أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط على زر التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط على زر التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 في ظلال آية ...

اذهب الى الأسفل 
+2
بنت الاطلس
ابو معاذ
6 مشترك
انتقل الى الصفحة : 1, 2, 3, 4, 5, 6, 7, 8, 9, 10  الصفحة التالية
كاتب الموضوعرسالة
ابو معاذ
مشرف الاقسام الدينية
ابو معاذ


عدد المساهمات : 260
العمر : 53
تاريخ التسجيل : 03/04/2009

في ظلال آية ... Empty
مُساهمةموضوع: في ظلال آية ...   في ظلال آية ... I_icon_minitimeالأربعاء 15 أبريل 2009 - 17:41

بسم الله الرحمن الرحيم

تعالوا بنا نعيش لحظة مع آية جليلة من كتاب ربنا جل جلاله ، ونتفيأ ظلالها عسانا أن نكون ممن يستظل بظلها ، تلكم هي قوله تعالى في سورة الزخرف في سياق الحديث عن الجنة التي يرثها عباد الله الصالحون
" وتلك الجنة التي أورثتموها بما كنتم تعملون ، لكم فيها فاكهة كثيرة منها تأكلون ."
والمعنى : وتلك الجنة الموصوفة بتلك الأوصاف الجليلة أعطيتموها بسبب أعمالكم الصالحة التي قدمتموها في الدنيا ، والتي كانت سببا في شمول رحمة الله إياكم ، فإنه لايدخل الجنة أحد بعمله ، ولكن برحمة الله وفضله وكرمه ، وإنما الدرجات ينال تفاوتها بحسب الأعمال الصالحات .
تلكم الجنة التي يقول ابن القيم رحمه الله في وصفها : فإن سألت عن أرضها وتربتها فهي المسك والزعفران
وإن سألت عن سقفها فهو عرش الرحمان ، وإن سألت عن حصبائها فهو اللؤلؤ والجوهر ،
وإن سألت عن بنائها فلبنة من فضة ولبنة من ذهب ،
وإن سألت عن أشجارها فما فيها شجرة إلا وساقها من ذهب وفضة لامن الحطب والخشب ،
وإن سألت عن ثمرها فأمثال القلال ألين من الزبد وأحلى من العسل ،
وإن سألت عن ورقها فأحسن مايكون من رقائق الحلل ،
وإن سألت عن أنهارها فأنهار من لبن لم يتغير طعمه وأنهار من خمر لذة للشاربين وأنهار من عسل مصفى
أسأل الله أن يجعلنا من أهل الجنة وأن يوفقنا للعمل الذي يقربنا إليه إنه ولي ذلك والقادر عليه
.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بنت الاطلس
مديرة المنتدى
بنت الاطلس


عدد المساهمات : 3905
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 24/03/2009

في ظلال آية ... Empty
مُساهمةموضوع: رد: في ظلال آية ...   في ظلال آية ... I_icon_minitimeالجمعة 17 أبريل 2009 - 16:58


في ظلال آية ... 14

جزيت كل الخير اخي ابو معاذ
وبارك الله فيك على هذه الاية وتفسيرها
ونسال الله ان يجعلنا من اهل الجنة
مع الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام
امين
دمت الف خير اخي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابو معاذ
مشرف الاقسام الدينية
ابو معاذ


عدد المساهمات : 260
العمر : 53
تاريخ التسجيل : 03/04/2009

في ظلال آية ... Empty
مُساهمةموضوع: رد: في ظلال آية ...   في ظلال آية ... I_icon_minitimeالسبت 25 أبريل 2009 - 8:07

بسم الله الرحمن الرحيم
نستظل في هذه اللحظة بظلال آية كريمة من كتاب الله عز وجل ، هي قوله تعالى في سورة الذاريات " فورب السماء والأرض إنه لحق مثل ماأنكم تنطقون " والآية الكريمة في مقام الامتنان والوعد والوعيد ، والمعنى : أقسم برب السماء والأرض إن ماتوعدون به من الرزق والبعث والنشورـ لحق كائن لامحالة مثل نطقكم ، فكما لاتشكون في نطقكم حين تنطقون فكذلك يجب أن لاتشكوا في الرزق والبعث والنشور ، وفي الحديث : *لو أن أحدكم فر من رزقه لتبعه كما يتبعه الموت *
وفي الآية الكريمة أكد الحق سبحانه وتعالى ماأخبر به من البعث وما خلق في السماء من الرزق ، وأقسم عليه بأنه لحق ثم أكده بقوله : " مثل ماأنكم تنطقون " ، ولذلك قال بعض الحكماء : كما أن كل إنسان ينطق بنفسه ولا يمكنه أن ينطق بلسان غيره ، فكذلك كل إنسان يأكل رزقه ولا يمكنه أن يأكل رزق غيره ،
وسمع أعرابي قارئا يقرأ هذه الآية الجليلة ، فصاح وقال : ياسبحان الله !من الذي أغضب الجليل حتى حلف ؟ Sad ألم يصدقوه في قوله حتى ألجئوه إلى اليمين ؟ Sad فقالها ثلاثا وخرجت بها نفسه
اللهم ارزقناقوة التوكل عليك، وقو عزائمنا على عمل الخير وخير العمل
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الاسطوره الخارقه
متعلم مبتدئ
متعلم مبتدئ
الاسطوره الخارقه


عدد المساهمات : 243
العمر : 40
تاريخ التسجيل : 03/04/2009

في ظلال آية ... Empty
مُساهمةموضوع: رد: في ظلال آية ...   في ظلال آية ... I_icon_minitimeالأربعاء 29 أبريل 2009 - 22:42

في ظلال آية ... 2

جزاك الله خيرا ونفع بك

وننتظر الكثير من شرح ايات الله

اللهم اجب دعاؤك وارقنا الفردوس الاعلى
في ظلال آية ... 60

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابو معاذ
مشرف الاقسام الدينية
ابو معاذ


عدد المساهمات : 260
العمر : 53
تاريخ التسجيل : 03/04/2009

في ظلال آية ... Empty
مُساهمةموضوع: رد: في ظلال آية ...   في ظلال آية ... I_icon_minitimeالخميس 30 أبريل 2009 - 11:21

شكرا لك أختي هدولا على مرورك العبق ،
جعلنا الله جميعا ممن يرثون الفردوس إن شاء الله ،
وتبشرهم الملائكة بقولهم " ادخلوا الجنة لاخوف عليكم اليوم ولا أنتم تحزنون "
مع خالص التحيات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابو معاذ
مشرف الاقسام الدينية
ابو معاذ


عدد المساهمات : 260
العمر : 53
تاريخ التسجيل : 03/04/2009

في ظلال آية ... Empty
مُساهمةموضوع: رد: في ظلال آية ...   في ظلال آية ... I_icon_minitimeالسبت 2 مايو 2009 - 17:24

