أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط على زر التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط على زر التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 خصائص اللغة العربية وسماتها

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
بنت الاطلس
مديرة المنتدى
بنت الاطلس


عدد المساهمات : 3905
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 24/03/2009

خصائص اللغة العربية وسماتها Empty
مُساهمةموضوع: خصائص اللغة العربية وسماتها   خصائص اللغة العربية وسماتها I_icon_minitimeالجمعة 21 أغسطس 2009 - 19:21


خصائص اللغة العربية وسماتها 14

خصائص اللغة العربية وسماتها 370772
خصائص العربية وسماتها‏
خصائص اللغة العربية وسماتها 370772

*العربية موغلة في القدم:‏
تتميز العربية أول ما تتميز به أنها لغة عريقة موغلة في القدم. قال الدكتور عبد الكريم اليافي في كتابه: (دراسات فنية في الأدب العربي): "أما مكانة اللغة العربية في اللغات لينبغي أن نعرف أنه لا توجد في القديم ولا في الحديث لغة تضاهيها في المزايا وتحاكيها في الخصائص والفضائل. وليس كلامنا من وحي العاطفة، وإن كنا نُجل العاطفة، ولا هو من قبيل الفخار ولا الحماسة، وإن أصبحنا سائغين لغرض التشجيع في هذا العصر المضرب البيان، ولكن كلامنا مبنيّ على تلمس الصفات الموضوعية. فاللغة العربية من أقدم اللغات الحية، بل هي أقدمها على الإطلاق،وقدمها هذا يحبوها تراثاً ثرياً ويمهد لها مرونة واسعة ويزودها بتجارب كبيرة.. ولقد نشأت وعاشت واكتملت وعمّرت واستمرت الأحقاب الطوال وهي لا تزال في ريعان القوة والنمو، على رغم ما تصادف من صعاب، وما ذلك إلا لأنها تحوي فضائل ضمنية ليست للغات ماتت وانقرضت كاللغة اليونانية واللاتينية وأمثالهما".‏
خصائص اللغة العربية وسماتها 370772
*العربية لغة مثالية روحية:‏
خصائص اللغة العربية وسماتها 370772
وتتميز العربية بأنها لغة روحية مثالية. ذلك أن العربية ليست لغة تاريخية من حيث نشوءها الموغل في القدم وحسب، بل إنها لغة روحية مثالية من حيث كانت وعاء لمثل العرب الخلقية وقيمهم الروحية، ومعجماً لما اختطوه لتحقيق ذاتهم من رفيع الغايات وما ابتغوه في أداء رسالتهم من كريم المآثر وشريف المطالب. قال الدكتور عثمان أمين في كتابه (فلسفة اللغة العربية): "إن أول السمات التي تتميز بها لغة القرآن، هي أنها تنحو نحواً من المثالية لا نظير له في أي لغة من اللغات الحية المعروفة، ففلسفة اللغة العربية تفترض، أول وهلة، مثالية عميقة صريحة، تحسب حساب الفكرة والخاطر والمثال، وتضعها في مكان الصدارة والاعتبار". قال المستشرق الفرنسي هنري لوسل، في صحيفة لوموند الفرنسية: "اللغة العربية والحضارة الإسلامية تزودان الدارس لهما نظرة جديدة على العالم".‏
وليس الكلام على علاقة الفكر العربي بالعربية حديثاً أو طريفاً، فثمة علاقة عضوية أصلاً بين الفكر واللغة، فالعربي إنما يفكر من خلال لغته، وليست العربية أداة تعبير وحسب، بل وسيلة تفكير أيضاً.
خصائص اللغة العربية وسماتها 370772
*الحروف العربية وجرسها الموسيقي:‏
خصائص اللغة العربية وسماتها 370772
وتتميز الحروف العربية بجمال وقعها في الأسماع واتساق جرسها في الآذان. قال الأستاذ محمد المبارك عضو مجمع اللغة العربية بدمشق، رحمه الله، في كتابه (خصائص العربية ومنهجها الأصيل في التجديد والتوليد): "أضيف إلى ما تقدم من الوظيفة المعنوية للحروف الهوائية، أي حروف المد والحركات، وظيفة فنية صوتية أو وظيفة موسيقية. فإن هذه الحروف هي التي تفسح المجال لتنوع النغمة الموسيقية للكلمة الواحدة أو الجملة الواحدة، لسعة إمكاناتها الصوتية ومرونتها، وتقاربها من هذه الناحية بقية حروف الزيادة المجموعة في قولك –من سألته- لخصائصها الصوتية المواتية.
خصائص اللغة العربية وسماتها 370772
*تميز العربية باشتقاقها:‏
خصائص اللغة العربية وسماتها 370772
تنفرد العربية بخصوصية متميزة في تكوين ألفاظها واشتقاق بعضها من بعض، ذلك أنها قد ابتنت جذورها الصوتية لألفاظها بمحاكاة أصوات الطبيعة ثم اعتمدت هذه الجذور فأثبتتها في بناها مقاطع وكلمات جانست ما تدل عليه من معان. وحين تكامل بناء اللغة باشتقاق الكلم بعضها من بعض، انبثق عن كل أصل مفردات انطوت على جذور هذا الأصل وحملت معناه، ولو غايرت صيغها صيغته.‏
وسواء أخذنا بمذهب المحاكاة لأصوات الطبيعة في التعبير ونشوء اللغة، اعتماداً على ما لدى الإنسان من قدرة فطرية على صوغ مقاطع لغته، في مشاكلة المسموع وإبداع من الذات، وهو المذهب العلمي السائد الراجح في نشوء اللغة، أو أخذنا بمذهب الاصطلاح والمواضعة الذي ذهب إليه فريق من أئمة العربية، فقد تميزت العربية بإثبات كلماتها لهذه الجذور المشار إليها، وتوالد ألفاظها بعضها من بعض، توالداً يوفر للفرع ملامح الأصل ويخلف به سمة تخلد فيه ولا تنفك عنه، على تعاقب مراحل تكامله وارتقائه. فإذا تغيرت معالم الكلم الفرنسية مثلاً بتقادم العهود وخفيت معالمها بانسلاخ القرون فجهل أبناؤها أدب أسلافهم، ما لم يكونوا قد توفروا على تراثهم واستنبطوا أصوله لاتينية ويونانية، فإن ألفاظ العربية تخلد فيها معالمها باقية مستمرة توحي بأرومة أصلها وتنبئ بطرق اشتقاقها، مهما تقلبت صورها وتدرجت دلالاتها باختلاف مراحل ارتقائها وشروط تكاملها. وهذا ما يسهل على أبناء العربية تبيّن أدب الأجداد، على بُعد الشقة وانطواء المراحل، على حين تخفى في ألفاظ اللغات اللاتينية عامة ملامحها لتعدد أصولها المشتركة، واختلاف هذه الأصول في تصاريفها بافتقاد كثير من أحرف الجذور وزوالها، بل تتلوّن أصواتها وتغيب اللحمة بين مفردات ما انبثق عن أصل واحد، وتبدو صور هذه المفردات المتفرعة شائهة باهتة لا تنمّ على أرومة.‏
خصائص اللغة العربية وسماتها 370772
*المناسبة بين ألفاظ العربية ومعانيها:‏
خصائص اللغة العربية وسماتها 370772
إن ما قاله بعضهم في تميز العربية بقيام المناسبة بين ألفاظها ومعانيها ينبغي ألا يرسل على إطلاقه، فقد جفا عن هذا المذهب كثير من العلماء في كلامهم على نشوء اللغات عامة، إذ قال أصحاب المذهب البنوي Structuralisme.‏
أنه ليس ثمة علاقة بين معنى اللفظ وصورته اللفظية، واعتلّوا لذلك بتعدد اللغات في الأصل، وتعاقب كلمات مختلفة على معنى واحد في لغات متعددة، وفي لغة واحدة.‏
وإنما يصح القول بهذا المذهب في مناسبة اللفظ لمعناه عامة في مرحلة من مراحل نشوء اللغة، هي المرحلة الصوتية التي لابد لأي لغة أن تجوزها، وينبغي أن ينبه هنا على أن محاكاة الألفاظ لأصوات الطبيعة في هذه المرحلة لا تجري على طريقة واحدة، ذلك أن المحاكاة ليست آلية، بل تختلف في كل لغة عن سواها، لأن قدرة كل جماعة بشرية على صوغ مقاطع لغتها الخاصة بها إنما تتأثر بجارحة سمعها وجهاز نطقها، وهما يختلفان في جماعة بشرية عن جماعة أخرى.‏
وإذا تجلت هذه المناسبة في الألفاظ العربية في طراءة نشوء اللغة فأتى اللفظ موحياً بمعناه في المرحلة الصوتية، فإن ارتقاء العربية وانتقالها إلى المرحلة اللفظية واستحكام بنيتها وانتهاءها إلى مستقرها في الأصل الثلاثي للفظ، ثم اغتناءها بالاشتقاق والتصريف والتقليب، كل ذلك حال دون بقاء المناسبة على صورتها الأولى من الوضوح، إذ لابد أن تخبو أو تتوارى في كثير من الألفاظ. والتغير لا يقع على اللفظ ومادته وصورته وحسب، وإنما يلابس معناه أيضاً.‏
خصائص اللغة العربية وسماتها 370772
*العربية لغة الإعراب:‏
خصائص اللغة العربية وسماتها 370772
والعربية على ذلك لغة الإعراب. قال أبو القاسم بن إسحاق الزجاجي في كتابه (الإيضاح): "الأسماء لما كانت تعتريها المعاني فتكون فاعلة ومفعولة ومضافة، ولم يكن في صورها وأبنيتها أدلة على هذه المعاني، جعلت حركات الإعراب تُنبئ عن هذه المعاني وتدل عليها، ليتسع لهم في اللغة ما يريدون من تقديم وتأخير عند الحاجة".‏
وقال الإمام عبد القادر الجرجاني في كتابه (دلائل الإعجاز): "إن الألفاظ مغلقة على معانيها حتى يكون الإعراب هو الذي يفتحها، وإن الأغراض كامنة فيها حتى يكون المستخرج لها، وإنه المعيار الذي لا يتبين نقصان كلام ورجحانه حتى يعرض، والمقياس الذي لا يُعرف صحيح من سقيم حتى يُرجع إليه. ولا ينكر ذلك لا من ينكر حسَّه وإلا من غالط في الحقائق نفسه –ص/26".‏
ونقول في شرح ذلك أنه متى أمكن الكشف بالإعراب عن أجزاء النظم وضابط ائتلاف هذه الأجزاء بعضها ببعض، أمكن التصرف فيها بتقديم وتأخير لتتنوع بهذا صور الأداء فتستجيب لما يدق من المعاني. ولا تتسع لذلك اللغات غير المعربة إذ يثبت في نظمها مواضع هذه الأجزاء فيضيق بها نطاق التصرف وتُحدُّ لذلك صور الأداء.‏
خصائص اللغة العربية وسماتها 370772
*قدرة العربية على استيعاب الدخيل:‏
خصائص اللغة العربية وسماتها 370772
تتميز العربية بصلاحها لقبول كل ما لا يناقض خصوص اشتقاقها وتصاريفها من جديد وطريف، وقدرتها على استيعابه بحيث تخضعه لأصولها وتسلكه في بنيتها فإذا هو جزء من مادتها وبضعة من نسيجها.‏
وقد اعتاد العرب إذا قبسوا لفظاً أعجمياً أن يشذّبوه فينقصوا بعض حروفه أو يزيدوها، ويغيروا بناءه ليناسب أوزان العربية وأبنيتها. وقد يطلقون التصرف فيه حتى تغيب فيه عجمة الأصل فيبدو عربياً. وهم يستثنون من ذلك بعض الألفاظ لاسيما أسماء الأعلام.‏
وقد اختلف العلماء فيما نسبوه إلى العجمة أو عزوه إلى لغة بعينها فأصابوا الرأي حيناً وأخطأهم التوفيق فالتبس عليهم وجه الصواب حيناً آخر، ذلك لقصور مقاييسهم التي اتخذوها معياراً من جهة، وتعسّر الحكم في تنقل الألفاظ بين اللغات وخفاء قرائنه إذا دار بين لغات من فصيلة واحدة من جهة أخرى. فقد كان لابد من تمكنهم من اللغات الأخرى وتتبع هجرات مفرداتها التاريخية واشتباك الصلات بين شعوبها وتمازج ثقافاتهم وأثر ذلك في ثراء اللغات وتناميها.‏
كما اختلفوا في الاشتقاق من اللفظ الأعجمي فمنعه بعضهم. فقد جاء في المزهر لجلال الدين السيوطي (1/168- المطبعة الأزهرية): "سئل بعض العلماء عما عربته العرب من اللغات واستعملته في كلامها هل يُعطى حكم كلامها فيشتق ويشتق منه"، وجاء الجواب فيه: "فقول السائل يشتق جوابه المنع.. ومحال أن يشتق العجمي من العربي أو العربي منه.." لكنه استدرك فقال: "يقول السائل ويشتق منه فقد لعمري يجري على هذا الضرب، المجرى مجرى العربي، كثير من الأحكام الجارية على العربي من تصرف فيه واشتقاق منه". وهو أمر سائغ شائع وهل يعقل أن يختار اللفظ الأجنبي ويقتنص فيدخل في مفردات العربية ويسلك في بنيتها ثم يجمد فلا يصقله الاستعمال ويجري المجرى الذي يقتضيه اشتقاقاً وتصريفاً.‏

