أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط على زر التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط على زر التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 في ظلال آية ...

اذهب الى الأسفل 
+2
بنت الاطلس
ابو معاذ
6 مشترك
انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3, 4, 5, 6, 7, 8, 9, 10  الصفحة التالية
كاتب الموضوعرسالة
ابو معاذ
مشرف الاقسام الدينية
ابو معاذ


عدد المساهمات : 260
العمر : 53
تاريخ التسجيل : 03/04/2009

في ظلال آية ... - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: في ظلال آية ...   في ظلال آية ... - صفحة 2 I_icon_minitimeالأربعاء 15 أبريل 2009 - 17:41

تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :

بسم الله الرحمن الرحيم

تعالوا بنا نعيش لحظة مع آية جليلة من كتاب ربنا جل جلاله ، ونتفيأ ظلالها عسانا أن نكون ممن يستظل بظلها ، تلكم هي قوله تعالى في سورة الزخرف في سياق الحديث عن الجنة التي يرثها عباد الله الصالحون
" وتلك الجنة التي أورثتموها بما كنتم تعملون ، لكم فيها فاكهة كثيرة منها تأكلون ."
والمعنى : وتلك الجنة الموصوفة بتلك الأوصاف الجليلة أعطيتموها بسبب أعمالكم الصالحة التي قدمتموها في الدنيا ، والتي كانت سببا في شمول رحمة الله إياكم ، فإنه لايدخل الجنة أحد بعمله ، ولكن برحمة الله وفضله وكرمه ، وإنما الدرجات ينال تفاوتها بحسب الأعمال الصالحات .
تلكم الجنة التي يقول ابن القيم رحمه الله في وصفها : فإن سألت عن أرضها وتربتها فهي المسك والزعفران
وإن سألت عن سقفها فهو عرش الرحمان ، وإن سألت عن حصبائها فهو اللؤلؤ والجوهر ،
وإن سألت عن بنائها فلبنة من فضة ولبنة من ذهب ،
وإن سألت عن أشجارها فما فيها شجرة إلا وساقها من ذهب وفضة لامن الحطب والخشب ،
وإن سألت عن ثمرها فأمثال القلال ألين من الزبد وأحلى من العسل ،
وإن سألت عن ورقها فأحسن مايكون من رقائق الحلل ،
وإن سألت عن أنهارها فأنهار من لبن لم يتغير طعمه وأنهار من خمر لذة للشاربين وأنهار من عسل مصفى
أسأل الله أن يجعلنا من أهل الجنة وأن يوفقنا للعمل الذي يقربنا إليه إنه ولي ذلك والقادر عليه
.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

كاتب الموضوعرسالة
بنت الاطلس
مديرة المنتدى
بنت الاطلس


عدد المساهمات : 3905
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 24/03/2009

في ظلال آية ... - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في ظلال آية ...   في ظلال آية ... - صفحة 2 I_icon_minitimeالإثنين 20 يوليو 2009 - 7:33

في ظلال آية ... - صفحة 2 14

في ظلال آية ... - صفحة 2 835929
{وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً مَّا أَلَّفَتْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَـكِنَّ اللّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}
في ظلال آية ... - صفحة 2 835929

تشير الآية إلى فضل الله عز وجل على نبيه صلى الله عليه وسلم بجمع قلوب هؤلاء العرب، وكان تألف القلوب مع العصبية الشديدة في العرب من آيات النبي صلى الله عليه وسلم ومعجزاته، لأن أحدهم كان يُلْطَم اللطمة فيقاتل عنها حتى يستقيدها‏.‏ وكانوا أشد خلق الله حمية، فألف الله بالإيمان بينهم، حتى قاتل الرجل أباه وأخاه بسبب الدين. لقد وقعت المعجزة التي لا يقدر عليها إلا الله، والتي لا تصنعها إلا هذه العقيدة، فاستحالت هذه القلوب النافرة إلى هذه الكتلة المتراصة المتآخية الذلول بعضها لبعض، المحب بعضها لبعض، المتآلف بعضها مع بعض، بهذا المستوى الذي لم يعرفه التاريخ والذي تتمثل فيه حياة الجنة وسمتها البارزة {ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين}. وفي توجيهات رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يؤكد روابط الأخوة ويعمقها فعن مجاهد رضي الله عنه قال‏:‏ إذا لقي الرجل أخاه فصافحه، تحاتت الذنوب بينهما كما ينثر الريح الورق‏.‏ فقال رجل‏:‏ إن هذا من العمل اليسير‏.‏ فقال‏:‏ ألم تسمع الله قال: ‏{‏لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم‏}. إن هذا الدين عجيب فعلا ، فإنه حين يخالط القلوب تستحيل إلى جبال من الألفة التي تربط بينها برباط وثيق عميق رفيق، فإذا نظرة العين؛ ونطق الجارحة؛ وخفقة القلب ترانيم من التعارف والتعاطف، والولاء والتناصر، والسماحة والهوادة، لا يعرف سرها إلا من ألف بين هذه القلوب؛ ولا تعرف مذاقها إلا هذه القلوب
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بنت الاطلس
مديرة المنتدى
بنت الاطلس


عدد المساهمات : 3905
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 24/03/2009

في ظلال آية ... - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في ظلال آية ...   في ظلال آية ... - صفحة 2 I_icon_minitimeالثلاثاء 21 يوليو 2009 - 6:21

في ظلال آية ... - صفحة 2 14

في ظلال آية ... - صفحة 2 835929
{إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}
في ظلال آية ... - صفحة 2 835929

أصل الشراء بين الخلق أن يعوضوا عما خرج من أيديهم ما كان أنفع لهم أو مثل ما خرج عنهم في النفع؛ فاشترى الله سبحانه من العباد إتلاف أنفسهم وأموالهم في طاعته، وإهلاكها في مرضاته، وأعطاهم سبحانه الجنة عوضا عنها إذا فعلوا ذلك‏.‏ وهو عوض عظيم لا يدانيه المعوض ولا يقاس به، فأجرى ذلك على مجاز ما يتعارفونه في البيع والشراء فمن العبد تسليم النفس والمال، ومن الله الثواب والنوال فسمي هذا شراء‏.‏ وروى الحسن قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏إن فوق كل بِرٍّ بِرٌّ حتى يبذل العبد دمه فإذا فعل ذلك فلا بر فوق ذلك‏).‏‏ إنه نص رهيب... إنه يكشف عن حقيقة العلاقة التي تربط المؤمنين بالله، وعن حقيقة البيعة التي أعطوها ـ بإسلامهم ـ طوال الحياة، فمن بايع هذه البيعة ووفى بها فهو المؤمن الحق الذي ينطبق عليه وصف المؤمن وتتمثل فيه حقيقة الإيمان، وإلا فهي دعوى تحتاج إلى التصديق والتحقيق. حقيقة هذه البيعة أن الله سبحانه قد استخلص لنفسه أنفس المؤمنين وأموالهم فلم يعد لهم منها شيئا...لم يعد لهم أن يستبقوا منها بقية لا ينفقونها في سيبل الله. فمن بايع على هذا...من أمضى الصفقة...من ارتضى الثمن ..فهو المؤمن فالمؤمنون هم الذين اشترى الله منهم فباعوا. ومن رحمة الله أن جعل للصفقة ثمنا ، وإلا فهو واهب الأنفس والأموال وهو مالك الأنفس والأموال، ولكن الله تعالى كرم الإنسان فجعله مريدا، وكرمه فجعل له أن يعقد العقود ويمضيها حتى مع الله. وإنها لبيعة رهيبة ولكنها في عنق كل مؤمن قادر عليها لا تسقط عنه إلا بسقوط إيمانه، وعجيب أمر هؤلاء الذين يدعون الإيمان في مشارق الأرض ومغاربها ـ وهم قاعدون ـ لا يجاهدون لتقرير ألوهية الله في الأرض كلها ، ولا يسعون لنصرة هذا الدين. إنه لفرق كبير بيننا وبين هؤلاء الذين كانت هذه الكلمات تطرق قلوبهم فتتحول من فورها إلى واقع من واقع حياتهم ولم تكن مجرد معان يتملونها بأذهانهم، بل كانوا يتلقونها إلى العمل المباشر، لتحويلها إلى حركة منظورة ، هكذا أدركها أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فهذا هو عبدالله بن رواحة في بيعة العقبة الثانية يسأل عن حقيقة هذه البيعة فيقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم: اشترط لربك ولنفسك ما شئت‏.‏ فقال صلى الله عليه وسلم‏:‏ (أشترط لربي أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا، وأشترط لنفسي أن تمنعوني مما تمنعون منه أنفسكم وأموالكم)‏ قالوا :فإذا فعلنا ذلك فما لنا‏؟‏ قال‏:‏(الجنة)‏ قالوا‏:‏ ربح البيع لا نقيل ولا نستقيل‏.‏ {ومن أوفى بعهده من الله؟! فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم}.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بنت الاطلس
مديرة المنتدى
بنت الاطلس