بسم الله الرحمن الرحيم

يقول الله عزوجل : إنما حرم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير..
هذه الآية الكريمة من سورة البقرةجاءت في سياق الحديث عن أمر الله لعباده بأكل الطيبات
، ووجوب شكر المنعم المتفضل بها عليهم ، فقال: " إنما حرم عليكم .... الآية "وربنا جل في علاه ماحرم شيئا إلا وفيه مصلحة للعباد في المعاش والمعاد
ونركز حديثنا في ظلال هذه الآية عن قضية لحم الخنزير الذي أصبح محطة حديث الناس اليوم ،
وحل وباء خطيرا فتاكا يدب في الأجسام وينتشر فيها انتشار النار في الهشيم ، ووقف الأطباء حيارى أمام هذا الداء الذي يخترق الحدود والآفاق بدون استئذان .
فلما سمعنا منذ أيام خلت عن الأزمة الاقتصادية والمالية العالمية نتيجة التعامل بالربا والحرب على الله تعالى بها ، تطلعنا آيات الله تتلى مرة أخرى عن هذا المرض الفتاك المسمى بــ : أنفلونزا الخنازير ، والخنزير بذاته منفر للطبع النظيف القويم ، فلا غرابة أن تحرمه شريعتنا منذ ذلك الأمد الطويل ، ليكشف علم الناس اليوم أن في لحمه ودمه وأمعائه دودة شديدة الخطورة ــ الدودة الشريطية وبويضاتها المتكسية ــ
وقد قال قوم إن وسائل الطهو الحديثة قد تقدمت فلم تعد هذه الديدان وبويضاتها مصدر خطر لأن إبادتها مضمونة بالحرارة العالية التي توافرها وسائل الطهو الحديثة ... وينسى هؤلاء الناس أن علمهم قد احتاج إلى قرون طويلة ليكشف آفة واحدة ،
فمن ذا الذي يجزم بأن ليس هناك آفات أخرى في لحم الخنزير لم يكشف بعد عنها ؟
أفلا تستحق شريعتنا الغراء التي سبقت هذا العلم البشري بعشرات القرون أن نثق بها ؟
وندع كلمة الفصل لها ، ونحرم ماحرمت ونحلل ماحللت ، وهي من لدن حكيم خبير !!
وصدق الله العظيم حيث يقول : " سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق ، أولم يكف بربك أنه على كل شيء شهيد ؟ ألا إنهم في مرية من لقاء ربهم ،
ألاإنه بكل شيء محيط "
والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لايعلمون ،
قل صدق الله ، ومن أصدق من الله قيلا ؟
ومن أصدق من الله حديثا ، وصدق الله ورسوله والمؤمنون
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الاسطوره الخارقه
متعلم مبتدئ
متعلم مبتدئ
الاسطوره الخارقه


عدد المساهمات : 243
العمر : 40
تاريخ التسجيل : 03/04/2009

في ظلال آية ... Empty
مُساهمةموضوع: رد: في ظلال آية ...   في ظلال آية ... I_icon_minitimeالإثنين 4 مايو 2009 - 1:32

آمنت بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا

اشهد ان لا اله الا الله

وان محمد رسول الله

مشكور على الموضوع الذى تحوى مفرداته تأملات لاتكفيها الساعات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بنت الاطلس
مديرة المنتدى
بنت الاطلس


عدد المساهمات : 3905
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 24/03/2009

في ظلال آية ... Empty
مُساهمةموضوع: رد: في ظلال آية ...   في ظلال آية ... I_icon_minitimeالخميس 25 يونيو 2009 - 7:20


في ظلال آية ... 14

في ظلال آية ... 835929
{إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ. وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ. يَصْلَوْنَهَا يَوْمَ الدِّينِ. وَمَا هُمْ عَنْهَا بِغَائِبِينَ}
في ظلال آية ... 835929

إنه مصير مؤكد ، وعاقبة مقررة . أن ينتهي الأبرار إلى النعيم . وأن ينتهي الفجار إلى الجحيم . والبر هو الذي يأتي أعمال البر حتى تصبح له عادة وصفة ملازمة . وأعمال البر هي كل خير على الإطلاق .. كما أن الصفة التي تقابلها : ( الفجار ) فيها سوء الأدب والتوقح في مقارفة الإثم والمعصية . والجحيم هي كفء للفجور ! ثم يزيد حالهم فيها ظهورا .. ( يصلونها يوم الدين ) .. ويزيدها توكيدا وتقريرا : ( وما هم عنها بغائبين ) لا فرارا ابتداء . ولا خلاصا بعد الوقوع فيها ولو إلى حين
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بنت الاطلس
مديرة المنتدى
بنت الاطلس


عدد المساهمات : 3905
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 24/03/2009

في ظلال آية ... Empty
مُساهمةموضوع: رد: في ظلال آية ...   في ظلال آية ... I_icon_minitimeالجمعة 26 يونيو 2009 - 5:58

في ظلال آية ... 14

في ظلال آية ... 835929
{وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ. ثُمَّ مَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ. يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِّنَفْسٍ شَيْئًا وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ}
في ظلال آية ... 835929

لما كان يوم الدين هو موضع التكذيب ، فإنه يعود إليه بعد تقرير ما يقع فيه . يعود إليه ليقرر حقيقته الذاتية في تضخيم وتهويل بالتجهيل وبما يصيب النفوس فيه من عجز كامل وتجرد من كل شبهة في عون أو تعاون . وليقرر تفرد الله بالأمر في ذلك اليوم العصيب : ( وما أدراك ما يوم الدين ؟ ثم ما أدراك ما يوم الدين ؟ يوم لا تملك نفس لنفس شيئا ، والأمر يومئذ لله ) .. والسؤال للتجهيل مألوف في التعبير القرآني . وهو يوقع في الحس أن الأمر أعظم جدا وأهول جدا من أن يحيط به إدراك البشر المحدود .. وتكرار السؤال يزيد في الاستهوال ..ثم يجيء البيان بما يتناسق مع هذا التصوير : ( يوم لا تملك نفس لنفس شيئا ) .. فهو العجز الشامل . وهو الشلل الكامل ..( والأمر يومئذ لله ) .. يتفرد به سبحانه . وهو المتفرد بالأمر في الدنيا والآخرة . ولكن في هذا اليوم - يوم الدين - تتجلى هذه الحقيقة التي قد يغفل عنها في الدنيا الغافلون المغرورون.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بنت الاطلس
مديرة المنتدى
بنت الاطلس


عدد المساهمات : 3905
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 24/03/2009

في ظلال آية ... Empty
مُساهمةموضوع: رد: في ظلال آية ...   في ظلال آية ... I_icon_minitimeالسبت 27 يونيو 2009 - 4:38


في ظلال آية ... 14

في ظلال آية ... 835929
{وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ. الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُواْ عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ. وَإِذَا كَالُوهُمْ أَو وَّزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ. أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُم مَّبْعُوثُونَ. لِيَوْمٍ عَظِيمٍ. يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ}
في ظلال آية ... 835929

تبدأ السورة بالحرب يعلنها الله على المطففين : ( ويل للمطففين ) .. والويل : الهلاك ..( الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون . وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون ) .. فهم الذين يتقاضون بضاعتهم وافية إذا كانوا شراة . ويعطونها للناس ناقصة إذا كانوا بائعين .. ثم تعجب الآيات الثلاثة التالية من أمر المطففين ، الذين يتصرفون كأنه ليس هناك حساب على ما يكسبون في الحياة الدنيا ، وكأن ليس هناك موقف جامع بين يدي الله في يوم عظيم يتم فيه الحساب والجزاء أمام العالمين Sad ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون ليوم عظيم ؟ يوم يقوم الناس لرب العالمين ؟ ) .. والتصدي لشأن المطففين بهذا الأسلوب في سورة مكية أمر يلفت النظر . فالسورة المكية عادة توجه اهتمامها إلى أصول العقيدة الكلية : كتقرير وحدانية الله.. وكحقيقة الوحي والنبوة .. وكحقيقة الآخرة والحساب والجزاء . مع العناية بتكوين الحاسة الأخلاقية في عمومها ، وربطها بأصول العقيدة . أما التصدي لمسألة بذاتها من مسائل الأخلاق - كمسألة التطفيف في الكيل والميزان - والمعاملات بصفة عامة ، فأمر جاء متأخرا في السورة المدنية عند التصدي لتنظيم حياة المجتمع في ظل الدولة الإسلامية ، وفق المنهج الإسلامي ، الشامل للحياة .. ومن ثم فإن التصدي لهذا الأمر بذاته في هذه السورة المكية أمر يستحق الانتباه . وهو يشي بعدة دلالات متنوعة : إنه يدل أولا على أن الإسلام كان يواجه في البيئة المكية حالة صارخة من هذا التطفيف يزاولها الكبراء ، الذين كانوا في الوقت ذاته هم أصحاب التجارات الواسعة ، التي تكاد تكون احتكارا ... استحقت هذه اللفتة المبكرة . كما أن هذه اللفتة المبكرة في البيئة المكية تشي بطبيعة هذا الدين ؛ وشمول منهجه للحياة الواقعية وشؤونها العملية ؛ وإقامتها على الأساس الأخلاقي العميق الأصيل في طبيعة هذا المنهج الإلهي القويم . فقد كره هذه الحالة الصارخة من الظلم والانحراف الأخلاقي في التعامل . وهو لم يتسلم بعد زمام الحياة الاجتماعية ، لينظمها وفق شريعته بقوة القانون وسلطان الدولة . ومن ثم ندرك طرفا من الأسباب الحقيقية التي جعلت كبراء قريش يقفون في وجه الدعوة الإسلامية هذه الوقفة العنيدة . فهم كانوا يدركون - ولا ريب - أن هذا الأمر الجديد الذي جاءهم به محمد ليس مجرد عقيدة تكمن في الضمير .. كلا . لقد كانوا يدركون أن هذه العقيدة تعني منهجا يحطم كل أساس الجاهلية التي تقوم عليها أوضاعهم ومصالحهم ومراكزهم .. ومن ثم شنوا عليها تلك الحرب التي لم تضع أوزارها لا قبل الهجرة ولا بعدها . الحرب التي تمثل الدفاع عن أوضاعهم كلها في وجه الأوضاع الإسلامية . ( ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون ليوم عظيم ؟ يوم يقوم الناس لرب العالمين ؟ ) .. وإن أمرهم لعجيب . فإن مجرد الظن بالبعث لذلك اليوم العظيم . يوم يقوم الناس متجردين لرب العالمين .. إن مجرد الظن بأنهم مبعوثون لذلك اليوم كان يكفي ليصدهم عن التطفيف ، وأكل أموال الناس بالباطل .. ولكنهم ماضون في التطفيف كأنهم لا يظنون أنهم مبعوثون ! وهو أمر عجيب ، وشأن غريب !
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بنت الاطلس
مديرة المنتدى
بنت الاطلس


عدد المساهمات : 3905
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 24/03/2009

في ظلال آية ... Empty
مُساهمةموضوع: رد: في ظلال آية ...   في ظلال آية ... I_icon_minitimeالأحد 28 يونيو 2009 - 8:23


في ظلال آية ... 14

في ظلال آية ... 835929
{كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ. وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ. كِتَابٌ مَّرْقُومٌ يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ. إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ. عَلَى الْأَرَائِكِ يَنظُرُونَ. تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ. يُسْقَوْنَ مِن رَّحِيقٍ مَّخْتُومٍ. خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ }
في ظلال آية ... 835929

كلمة ( كلا ) تجيء في صدر هذا المقطع زجرا عما ذكر قبله من التكذيب . ثم يبدأ الحديث عن الأبرار في حزم وفي توكيد . فإذا كان كتاب الفجار في ( سجين ) فإن كتاب الأبرار في ( عليين ) ... والأبرار هم الطائعون الفاعلون كل خير . وهم يقابلون الفجار العصاة المتجاوزين لكل حد .. ولفظ ( عليين ) يوحي بالعلو والارتفاع مما قد يؤخذ منه أن ( سجين ) يفيد الانحطاط والسفول . ثم يعقب عليه بسؤال التجهيل والتهويل المعهود : ( وما أدراك ما عليون ؟ ) .. فهو أمر فوق العلم والإدراك ! ويعود إلى تقرير حقيقة كتاب الأبرار .. فهو ( كتاب مرقوم يشهده المقربون ) وقدسبق ذكر معنى مرقوم . ويضاف إليه هنا أن الملائكة المقربين يشهدون هذا الكتاب ويرونه .. فهو موضع مشاهدة المقربين من الملائكة ، ومتعتهم بما فيه من كرائم الأفعال والصفات. ثم يذكر حال الأبرار أنفسهم ، أصحاب هذا الكتاب الكريم . ويصف ما هم فيه من نعيم في ذلك اليوم العظيم : ( إن الأبرار لفي نعيم ).. يقابل الجحيم الذي ينتهي إليه الفجار ..( على الأرائك ينظرون ) أي إنهم في موضع التكريم ، ينظرون حيث يشاءون ، لا يغضون من مهانة ، ولا يشغلون عن النظر من مشقة .. وهم على الأرائك. وهم في هذا النعيم ناعمو النفوس والأجسام ، تفيض النضرة على وجوههم وملامحهم حتى ليراها كل راء : ( تعرف في وجوههم نضرة النعيم ) .. ( يسقون من رحيق مختوم ختامه مسك ) .. والرحيق الشراب الخالص المصفى ، الذي لا غش فيه ولا كدرة . ووصفه بأنه مختوم ختامه مسك ، قد يفيد أنه معد في أوانيه ، وأن هذه الأواني مقفلة مختومة ، تفض عند الشراب ، وهذا يلقي ظل الصيانة والعناية . وقبل أن يتم وصف الشراب .. يلقي بهذا الإيقاع ، وبهذا التوجيه : ( وفي ذلك فليتنافس المتنافسون ) .. وهو إيقاع عميق يدل على كثير : إن أولئك المطففين .. إنما يتنافسون في مال أو متاع من متاع الأرض الزهيد . يريد كل منهم أن يسبق إليه ، وأن يحصل على أكبر نصيب منه . ومن ثم يظلم ويفجر ويأثم ويرتكب ما يرتكب في سبيل متاع من متاع الأرض زائل .. وما في هذا العرض القريب الزهيد ينبغي التنافس . إنما يكون التنافس في ذلك النعيم وفي ذلك التكريم : ( وفي ذلك فليتنافس المتنافسون ) .. فهو مطلب يستحق المنافسة ، وهو أفق يستحق السباق ، وهو غاية تستحق الغلاب . والتنافس في نعيم الآخرة لا يدع الأرض خرابا بلقعا كما قد يتصور بعض المنحرفين . إنما يجعل الإسلام الدنيا مزرعة الآخرة ، ويجعل القيام بخلافة الأرض بالعمار مع الصلاح والتقوى وظيفة المؤمن الحق . على أن يتوجه بهذه الخلافة إلى الله ، ويجعل منها عبادة له تحقق غاية وجوده .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بنت الاطلس
مديرة المنتدى
بنت الاطلس


عدد المساهمات : 3905
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 24/03/2009

في ظلال آية ... Empty
مُساهمةموضوع: رد: في ظلال آية ...   في ظلال آية ... I_icon_minitimeالإثنين 29 يونيو 2009 - 7:30


في ظلال آية ... 14

في ظلال آية ... 835929
{فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ. فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا. وَيَنقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُورًا. وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاء ظَهْرِهِ. فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُورًا. وَيَصْلَى سَعِيرًا. إِنَّهُ كَانَ فِي أَهْلِهِ مَسْرُورًا. إِنَّهُ ظَنَّ أَن لَّن يَحُورَ. بَلَى إِنَّ رَبَّهُ كَانَ بِهِ بَصِيرًا}
في ظلال آية ... 835929

إن الذي يؤتى كتابه بيمينه هو المرضي السعيد ، الذي آمن وأحسن ، فرضي الله عنه وكتب له النجاة . وهو يحاسب حسابا يسيرا . فلا يناقش ولا يدقق معه في الحساب . والذي يصور ذلك هو الآثار الواردة عن الرسول وفيها غناء .. عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: قال رسول الله: من نوقش الحساب عذب قالت: قلت: أفليس قال الله تعالى: ( فسوف يحاسب حسابا يسيرا ) . قال : ليس ذلك بالحساب ، ولكن ذلك العرض . من نوقش الحساب يوم القيامة عذب .. وعنها كذلك قالت : سمعت رسول الله يقول في بعض صلاته : اللهم حاسبني حسابا يسيرا .. فلما انصرف قلت : يا رسول الله ، ما الحساب اليسير ؟ قال : أن ينظر في كتابه فيتجاوز له عنه . من نوقش الحساب يا عائشة يومئذ هلك .. فهذا هو الحساب اليسير الذي يلقاه من يؤتى كتابه بيمينه .. ثم ينجو ( وينقلب إلى أهله مسرورا ) .. من الناجين الذين سبقوه إلى الجنة . وهو وضع يقابل وضع المعذب الهالك المأخوذ بعمله السيء ، الذي يؤتى كتابه وهو كاره : ( وأما من أوتي كتابه وراء ظهره فسوف يدعو ثبورا . ويصلى سعيرا ) .. فهذه صورة جديدة : صورة إعطاء الكتاب من وراء الظهر . وليس يمتنع أن يكون الذي يعطى كتابه بشماله يعطاه كذلك من وراء ظهره . فهي هيئة الكاره المكره الخزيان من المواجهة . فهذا التعيس الذي قضى حياته في الأرض كدحا ، وقطع طريقه إلى ربه كدحا - ولكن في المعصية والإثم والضلال - يعرف نهايته ، ويواجه مصيره .. فيدعو ثبورا ، وينادي الهلاك لينقذه مما هو مقدم عليه من الشقاء . وحين يدعو الإنسان بالهلاك لينجو به ، يكون في الموقف الذي ليس بعده ما يتقيه . حتى ليصبح الهلاك أقصى أمانيه .. ( ويصلى سعيرا ) .. وهذا هو الذي يدعو الهلاك لينقذه منه .. وهيهات هيهات ! وأمام هذا المشهد التعيس يكر السياق راجعا إلى ماضي هذا الشقي الذي انتهى به إلى هذا الشقاء .. ( إنه كان في أهله مسرورا . إنه ظن أن لن يحور ) .. وذلك كان في الدنيا ..( إنه كان في أهله مسرورا ) .. غافلا عما وراء اللحظة الحاضرة ؛ لاهيا عما ينتظره في الدار الآخرة ، لا يحسب لها حسابا ولا يقدم لها زادا .. ( إنه ظن أن لن يحور ) إلى ربه ، ولن يرجع إلى بارئه ، ولو ظن الرجعة في نهاية المطاف لاحتقب بعض الزاد ولادخر شيئا للحساب ! ( بلى إن ربه كان به بصيرا ) .. إنه ظن أن لن يحور . ولكن الحقيقة أن ربه كان مطلعا على أمره ، محيطا بحقيقته ، عالما بحركاته وخطواته .. وكذلك كان ، حين انتهى به المطاف إلى هذا المقدور في علم الله .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بنت الاطلس
مديرة المنتدى
بنت الاطلس


عدد المساهمات : 3905
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 24/03/2009

في ظلال آية ... Empty
مُساهمةموضوع: رد: في ظلال آية ...   في ظلال آية ... I_icon_minitimeالأربعاء 1 يوليو 2009 - 7:34


في ظلال آية ... 14

في ظلال آية ... 835929
{قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ. النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ. إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ. وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ. وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَن يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ. الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ}
في ظلال آية ... 835929

تبدأ الإشارة إلى الحادث بإعلان النقمة على أصحاب الأخدود : ( قتل أصحاب الأخدود ) .. وهي كلمة تدل على الغضب .. كما تدل على شناعة الذنب الذي يثير غضب الحليم ، ونقمته ، ووعيده بالقتل لفاعليه ثم يجيء تفسير الأخدود : ( النار ذات الوقود ) والأخدود : الشق في الأرض . وكان أصحابه قد شقوه وأوقدوا فيه النار حتى ملأوه نارا. ( إذ هم عليها قعود . وهم على ما يفعلون بالمؤمنين شهود ) .. وهو تعبير يصور موقفهم ومشهدهم ، وهم يوقدون النار ، ويلقون بالمؤمنين والمؤمنات فيها وهم قعود على النار ، قريبون من عملية التعذيب البشعة ، يشاهدون التعذيب وفعل النار في الأجسام في لذة وسعار . وما كان للمؤمنين من ذنب عندهم ولا ثأر : ( وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد . الذي له ملك السماوات والأرض . والله على كل شيء شهيد ) .. فهذه جريمتهم أنهم آمنوا بالله ، العزيز : القادر على ما يريد ، الحميد : المستحق للحمد في كل حال .. وهو وحده الذي له ملك السماوات والأرض وهو يشهد كل شيء .. ثم هو الشهيد على ما كان من أمر المؤمنين وأصحاب الأخدود .. وهذه لمسة تطمئن قلوب المؤمنين ، وتهدد العتاة المتجبرين . فالله كان شهيدا . وكفى بالله شهيدا . وتنتهي رواية الحادث في هذه الآيات القصار ، التي تملأ القلب بشحنة من الكراهية لبشاعة الفعلة وفاعليها .. كذلك تنتهي رواية الحادث وقد ملأت القلب بالروعة . روعة الإيمان المستعلي على الفتنة ، والعقيدة المنتصرة على الحياة .. فقد كان في مكنة المؤمنين أن ينجوا بحياتهم في مقابل الهزيمة لإيمانهم . ولكن كم كانوا يخسرون هم أنفسهم في الدنيا قبل الآخرة ؟ وكم كانت البشرية كلها تخسر ؟ كم كانوا يخسرون وهم يقتلون هذا المعنى الكبير : معنى زهادة الحياة بلا عقيدة ، وبشاعتها بلا حرية ، وانحطاطها حين يسيطر الطغاة على الأرواح بعد سيطرتهم على الأجساد ! إنه معنى كريم جدا ومعنى كبير جدا هذا الذي ربحوه وهم بعد في الأرض . ربحوه وهم يجدون مس النار فتحترق أجسادهم ، وينتصر هذا المعنى الكريم الذي تزكيه النار ؟ وبعد ذلك لهم عند ربهم حساب ، ولأعدائهم الطاغين حساب.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بنت الاطلس
مديرة المنتدى
بنت الاطلس


عدد المساهمات : 3905
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 24/03/2009

في ظلال آية ... Empty
مُساهمةموضوع: رد: في ظلال آية ...   في ظلال آية ... I_icon_minitimeالخميس 2 يوليو 2009 - 17:23

في ظلال آية ... 14

في ظلال آية ... 835929
أَفَلاَ يَتُوبُونَ إِلَى الله ويَستَغفِرونَهُ واللهُ غَفُورُ رَحيمٌ).
في ظلال آية ... 835929

الدلائل على حب الله تعالى لعباده في القرآن الكريم لا تحصى وأهمها : قبوله تعالى توبة العصاة ، والتجاوزعن سيئاتهم، والإنعام بالرضا، والحب بعد الغضب، ومن ذلك قوله تعالى : (وأن استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يمتعكم متاعا حسنا إلى أجل مسمى ويؤت كل ذي فضل فضله). (ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما) . (يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم). إلى آيات كثيرة تدعو الخاطئين إلى رحاب الله الودود الرحيم التواب الغفور، بعد ما بارزوه بالعصيان فسبحانه من متفضل منعم في حالي الطاعة والعصيان.
لقد علم الله الإنسان كلمات التوبة وأعمالها بعد أن عصاه: (فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيهِ). فلا رحمة ولا مودة أعظم من ذلك، وما زال الرحمن الرحيم يبسط يديه إلى عباده ليقبل عنهم التوبة حبا لهم، وهو غني عنهم، بل التوبة والإيمان والعمل الصالح باب فلاح العبد في الدنيا والآخرة.

قال رجال السلوك: التوبة أول منزلة من منازل السالكين، وأول مقام من مقامات الطالبين.
وهي في لغة العرب: الرجوع. يقال: تاب، أي رجع.
فالتوبة: الرجوع عما كان مذموماً في الشرع إلى ما هو محمود فيه. وأجمع العلماء على أن التوبة واجبة من كل ذنب. فإن كانت معصية بين العبد وبين الله تعالى، ولا تتعلق بحق آدمي، فلها شروط ثلاثة:
-أحدها: أن يقلع عن المعصية.
-الثاني: أن يندم فعلها.
-الثالث: أن يندم على ألا يعود إليها أبدا.
فإن كانت معصية تتعلق بحق آدمي فشروطها أربعة: هذه الثلاثة المتقدمة.
- والرابع: أن يبرأ من حق صاحبها. فإن كان مالا، أو نحوه رده إليه. وإن كان غيبة استحله منها. وإن كان حد قذف، أو نحوه مكنه من القصاص أو طلب عفوه. والتوبة واجبة على الفور من جميع الذنوب، فإن تاب من بعضها صحت توبته مما تاب منه، وبقي عليه ما لم يتب منه.
فسبحان من يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بنت الاطلس
مديرة المنتدى
بنت الاطلس


عدد المساهمات : 3905
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 24/03/2009

في ظلال آية ... Empty
مُساهمةموضوع: رد: في ظلال آية ...   في ظلال آية ... I_icon_minitimeالسبت 4 يوليو 2009 - 5:27

في ظلال آية ... 14

في ظلال آية ... 835929
{فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ}
في ظلال آية ... 835929

إن العلم بلا إله إلا الله ليس سهلا كما يبدو، بل هو من أصول السلوك. فهو يقتضي أن يسلك المؤمن في حياته موقنا أنه لا نافع ولا ضار سواه، ولا يتوكل على أحد سواه، ولا يجزع إن قضى عليه بما لا يوافق هواه، ويوقن أن كل ما يرد عليه من القضاء فإنما هو خير . {وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ} أخرج الترمذي عن أنس بن مالك قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: قال الله تبارك وتعالى: (يا بن آدم، إِنَّك مَا دَعَوتَني ورَجوتَني غفرتُ لك على ما كان منك ولا أُبالي. يا بن آدم، لو بلَغت بك ذُنُوبُكَ عَنَانَ السَّمَاءِ ثم استغفرتني غفرت لك على ما كان منك ولا أُبالي. يا بن آدم، لو أَتَيتَني بِقُرَاب الأَرض خطايا، ثم لقيتَني لا تشرك بي شيئاً أَتيتُك بقُرابِها مغفرة). وتلك المغفرة لأهل الدعاء والاستغفار والبراءة من الشرك الظاهر والخفي.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بنت الاطلس
مديرة المنتدى
بنت الاطلس


عدد المساهمات : 3905
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 24/03/2009

في ظلال آية ... Empty
مُساهمةموضوع: رد: في ظلال آية ...   في ظلال آية ... I_icon_minitimeالأحد 5 يوليو 2009 - 5:50


في ظلال آية ... 14

في ظلال آية ... 835929
{أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ. فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ. وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ. فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ. الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ. الَّذِينَ هُمْ يُرَاؤُونَ. وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ}
في ظلال آية ... 835929

إن هذه السورة الصغيرة ذات الآيات السبع القصيرة تعالج حقيقة ضخمة تكاد تبدل المفهوم السائد للإيمان والكفر تبديلا كاملا . فهذا الدين ليس دين مظاهر وطقوس ؛ ولا تغني فيه مظاهر العبادات والشعائر ، ما لم تكن صادرة عن إخلاص لله وتجرد ، مؤدية بسبب هذا الإخلاص إلى آثار في القلب تدفع إلى العمل الصالح ، وتتمثل في سلوك تصلح به حياة الناس في هذه الأرض وترقى . إن حقيقة الإيمان حين تستقر في القلب تتحرك من فورها .. لكي تحقق ذاتها في عمل صالح. فإذا لم تتخذ هذه الحركة فهذا دليل على عدم وجودها أصلا . وهذا ما تقرره هذه السورة نصا . ( أرأيت الذي يكذب بالدين ؟ فذلك الذي يدع اليتيم ، ولا يحض على طعام المسكين ) إنها تبدأ بهذا الاستفهام الذي يوجه كل من تتأتى منه الرؤية ليرى : (أرأيت الذي يكذب بالدين) وينتظر من يسمع هذا الاستفهام ليرى إلى أين تتجه الإشارة وإلى من تتجه ؟ ومن هو هذا الذي يكذب بالدين ، والذي يقرر القرآن أنه يكذب بالدين .. وإذا الجواب : (فذلك الذي يدع اليتيم . ولا يحض على طعام المسكين )! إن الذي يكذب بالدين هو الذي يدفع اليتيم دفعا بعنف - أي الذي يهين اليتيم ويؤذيه . والذي لا يحض على طعام المسكين ولا يوصي برعايته . فلو صدق بالدين حقا ، ولو استقرت حقيقة التصديق في قلبه ما كان ليدع اليتيم ، وما كان ليقعد عن الحض على طعام المسكين . ( فويل للمصلين ، الذين هم عن صلاتهم ساهون ، الذين هم يراءون ويمنعون الماعون ) إنه دعاء أو وعيد بالهلاك للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون .. فمن هم هؤلاء الذين هم عن صلاتهم ساهون ! إنهم ( الذين يراءون ويمنعون الماعون ) .. إنهم أولئك الذين يصلون ، ولكنهم لا يقيمون الصلاة . الذين يؤدون حركات الصلاة ، وينطقون بأدعيتها ، ولكن قلوبهم لا تعيش معها ، ولا تعيش بها ، وأرواحهم لا تستحضر حقيقة الصلاة وحقيقة ما فيها من قراءات ودعوات وتسبيحات . إنهم يصلون رياء للناس لا إخلاصا لله . ومن ثم هم ساهون عن صلاتهم وهم يؤدونها . ساهون عنها لم يقيموها . والمطلوب هو إقامة الصلاة لا مجرد أدائها . وإقامتها لا تكون إلا باستحضار حقيقتها والقيام لله وحده بها . ومن هنا لا تنشئ الصلاة في نفوس هؤلاء المصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون . فهم يمنعون الماعون .. يمنعون الماعون عن عباد الله . ولو كانوا يقيمون الصلاة حقا لله ما منعوا العون عن عباده ، فهذا هو محك العبادة الصادقة المقبولة عند الله .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بنت الاطلس
مديرة المنتدى
بنت الاطلس


عدد المساهمات : 3905
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 24/03/2009

في ظلال آية ... Empty
مُساهمةموضوع: رد: في ظلال آية ...   في ظلال آية ... I_icon_minitimeالإثنين 6 يوليو 2009 - 15:14