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بنت الاطلس
مديرة المنتدى
بنت الاطلس


عدد المساهمات : 3905
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 24/03/2009

خصائص اللغة العربية وسماتها Empty
مُساهمةموضوع: رد: خصائص اللغة العربية وسماتها   خصائص اللغة العربية وسماتها I_icon_minitimeالجمعة 21 أغسطس 2009 - 19:23

خصائص اللغة العربية وسماتها 14

خصائص اللغة العربية وسماتها 370772
*تميز العربية بالمترادف:‏
خصائص اللغة العربية وسماتها 370772
وتتميز العربية بمرادفاتها فقد قيل أنها من خصائص العربية وأن بها مداً لغوياً أيّ مد. وجاء في المزهر (1/241): "وللمرادف فوائد منها أن تكثر الوسائل أي الطرق إلى الإخبار عما في النفس.. ومنها التوسع في سلوك طرق الفصاحة وأساليب البلاغة في النظم والنثر.." وجاء فيه قبل (1/237): "وقال قطرب إنما أوقعت العرب اللفظتين على المعنى الواحد ليدلوا على اتساعهم في كلامهم.. وليدلوا على أن الكلام واسع عندهم وأن مذاهبه لا تضيق عند الخطاب والإطالة والإطناب".‏
ومهما يكن من شيء فلابد من الأخذ بما قصد إليه أبو حيان التوحيدي في كتابه (الهوامل والشوامل/5) حين قال: "إنه لابد أن يكون ثمة فرق بين اللفظتين إذا تواقعتا على معنى وتعاورتا غرضاً". ومن ثم كانت عناية أبي حيان بتحديد معاني الألفاظ وتمييز الفوارق الدقيقة أو الخفية، في معظم مصنفاته. فقد جاء في المقابسات (ص/272) أنه سأل أستاذه أبا سليمان المنطقي عمّا بين المعرفة والعلم فكان جوابه "المعرفة أخص بالمحسوسات والمعاني الجزئية، والعلم أخص بالمعقولات والمعارف الكلية..." ويمضي أبو حيان فيميز بين الروح والنفس، وبين الكمال والتمام، كما يميز في (الهوامل والشوامل) بين القوة والقدرة، والاستطاعة والطاقة..‏
وجاء في كتاب (مقدمة لدراسة لغة العرب) للشيخ عبد الله العلايلي، بحث المترادف، فدفع أن يكون المترادف علامة قلق في العربية وقال: "والحقيقة فيه أنه عنوان على مرونة اللغة من وجه آخر، ولكن أصبح صفة ظاهرة من العربية إلى حد التفرد... بل أصبح الأدب العربي يضيق جداً إذا لم تكن فيه فسحة من الألفاظ الشتى التي تتلاقى على معنى واحد/ 227". وأحسب أن العلايلي قد عنى بذلك المتوارد والمتكافئ وما كان في حكمهما، والمتكافئ ما اتحدت معانيه فكان بعضه اسماً للذات وبعضه وصفاً كالسيف والصارم والحسام.. والمتوارد ما تقاربت معانيه أصلاً ثم تطابقت في الاستعمال اتساعاً، وليس المتكافئ والمتوارد في الأصل من المترادف عند الكثيرين.‏
وقد أصدر مجمع اللغة العربية بالقاهرة في مؤتمره عام (1964) كلمته في المترادف فقال: "يوصي المجمع في شأن المترادفات أن يعنى كل العناية بتبيان الفروق الدلالية بين الكلمات ما أمكن، بحيث يتحدد المعنى الخاص الدقيق لكل كلمة، وبذلك تضيق دائرة المترادفات...".‏
خصائص اللغة العربية وسماتها 370772
*استجابة العربية للتعبير عن شؤون العصر:‏
خصائص اللغة العربية وسماتها 370772
وقد استطاعت العربية بخصائصها التي ذكرنا أن تستجيب لسائر دواعي البيان فتلبي حاجة النفس والفكر فيما يستدق ويستجد من المشاعر والمعاني فتتدفق تدفق الحياة وتتجدد تجدد مطالبها ودواعيها، جيلاً بعد جيل، وقد شهد بذلك غير باحث من كتاب الغرب، ومنهم الباحث المشهور جورج سارتون، وقد أسمى علماء المسلمين في القرون الوسطى عباقرة الشرق، وذكر لهم مآثرهم في وضع أعظم المؤلفات وعقد أكثر الدراسات أصالة وعمقاً باللغة العربية. وكانت العربية لغة العلم للعالم منذ منتصف القرن الثامن للميلاد إلى نهاية القرن الحادي عشر، وكان لابد لمن ابتغى الوقوف على ثقافة ذلك العصر أن يُلمّ بالعربية. هذا ما جاء في كتاب (مهد الحضارة العربية في الشرق الأوسط) للباحث المذكور. وقد فصل الكلام فيه الأستاذ أحمد أبو زيد في مجلة عالم الفكر (العدد الأول من مجلدها الثامن). وجاء في ترجمة هذا الكتاب للأديبة الأستاذة فاطمة عصام صبري: "لقد كانت العربية حقاً في إبان العصور الوسطى أكبر لغة عُرفت حتى ذلك الحين انتشاراً، إذ كان يتداولها بالكلام والكتابة أمم كثيرة في الشرق والغرب، وزيادة على ذلك، وعلى خلاف اللاتينية، كانت تتداولها أيضاً شعوب تدين بأديان متعددة –مجلة التراث العربي- بدمشق- تموز 1989".‏
وقد أصاب الدكتور محمد عبد الرحمن مرحبا حين قال في فصله الممتع (مدخل إلى تراث العربي العلمي): "وغني عن البيان أن اللغة العربية هي اللغة الوحيدة التي اختارها هذا التراث للتعبير عن شؤونه وشجونه ومواقعه ومعانيه ونتائج تجاربه وخبراته. فإن ما كتب بالعربية من الأدب والفلسفة والطب والتاريخ والعقائد والفقه والفلك والرياضة والزراعة والصناعة والاجتماع والسياسة والعلوم الأخرى، في ما بين القرن الأول والقرن السابع للهجرة... فاق ما كتب بأي لسان –مجلة الفيصل- العدد/ 24-1979".‏
فثبت بهذا أن العربية لم تجمد مع ظهور الإسلام وما تلاه من العصور، بل تطورت ونمت من حيث اللفظ فاتسعت مادتها وكثرت مفرداتها بالاشتقاق والتعريب والقياس والتوليد فاستوعبت كل ما تطلبته شؤون الحضارة من معان جديدة تضمنتها الكلم العربية بتدرج معانيها الأولى في العقيدة والفلسفة والعلوم والفنون والآداب.‏
وهكذا فإن سر اللغة إنما يقوم في مهمتها التصويرية، أي في عكس صور الواقع عكس المرآة، فاللغة التي تعجز عن رسم مثل هذه الصور إنما تنكفئ عن الاضطلاع بمهمتها. ولعل هذا ما عناه جابر بن حيان في كتابه الميزان حين قال: "إن تركيب الكلام يلزم أن يكون مساوياً لكل ما في العالم من نبات وحيوان وحجر". وقد جعل الدكتور زكي نجيب محمود مذهب العالمين فتجنشتين وبرتراند رسل وغيرهما من فلاسفة التحليل، في أن ما تقوم به اللغة في الأصل إنما هو ضرب من التصوير، جعل ذلك من قبيل مذهب ابن حيان هذا. (جابر بن حيان للدكتور زكي نجيب محمود –ص/112).‏
واللغة كائن حي، فلابد أن يغشاها ما يغشى الأحياء من تبدل وتطور تتجهز بهما لتكون أداة صادقة للتعبير، باللفظ والرمز والإيحاء، عن شؤون الحياة المتدفقة المتجددة وتصويرها. وبهذا يكون للمعاصرة من فصيح الكلام في كل ميدان، ما يدنو قليلاً أو كثيراً، من فصيح الأصالة، تبعاً لموضوع البحث.‏
خصائص اللغة العربية وسماتها 370772
*صيرورة العربية لغة الفكر المعاصر ومحاكاة الثقافة الغربية:‏
خصائص اللغة العربية وسماتها 370772
أقول إذا تسنى للعربية أن تكون لغة العصر فلا يعني ذلك أن يحاكي الفكر العربي الفكر الغربي في كل ميدان. فإذا التمس العرب من الغرب وسائله وطرائقه بل مناهجه ومستحدثاته المادية، فلابد أن يحتفظوا بقيمهم الروحية، ومُثُلهم الخلقية، وفيها الجوهر والأصالة.‏
وإذا أخذنا بمفهوم الحضارة عند بعض المتخصصين حين يقصرونها على الآلة والعلوم التقنية والكشوف والمخترعات، وكان محتوى الثقافة هو الفكر بمختلف وجوهه من لغة وعقيدة وأدب وتاريخ، أقول إذا أخذنا بمفهوم هؤلاء المتخصصين، بدا لنا أن ثقافة العرب إنما تتميز بطابع مزدوج واضح المعالم والملامح في الملاءمة بين الروح والمادة وبين العقل والضمير، على حين تتسم ثقافة الغرب بغلبة طابعها المادي. وإذا آل الأمر يوماً إلى حضارة عالمية مشابهة، فلابد أن تبقى ثقافتان. وإذا استيسر للعرب النقل والاقتباس من حضارة الغرب، فقد يتعذر عليهم النقل والاقتباس من ثقافة هؤلاء بالمحاكاة. وإذا تم بين العرب والغرب أخذ وعطاء في هذا الميدان، ففي القالب غالباً والشكل والإطار أكثر منه في اللباب والجوهر والمضمون. وإذا كنا لحضارة الغرب مستقبلين فنحن لثقافتهم متدبرون متبصرون، أكثر منا مضارعين محاكين، ولعل هذا هو النهج القويم. ولا يمنع ذلك من الحوار بين الثقافات، بل هو ضرورة لابد للإنسانية من تحقيقها. ويدخل في هذا الإطار ما عقد من الدراسات على ما أسموه (الأدب المقارن)، وهو يتناول (التأثيرات المتبادلة) بين آداب الشعوب، بل بين جوانب المعرفة المختلفة بين الشعوب، والكشف عن مدى التفاعل بين ثقافاتها، ومن ثم اقترح بعضهم الاستعاضة عن اصطلاح (الأدب المقارن) بالتفاعل المتبادل أو التأثير المتبادل بين الآداب والثقافات عامة. ولابد أن يسفر هذا عن دراسة التطور الاجتماعي التاريخي للإنسانية. وتمس الحاجة هنا إلى التمييز بين ما يعنيه التأثير، وما يعنيه الاقتباس والمحاكاة. وقد تجلت فعلاً (إيحاءات عربية إسلامية) في نتاج بعض أدباء العالم، لاسيما أدباء الروسية.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
خصائص اللغة العربية وسماتها
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» فوائد اللغة العربية
» من غرائب اللغة العربية..!!
» مكانة اللغة العربية
» غرائب اللغة العربية
» اللغة العربية في خطر أم في تطور؟

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: لغتنا الحبيبة-
انتقل الى: