قال الأمام الشافعي : ما أفلح سمين قط إلا أن يكون محمد بن الحسن. فقيل له : ولم ؟ فقال : لأنه يفكر، والعاقل لا يخلو من احدى حالتين، إما أن يهم لآخرته ومعاده، أو لدنياه ومعاشه. والشحم مع الهم لا ينعقد. فإذا خلا من المعنيين صار في حد البهائم بعقد الشحم.
ثم قال :
كان في الزمان الأول ملك كثير اللحم جدا فتطبب كثيرا فلم يفلح.
إلى أن أتاه رجل عاقل فقال: أيها الملك، إني طبيب وفلكي أنطر الليلة بطالعك وأصف لك دواء بحسبه.
فأتاه في اليوم التالي وقال له : أيها الملك ! ماذا أصف لمن بقي في عمره شهر واحد ؟
وها أنا ذا رهن عندك، فإذا كنت كاذبا فاقتصّ مني، فحبسه الملك. فلم يمض نصف الشهر حتى رق جسم الملك.
فأتاه وقال له : أيها الملك ! قد داويتك فأخرجني. فأخرجه الملك وأنعم عليه.