في ظلال آية ... 14

في ظلال آية ... 835929
{قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ. لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ. وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ. وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَّا عَبَدتُّمْ. وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ. لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ}
في ظلال آية ... 835929

لم يكن العرب يجحدون الله ولكن كانوا لا يعرفونه بحقيقته التي وصف بها نفسه: أحد، صمد . فكانوا يشركون به ولا يقدرونه حق قدره ، ولا يعبدونه حق عبادته .. ولكنهم مع إيمانهم بالله كان هذا الشرك يفسد عليهم تصورهم كما كان يفسد عليهم تقاليدهم وشعائرهم ، فيجعلون للآلهة المدعاة نصيبا في زرعهم وأنعامهم ونصيبا في أولادهم . حتى ليقتضي هذا النصيب أحيانا التضحية بأبنائهم . وكانوا يعتقدون أنهم على دين إبراهيم ، وأنهم أهدى من أهل الكتاب ، الذين كانوا يعيشون معهم في الجزيرة العربية .. فلما جاءهم محمد صلى الله عليه وسلم يقول : إن دينه هو دين إبراهيم - عليه السلام - قالوا : نحن على دين إبراهيم فما حاجتنا إذن إلى ترك ما نحن عليه واتباع محمد ؟! وفي الوقت ذاته راحوا يحاولون مع الرسول خطة وسطا بينهم وبينه ؛ وعرضوا عليه أن يسجد لآلهتهم مقابل أن يسجدوا هم لإلهه ! وأن يسكت عن عيب آلهتهم وعبادتها ، وله فيهم وعليهم ما يشترط .. ولعل اختلاط تصوراتهم ، واعترافهم بالله مع عبادة آلهة أخرى معه .. لعل هذا كان يشعرهم أن المسافة بينهم وبين محمد قريبة ، يمكن التفاهم عليها .. والالتقاء في منتصف الطريق . ولحسم هذه الشبهة ، وقطع الطريق على المحاولة ، والمفاصلة الحاسمة بين عبادة وعبادة ، ومنهج ومنهج ، وتصور وتصور ، وطريق وطريق .. نزلت هذه السورة . بهذا الجزم . ولهذا التوكيد . وبهذا التكرار . لتنهي كل قول ، وتقطع كل مساومة وتفرق نهائيا بين التوحيد والشرك ، وتقيم المعالم واضحة ، لا تقبل المساومة والجدل في قليل ولا كثير : ( قل يا أيها الكافرون . لا أعبد ما تعبدون ، ولا أنتم عابدون ما أعبد ، ولا أنا عابد ما عبدتم ، ولا أنتم عابدون ما أعبد . لكم دينكم ولي دين ) . إن الجاهلية جاهلية ، والإسلام إسلام . والفارق بينهما بعيد . والسبيل هو الخروج عن الجاهلية بجملتها إلى الإسلام بجملته . هو الانسلاخ من الجاهلية بكل ما فيها والهجرة إلى الإسلام بكل ما فيه .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بنت الاطلس
مديرة المنتدى
بنت الاطلس


عدد المساهمات : 3905
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 24/03/2009

في ظلال آية ... Empty
مُساهمةموضوع: رد: في ظلال آية ...   في ظلال آية ... I_icon_minitimeالأربعاء 8 يوليو 2009 - 6:25


في ظلال آية ... 14

في ظلال آية ... 835929
{إِذَا جَاء نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ. وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا. فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا}
في ظلال آية ... 835929

هذه السورة الصغيرة .. كما تحمل البشرى لرسول الله صلى الله عليه وسلم بنصر الله والفتح ودخول الناس في دين الله أفواجا ؛ وكما توجهه حين يتحقق نصر الله وفتحه واجتماع الناس على دينه إلى التوجه إلى ربه بالتسبيح والحمد والاستغفار .. كما تحمل إلى الرسول البشرى والتوجيه .. تكشف في الوقت ذاته عن طبيعة هذه العقيدة وحقيقة هذا المنهج ، ومدى ما يريد أن يبلغ بالبشرية من الرفعة والكرامة .. والانطلاق والتحرر .
( إذا جاء نصر الله ... ) .. فهو نصر الله يجيء به الله : في الوقت الذي يقدره . في الصورة التي يريدها . للغاية التي يرسمها . وليس للنبي ولا لأصحابه من أمره شيء ، وليس لهم في هذا النصر يد .
إنما هو أمر الله يحققه بهم أو بدونهم . وبناء على هذا الإيحاء .. يتحدد شأن الرسول ومن معه بإزاء تكريم الله لهم ، وإكرامهم بتحقيق نصره على أيديهم . إن شأنه - ومن معه - هو الاتجاه إلى الله بالتسبيح وبالحمد والاستغفار في لحظة الانتصار .
التسبيح والحمد على ما أولاهم من منة بأن جعلهم أمناء على دعوته حراسا لدينه . وعلى ما أولى البشرية كلها من رحمة بنصره لدينه ، وفتحه على رسوله ودخول الناس أفواجا في هذا الخير الفائض العميم ، بعد العمى والضلال والخسران .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بنت الاطلس
مديرة المنتدى
بنت الاطلس


عدد المساهمات : 3905
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 24/03/2009

في ظلال آية ... Empty
مُساهمةموضوع: رد: في ظلال آية ...   في ظلال آية ... I_icon_minitimeالخميس 9 يوليو 2009 - 6:34



في ظلال آية ... 14

في ظلال آية ... 835929
{تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ. مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ. سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ. وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ. فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِّن مَّسَدٍ}
في ظلال آية ... 835929

أبو لهب – [ واسمه عبد العزى بن عبد المطلب ] - هو عم النبي وإنما سمي أبو لهب بهذ الاسم لإشراق وجهه ، وكان هو وامرأته "أم جميل" من أشد الناس إيذاء لرسول الله صلى الله عليه وسلم وللدعوة التي جاء بها .. ولقد اتخذ أبو لهب موقفه هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ اليوم الأول للدعوة . و نزلت هذه السورة ترد على هذه الحرب المعلنة من أبي لهب وامرأته . وتولى الله - سبحانه - عن رسوله أمر المعركة ..( تبت يدا أبي لهب وتب ) .. والتباب الهلاك والبوار والقطع .( وتبت ) الأولى دعاء . ( وتب ) الثانية تقرير لوقوع هذا الدعاء . ( ما أغنى عنه ماله وما كسب ) .. لم يغن عنه ماله وسعيه ولم يدفع عنه الهلاك والدمار . ذلك - كان - في الدنيا . أما في الآخرة فإنه : ( سيصلى نارا ذات لهب ) .. ( وامرأته حمالة الحطب ) .. وستصلاها معه امرأته حالة كونها حمالة للحطب .. وحالة كونها : ( في جيدها حبل من مسد ) .. أي من ليف .. تشد هي به في النار . أو هي الحبل الذي تشد به الحطب . إن هذا التناسق القوي في التعبير جعل أم جميل تحسب أن الرسول قد هجاها بشعر . . ولكن الصورة الزرية المثيرة للسخرية التي شاعت في آياتها ، قد سجلت في الكتاب الخالد ، وسجلتها صفحات الوجود أيضا تنطق بغضب الله وحربه لأبي لهب وامرأته جزاء الكيد لدعوة الله ورسوله ، والتباب والهلاك والسخرية والزراية جزاء الكائدين لدعوة الله في الدنيا ، والنار في الآخرة جزاء وفاقا ، والذل الذي يشير إليه الحبل في الدنيا والآخرة جميعا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بنت الاطلس
مديرة المنتدى
بنت الاطلس


عدد المساهمات : 3905
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 24/03/2009

في ظلال آية ... Empty
مُساهمةموضوع: رد: في ظلال آية ...   في ظلال آية ... I_icon_minitimeالجمعة 10 يوليو 2009 - 6:38

في ظلال آية ... 14

في ظلال آية ... 835929
{فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَـكِنَّ اللّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَـكِنَّ اللّهَ رَمَى وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلاء حَسَناً إِنَّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}
في ظلال آية ... 835929

يبين تعالى أنه خالق أفعال العباد، وأنه المحمود على جميع ما صدر منهم من خير، لأنه هو الذي وفقهم لذلك وأعانهم عليه، ولهذا قال عروة بن الزبير في قوله‏:‏{وليبلي المؤمنين منه بلاء حسنا‏}‏ أي ليعرف المؤمنين نعمته عليهم، من إظهارهم على عدوهم مع كثرة عدوهم وقلة عددهم، ليعرفوا بذلك حقه ويشكروا بذلك نعمته. فالآيات تؤكد تدبير الله للمؤمنين من فوق سبع سماوات من وراء الحركة الظاهرة أمام العصبة المؤمنين، والشواهد على ذلك كثيرة في الماضي والحاضر، ففي غزوة بدر ـ التي نزلت هذه الآيات فيها ـ نجد رمية الحصى التي رماها رسول الله صلى الله عليه وسلم في وجوه الكفار قائلا: شاهت الوجوه ، هذه الرمية لم تبق في ذلك اليوم أحد من المشركين إلا وقد أصابه منها‏، فهي حقا رمية من الله تعالى بيد رسوله صلى الله عليه وسلم. ثم يختم الله الآية بقوله: {إن الله سميع عليم} ‏ سميع الدعاء، عليم‏ بمن يستحق النصر والغلب، يسمع استغاثتكم ويعلم حالكم، ويجعلكم ستارا لقدرته متى علم منكم الخلوص له، ويعطيكم النصر والأجر كما أعطاكم في بدر. والآية متجددة في كل زمان ومكان، فإذا استعان المسلمون بالله تعالى...ووثقوا بقدرته...وتوكلوا عليه ـ مع إعداد العدة والأخذ بالأسباب ـ حينئذ يستحق المسلمون معية الله...ويكونوا مؤهلين حقا أن يرمي الله عنهم...وكم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بنت الاطلس
مديرة المنتدى
بنت الاطلس


عدد المساهمات : 3905
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 24/03/2009

في ظلال آية ... Empty
مُساهمةموضوع: رد: في ظلال آية ...   في ظلال آية ... I_icon_minitimeالأحد 12 يوليو 2009 - 15:14



في ظلال آية ... 14

في ظلال آية ... 835929
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ }
في ظلال آية ... 835929

هي دعوة للحياة في كل صورها وأشكالها، وفي كل مجالاتها ودلالاتها، والقرآن يجمل هذا كله في كلمات قليلة موحية {يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم}. عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ‏{‏إذا دعاكم لما يحييكم‏}‏ قال‏:‏ هو هذا القرآن فيه الحياة والنجاة والعصمة في الدنيا والآخرة. إنها دعوة إلى شريعة من عند الله تعلن تحرر الإنسان وتكرمه بصدورها عن الله وحده ووقوف البشر كلهم صفا متساوين في مواجهتها، فلا يتحكم فرد في شعب، ولا طبقة في أمة، ولا جنس في جنس، ولكنهم ينطلقون كلهم أحرارا متساوين في ظل شريعة صاحبها الله رب العباد. دعوة إلى عقيدة تحيي القلوب والعقول وتحررها من أوهام الجهل والخرافة ومن الخضوع المذل للأسباب الظاهرة والحتميات القاهرة ومن العبودية لغير الله والمَذلة للعبد أو للشهوات . دعوة للجهاد في سبيل الله لتقرير ألوهية الله سبحانه في الأرض وفي حياة الناس، وتحطيم ألوهية العبيد المدعاة، ومطاردة هؤلاء المعتدين على ألوهية الله سبحانه وحاكميته وسلطانه حتى يفيئوا إلى حاكمية الله وحده، حتى إذا أصابهم الموت في هذا الجهاد كان لهم في الشهادة حياة. عن عروة بن الزبير رضي الله عنه في قوله ‏{إذا دعاكم لما يحييكم‏}‏ أي للحرب التي أعزكم الله بها بعد الذل، وقواكم بها بعد الضعف، ومنعكم بها من عدوكم بعد القهر منهم لكم، ويؤيد هذا المعنى أن مناسبة نزول هذه الآية في غزوة بدر الكبرى. دعوة إلى منهج للحياة... منهج للفكر... منهج للتصور... يطلقهم من كل قيد إلا ضوابط الفطرة التي فطر الله الناس عليها.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بنت الاطلس
مديرة المنتدى
بنت الاطلس


عدد المساهمات : 3905
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 24/03/2009

في ظلال آية ... Empty
مُساهمةموضوع: رد: في ظلال آية ...   في ظلال آية ... I_icon_minitimeالأربعاء 15 يوليو 2009 - 6:40

في ظلال آية ... 14

في ظلال آية ... 835929
{وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ}
في ظلال آية ... 835929

في هذه الآية تذكير للرسول صلى الله عليه وسلم بخبر المكر به من قادة الجاهلية والشرك، وسياق الخبر يوحي للنبي والدعاة من بعده بالثقة واليقين في المستقبل، كما ينبه إلى قدر الله وحكمته فيما يقضي به ويأمر. لقد اجتمع قادة الجاهلية يمكرون للتخلص من الرأس المدبر لهذه الدعوة وقدمت الاقتراحات: إما أن يوثقوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ويحبسوه حتى يموت، وإما أن يقتلوه ويتخلصوا منه، وإما أن يخرجوه من مكة منفيا مطرودا...ولقد تشاوروا في هذا كله واختاروا قتله، على أن يتولى ذلك المنكَر فتيةٌ من القبائل جميعا ليتفرق دمه، ويعجز بنو هاشم عن قتال العرب كلهم فيرضوا بالدية وينتهي الأمر. وبدءوا في تنفيذ الخطة ورصدوه على باب منزله طول ليلتهم ليقتلوه إذا خرج؛ فأمر النبي صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب أن ينام على فراشه، ودعا الله عز وجل أن يعمي عليهم أثره، فطمس الله على أبصارهم، فخرج وقد غشيهم النوم، فوضع على رؤوسهم ترابا ونهض‏.‏ فلما أصبحوا خرج عليهم علي فأخبرهم أن ليس في الدار أحد، فعلموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد فات ونجا من هذا المكر بأمر الله وحده وتدبيره ومكره لدعوته ودينه‏. ثم يرسم القرآن صورة عميقة التأثير...ذلك حين تتراءى للخيال ندوة قريش وهم يتآمرون ويدبرون ويمكرون، والله من ورائهم محيط يمكر بهم ويبطل كيدهم وهم لا يشعرون. إنها صورة ساخرة وهي في الوقت ذاته صورة مفزعة...فأين هؤلاء البشر الضعاف المهازيل من تلك القدرة القادرة!! قدرة الله الجبار...القاهر فوق عباده...الغالب على أمره وهو بكل شئ محيط!!..فهل يبقى بعد هذا في قلب المؤمن أدنى خشية أو مهابة أو وجل لغير هذا الإله القادر؟!.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بنت الاطلس
مديرة المنتدى
بنت الاطلس


عدد المساهمات : 3905
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 24/03/2009

في ظلال آية ... Empty
مُساهمةموضوع: رد: في ظلال آية ...   في ظلال آية ... I_icon_minitimeالخميس 16 يوليو 2009 - 4:12


في ظلال آية ... 14

في ظلال آية ... 835929
{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ اللّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ}
في ظلال آية ... 835929

إن الصراع بين الحق والباطل لن يكف، وإن أعداء هذا الدين لن يدعوه في راحة، ولن يتركوا أولياءه في أمن، وسبيل هذا الدين أن يتحرك ليهاجم الجاهلية وسبيل أوليائه أن يتحركوا لتحطيم قدرة الجاهلية على العدوان، ثم لإعلاء راية الله حتى لا يجرؤ عليها طاغوت. والله سبحانه ينذر الكفار الذين ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله بأنها ستعود عليهم بالحسرة وأنهم سينفقونها لتضيع في النهاية وليغلبوا هم وينتصر الحق في هذه الدنيا، كل هذا فضلا عن أنهم سيحشرون في الآخرة إلى جهنم فتتم الحسرة الكبرى. والآيات تتحدث عن واقعة بعينها هي غزوة بدر الكبرى وتشير إلى الأموال الطائلة التي أنفقها الكفار في ذلك اليوم للصد عن سبيل الله وللنيل من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فماذا كانت العاقبة لهؤلاء المشركين؟!!.. كانت بالهزيمة والخسران في الأموال والأنفس الذي صاحبه الحسرة والندامة، وكل هذا العذاب في هذه الحياة الدنيا. ولكن سياق الآية يوحي أن ما حدث للمشركين في بدر سيتحقق ويحدث لكل من صد عن سبيل الله ووقف في طريق دينه وأوليائه فعاقبته الحسرة والهزيمة في الدنيا، والعذاب والجحيم في الآخرة. إنها بشرى وأمل للمؤمنين...الموقنين بهذا الكتاب...المتتبعين لسنة الله في هذه الأرض...ولن تجد لسنة الله تبديلا ولن تجد لسنة الله تحويلا.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بنت الاطلس
مديرة المنتدى
بنت الاطلس


عدد المساهمات : 3905
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 24/03/2009

في ظلال آية ... Empty
مُساهمةموضوع: رد: في ظلال آية ...   في ظلال آية ... I_icon_minitimeالجمعة 17 يوليو 2009 - 12:13

في ظلال آية ... 14

في ظلال آية ... 835929
{وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلّه فَإِنِ انتَهَوْاْ فَإِنَّ اللّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ}
في ظلال آية ... 835929

يبين الله تعالى في هذه الآية الغاية الكبرى التي يقاتل من أجلها المسلمون والتي من أجلها شرع الله تعالى الجهاد في سبيله {حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله}. فلقد جاء الإسلام ليكون إعلانا عاما لتحرير الإنسان في الأرض من العبودية للعباد ـ ومن العبودية لهواه أيضا ـ وذلك بإعلان عبوديته لله رب العالمين وأن معنى هذا الإعلان الثورة الشاملة على العبودية للبشر في كل صورها وأشكالها وأنظمتها وأوضاعها. ولكي يتحقق هذا الهدف لا بد من أمرين أساسيين: الأمر الأول: دفع الأذى والفتنة عمن يعتنقون هذا الدين، وتحريرهم من الخضوع والذل إلا لله رب العالمين، وهذا لا يتحقق إلا بوجود عصبة مؤمنة لها قيادة تؤمن بهذا المبدأ، وتنفذه في عالم الواقع، وتجاهد كل طاغوت يعتدي بالأذى والفتنة مستخدما وسائل الضغط والقوة والقهر ضد معتنقي هذا الدين. الأمر الثاني: تحطيم كل قوة في الأرض تقوم على عبودية البشر للبشر، وذلك لضمان الهدف الأول، ولإعلان ألوهية الله وحدها في الأرض كلها، بحيث لا يكون هناك دينونة إلا لله وحده ـ فالدين هنا بمعنى الدينونة والخضوع لله وحده وليس الاعتقاد فحسب ـ وبعد تحقيق الأمرين السابقين وإزالة الحواجز المادية المتمثلة في سلطان الطواغيت، وفي الأوضاع القاهرة للأفراد فلا يكون هناك سلطان في الأرض لغير الله ولا يدين العباد يومئذ لسلطان قاهر إلا سلطان الله ويتحقق قول الله تعالى {ويكون الدين كله لله} بعدها يترك الناس أحرارا في اختيار عقيدتهم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر . فلن تنال البشرية الكرامة التي وهبها لها الله، ولن يتحرر الإنسان في الأرض إلا حين يكون الدين كله لله فلا تكون هناك دينونة لسلطان سواه، وفي التاريخ خير شاهد على ذلك.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بنت الاطلس
مديرة المنتدى
بنت الاطلس


عدد المساهمات : 3905
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 24/03/2009

في ظلال آية ... Empty
مُساهمةموضوع: رد: في ظلال آية ...   في ظلال آية ... I_icon_minitimeالسبت 18 يوليو 2009 - 4:56

في ظلال آية ... 14

في ظلال آية ... 835929
{ذَلِكَ بِأَنَّ اللّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ وَأَنَّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}
في ظلال آية ... 835929

تعرض الآية جانبا من عدل الله تعالى في معاملة العباد، فالله عز وجل لا يسلبهم نعمة وهبهم إياها إلا بعد أن يغيروا نواياهم ويبدلوا سلوكهم ويقلبوا أوضاعهم ويستحقوا أن يغير ما بهم مما أعطاهم إياه للابتلاء والاختبار من النعمة التي لم يقدروها ولم يشكروها. وتشير الآية إلى جانب آخر من تكريم الله للإنسان حين جعل قدر الله به ينفذ ويجري عن طريق حركة هذا الإنسان وعمله، ويجعل التغيير القدري في حياة الناس مبنيا على التغيير الواقعي في قلوبهم ونواياهم وسلوكهم وعملهم، وأوضاعهم التي يختارونها لأنفسهم. ومن جانب ثالث يلقي الله عز وجل تبعة عظيمة ـ تقابل التكريم العظيم ـ على هذا الكائن. فهو يملك أن يستبقي نعمة الله عليه، كما يملك أن يزاد عليها إذا هو عرف فشكر، كما يملك أن يزيل هذه النعمة عنه إذا هو أنكر وبطر وانحرفت نواياه فانحرفت خطاه. والحقائق السابقة تمثل جانبا من جوانب التصور الإسلامي لحقيقة الإنسان، وعلاقة قدر الله به في هذا الوجود، وعلاقته هو بهذا الكون وما يجري فيه...ومن هذا الجانب تتبين تقدير الله للإنسان وفاعليته في هذا الكون...فيبدو عنصرا إيجابيا في صياغة هذا المصير ـ بإذن الله وقدره الذي يجري من خلال حركته وعمله ونيته وسكونه ـ وتنتفي عنه تلك السلبية الذليلة التي تفرضها عليه تلك المذاهب المادية التي تصوره عنصرا سلبيا إزاء الحتميات الجبارة...حتمية الاقتصاد...وحتمية التاريخ...وحتمية التطور ...إلى آخر الحتميات التي ليس للإنسان إزاءها حول ولا قوة، ولا يملك إلا الخضوع المطلق لها. إنه لفارق كبير بين تصور الإسلام لحقيقة الإنسان ودوره في هذه الحياة، وبين تلك التصورات الأخرى التي لا تعرف سوى المادة البحتة وفقط...فالحمد لله على نعمة الإسلام...ونعمة الإنسانية...ونعمة التكريم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
في ظلال آية ...
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 10انتقل الى الصفحة : 1, 2, 3, 4, 5, 6, 7, 8, 9, 10  الصفحة التالية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: في رحاب الذكر الحكيم-
انتقل الى: