:
أ- الوضع السياسي: ليس للأقليات الإسلامية فيها أي تأثير في صنع القرار وليس لهم أي كيان سياسي وسبب ذلك: ضعف القوة الاقتصادية لديهم ومعارضة بعضهم المشاركة في العمل السياسي بسبب معتقدات دينية خاطئة.
ب- الوضع الثقافي: 1) غياب تعلم اللغة العربية عن الأقليات المسلمة بالشكل المطلوب 2) فقدان الهوية: فالآباء والأجداد الذين أتوا لهذه البلاد لم يكن لهم حظ وافر من ثقافتهم فلم يورِّثوها لأبنائهم
ت- الوضع الإجتماعي: وهو وضع الأسرة المسلمة ومشكلاتها التي تشمل بـ 1) الزواج المختلط خاصة بين الطلاب الجامعيين لغاية الحصول على جنسية فالزواج بين المسلم والأمريكية والمسلمة والأمريكي نتاجه أسرة غربية. 2) الإختلاط: مما يتطلب من الأسرة المسلمة الاعتدال بين العزلة والانخراط في المجتمع الأمريكي. 3) صراع الأجيال: بين الآباء ذو المنطلقات الإسلامية والآبناء بالمنطلقات الغربية.
ث- الأوضاع الإعلامية: الأجهزة الإعلامية تحارب المسلمين والإسلام بسبب تغلغل الوجود الصهيوني فيها، وانهيار المؤسسات الإعلامية الإسلامية بسبب تنازع هذه المؤسسات تبعاً للأعراق والمذاهب التي ينتمي إليها أفرادها. وفحش الإعلام الغربي وهدمه للأخلاقيات.
ج-المجال التعليمي: 98% من الطلاب المسلمين يدرسون في المدارس الحكومية والتي تنتج نظاما مغايراً للأخلاق الإسلامية من دروس الرقص والسباحة وغيرها وتتسم مناهجها بمعادة المسلمين مما يفقدهم الهوية الإسلامية.
ومما يجدر التنويه إليه أن الدين الإسلامي لا يُدرس في مدارس أمريكا الحكومية ويُدّرس في مدارس كندا وتتوافر في أمريكا المدارس الإسلامية الخاصة المعتمدة شهادتها لدى الحكومة أما في كندا فهي قليلة ولكن الإقبال عليها جيد.
2- أوضاع الأقليات المسلمة في أمريكا الجنوبية :
وتواجه الأقليات في دول عدة مشاكل منها:
1- غياب الوعي الديني لدى أفرادها.
2- غياب الهوية الإسلامية وإهمال الشعائر الدينية.
3- عدم العناية الكافية باللغة العربية.
4- نقص التمويل وقلة عدد الكتب والمطبوعات الإسلامية.
5- قلة المدارس العربية الإسلامية.
6- غياب التنسيق بين الجمعيات الإسلامية.
7- ضعف الوسائل الإعلامية الضرورية.
8- قلة الكادر المؤهل للعمل.
ولكن هناك منظمات دينية على مستوى القارة لها نشاطات مطبوعة ومسموعة ومرئية وتعمل على محاولة الإرتقاء بالمناصب السياسية والإقتصادية.
نماذج:
تتسم كل من البرازيل والأرجنتين وفنزويلا وتشيلي وكولومبيا بذات التحديات من حيث إنعدام المنهاج الموحد للتدريس بين أبناء الأقليات المسلمة ونقص الكادر المؤهل ومواردها مما أدى إلى إغلاق هذه المدارس كما حدث في تشيلي.
وضع الأقليات المسلمة في استرايا:
تعد تجربة الأقليات المسلمة في أستراليا تجربة مميزة بالنسبة لغيرها في الدول الأخرى إذ تعد استراليا مكانا جيدا للدعوة إلى الله نظراً للحرية التي كفلها الدستور للأقليات من حرية الدعوة للدين والظهور بالزي الشرعي في الشوارع العامة.
يتكون المجتمع الإسلامي في استراليا من 70 جنسية. ويتميز بحسن العلاقة مع الدولة والمجتمع والذي ظهر جلياً بعد أحداث 11سبتمبر إذ قامت الكنائس بدعوة المرأة الاسترالية لارتداء الحجاب والتنزه بالأماكن العامة مساندة للمرأة المسلمة. وقامت بالصيام والافطار مع المسلمين وشمل 40 كنيسة.
وقامت الحكومة بعمل ميثاق الاتحاد وقت الشدائد وكتبته بماء الفضة على رخام ووضع في البرلمان الاسترالي.
واعتبرهم رئيس الوزراء الاسترالي جزء من المجتمع لا يمكن التخلي عنه.
- ثقافياً: تم تأسيس المجالس الاسلامية العشر التي تحل أنحاء استراليا ولها نشاطات اجتماعية وترفيهية.
- تعليميا: تم بناء 375 مدرسة وبعض هذه المدارس له نشاط يمتد للمرحلة الجامعية.
تدعم الحكومة المدارس بنسبة 70% لكنه بدأيقل حسب قوانين التقنين الجديدة.
المشكلات التي تواجه الأقليات المسلمة في استراليا:
- ذوبان الهوية والثقافة الاسلامية.
- الحكم على الاسلام من سلوك أفراده من قبل الاستراليين.
- البطالة والفقر.
- مشاعر العداء للداخلين للاسلام من قبل ذويهم.
- الاباحية في المجتمع ووسائل الاعلام.
الأقليات المسلمة في الهند:
إن الوضع الذي تحياه الأقلية المسلمة في الهند فيه من لمعاناة ما فيه إذ يقوم الإعلام بهجوم على الإنسان المسلم ويصور الإسلام أنه ظالم للمرأة.
- تحويل المساجد إلى معابد هندكية وحظائر للمواشي ومقابر وحانات للرقص
- تجاهل حملات الإباذه وقتحام المساجد للكثيرين.
- مخططات لهدم المساجد ووضع بوذا فيها.
- اغراق المسلمين بالكحول والمخدرات.
- محاولة الحصول على أجنة من المسلمات لغير مسلمة.
- التخلف العقلي الذي يعيشه المسلم وتخلفه العلمي والفقر الذي يعيش فيه والقتل الذي يتعرض له كلها تجعل من الإنسان المسلم وبقاءه حياً مسلماً تحدياً صعباً.
خلاصة:
إن الحفاظ على الهوية الإسلامية لدعم الأقلية المسلمة لهي المهمة الأصعب إذ أنه يتطلب العنصر الأهم وهو التعليم الافضل لأبنائها ، للغتهم ودينهم وثقافتهم الأصلية المسلمة وهذا بدوره بحاجة لتمويل اقتصادي لنجاحه وخطط مدروسة لبقاءه مما يجعل العملية من الصعوبة بمكان لتطبيقها إذ أن قلة الوضع الإقتصادي للأقلية وتاثيرها السياسي يسهمان بنظرة أبناء الجالية الاسلامية لأنفسهم وحفاظهم على هويتهم واعتزازهم بدينهم لأنه بذلك سيتم تمويل نجاح الجانب التعليمي الثقافي للأقلية ومن هنا جاءت التوصيات.
التوصيات:
هناك توصيات تقع على عاتق الأقلية لتنفيذها وأخرى تقع على عاتق الدول الإسلامية وتشمل مختلف المجالات لمساعدة الأقلية المسلمة على نيل حقوقها والحفاظ على هويتها وتقوية اقتصادها وتميّز تعليمها ومدارسها وانتشار ثقافتها.
أ- التوصيات التي تقع على عاتق الدول الإسلامية وافرادها.
1- أن تستثم الدول الإسلامية علاقتها مع الدول التي بها أقليات مسلمة لتامين حقوقهم كمواطنين وحرية ممارسة شعائرهم الدينية وبناء المساجد لهم…
2- المساهمة في إنشاء مراكز اسلامية للأقليات المسلمة في دول تواجدهم.
3- أن تقوم وزارات الإعلام بالدول الإسلامية بتوفير البرامج الإسلامية للأقليات للإفادة منها في برامجها.
4- أن تضع استراتيجية للدعوة الإسلامية في الدول غير المسلمة من قبل مؤسسات اسلامية اخرى.
5- تزويد الأقليات بدعاة يجيدون اللغة الأخرى مع الفهم الصحيح للدين ومزودين باستراتيجيات للتعامل مع أـبناء الجالية المسلمة وأفراد المجتمع الذي يعيشون فيه.
6- أن تشترط الدول العربية الحفاظ على حقوق المسلمين وكرامتهم مع أي دولة تعيش فيها أقلية قبل توقيع أي اتفاق معها.
7- أن يضع فريق متخصص في علوم التربية والثقافة منهاج موحد للأقليات المسلمة.
8- أن تُصدَر مجلة دورية متخصصة في شؤون الأقليات المسلمة مع مراعاة لغة الأقليات المسلمة فيها.
9- انشاء محطة للبث الإذاعي والتلفزيوني بعدة لغات رئيسية تخدم الأقليات.
10- متابعة أخبار الأقليات الإسلامية ومتابعة مؤتمراتهم والكتابة عنهم.
11- أن تُدرس طلاب الجامعات أوضاع الأقليات حتى ينشأ جيل يهتم لقضاياهم ويُحدث تغيراً.
12- إمداد الأقليات بمدرسين متخصصين يجيدون العربية بالإضافةللغة الدولة التي تعيش فيها الأقلية ويجيد التدريس لجذب الطلاب إليه.
13- تمويل بناء المدارس والمشروعات الاقتصادية للأقليات وتزويدهم بااستراتجيات وتأهيلهم لممارسة مهن ترتقي بمستواهم الاقتصادي والاجتماعي.
14- ارسال بعثة للدراسات الاستراتيجية للاطلاع على أوضاع المسلمين هناك وتزويد الجهات المختصة في الدول العربية باحصائيات دقيقة عن أوضاع الأقليات لمحاولة معالجتها ومساعدتهم في تخطي المُش كل منها.
15- عمل زيارات منظمة بين الدول العربية ومندوبو الأقليات لزيادة الثقة والوقوف على عمق المشاكل التي يعاني منها الأقليات وسُبل حلها.
16- توفير بعثات دراسية لطلاب مؤهلين إلى الدول التي تتواجد فيها الأقليات لرفد تجربة العمل الجامعي لديهم وإضافة لعدد المسلمين المُنتجين فكرياً فيها.
17- عمل منح جامعية لأبناء الأقليات المسلمة.
ب- التوصيات التي تقع على عاتق الأقليات المسلمة.
1- خلق الوعي لدى الجيل باهمية التمسك بالهوية الإسلامية الثقافية والغجتماعية خصوصاً للبلد التي ينتمي إليها.
2- الإهتمام بالمسلمين الجدد والتدرج معهم في تعلم المفاهيم الإسلامية الصحيحة وممارستها كما جائت في الكتاب والسنة.
3- إلغاء الإختلافات المذهبية بين أفرادها والتمسك بالرابط المتين بينها وهو الإسلام.
4- تعاون مؤسسات المجتمع المسلم في المهجر واتباع (تعاون المنتنافسين) كسياسة لإنجاح المؤسسة أو المشروع.
5- انشاء مؤسسات إهعلامية لهم لنشر دعوتهم وقضاياهم للمجتمع الذي يعيشون فيه وللعالم الإسلامي ليتبناها ويعمل على مساعدتهم على تحقيقها.
6- ارسال أبنائهم إلى مراكز تعليم اللغة العربية والدين الإسلامي واختلاطهم مع ابناء ديانتهم لتعزيز الانتماء للدين وللأفراد المسلمين.
7- انشاء مؤسسات تعمل على تطبيق جمع الزكاة من الأموال وتوزيعها على المحتاج من أبناء الأقليات المسلمة لزيادة التكافل بينها
8- إيجاد نظام التأمين والضمان الإجتماعي بين الأقليات لحماية انفسهم ولتطوير مؤسساتهم
9- تشجيع المصارف لمد نشاطاتها إلى مجتمع الأقليات المسلمة