عدد المساهمات : 3905
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 24/03/2009

في ظلال آية ... - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في ظلال آية ...   في ظلال آية ... - صفحة 2 I_icon_minitimeالأربعاء 22 يوليو 2009 - 12:29

في ظلال آية ... - صفحة 2 14

في ظلال آية ... - صفحة 2 835929
{فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَنُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ. وَإِن نَّكَثُواْ أَيْمَانَهُم مِّن بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُواْ فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُواْ أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لاَ أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنتَهُونَ}
في ظلال آية ... - صفحة 2 835929

من رحمة الله على عبادة أن شرع لهم منهاجا ودستورا للتعامل مع كل كبيرة وصغيرة في هذه الحياة، فنجد أن الله تعالى شرع منهاجا للحرب كما شرع منهاجا للسلم، ينظم هذا المنهاج طبيعة العلاقة بين المسلمين وغيرهم من الطوائف الأخرى من المشركين أو أهل الكتاب أو المعاهدين. ونجد هذه الآية منهاجا ينظم علاقة المسلمين بالمشركين المعاهدين لهم، يتميز هذا المنهج بالحسم الصريح لطبيعة هذه العلاقة: فإما دخول فيما دخل فيه المسلمون وتوبة عما مضى من الشرك والاعتداء وعندئذ يصفح الإسلام والمسلمون عن كل ما لقوا من هؤلاء المشركين المعتدين، وتقوم الوشيجة على أساس العقيدة، ويصبح المسلمون الجدد إخوانا للمسلمين القدامى، ويسقط ذلك الماضي كله بمساءاته من الواقع ومن القلوب. وإما نكث لما يبايعون عليه من الإيمان بعد الدخول فيه وطعن في دين المسلمين فهم إذن أئمة الكفر لا أيمان لهم ولا عهود وعندئذ يكون القتال لهم، لعلهم أن يثوبوا إلى الهدى. إن قوة المعسكر المسلم وغلبته في الجهاد قد ترد قلوبا كثيرة إلى الصواب وتريهم الحق الغالب فيعرفونه ويعلمون أنه إنما غلب لأنه الحق ولأن وراءه قوة الله وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم صادق فيما أبلغهم من أن الله غالب هو ورسله، فيقودهم هذا كله إلى التوبة والهدى، لا قهرا ولكن اقتناعا بالقلب بعد رؤية واضحة للحق الغالب كما وقع وكما يقع في الكثير من الأحايين. وصدق الله تعالى إذ يقول {ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء}.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بنت الاطلس
مديرة المنتدى
بنت الاطلس


عدد المساهمات : 3905
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 24/03/2009

في ظلال آية ... - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في ظلال آية ...   في ظلال آية ... - صفحة 2 I_icon_minitimeالخميس 23 يوليو 2009 - 17:34

في ظلال آية ... - صفحة 2 14

في ظلال آية ... - صفحة 2 835929
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ آبَاءَكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاءَ إِنِ اسْتَحَبُّواْ الْكُفْرَ عَلَى الإِيمَانِ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ . قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ}
في ظلال آية ... - صفحة 2 835929

إن هذه العقيدة لا تحتمل لها في القلب شريكا... فإما تجرد لها... وإما انسلاخ منها. وليس المطلوب أن ينقطع المسلم عن الأهل والعشيرة والزوج والولد والمال والعمل والمتاع واللذة، ولا أن يترهبن ويزهد في طيبات الحياة ... كلا؛ إنما تريد هذه العقيدة أن يخلص لها القلب ويخلص لها الحب وأن تكون هي المسيطرة والحاكمة، وهي المحركة والدافعة... فإذا تم لها هذا فلا حرج أن يستمتع المسلم بكل طيبات الحياة على أن يكون مستعدا لنبذها كلها في اللحظة التي تتعارض فيها مع متطلبات العقيدة. ولا يكتفي السياق هنا بتقرير المبدأ، بل يأخذ في استعراض ألوان الوشائج والمطامع واللذائذ ليضعها كلها في كفة، ويضع العقيدة ومقتضياتها في كفة أخرى... الأهل والعشيرة والمال والتجارة والمسكن..كلها في كفة، وفي الكفة الأخرى حب الله والرسول وحب الجهاد في سبيل الله ...الجهاد بكل مقتضياته ومشقاته وتعبه ونصبه... وما يتبعه من تضييق وحرمان... وما يتبعه من ألم وتضحية... وما يتبعه من جراح واستشهاد. ألا إنها لشاقة ...ألا وإنها لكبيرة....ولكن هي ذاك وإلا {فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين}. ومفرق الطرق هو أن تسيطر العقيدة أو يسيطر المتاع... أن تكون الكلمة الأولى للعقيدة أو لعرض من أعراض هذه الدنيا... فإذا اطمأن المسلم إلى أن قلبه خالص لعقيدته فلا عليه بعد هذا أن يستمتع بالأبناء والإخوة...وبالزوج والعشيرة...ولا عليه أن يتخذ الأموال والمتاجر والمساكن...ولا عليه أن يستمتع بزينة الله والطيبات من الرزق ـ في غير سرف ولا مخيلة ـ بل إن المتاع بها حينئذ لمستحب باعتبارها لونا من ألوان الشكر لله الذي أنعم بها ليتمتع بها عباده وهم يذكرون أنه الرازق المنعم الوهاب.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بنت الاطلس
مديرة المنتدى
بنت الاطلس


عدد المساهمات : 3905
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 24/03/2009

في ظلال آية ... - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في ظلال آية ...   في ظلال آية ... - صفحة 2 I_icon_minitimeالسبت 25 يوليو 2009 - 7:25

