الحضارة الفينيقية

الحضارة الفينيقية

منذ القدم وحتّى اليوم لا تزال آراء المؤرّخين مختلفة خول معنى كلمتي كنعان وفينيقيا. ولكنّ البعض يعتقد أنّ معنى هاتين الكلمتين هو ذو مدلولٍ واحد. فالكنعانيّن مجموعات سامیة اللغة يمكن تتبغ آثارهم في المنطقة الممتدّة من جبل الكرمل في فلسطين جنوبًا إلى طرطوس وأرواد في سوريا شمالاً، وهذه المنطقة عرفت باسم كنعان وربما تعني سكان المنطقة المنخفضة أي السّواحل، وبذلك يكون أصل كلمة كنعان هو فعل "كنع" أي انخفض باللغة السامية، واسم فينيقيا ربما من "فينيكس" حيث أطلقه اليونانيون أو المصريّن أيضاً بمعنى "سكّان المنطقة المنخفضة" كما يعني اللون الأحمر القاتم أي "الأرجواني" أو التّمر والنّخيل.

كنعانيون
ينقسم الكنعانيّون حسب التصنيف اللغوي إلى عدّة فروع أشهرها:
المؤابيّون: سكنوا شرقيّ البحر الميّت.
العبرانيون: سكنوا في فلسطين.
العمونيون: سكنوا شرق نهر الأردن
الفينيقيّون: سكنوا على سواحل البحر الأبيض المتوسّط الشّرقي "الشّاطئ السّوري".
الأموريون: سكنوا في سوريا الدّاخليّة.

مدن فينيقيّة

تقع المدن الفينيقيّة على الشّاطئ الشّرقي للبحر المتوسّط وأهمّها:
أوغاريت : "رأس شمرا حاليًّا، تقع شمال اللاذقيّة" وتعتبر من أهمّ المدن الفينيقيّة نظرًا لموقعها الجغرافي.
أرواد: وهي الجزيرة الوخيدة المأهولة على الشاطئ الشرقي للمتوسط حاليًّا
طرابلس "تريبولي". وقد عرفت بهذا الاسم اليوناني الأصل لأنّها كانت تتألّف من 3 مدن صغيرة أو 3 أحياء خاصّة بالصّوريّين والأرواديّين والصّيدونيين.
جبيل "قديمًا جبال وبيبلوس وذلك في العهدين اليوناني والرّوماني".
بيروت "بيريت"- الدّامور- صيدا التي كانت أكبر المدن الفينيقيّة.
صور التي تعتبر من أقدم المدن الفينيقيّة، "يعود تأسيسها إلى الألف الثّالث ق.م"، وغدت منذ أواخر الألف الثّاني ق.م من أكثر المدن الفينيقيّة صيتًا وشهرة.
هناك عدّة مدن أخرى بنوها في سوريا وفلسطين، كما لكلّ مدينة مرفآن شمالاً وجنوبًا وذلك لتسهيل الاتصالات بين المدن.

أقامت المدن الكنعانيّة-الفينيقيّة علاقات تجاريّة وثقافيّة مع مصر وبلاد الرافدين، وهذه العلاقات كانت تقوم على أساس المودّة. وبين تابعٍ ومتبوع، فكانت هذه المدن تؤمّن للبلاد المقيمة معها علاقات أخشاب الأرز التي تستخدم في البناء وصناعة السّفن.

ديانتهم، أدبهم، فنّهم

بالنّسبة للدّيانة، فقد آمن الكنعانيّون بعبادة مظاهر الطّبيعة كالكواكب والبحر والعواصف والبرق والرّعد والشّجر، والجبال والينابيع، فكان لكلٍّ منها إله خاص، وكان إيل الإله الأكبر "سيّد الآلهة"، بعل إله "البرق والرّعد والعواصف والأمطار"، وعشتار "إلهة الخصب والحبّ والجمال". وعددٌ كبيرٌ من الآلهة الثّانويّين، وكان الكنعانيّون لا يلفظون اسم الإله احترامًا وتقديسًا له، بل كانوا يشيرون إليه بلقب مثل "أدون" أي السّيّد و"أشمون" إله الصحّة وداغون إله البحر، وكانوا يقيمون المعابد لهذه الآلهة التي كانت تمثّل فيها بأنصابٍ حجريّة أو تماثيل صغيرة، كما كانوا يقدّمون الأضاحي البشريّة والحيوانيّة. تحلّى الكنعانيّون بالقيم الأخلاقيّة لذلك كان الزّنا عندهم من المحرّمات.

أدبهم: كان لاكتشافات مدينة أوغاريت 1929م الأدبيّة-الدّينيّة التي تمثّلت بالأساطير والملاحم أثرٌ كبيرٌ في معرفة تراث الفكر الكنعاني، لأنّها تعرّفنا على عادات الكنعانيّين وطرق معيشتهم وحياتهم الدّينيّة. من أهمّ هذه الأساطير أسطورة "أقهات بن دانيال" التي تمثّل حبّ الإنسان للبقاء والخلود بعد الموت، بالإضافة إلى أسطورة "كادت" التي تشرح بعض مظاهر مجتمع أوغاريت، وتسجّل الأهداف التّاريخيّة التي حصلت في المناطق المجاورة، ومن أهمّ الملاحم ملحمة "بعل" التي تشبه ملحمة "جلكامش" وتتحدّثان عن عظمة الإنسان، ومحاربته للإله وحبّه للبقاء والخلود بعد الموت. أمّا بالنّسبة لفنّهم فلم يبدع الكنعانيّون فيه، لأنّه جاء مقلّدًا لغيره. فالعقود والأساور والأختام والخناجر والكؤوس والزّهريّات كانت تحمل الطّابع الفنّي التّقليدي لشعوب بلاد ما بين النّهرين ومصر وآسيا الصّغرى.

يتبع ان شاء الله

» أنواع الحضارة الإسلامية
» المصطلحات العسكرية في الحضارة الإسلامية
» المكتبات.. في الحضارة الإسلامية
» خصائص الحضارة الإسلامية ومظاهرها
» الجانب الاقتصادي في الحضارة الإسلامية