ا
لكلام وانواعه:
الكلام في اللغة يطلق ويراد به القول ،أو ماينطق به الإنسان مفردا كان أو مركبا ،
والكلمة : اللفظة وتجمع على كلم ، وتطلق الكلمة على القصيدة والخطبة ،
وعرف بعض النحاة الكلام بقوله : هو اللفظ المركب المفيد بالوضع،
وللفظ الكلام هنا معنيان : أحدهما لغوي والثاني نحوي،
فاللغوي هو عبارة عما تحصل بسببه فائدة ، سواء أكان لفظا أم لم يكن كذلك كالخط والكتابة والإشارة ، كمن قال لك مثلا : هل احضرت الكتاب الذي طلبته منك ؟ فتشير إليه برأسك من فوق إلى أسفل ، فهو يفهم أنك تقول له : نعم
وأما الكلام
النحوي فلا بد من أن يجتمع فيه أربعة أمور ،
أولا: أن يكون لفظا بمعنى أن يكون صوتا مشتملا على بعض الحروف الهجائية التي تبتدئ بالألف وتنتهي بالياء مثال : يوسف ، يكتب ، عقيل ، فإن كل واحدة من هذه الكلمات الثلاث عند النطق بها تكون صوتا مشتملاعلى أربعة أحرف هجائية .
ثانيا : أن يكون مركبا بمعنى أن يكون مؤلفا من كلمتين فأكثر مثل :" محمد مسافر" ،" والعلم نافع" ،" ويبلغ المجتهد المجد" ،" ولكل مجتهد نصيب "،" والعلم خير ماتسعى إليه" ، فكل عبارةمن هذه العبارات تسمى كلاما ، وكل عبارة منها مؤلفة من كلمتين فأكثر ، وعليه فالكلمة الواحدة لاتسمى كلاما عند النحاة إلا إذا انضم غيرها إليها حقيقة.
ثالثا : أن يكون مفيدا بمعنى أن يحسن سكوت المتكلم عليه ، بحيث لايبقى السامع منتظرا لشيء آخر فلو قلنا مثلا : " إذا حضر الأستاذ " لايسمى ذلك كلاما ، ولو أنه لفظ مركب من ثلاث كلمات ، لماذا ؟ لأن المخاطب ينتظر ماتقوله بعد هذا مما يترتب على حضور الأستاذ ، أما إذا قلنا : " إذا حضر الأستاذ أنصت التلاميذ" صار كلاما لحصول الفائدة .
رابعا : أن يكون موضوعا بالوضع العربي ، ، بمعنى أن تكون الألفاظ المستعملة في الكلام من الألفاظ التي وضعتها العرب للدلالة على معنى من المعاني ، مثال ذلك :
حضر " فهي كلمة وضعها العرب لمعنى ، وهو حصول الحضور في الزمان الماضي ، وكلمة " محمد " وضعها العرب لمعنى ، وهو ذات الشخص المسمى بهذا الإسم ، فإذا قلت : حضر محمد تكون قد استعملت كلمتين كل منهما مما وضعه العرب ، بخلاف ماإذا تكلمت بكلام مما وضعه العجم ، كالفرس والترك ، وغيرهما ، فإنه لايسمى في عرف علماء العربية كلاما ن وإن سماه أهل اللغة الأخرى كلاما .
أكتفي بهذا القدر وسأتحدث إن شاء الله عن أنواع الكلام وأقسامه