في ظلال آية ... - صفحة 2 14

في ظلال آية ... - صفحة 2 835929
{يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ}
في ظلال آية ... - صفحة 2 835929

إن أهل الكتاب هؤلاء لا يقفون عند حد الانحراف عن دين الحق...وعبادة أرباب من دون الله...وعدم الإيمان بالله واليوم الآخر، إنما هم كذلك يعلنون الحرب على دين الحق ويريدون إطفاء نور الله في الأرض المتمثل في هذا الدين وفي الدعوة التي تنطلق به في الأرض وفي المنهج الذي يصوغ على وفقه حياة البشر. فهم محاربون لنور الله سواء بما يطلقونه من أكاذيب ودسائس وفتن، أو بما يحرضون به أشياعهم وأتباعهم على حرب هذا الدين وأهله، والوقوف سدا في وجهه، وكما كان يحدث هذا في الماضي... فهو يحدث في الحاضر...وسيستمر في الحدوث إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، فالصراع بين الحق والباطل سنة من سنن الله في الأرض. وهذا التقرير ـ وإن كان يراد به استجاشة قلوب المؤمنين إذ ذاك ـ هو كذلك يصور طبيعة الموقف الدائم لأهل الكتاب من نور الله المتمثل في دينه وكتابه وشرعه. ولكن الله عز وجل يطمئن المؤمنين بوعد حق بأن الله يأبى إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون، فسنة الله عز وجل لا تتبدل في إتمام نوره بإظهار دينه ولو كره الكافرون، وهو وعد تطمئن له قلوب الذين آمنوا فيدفعهم هذا إلى المضي في الطريق والصبر على المشقة واللأواء...وعلى الكيد والحرب من الكافرين. كما أن الخطاب فيه وعيد وتحذير للكافرين...فأين هم من نور الله وقدرته...فإن أحدهم لا يقوى على حجب نور الشمس فضلا عن نور الله خالق هذا الكون والمتصرف فيه.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بنت الاطلس
مديرة المنتدى
بنت الاطلس


عدد المساهمات : 3905
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 24/03/2009

في ظلال آية ... - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في ظلال آية ...   في ظلال آية ... - صفحة 2 I_icon_minitimeالإثنين 27 يوليو 2009 - 15:39

في ظلال آية ... - صفحة 2 14

في ظلال آية ... - صفحة 2 835929
{وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَـئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}
في ظلال آية ... - صفحة 2 835929

تشير الآيات إلى صفات عدة يجب أن تتصف بها الفئة المؤمنة ويتصف بها كل فرد منها، هذه الصفات سبب في رحمة الله لهذه الأمة كما هي سبب في عزها وكرامتها، وقد أشار الله تعالى إلى هذه الصفات بقوله: {بعضهم أولياء بعض} فطبيعة المؤمن هي طبيعة الأمة المؤمنة، طبيعة الوحدة...وطبيعة التكافل...وطبيعة التضامن، ولكنه التضامن في تحقيق الخير ودفع الشر، وقد جاء في الصحيح‏:‏ ‏(‏مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر‏). {يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر} فتحقيق الخير ودفع الشر يحتاج إلى الولاية والتضامن والتعاون ومن هنا تقف الأمة المؤمنة صفا واحدا، لا تدخل بينهم عوامل الفرقة، وحيثما وجدت الفرقة في الجماعة المؤمنة فثمة ولا بد عنصر غريب عن طبيعتها وعن عقيدتها هو الذي يدخل بالفرقة. {ويقيمون الصلاة} فهي الصلة التي تربطهم بربهم. {ويؤتون الزكاة} باعتبارها الفريضة التي تربط الجماعة المسلمة، وتحقق الصورة المادية والروحية للولاية والتضامن. {ويطيعون الله ورسوله} فلا يكون لهم هوى غير أمر الله ورسوله، ولا يكون لهم دستور إلا شريعة الله ورسوله، ولا يكون لهم الخيرة إذا قضى الله ورسوله، وبذلك يوحدون نهجهم ويوحدون هدفهم ويوحدون طريقتهم فلا تتفرق بهم السبل عن الطريق الواحد المستقيم. وإذا أقامت الفئة المؤمنة هذه الصفات في واقعها حينئذ يستحقون رحمة الله، والرحمة لا تكون في الآخرة وحدها إنما تكون قبل ذلك في هذه الأرض وتشمل هذه الرحمة الفرد الذي ينهض بأعباء الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة كما تشمل الجماعة المكونة من أمثال هذا الفرد الذي يؤمن بالله ويثق به وبقدرته وأنه {عزيز حكيم} قادر على إعزاز الفئة المؤمنة ليكون بعضها أولياء بعض في النهوض بهذه التكاليف، حكيم في تقدير النصر والعزة لها لتصلح في الأرض وتحرس كلمة الله بين العباد.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بنت الاطلس
مديرة المنتدى
بنت الاطلس


عدد المساهمات : 3905
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 24/03/2009

في ظلال آية ... - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في ظلال آية ...   في ظلال آية ... - صفحة 2 I_icon_minitimeالأربعاء 29 يوليو 2009 - 15:03

في ظلال آية ... - صفحة 2 14

في ظلال آية ... - صفحة 2 835929
{كَيْفَ يَكُونُ لِلْمُشْرِكِينَ عَهْدٌ عِندَ اللّهِ وَعِندَ رَسُولِهِ إِلاَّ الَّذِينَ عَاهَدتُّمْ عِندَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ فَمَا اسْتَقَامُواْ لَكُمْ فَاسْتَقِيمُواْ لَهُمْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ. كَيْفَ وَإِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لاَ يَرْقُبُواْ فِيكُمْ إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً يُرْضُونَكُم بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَى قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ. اشْتَرَوْاْ بِآيَاتِ اللّهِ ثَمَنًا قَلِيلاً فَصَدُّواْ عَن سَبِيلِهِ إِنَّهُمْ سَاء مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ}
في ظلال آية ... - صفحة 2 835929

يخاطب الله تعالى في هذه الآية المؤمنين خطابا عقليا ويتوجه إليهم بالسؤال: كيف يكون للمشركين عهد عند الله وعند رسوله؟! وهم لا يعاهدونكم إلا في حال عجزهم عن التغلب عليكم، ولو ظهروا عليكم وغلبوكم لفعلوا بكم الأفاعيل في غير مراعاة لعهد قائم بينكم وبينهم؛ وفي غير ذمة يرعونها لكم؛ أو في غير تحرج ولا تذمم من فعل يأتونه معكم؛ فهم لا يرعون عهدا، ولا يقفون كذلك عند حد في التنكيل بكم لو أنهم قدروا عليكم مهما يكن بينكم وبينهم من عهود قائمة، فليس الذي يمنعهم من أي فعل شائن معكم أن تكون بينكم وبينهم عهود، إنما يمنعهم أنهم لا يقدرون عليكم ولا يغلبونكم، ولكن طالما أنتم أقوياء فإنهم يسعون لإرضائكم بأفواههم بالقول اللين والتظاهر بالوفاء بالعهد، يتظاهرون بهذا وقلوبهم تنغل عليكم بالحقد وتأبى أن تقيم على العهد فما بهم من وفاء لكم ولا ود. وهذا هو السبب الأصيل لهذا الحقد الدفين عليكم؛ وإضمار عدم الوفاء بعهودكم؛ والانطلاق في التنكيل بكم، إنه الفسوق عن دين الله؛ والخروج عن هداه؛ فلقد آثروا عن آيات الله التي جاءتهم ثمنا قليلا من عرض هذه الحياة الدنيا يستمسكون به ويخافون فوته وقد كانوا يخافون أن يضيع الإسلام عليهم شيئا من مصالحهم أو أن يكلفهم شيئا من أموالهم فصدوا عن سبيل الله بسبب شرائهم هذا الثمن القليل بآيات الله، صدوا أنفسهم وصدوا غيرهم، إنهم ساء ما كانوا يعملون
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بنت الاطلس
مديرة المنتدى
بنت الاطلس


عدد المساهمات : 3905
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 24/03/2009

في ظلال آية ... - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في ظلال آية ...   في ظلال آية ... - صفحة 2 I_icon_minitimeالخميس 30 يوليو 2009 - 4:56

في ظلال آية ... - صفحة 2 14

في ظلال آية ... - صفحة 2 835929
{مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُؤْتِيَهُ اللّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُواْ عِبَادًا لِّي مِن دُونِ اللّهِ وَلَـكِن كُونُواْ رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ}
في ظلال آية ... - صفحة 2 835929

بعد أن تناولت الآيات السابقة على هذه الآية الحديث حول أهل الكتاب وانحرافاتهم ، وكان من أظهر تلك التحريفات تحريفهم حول المسيح وادّعائهم أنه شريك مع الله وأنّ ذلك موجود في كتابهم رد الله سبحانه عليهم بأنّ ذلك مستحيل في حق المسيح لأن الله سبحانه لا يُعطي النبوة لرجل كاذب يدّعي لنفسه الربوبية فإنه: ((مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يؤتيه اللّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ )) بين الناس ، والرسالة ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ اعبدوني دونه سبحانه، أو اعبدوني معه ، فإنّ عبادة الشريك عبادة لمن دون الله ، ولأن الشرك معناه عدم عبادة الله إطلاقاً إذ الله لا شريك له، فمن له شريك ليس هو بإله، وَلَكِن اللازم على الرسول أن يقول للناس كُونُواْ رَبَّانِيِّينَ أي منسوبين إلى الرب ترشدون الناس إلى التوحيد وتعبدون إلها واحدا بسبب مَا كُنتُم تُعَلِّمُونَ الناس الْكِتَابَ الذي أخذتموه من نبيّكم وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ ، لكونكم علماء معلّمين مدرّسين يجب أن تكونوا ربّانيّين منسوبين إلى الرب فقط لا إلى غيره من الأنداد والشركاء.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بنت الاطلس
مديرة المنتدى
بنت الاطلس


عدد المساهمات : 3905
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 24/03/2009

في ظلال آية ... - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في ظلال آية ...   في ظلال آية ... - صفحة 2 I_icon_minitimeالسبت 1 أغسطس 2009 - 16:09

في ظلال آية ... - صفحة 2 14

في ظلال آية ... - صفحة 2 835929
{قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ فَانْظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ}
في ظلال آية ... - صفحة 2 835929

يقول تعالى مخاطبا عباده المؤمنين لما أصيبوا يوم أحد وقتل منهم سبعون ، أن هذا قد جرى على الأمم الذين كانوا من قبلكم من أتباع الأنبياء ثم كانت العاقبة لهم، والدائرة على الكافرين، وواقع الذين من قبلكم خير دليل، فأين البلاد التي كانت فيها تلك الأمم المنقرضة؟ لقد كان في تلك الأمم طرائق: طريق الحق وطريق الباطل ، طريق الخير وطريق الشر، وهكذا، إلا أن المكذبين لم يربحوا إلى أن ماتوا ودفنوا ولم يبق لهم ذكر طيب في الدنيا ولم تدم لهم النعمة التي من أجلها عملوا ما عملوا وإنما انتقلوا إلى عذاب الله سبحانه ليكون في ذلك عبرة لكم فلا تكونوا من الكذبين بل من المؤمنين المصدقين .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بنت الاطلس
مديرة المنتدى
بنت الاطلس


عدد المساهمات : 3905
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 24/03/2009

في ظلال آية ... - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في ظلال آية ...   في ظلال آية ... - صفحة 2 I_icon_minitimeالأحد 2 أغسطس 2009 - 16:59

في ظلال آية ... - صفحة 2 14

في ظلال آية ... - صفحة 2 835929
{وَلِيُمَحِّصَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ * أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللّهُ الَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ}
في ظلال آية ... - صفحة 2 835929

يبين الله سبحانه أن من فوائد تداول الأيام بين الناس أنه يمحص الذين آمنوا ويخلصهم من المنافقين فيتبين المؤمن من المنافق ، أو يخلصهم من الذنوب ، فإن بالأهوال تذاب الذنوب، وبالشدائد تكفر الخطايا ، فالمؤمن لا يدخل الجنة بمجرد إظهار الشهادتين، وإنما عليه أن يجاهد ويعمل ، فتداول الأيام يوجب جهاد المؤمنين وصبرهم حتى يتأهلوا لدخول الجنة أما الكافرين فيمحقهم الله وينقصون شيئا فشيئا حتى يهلكوا جميعا.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بنت الاطلس
مديرة المنتدى
بنت الاطلس


عدد المساهمات : 3905
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 24/03/2009

في ظلال آية ... - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في ظلال آية ...   في ظلال آية ... - صفحة 2 I_icon_minitimeالثلاثاء 4 أغسطس 2009 - 12:13


في ظلال آية ... - صفحة 2 14

في ظلال آية ... - صفحة 2 835929
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ كَفَرُواْ وَقَالُواْ لإِخْوَانِهِمْ إِذَا ضَرَبُواْ فِي الأَرْضِ أَوْ كَانُواْ غُزًّى لَّوْ كَانُواْ عِندَنَا مَا مَاتُواْ وَمَا قُتِلُواْ لِيَجْعَلَ اللّهُ ذَلِكَ حَسْرَةً فِي قُلُوبِهِمْ وَاللّهُ يُحْيِـي وَيُمِيتُ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ}
في ظلال آية ... - صفحة 2 835929

ينهى الله عباده المؤمنين عن مشابهة الكفار في اعتقادهم الفاسد الدال عليه قولهم في الذين ماتوا في الأسفار والحروب لو تركوا ذلك لما أصابهم ما أصابهم وفي هذا ردّ لإرجاف المنافقين الذين كانوا يلقون تبعة قتل المؤمنين في أُحُد على النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم وأنه صلّى الله عليه وآله وسلّم أخرجهم فقُتلوا، فقد حسبوا أن الموت والقتل لا يكونان إلا بتقدير وقضاء وليس يفيد في ذلك البقاء، وعلى كلٍّ فليس الموت والقتل مما يكون سببهما السفر والغزو كما زعمه الكفار بل هناك أسباب خفيّة تدير هذين الأمرين الى جنب الأسباب الظاهرة، فليس كل سفر وغزو موجباً للموت كما ليس كل إقامة موجباً للبقاء، والكفار إنما قالوا ذلك يريدون تثبيط الناس عن الجهاد لِيَجْعَلَ اللّهُ ذَلِكَ الاعتقاد حَسْرَةً فِي قُلُوبِهِم لما حصلت لهم من الخيبة حيث رأوا رجوع إخوانهم من السفر والجهاد بالربح والظفر، ومن الطبيعي أن يحزن ويخسر الشخص الجامد لما ناله الشخص المتحرك من الخير والتقدم، فالحياة والموت من الله ، فارغبوا في الطاعة والجهاد، واحذروا من المخالفة والفرار، فإن الله سبحانه يعلم أعمالكم ويبصر صُنعكم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بنت الاطلس
مديرة المنتدى
بنت الاطلس


عدد المساهمات : 3905
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 24/03/2009

في ظلال آية ... - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في ظلال آية ...   في ظلال آية ... - صفحة 2 I_icon_minitimeالأربعاء 5 أغسطس 2009 - 7:24

في ظلال آية ... - صفحة 2 14

في ظلال آية ... - صفحة 2 835929
(وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُورًا)
في ظلال آية ... - صفحة 2 835929

بعد أن قام الله عز وجل بتنظيم العلاقات الأسرية ، وأرسى نظامها، بدأ بتنظيم العلاقات الإنسانية العامة بما فيها الأقربون وغيرهم، وذلك بعد أن بين ما يجب على الإنسان تجاه الخالق، حيث أمر الله العباد بأن يعبدوه حق العبادة ، ولا يجعلوا له ندا أو شريكا من حجر أو جماد أو نبات أو ملائكة أو بشر ،فإنه هو الإله الواحد الذي شريك له، قال النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل: " أتدري ما حق الله على العباد؟" قال: الله ورسوله أعلم ، قال : "أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا " ثم قال: أتدري ما حق العباد على الله إذا فعلوا ذلك ؟ أن لا يعذبهم ". ثم أوصى بالإحسان إلى الوالدين، فإن الله سبحانه جعلهما سببا لخروجك من العدم إلى الوجود، وكثيرا ما يقرن الله سبحانه بين عبادته والإحسان إلى الوالدين في القرآن الكريم، تأكيدا للزوم الإحسان إليهما. ثم أوصى بالإحسان إلى ذي القربى، وهدا تعميم بعد تخصيص ، ثم أوصى باليتامى ، ثم المساكين ، ثم الجار ذي القربى وهو الذي بينك وبينه قرابة وهذا له حقان : حق الجوار ، وحق القرابة . ثم الجار الجنب وهو الذي ليس بينك وبينه قرابة ، ثم الصاحب بالجَنب وهو صاحبك الذي يرافقك، سواء كان في عمل أو دكان أو مدرسة أو سفر أو حضر أو غيرهما .ثم ابن السبيل وهو المسافر المنقطع عن بلده سواء كان ثريا أم لا .ثم أوصى بملك الأيمان من العبيد والإماء ، وقد أطلق سبحانه الإحسان الى هؤلاء ليشمل صنوف الحفاوة والإكرام، وقد كان تأكيد الإسلام بالإحسان الى هؤلاء تمشياً مع روحه العام في توثيق صلة البشر بعضهم مع بعض، وجمعهم في رباط الود والحب والوئام. ثم أخذ سبحانه ببيان الصفات التي تفسد هذا الود والحب والوئام وأنه مبغض لها، ألا وهي كل مختال متبختر متكبر، والفخور الذي يفخر بمناقبه كبراً واعتزازاً وتطاولاً، وكثيراً ما يتطاول ويتكبر فلا يحسن إلى الأصناف المذكورة في الآية الكريمة، ألا فأنعم به من شرع حكيم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بنت الاطلس
مديرة المنتدى
بنت الاطلس


عدد المساهمات : 3905
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 24/03/2009

في ظلال آية ... - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في ظلال آية ...   في ظلال آية ... - صفحة 2 I_icon_minitimeالخميس 6 أغسطس 2009 - 7:01

في ظلال آية ... - صفحة 2 14

في ظلال آية ... - صفحة 2 835929
{وَإِذَا حُيِّيْتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا}
في ظلال آية ... - صفحة 2 835929

يحث الله تعالى المجتمع المسلم على التآلف والمحبة فيما بينهم، من خلال المعاملة الحسنة بينهم ورفع الحواجز النفسية فيما بينهم. وذلك بالتعارف وإفشاء السلام في المجتمع، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أفلا أدلكم على أمر إذا فعلتموه تحاببتم ؟ أفشوا السلام بينكم ) فإذا سلم عليك المسلم فرد عليه بأفضل مما سلم. أو رد عليه بمثل ما سلم فالزيادة مندوبة، والرد بالمثل مفروض، جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : السلام عليك يا رسول الله فقال : "وعليك السلام ورحمة الله " ثم جاء آخر فقال : السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته، فقال: "وعليك" فقال له رجل: يا نبي الله بأبي أنت وأمي، أتاك فلان وفلان فسلما عليك فرددت عليهما أكثر مما رددت علي ؟ فقال إنك لم تدع لنا شيئا. قال الله تعالى : ( وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها ) فرددنا عليك. فإذا أردنا أن يسود الود وتنتشر المحبة في مجتمعنا فلنفش السلام على أفراد هذا المجتمع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بنت الاطلس
مديرة المنتدى
بنت الاطلس


عدد المساهمات : 3905
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 24/03/2009

في ظلال آية ... - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في ظلال آية ...   في ظلال آية ... - صفحة 2 I_icon_minitimeالجمعة 7 أغسطس 2009 - 6:34

في ظلال آية ... - صفحة 2 14

في ظلال آية ... - صفحة 2 835929
{كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ}
في ظلال آية ... - صفحة 2 835929

يرجع السياق هنا إلى ما تقدّم من لزوم الدعوة إلى الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وقوله (كُنتُم) أيها المسلمون خير أمة ، و"كان" لمجرد الربط، لا بمعنى الماضي ، وإنما كان المسلمون خير أمة لخصال ثلاث بها تترقى الأمم الى الأوج هي : الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فإن المجتمع إذا خلا عن هذين الواجبين أخذ يهوي نحو السفل لما جُبل عليه من الفساد والفوضى والشغب، فإذا تحلّى المجتمع بهذين الأمرين أخذ يتقدّم نحو مدارج الإنسانية والحضارة الحقيقية حتى يصل الى قمة البشرية . والأمر الثالث: الإيمان بالله إيماناً صحيحاً لا كإيمان أهل الكتاب والمشركين، والإيمان الصحيح بالله رأس الفضائل فإنه محفّز شديد نحو جميع أنواع الخير ومنفّر قوي عن جميع أصناف البشر. ولو آمن أهل الكتاب إيماناً صحيحاً لكان إيمانهم خيرا لهم في دينهم ودنياهم حتى تنظم على ضوء الإسلام فتخلو من الجهل والمرض والفقر والرذيلة ويكونون في الآخرة سعداء ينجون من عذاب الله، ثم بيّن سبحانه أن ليس كل الذين كانوا من أهل الكتاب بقوا على طريقتهم فإن منهم المؤمنون بالله وبالنبي وبما جاء به كالنجاشي وابن سلام وغيرهما وأكثرهم فاسقون خارجون عن طاعة الله باتباع أهوائهم المضلّة وطرائقهم الزائفة، فالخيرية إذن إنما لهذه الأمة دون غيرها من الأمم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بنت الاطلس
مديرة المنتدى
بنت الاطلس


عدد المساهمات : 3905
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 24/03/2009

في ظلال آية ... - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في ظلال آية ...   في ظلال آية ... - صفحة 2 I_icon_minitimeالأحد 9 أغسطس 2009 - 6:37

في ظلال آية ... - صفحة 2 14

في ظلال آية ... - صفحة 2 835929
{إِنَّ اللّهَ لاَ يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِن تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِن لَّدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا}
في ظلال آية ... - صفحة 2 835929

يخبر الله جل ثناؤه عباده أنه عليم بهم، وبما استقر في قلوبهم من بواعث، وبما أنفقوا، فلا خوف من الظلم في جزائهم؛ لأنه سيوفيهم أجورهم، فلن يظلم أحدا من خلقه يوم القيامة، ولن ينقص ثواب عمله وزن ذرة بل يوفيها له ويضاعفها له إن كانت حسنة ، فيا له من كرم ، ويا له من فيض ، لا يقعد عنه إلا جاهل خسران. روي عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال Sadيؤتى بالعبد يوم القيامة فيوقف وينادى على رؤوس الخلائق هذا فلان بن فلان من كان له عليه حق فليأت إلى حقه ثم يقول آت هؤلاء حقوقهم، فيقول يا رب من أين لي وقد ذهبت الدنيا عني فيقول الله تعالى للملائكة انظروا إلى أعماله الصالحة فأعطوهم منها فإن بقي مثقال ذرة من حسنة قالت الملائكة يا رب قد أعطى لكل ذي حق حقه وبقي مثقال ذرة من حسنة فيقول الله تعالى للملائكة ضعفوها لعبدي وأدخلوه بفضل رحمتي الجنة. وإن كان عبدا شقيا قالت الملائكة إلهنا فنيت حسناته وبقيت سيئاته وبقي طالبون كثير فيقول تعالى خذوا من سيئاتهم فأضيفوها إلى سيئاته ثم صكوا له صكا إلى النار) نسأله سبحانه رضاه والجنة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بنت الاطلس
مديرة المنتدى
بنت الاطلس


عدد المساهمات : 3905
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 24/03/2009

في ظلال آية ... - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في ظلال آية ...   في ظلال آية ... - صفحة 2 I_icon_minitimeالأربعاء 12 أغسطس 2009 - 15:15



في ظلال آية ... - صفحة 2 14
في ظلال آية ... - صفحة 2 835929
{إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاء فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالأَنْعَامُ حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَآ أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَن لَّمْ تَغْنَ بِالأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}
في ظلال آية ... - صفحة 2 835929

في هذه الآية يصور ربنا تبارك وتعالى حال الدنيا أبلغ تصوير، في أدق تعبير وأقربه إلى الأذهان حيث يوضح ربنا تبارك وتعالى في هذه الآية حال الدنيا في تغيرها وتزينها وافتتان الناس بها كمثل ماء نزل من السماء، هذا الماء اختلط بالأرض فنتج عن هذا الاختلاط الزرع الذي يأكله الناس والأنعام، هذا الزرع بعدما كان أخضر جميلا يانعا سرعان ما تحول إلى هشيم تذروه الرياح. وكأن هذه الأرض لم تكن عامرة بالأمس؛ هذه الحال التي تصير إليها الأرض مثل حال الدنيا التي يفرح الناس بها وبزخرفها وبتزينها ثم سرعان ما تزول بهم بلا رجعة !! وكل يخرج منها بما قدم من عمل كذلك يوضح الله عز وجل الآيات للناس رجاء أن يتفكروا ويعلموا ما ينفعهم وما يضرهم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بنت الاطلس
مديرة المنتدى
بنت الاطلس


عدد المساهمات : 3905
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 24/03/2009

في ظلال آية ... - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في ظلال آية ...   في ظلال آية ... - صفحة 2 I_icon_minitimeالجمعة 14 أغسطس 2009 - 12:53


في ظلال آية ... - صفحة 2 14

في ظلال آية ... - صفحة 2 835929
{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ}
في ظلال آية ... - صفحة 2 835929

في هذه الآية يوضح ربنا عز وجل الغرض الذي نزل القرآن لأجله، ألا وهو الموعظة البليغة باللغة التي عرفوها وألفوها {بلسان عربي مبين} هذه الموعظة اكتسبت أهميتها ومكانتها لأنها {من ربكم} من الله خالق هذه النفس ومدبر شئونها، وهو وحده العالم بما تخفي وما تعلن. ثم بعد ذلك يبين ربنا تبارك وتعالى الحكمة الثانية التي نزل القرآن بها ألا وهي {وشفاء لما في الصدور} فالقرآن الكريم حقا شفاء حقيقي لما في الصدور، سواء كان هذا الذي في الصدور مرضا معنويا كالحقد والحسد والبغضاء وغيرها، أو كان هذا المرض حسيا ملموسا. وبهذا وردت الأحديث التي توضح أن القرآن شفاء حقيقي للأمراض ومن هذه الأحاديث: ما أخرجه الطبراني عن أبي الأحوص قال‏:‏ جاء رجل إلى عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال‏:‏ إن أخي يشتكي بطنه‏.‏ فوصف له الخمر فقال‏:‏ سبحان الله‏.‏‏.‏‏.‏‏!‏ ما جعل الله في رجس شفاء، إنما الشفاء في شيئين‏:‏ القرآن والعسل، فيهما شفاء لما في الصدور وشفاء للناس‏.‏ وفي هذا دليل واضح على أن القرآن شفاء لما في الصدور؛ وهو كذلك مرشد ونعمة للمؤمنين قال تعالى {وهدى ورحمة للمؤمنين} والعلة في تخصيص المؤمنين بالذكر هنا لأنهم المنتفعون به دون ما سواهم. فعلى الناس أن يتمسكوا بكتاب ربهم وأن يقتدوا به وأن يجعلوه نبراسا يضيء حياتهم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بنت الاطلس
مديرة المنتدى
بنت الاطلس


عدد المساهمات : 3905
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 24/03/2009

في ظلال آية ... - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في ظلال آية ...   في ظلال آية ... - صفحة 2 I_icon_minitimeالسبت 15 أغسطس 2009 - 12:35

في ظلال آية ... - صفحة 2 835929
{أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ. الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ}
في ظلال آية ... - صفحة 2 835929

في هذه الآية يبين ربنا تبارك وتعالى حال من يخافه ويرجو مغفرته ولقاءه وأن هذا حال من أحبه الله واختصه بولايته ومحبته، وهذه الولاية لا تأتي لأحد من الناس هكذا دون عمل أو بذل جهد بل لا بد لها من شروط، هذه الشروط فسرتها الآية التي بعدها {الذين آمنوا وكانوا يتقون} فهذا هو شرط الولاية التي يمنحها الله عز وجل لمن أحبه، ويعطيها لمن خافه واتقاه، لا كما يدعي بعض الحمقى والمغفلين أنهم أولياء لله، ولا كما يدعيه أهل الكتاب من أنهم أولياء لله من دون الناس فيرد القرآن عليهم بقوله تعالى: {قل يا أيها الذين هادوا إن زعمتم أنكم أولياء لله من دون الناس فتمنوا الموت إن كنتم صادقين}. وهذه الولاية شرف من الله عز وجل يمنحها لمن أحب من عباده، هذا الشرف يُغبط الأولياء عليه من الأنبياء والشهداء والملائكة كما ورد في الحديث الذي رواه عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏"‏إن من عباد الله ناسا يغبطهم الأنبياء والشهداء، قيل‏:‏ من هم يا رسول الله‏؟‏ قال‏:‏ قوم تحابوا في الله من غير أموال ولا أنساب، لا يفزعون إذا فزع الناس ولا يحزنون إذا حزنوا، ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:{أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ}. وهؤلاء أعد الله لهم البشرى في الحياة الدنيا والجزاء الأوفى يوم القيامة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بنت الاطلس
مديرة المنتدى
بنت الاطلس


عدد المساهمات : 3905
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 24/03/2009

في ظلال آية ... - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في ظلال آية ...   في ظلال آية ... - صفحة 2 I_icon_minitimeالأحد 16 أغسطس 2009 - 9:16

في ظلال آية ... - صفحة 2 835929
{قَالُواْ اتَّخَذَ اللّهُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ هُوَ الْغَنِيُّ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَات وَمَا فِي الأَرْضِ إِنْ عِندَكُم مِّن سُلْطَانٍ بِهَـذَا أَتقُولُونَ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ}
في ظلال آية ... - صفحة 2 835929

في هذه الآية يوضح ربنا تبارك وتعالى أنه غني عن الولد لأن الذي يحتاج إلى الولد هو الضعيف الذي يحتاج إلى عون من ذلك الولد، وتعالى الله عن ذلك علوا كبيرا؛ لأنه سبحانه وتعالى له ما في السماوات وما في الأرض، والذي يملك هذا ويدبر أمره لا يحتاج إلى إعانة الولد، ولا إلى مناصرة أحد . {‏إن عندكم من سلطان بهذا‏}‏ إن من يدعي هذا الدعاء ليس لديه أي دليل يستدل به على ما يزعمه من الكذب والبهتان. ثم تختم الآية بهذا الإنكار والوعيد لمن قال هذا القول، ومن اعتقد هذا الاعتقاد: {‏أتقولون على اللّه ما لا تعلمون‏}‏؟‏ فالعقيدة الإسلامية عقيدة سهلة ميسرة لا غموض فيها ولا التباس ولا جدال، الله وحده هو الخالق وهو الرازق وهو المحيي وهو المميت وهو المنزه عن الصاحبة والولد، سبحانه
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بنت الاطلس
مديرة المنتدى
بنت الاطلس


عدد المساهمات : 3905
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 24/03/2009

في ظلال آية ... - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في ظلال آية ...   في ظلال آية ... - صفحة 2 I_icon_minitimeالثلاثاء 18 أغسطس 2009 - 13:08

في ظلال آية ... - صفحة 2 14

في ظلال آية ... - صفحة 2 835929
{قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءكُمُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنَاْ عَلَيْكُم بِوَكِيلٍ}
في ظلال آية ... - صفحة 2 835929

يبين ربنا تبارك وتعالى في هذه الآية على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم أنه لم يقصر معهم في تبليغهم هذا الهدى، ولم يترك طريقا من طرق الخير إلا ودلهم عليه، ولم يترك بابا من أبواب الشر إلا ونهاهم عنه، لكنهم عاندوا وتكبروا فبين لهم القرآن أن من اهتدى به واتبعه فإنما يعود نفعه على نفسه، ومن ضل عنه فإنما يرجع وبال ذلك عليه، ‏{وما أنا عليكم بوكيل‏}‏، أي وما أنا موكل بكم حتى تكونوا مؤمنين وإنما أنا نذير لكم، والهداية على اللّه تعالى. وهذه الآية من أعظم الآيات في إقامة الحجة على أهل مكة ومن حولهم، من الذين جحدوا هذا الدين في كل زمان وفي كل مكان، أن الهداية بالاختيار، وليس بالإجبار { فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنَاْ عَلَيْكُم بِوَكِيلٍ}.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بنت الاطلس
مديرة المنتدى
بنت الاطلس


عدد المساهمات : 3905
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 24/03/2009

في ظلال آية ... - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في ظلال آية ...   في ظلال آية ... - صفحة 2 I_icon_minitimeالأربعاء 19 أغسطس 2009 - 6:46

في ظلال آية ... - صفحة 2 14

في ظلال آية ... - صفحة 2 835929
{وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَاصْبِرْ حَتَّىَ يَحْكُمَ اللّهُ وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ}
في ظلال آية ... - صفحة 2 835929

أمر الله عز وجل نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم بالصبر على ما سيلاقيه من أذى ومشقة من جراء استقامته على منهج الله عز وجل ودعوة الناس إلى هذا المنهج فالآية تشتمل على أمره صلى الله عليه وسلم بالاستقامة في الدعوة وتسليته فيما يصيبه، ووعده بأن العاقبة الحسنى له ولمن سلك طريقه وسار على دربه. وفي هذه الآية دليل على أن أصحاب الدعوات لا بد أن يُمتحنوا، ويُبتلوا، ولا بد أن يصبروا على الأذى والإعراض الذي يتعرضون له من أقوامهم وذلك { حَتَّىَ يَحْكُمَ اللّهُ وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ } والله عز وجل حينما يحكم_ يحكم بما فيه قرة للعين وتسلية للصدر لأنه سبحانه خير الحاكمين. فإلى كل من يسير في طريق الدعوة إلى عز وجل كانت هذه الآية.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بنت الاطلس
مديرة المنتدى
بنت الاطلس


عدد المساهمات : 3905
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 24/03/2009

في ظلال آية ... - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في ظلال آية ...   في ظلال آية ... - صفحة 2 I_icon_minitimeالخميس 20 أغسطس 2009 - 17:29

في ظلال آية ... - صفحة 2 14

في ظلال آية ... - صفحة 2 835929
{وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ}
في ظلال آية ... - صفحة 2 835929

أخبر تعالى أنه متكفل بأرزاق المخلوقات من سائر دواب الأرض، صغيرها وكبيرها وأنه يعلم مستقرها، أي يعلم أين منتهى سيرها في الأرض وأين تأوي إليه ، عن ابن عباس‏:‏ ‏{ويعلم مستقرها}‏ أي حيث تأوي ‏{‏ومستودعها‏}‏ حيث تموت، وعن مجاهد‏:‏ ‏{‏مستقرها‏} في الرحم ‏{‏ومستودعها} في الصلب، فجميع ذلك مكتوب في كتاب عند اللّه. وفي هذه الآية دليل على مدى عظمة الله عز وجل، وعلى مدى لطفه بخلقه، فهو سبحانه وتعالى يرزقهم من طيبات ما خلق، وهو سبحانه يعلم مكانهم الذي يعيشون فيه، ويعلم سبحانه ما يسرون وما يعلنون، كل ذلك عند الله في كتاب مبين. وفي هذه الآية أيضا تأصيل لجانب مهم في حياة المؤمن ألا وهو جانب الإيمان بأن الله هو الرزاق، وأن أحدا من خلقه لا يستطيع أن يرزق نفسه فضلا عن أن يرزق غيره.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بنت الاطلس
مديرة المنتدى
بنت الاطلس


عدد المساهمات : 3905
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 24/03/2009

في ظلال آية ... - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في ظلال آية ...   في ظلال آية ... - صفحة 2 I_icon_minitimeالجمعة 21 أغسطس 2009 - 17:57

في ظلال آية ... - صفحة 2 14

في ظلال آية ... - صفحة 2 835929
{وَلَئِنْ أَذَقْنَا الإِنْسَانَ مِنَّا رَحْمَةً ثُمَّ نَزَعْنَاهَا مِنْهُ إِنَّهُ لَيَئُوسٌ كَفُورٌ. وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ نَعْمَاءَ بَعْدَ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ ذَهَبَ السَّيِّئَاتُ عَنِّي إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ. إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ أُوْلَـئِكَ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ}
في ظلال آية ... - صفحة 2 835929

ذكر سبحانه وتعالى في هذه الآيات ما الإنسان مطبوع عليه عند الشدة والبلاء من اليأس والكفر وعند الرخاء والنعماء من الفرح والفخر، ومغزى الكلام أنه مخلوق كليل البصر قصير النظر إنما يرى ما يجده في حاله الحاضرة، ويذهل عما دون ذلك فإن زالت عنه نعمة لم ير لها عودة وأنها كانت من عند الله سبحانه، وله تعالى أن يعيدها إليه إن شاء حتى يصبر على بلائه ويتعلق قلبه به بالرجاء والمسألة، وإن عادت إليه نعمة بعد زوالها رأى أنه يملكها ففرح وفخر ولم ير لله تعالى صنعا في ذلك حتى يشكره عليها ويكف عن الفرح وعن التطاول على غيره بالفخر. {‏إلا الذين صبروا‏} أي على الشدائد والمكاره، ‏{‏وعملوا الصالحات‏}‏ أي في الرخاء والعافية، ‏{أولئك لهم مغفرة‏}‏ أي بما يصيبهم من الضراء ‏{وأجر كبير‏} بما أسلفوه في زمن الرخاء كما جاء في الحديث‏:‏ ‏(‏والذي نفسي بيده لا يصيب المؤمن هم ولا غم ولا نصب ولا وصب ولا حزن حتى الشوكة يشاكها إلا غفر اللّه عنه بها من خطاياه‏). وفي الصحيحين‏:‏ ‏(‏والذي نفسي بيده لا يقضي اللّه للمؤمن قضاء إلا كان خيراً له إن أصابته سراء فشكر كان خيراً له، وإن أصابته ضراء فصبر كان خيراً له، وليس ذلك لأحد غير المؤمن‏).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بنت الاطلس
مديرة المنتدى
بنت الاطلس


عدد المساهمات : 3905
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 24/03/2009

في ظلال آية ... - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في ظلال آية ...   في ظلال آية ... - صفحة 2 I_icon_minitimeالخميس 27 أغسطس 2009 - 18:02

في ظلال آية ... - صفحة 2 14

في ظلال آية ... - صفحة 2 835929
{الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا}
في ظلال آية ... - صفحة 2 835929

هذه أكبر نعم الله تعالى على هذه الأمة، حيث أكمل تعالى لهم دينهم فلا يحتاجون إلى دين غيره، ولا إلى نبي غير نبيهم، صلوات الله وسلامه عليه. ولهذا جعله الله تعالى خاتم الأنبياء وبعثه إلى الإنس والجن، فلا حلال إلا ما أحله ولا حرام إلا ما حرمه ولا دين إلا ما شرعه. وكل شيء أخبر به فهو حق وصدق لا كذب فيه، كما قال تعالى: "وتمت كلمة ربك صدقا وعدل" أي صدقا في الأخبار وعدلا في الأوامر والنواهي، فلما أكمل لهم الدين تمت عليهم النعمة ولهذا قال تعالى: "اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا" أي فارضوه أنتم لأنفسكم فإنه الدين الذي أحبه الله ورضيه وبعث به أفضل الرسل الكرام وأنزل به أشرف كتبه. وعندما يقف المؤمن أمام ارتضاء الله الإسلام دينا للذين آمنوا يقف أمام رعاية الله سبحانه وعنايته بهذه الأمة حتى ليختار لها دينها ويرتضيه .. وهو تعبير يشي بحب الله لهذه الأمة ورضاه عنها ، حتى ليختار لها منهج حياتها . وإن ارتضاء الله الإسلام دينا لهذة الأمة، ليقتضي منها ابتداء أن تدرك قيمة هذا الاختيار ثم تحرص على الاستقامة على هذا الدين جهد ما في الطاقة من وسع وقدرة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بنت الاطلس
مديرة المنتدى
بنت الاطلس


عدد المساهمات : 3905
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 24/03/2009

في ظلال آية ... - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في ظلال آية ...   في ظلال آية ... - صفحة 2 I_icon_minitimeالأحد 30 أغسطس 2009 - 17:14

في ظلال آية ... - صفحة 2 14

في ظلال آية ... - صفحة 2 835929
{أَ لَمْ تَعْلَمْ أَنّ اللّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَتِ وَالأَرْضِ يُعَذِّبُ مَن يَشاءُ وَيَغْفِرُ لِمَن يَشاءُ وَاللّهُ عَلى كلِّ شيْءٍ قَدِيرٌ}
في ظلال آية ... - صفحة 2 835929

اعلم أيها العبد أن الله له السلطان القاهر والاستيلاء الشامل، المستلزمان للقدرة التامة على التصرف في ملكوت السماوات والأرض، وفيما اشتملا عليه من الخلائق إيجادا وإعداما إحياء وإماتة وتدبيرا ورزقا . وذكر الله السماوات بصيغة الجمع ولم يفردها لبيان سعة ملكه ، فالسماء الأولى بالنسبة إلى الثانية كحلقة في فلاة (صحراء) والثانية إلى الثالثة كذلك والثالثة إلى الرابعة كذلك إلى السابعة، والسابعة في الكرسي كحلقة في فلاة والكرسي في العرش كحلقة في فلاة. ومن فوقه رب العزة جل جلاله وتقدست أسماؤه. إن السماوات بأفلاكها ومجراتها وشموسها وكواكبها كل ذلك معترف بربوبيته، خاضع لمشيئته وسلطانه. لا يخرج أي من منها عن تسخيره لهم ولسان حالهم يقول: (أتينا طائعين) . وذكْر الأرض مفردة إشارة إلى أن الأرضين طبقات متقاربة وهن سبع أرضين كما قال تعالى: (الله الذي خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن) أي سبع مثلهن، ولم تشر الآية إلى ملكية الله لما عليها؛ لأنه معلوم أن من ملك شيئا خضع له متعلقاته. أو لأنهم هم المخاطبون بذلك ولم يشر لهم للتحقير من شأنهم لأن ذكره لما هو أكبر منهم وأعظم خلقا فيه إشارة إلى سفاهة عقول من حادوا عن طريق هذا النبي العظيم. واختتمت الآية بأن الأمر راجع إليه سبحانه، يعذب من صد عن دينه ومن حادّ رسوله وحاربه، ولكن رحمته ومغفرته محيطة بمن آمن به، والعاقبة لهم وذلك كله لكمال قدرته فهو على كل شيء قدير
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
في ظلال آية ...
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 2 من اصل 10انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3, 4, 5, 6, 7, 8, 9, 10  الصفحة التالية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: في رحاب الذكر الحكيم-
انتقل الى: