أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط على زر التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط على زر التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 نحفظ القرآن استجابةً لأمر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
لمياء المغربي
متعلم مبتدئ
متعلم مبتدئ
لمياء المغربي


عدد المساهمات : 87
العمر : 36
تاريخ التسجيل : 14/04/2010

نحفظ القرآن استجابةً لأمر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم Empty
مُساهمةموضوع: نحفظ القرآن استجابةً لأمر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم   نحفظ القرآن استجابةً لأمر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم I_icon_minitimeالثلاثاء 8 فبراير 2011 - 16:22

نحفظ القرآن استجابةً لأمر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم

قال ابن كثير رحمه الله في قوله تعالى: "وَلَـكِن كُونُواْ رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ" (آل عمران : 79 ) : (تعلمون أي تفهمون معناه وقرئ تعلمون (بالتشديد) من التعليم وبما كنتم تدرسون : تحفظون ألفاظه). وأورد القرطبي رحمه الله في "تفسيره" قولَ الضحاك رحمه الله : (لا ينبغي لأحد أن يَدَعَ حفظ القرآن جُهْدَه فإن الله تعالى يقول: ولكن كونوا ربانيين).

وجاء الأمر النبوي العام لجميع الأمة بحفظ كتاب الله تعالى في حَدِيث حَسَن رواه الترمذي وابن ماجه رحمهما الله عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قال قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : "تَعَلَّمُوا الْقُرْآنَ وَاقْرَءُوهُ فَإِنَّ مَثَلَ الْقُرْآنِ لِمَنْ تَعَلَّمَهُ فَقَرَأَهُ وَقَامَ بِهِ كَمَثَلِ جِرَابٍ مَحْشُوٍّ مِسْكًا يَفُوحُ رِيحُهُ فِي كُلِّ مَكَانٍ وَمَثَلُ مَنْ تَعَلَّمَهُ فَيَرْقُدُ وَهُوَ فِي جَوْفِهِ كَمَثَلِ جِرَابٍ وُكِئَ عَلَى مِسْكٍ". وفي قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "قام به" وقوله "تَعَلَّمَهُ فَيَرْقُدُ وَهُوَ فِي جَوْفِهِ" إشارة إلى أن المقصودَ من التعلم هنا الحفظُ.

وقد كان النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من حرصه وإشفاقه على صحابته يغتنم مجالسهم ونواديهم لتذكيرهم بهذا الأمر، فعن عَلِيّ بْن رَبَاحٍ اللَّخْمِيّ رحمه الله قال سَمِعْتُ عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ الْجُهَنِيَّ رضي الله عنه يَقُولُ :كُنَّا جُلُوسًا فِي الْمَسْجِدِ نَقْرَأُ الْقُرْآنَ فَدَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَلَّمَ عَلَيْنَا فَرَدَدْنَا عَلَيْهِ السَّلَامَ ثُمَّ قَالَ : "تَعَلَّمُوا كِتَابَ اللَّهِ وَاقْتَنُوهُ -قَالَ:وَحَسِبْتُهُ قَالَ: وَتَغَنُّوا بِهِ- فَوَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَهُوَ أَشَدُّ تَفَلُّتًا مِنْ الْمَخَاضِ مِنْ الْعُقُلِ" رواه أحمد والدارمي رحمهما الله.

بل كان صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُنَوِّع أسلوب الدعوة إلى الحفظ، فيجلس تارة مع من يتعلم القرآن ليُظهر كرامتهم عند الله ومنزلتهم في قلب رسوله حضًّا منه على لزوم هذا الخير لا تهوينا من شأن الذكر والدعاء. فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ مِنْ بَعْضِ حُجَرِهِ فَدَخَلَ الْمَسْجِدَ فَإِذَا هُوَ بِحَلْقَتَيْنِ إِحْدَاهُمَا يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ وَيَدْعُونَ اللَّهَ وَالْأُخْرَى يَتَعَلَّمُونَ وَيُعَلِّمُونَ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : "كُلٌّ عَلَى خَيْرٍ هَؤُلَاءِ يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ وَيَدْعُونَ اللَّهَ فَإِنْ شَاءَ أَعْطَاهُمْ وَإِنْ شَاءَ مَنَعَهُمْ وَهَؤُلَاءِ يَتَعَلَّمُونَ وَإِنَّمَا بُعِثْتُ مُعَلِّمًا فَجَلَسَ مَعَهُمْ" رواه ابن ماجه رحمه الله.

ويضرب تارة أخرى المثال من متاع الحياة الدنيا ليُعْلِمَهُم بما أعد الله من ثواب لمن ألزم نفسه بورد يومي من الحفظ ولو كان آيتين أو ثلاث.كان الحبيب يَدُلُّهم على محابِّ الله تعالى، ومنها إثبات العمل الصالح والدوام عليه وإن قلَّ. فعَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ رضي الله عنه قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَحْنُ فِي الصُّفَّةِ فَقَالَ : "أَيُّكُمْ يُحِبُّ أَنْ يَغْدُوَ إِلَى بُطْحَانَ أَوْ الْعَقِيقِ فَيَأْخُذَ نَاقَتَيْنِ كَوْمَاوَيْنِ زَهْرَاوَيْنِ بِغَيْرِ إِثْمٍ بِاللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَلَا قَطْعِ رَحِمٍ؟ قَالُوا: كُلُّنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: "فَلَأَنْ يَغْدُوَ أَحَدُكُمْ كُلَّ يَوْمٍ إِلَى الْمَسْجِدِ فَيَتَعَلَّمَ آيَتَيْنِ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ خَيْرٌ لَهُ مِنْ نَاقَتَيْنِ وَإِنْ ثَلَاثٌ فَثَلَاثٌ مِثْلُ أَعْدَادِهِنَّ مِنْ الْإِبِلِ" رواه أبو داود في السنن والطبراني في الكبير والبيهقي في شعب الإيمان. وهو عند مسلم بلفظ فيعلم أو يقرأ.رحم الله الجميع. وروى الإمام أحمد رحمه الله عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "أَيَفْرَحُ أَحَدُكُمْ أَنْ يَنْقَلِبَ إِلَى أَهْلِهِ بِخَلِفَتَيْنِ؟ قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: "فَآيَتَيْنِ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ فَيَخْرُجُ بِهِمَا إِلَى أَهْلِهِ خَيْرٌ لَهُ مِنْ خَلِفَتَيْنِ".

وكان صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فبي حديثه إلى بعض أصحابه لا ينسى أن يَخُصَّ أفرادا منهم بالوصية والتذكير حتى يُبَلِّغَ الشاهدُ الغائبَ، أو لعل التخصيص يكون أوقع أثرا في النفس وأدعى للعمل والاستجابة. حكمةّ في الدعوة إلى الخير أوصى الله بها نبِيَّهُ الكريم، ولَنحن أحوجُ إليها في زمن تتجاذب فيه النفوسَ دواعي التكاسل عن الطاعات والتثاقلِ إلى سفاسف الأمور مع مثيرات الفتن والشهوات. فعَنْ أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه قَالَ:قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يَا أَبَا ذَرٍّ لَأَنْ تَغْدُوَ فَتَعَلَّمَ آيَةً مِنْ كِتَابِ اللَّهِ خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ تُصَلِّيَ مِائَةَ رَكْعَةٍ وَلَأَنْ تَغْدُوَ فَتَعَلَّمَ بَابًا مِنْ الْعِلْمِ عُمِلَ بِهِ أَوْ لَمْ يُعْمَلْ خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ تُصَلِّيَ أَلْفَ رَكْعَةٍ" رواه ابن ماجه رحمه الله. وعن أبي أمامة رضي الله عنه أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله اشتريت مقسم بني فلان فربحت فيه كذا وكذا. قال : " ألا أنبئك بما هو أكثر منه ربحا ؟ قال : وهل يوجد ؟ قال : "رجل تعلم عشر آيات". فذهب الرجل فتعلم عشر آيات فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره. رواه الطبراني في الكبير والأوسط ورجاله رجال الصحيح. انظر رحمك الله في الحديث الثاني إلى أثر الحكمة في سرعة الاستجابة. اللهم ارزقنا ما رزقت أولياءك.

وحتى يبقى الصحابة في ارتباط دائم مع الوصية بالقرآن تلاوة وحفظا وعملا نجده صلى الله عليه وسلم يجعله محور دعائهم بل ومفرج كروبهم ومذهب غمومهم. يدعو المؤمن بهذا الدعاء دبر الصلاة وفي أوقات ومواطن الاستجابة فلا ينفصل عن ذهنه المشتغلِ بهموم العيش، ولا عن قلبه العامرِ بأشواق الروح، ولا عن إرادته المتجهةِ نحو بناء الأمة، لا ينفصل عن كل ذلك تحديثُ النفس بجمع القرآن في الصدر. ويصيب المؤمنَ همٌّ وحزن فيفزع إلى صيدلية النبوة ليجد هذا الدعاء، وليتذكر بعد غفلة أنه مدعوٌّ لاستظهار كلام الله عن ظهر قلب، فينقلب من محنة الكرب بمنحة القرب، ويخرج من ضيق الهم إلى سعة الرضا والحب. روى الإمام أحمد رحمه الله عَنْ عَبْدِ اللَّه رضي الله عنهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا قَالَ عَبْدٌ قَطُّ إِذَا أَصَابَهُ هَمٌّ وَحَزَنٌ اللَّهُمَّ إِنِّي عَبْدُكَ وَابْنُ عَبْدِكَ وَابْنُ أَمَتِكَ نَاصِيَتِي بِيَدِكَ مَاضٍ فِيَّ حُكْمُكَ عَدْلٌ فِيَّ قَضَاؤُكَ أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ أَوْ أَنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ أَوْ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ أَنْ تَجْعَلَ الْقُرْآنَ رَبِيعَ قَلْبِي وَنُورَ صَدْرِي وَجِلَاءَ حُزْنِي وَذَهَابَ هَمِّي إِلَّا أَذْهَبَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ هَمَّهُ وَأَبْدَلَهُ مَكَانَ حُزْنِهِ فَرَحًا قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ يَنْبَغِي لَنَا أَنْ نَتَعَلَّمَ هَؤُلَاءِ الْكَلِمَاتِ قَالَ أَجَلْ يَنْبَغِي لِمَنْ سَمِعَهُنَّ أَنْ يَتَعَلَّمَهُنَّ ". يقول الأستاذ عبد السلام ياسين معلقا على هذا الحديث في كتابه تنوير المؤمنات ج1ص361 : (تتوب واحدة وتسمع أن الدعاء النبوي يكشف الهم ويذهب الحزن.فتقرأه تعويذةً من التعاويذ، لا تتمعن فيه.الدعاء يُسأل الله به أن يجعل القرآن ربيع قلوبنا.ما دامت التائبة تقرأ الدعاء وتهجر القرآن تلاوة وحفظا ووردا يوميا فهي لم تَخْطُ الخطواتِ الضروريةَ ليكون القرآن ربيع قلبها.الخطوات التلاوةُ والحفظ والمداومة).

ونظرا لما تختص به بعض سور القرآن من فضائل يوجه الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عنايةَ أصحابه إليها حتى تتصدر لائحةَ حفظهم وتلاوتهم فيجمعون بين أخذها ودَرْكِ فضيلتها. فعَنْ أَبِي أُمَامَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : "تَعَلَّمُوا الْقُرْآنَ فَإِنَّهُ شَافِعٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تَعَلَّمُوا الْبَقَرَةَ وَآلَ عِمْرَانَ تَعَلَّمُوا الزَّهْرَاوَيْنِ فَإِنَّهُمَا يَأْتِيَانِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَأَنَّهُمَا غَمَامَتَانِ أَوْ غَيَايَتَانِ أَوْ كَأَنَّهُمَا فِرْقَانِ مِنْ طَيْرٍ صَوَافَّ يُحَاجَّانِ عَنْ صَاحِبِهِمَا تَعَلَّمُوا الْبَقَرَةَ فَإِنَّ تَعْلِيمَهَا بَرَكَةٌ وَتَرْكَهَا حَسْرَةٌ وَلَا يَسْتَطِيعُهَا الْبَطَلَةُ" رواه الإمام أحمد رحمه الله. وعَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : "إِنَّ اللَّهَ خَتَمَ سُورَةَ الْبَقَرَةِ بِآيَتَيْنِ أُعْطِيتُهُمَا مِنْ كَنْزِهِ الَّذِي تَحْتَ الْعَرْشِ فَتَعَلَّمُوهُنَّ وَعَلِّمُوهُنَّ نِسَاءَكُمْ فَإِنَّهُمَا صَلَاةٌ وَقُرْآنٌ وَدُعَاءٌ" رواه الدارمي رحمه الله.

كان حفظُ القرآن وتعلمه أولَ ما يُلَقَّن للوافد المهاجر ليتشرب في بداية توبته والتحاقه بالركب معنى قوله تعالى : "بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ" (العنكبوت : 49 ). فعَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ رضي الله عنه قَالَ: (كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُشْغَلُ، فَإِذَا قَدِمَ رَجُلٌ مُهَاجِرٌ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَفَعَهُ إِلَى رَجُلٍ مِنَّا يُعَلِّمُهُ الْقُرْآنَ) رواه الإمام أحمد رحمه الله.

ولا يقف المربي العظيم عند مجرد الأمر والترغيب والحض، بل يتابع المشروع بكل اهتمام، ويستقرئ الصحابة – وخاصة حديثي العهد بالإسلام- واحدا واحدا. ففي حديث وفد عبد القيس الذي رواه الإمام أحمد رحمه الله ( ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا رَجُلًا رَجُلًا فَعَرَضْنَا عَلَيْهِ مَا تَعَلَّمْنَا وَعَلِمْنَا فَمِنَّا مَنْ عَلِمَ التَّحِيَّاتِ وَأُمَّ الْكِتَابِ وَالسُّورَةَ وَالسُّورَتَيْنِ وَالسُّنَنَ). وكان يُظْهر لصحابته حرصَه على أن يُتقنوا حفظهم لكتاب الله تعالى، ويسألهم عن درجة هذا الإتقان إمعانا في التأكيد. مِنْ ذلك قولُه لمن لم يجد ما يتزوج به : مَاذَا مَعَكَ مِنْ الْقُرْآنِ ؟ قَالَ مَعِي سُورَةُ كَذَا وَسُورَةُ كَذَا وَسُورَةُ كَذَا عَدَّهَا. قَالَ: أَتَقْرَؤُهُنَّ عَنْ ظَهْرِ قَلْبِكَ ؟ قَالَ نَعَمْ قَالَ : "اذْهَبْ فَقَدْ مَلَّكْتُكَهَا بِمَا مَعَكَ مِنْ الْقُرْآنِ" رواه البخاري ومسلم رحمهما الله.

ثم لا يكتفي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالاستقراء بل يكافئ أهل الهمة والمسارعة إلى الخير، ويجعلهم أئمة وأمراء، ويُقَدِّمُهم على أشراف القوم وأسيادهم. عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْثًا وَهُمْ ذُو عَدَدٍ فَاسْتَقْرَأَهُمْ فَاسْتَقْرَأَ كُلَّ رَجُلٍ مِنْهُمْ مَا مَعَهُ مِنْ الْقُرْآنِ فَأَتَى عَلَى رَجُلٍ مِنْهُمْ مِنْ أَحْدَثِهِمْ سِنًّا فَقَالَ: مَا مَعَكَ يَا فُلَانُ؟ قَالَ: مَعِي كَذَا وَكَذَا وَسُورَةُ الْبَقَرَةِ.قَالَ: أَمَعَكَ سُورَةُ الْبَقَرَةِ؟ فَقَالَ: نَعَمْ. قَالَ :فَاذْهَبْ فَأَنْتَ أَمِيرُهُمْ. فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ أَشْرَافِهِمْ :وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا مَنَعَنِي أَنْ أَتَعَلَّمَ سُورَةَ الْبَقَرَةِ إِلَّا خَشْيَةَ أَلَّا أَقُومَ بِهَا. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " تَعَلَّمُوا الْقُرْآنَ وَاقْرَءُوهُ فَإِنَّ مَثَلَ الْقُرْآنِ لِمَنْ تَعَلَّمَهُ فَقَرَأَهُ وَقَامَ بِهِ كَمَثَلِ جِرَابٍ مَحْشُوٍّ مِسْكًا يَفُوحُ رِيحُهُ فِي كُلِّ مَكَانٍ وَمَثَلُ مَنْ تَعَلَّمَهُ فَيَرْقُدُ وَهُوَ فِي جَوْفِهِ كَمَثَلِ جِرَابٍ وُكِئَ عَلَى مِسْكٍ" رواه الترمذي رحمه الله وقَالَ هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ.

ويعي الصحابة رضي الله عنهم درس الحفظ فيكملون بعد رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مسيرةَ الترغيب فيه، والتحذير من إهماله وهجره والاشتغال بغيره. فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه قَالَ Sadإِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ مَأْدُبَةُ اللَّهِ فَخُذُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ فَإِنِّي لَا أَعْلَمُ شَيْئًا أَصْفَرَ مِنْ خَيْرٍ مِنْ بَيْتٍ لَيْسَ فِيهِ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ شَيْءٌ وَإِنَّ الْقَلْبَ الَّذِي لَيْسَ فِيهِ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ شَيْءٌ خَرِبٌ كَخَرَابِ الْبَيْتِ الَّذِي لَا سَاكِنَ لَهُ) رواه الدارمي رحمه الله. وعنه أيضا قال: ( إنما هذه القلوب أوعية فاشغلوها بالقرآن ولا تشغلوها بغيره) رواه أبو نعيم رحمه الله في "حلية الأولياء".

وتمضي السنوات ويُجمع القرآن في الصحائف، فيضعف لدى الناس داعي الحفظ وينصرفون عن الاستظهار ويعكفون على التلاوة بالنظر، فلا يروق هذا الأمر لسيدنا أَبِي أُمَامَةَ رضي الله عنه الذي فَقِه فضيلة جمع كلام الله تعالى في الصدور حتى كَانَ يَقُولُ : (اقْرَءُوا الْقُرْآنَ وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ هَذِهِ الْمَصَاحِفُ الْمُعَلَّقَةُ فَإِنَّ اللَّهَ لَنْ يُعَذِّبَ قَلْبًا وَعَى الْقُرْآنَ) رواه الدارمي وابن أبي شيبة رحمهما الله.

ويشاركه النداءَ سيدُنا عمرُ بن الخطاب رضي الله عنه الذي فطن إلى أن حفظ آيات وسور الفرائض تجعل أحكام الشريعة في حمى من الضياع والتحريف وأقرب في الاستذكار، خصوصا مع شدة الحاجة إليها وعموم البلوى بها، فيقول: " تعلموا سورة البقرة وسورة النساء وسورة المائدة وسورة الحج وسورة النور فإن فيهن الفرائض" أخرجه الحاكم رحمه الله في المستدرك على الصحيحين وقال هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه.
المقال السابق
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بنت الاطلس
مديرة المنتدى
بنت الاطلس


عدد المساهمات : 3905
العمر : 45
تاريخ التسجيل : 24/03/2009

نحفظ القرآن استجابةً لأمر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم Empty
مُساهمةموضوع: رد: نحفظ القرآن استجابةً لأمر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم   نحفظ القرآن استجابةً لأمر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم I_icon_minitimeالأحد 13 فبراير 2011 - 6:09



نحفظ القرآن استجابةً لأمر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم 466668888
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
نحفظ القرآن استجابةً لأمر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» وصايا الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه
» تربية الرسول – صلى الله عليه وسلم – لبناته رضي الله عنهن
» وصايا الرسول صلى الله عليه وسلم لصحابته رضي الله عنهم
» وصايا جامعة لحبيبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
»  مواقف ضحك منها رسول الله صلى الله عليه وسلم

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: في رحاب الذكر الحكيم-
انتقل الى: