أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط على زر التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط على زر التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 في ظلال آية ...

اذهب الى الأسفل 
+2
بنت الاطلس
ابو معاذ
6 مشترك
انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3, 4, 5, 6, 7, 8, 9, 10  الصفحة التالية
كاتب الموضوعرسالة
ابو معاذ
مشرف الاقسام الدينية
ابو معاذ


عدد المساهمات : 260
العمر : 53
تاريخ التسجيل : 03/04/2009

في ظلال آية ... - صفحة 6 Empty
مُساهمةموضوع: في ظلال آية ...   في ظلال آية ... - صفحة 6 I_icon_minitimeالأربعاء 15 أبريل 2009 - 17:41

تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :

بسم الله الرحمن الرحيم

تعالوا بنا نعيش لحظة مع آية جليلة من كتاب ربنا جل جلاله ، ونتفيأ ظلالها عسانا أن نكون ممن يستظل بظلها ، تلكم هي قوله تعالى في سورة الزخرف في سياق الحديث عن الجنة التي يرثها عباد الله الصالحون
" وتلك الجنة التي أورثتموها بما كنتم تعملون ، لكم فيها فاكهة كثيرة منها تأكلون ."
والمعنى : وتلك الجنة الموصوفة بتلك الأوصاف الجليلة أعطيتموها بسبب أعمالكم الصالحة التي قدمتموها في الدنيا ، والتي كانت سببا في شمول رحمة الله إياكم ، فإنه لايدخل الجنة أحد بعمله ، ولكن برحمة الله وفضله وكرمه ، وإنما الدرجات ينال تفاوتها بحسب الأعمال الصالحات .
تلكم الجنة التي يقول ابن القيم رحمه الله في وصفها : فإن سألت عن أرضها وتربتها فهي المسك والزعفران
وإن سألت عن سقفها فهو عرش الرحمان ، وإن سألت عن حصبائها فهو اللؤلؤ والجوهر ،
وإن سألت عن بنائها فلبنة من فضة ولبنة من ذهب ،
وإن سألت عن أشجارها فما فيها شجرة إلا وساقها من ذهب وفضة لامن الحطب والخشب ،
وإن سألت عن ثمرها فأمثال القلال ألين من الزبد وأحلى من العسل ،
وإن سألت عن ورقها فأحسن مايكون من رقائق الحلل ،
وإن سألت عن أنهارها فأنهار من لبن لم يتغير طعمه وأنهار من خمر لذة للشاربين وأنهار من عسل مصفى
أسأل الله أن يجعلنا من أهل الجنة وأن يوفقنا للعمل الذي يقربنا إليه إنه ولي ذلك والقادر عليه
.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

كاتب الموضوعرسالة
بنت الاطلس
مديرة المنتدى
بنت الاطلس


عدد المساهمات : 3905
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 24/03/2009

في ظلال آية ... - صفحة 6 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في ظلال آية ...   في ظلال آية ... - صفحة 6 I_icon_minitimeالأحد 17 يناير 2010 - 5:34

في ظلال آية ... - صفحة 6 835929

{ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ}
فصلت:11

في ظلال آية ... - صفحة 6 835929

والاستواء هنا القصد. والقصد من جانب الله تعالى هو توجه الإرادة. و {ثم} قد لا تكون للترتيب الزمني، ولكن للارتقاء المعنوي. والسماء في الحس أرفع وأرقى. {ثم استوى إلى السماء وهي دخان} إن هناك اعتقاداً أنه قبل خلق النجوم كان هناك ما يسمى السديم. وهذا السديم غاز.. دخان..وهذا الكلام قد يكون صحيحاً لأنه أقرب ما يكون إلى مدلول الحقيقة القرآنية وإلى أن خلق السماوات تم في زمن طويل. في يومين من أيام الله. ثم نقف أمام الحقيقة الهائلة: {فقال لها وللأرض ائتيا طوعاً أو كرهاً قالتا أتينا طائعين} إنها إيماءة عجيبة إلى انقياد هذا الكون للناموس، وإلى اتصال حقيقة هذا الكون بخالقه اتصال الطاعة والاستسلام لكلمته ومشيئته. فليس هنالك إذن إلا هذا الإنسان الذي يخضع للناموس كرهاً في أغلب الأحيان. إنه خاضع حتماً لهذا الناموس، لا يملك أن يخرج عنه.. ولكنه هو وحده الذي لا ينقاد طائعاً طاعة الأرض والسماء إننا نخضع كرهاً. فليتنا نخضع طوعاً. ليتنا نلبي تلبية الأرض والسماء. في رضى وفي فرح باللقاء مع روح الوجود الخاضعة المطيعة الملبية المستسلمة لله رب العالمين.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
حاملة المسك
نائبة مديرة المنتدى
حاملة المسك


عدد المساهمات : 694
العمر : 45
تاريخ التسجيل : 02/11/2009

في ظلال آية ... - صفحة 6 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في ظلال آية ...   في ظلال آية ... - صفحة 6 I_icon_minitimeالإثنين 18 يناير 2010 - 2:20



في ظلال آية ... - صفحة 6 133323

يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ إِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا {28} وَإِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا {29} الأحزاب: 28 _ 29

في ظلال آية ... - صفحة 6 133323

هذه الآيات صورة حية من داخل بيت النبوة حيث اختار النبي صلى الله عليه وسلم لنفسه ولأهل بيته معيشة الكفاف، لا عجزا عن حياة المتاع، فقد عاش حتى فتحت له الأرض، وكثرت غنائمها، وعم فيؤها. ومع هذا فقد كان الشهر يمضي ولا توقد في بيوته نار. مع جوده بالصدقات والهبات والهدايا. ولكن ذلك كان اختيارا للاستعلاء على متاع الحياة الدنيا ورغبة خالصة فيما عند الله. رغبة الذي يملك ولكنه يعف ويستعلي ويختار.. ولكن نساء النبي صلى الله عليه وسلم كن نساءً من البشر، لهن مشاعر البشر. وعلى فضلهن وكرامتهن وقربهن من ينابيع النبوة الكريمة، فإن الرغبة الطبيعية في متاع الحياة ظلت حية في نفوسهن. فلما أن رأين السعة والرخاء بعدما أفاض الله على رسوله وعلى المؤمنين راجعن النبي صلى الله عليه وسلم في أمر النفقة. فلم يستقبل هذه المراجعة بالترحيب، إنما استقبلها بالأسى وعدم الرضى..ولقد بلغ الأسى برسول الله صلى الله عليه وسلم من مطالبة نسائه له بالنفقة أن احتجب عن أصحابه. وكان احتجابه عنهم أمرا صعبا عليهم يهون كل شيء دونه. وجاءوا فلم يؤذن لهم. لقد جاء القرآن الكريم ليحدد القيم الأساسية في تصور الإسلام للحياة. هذه القيم التي ينبغي أن تجد ترجمتها الحية في بيت النبي وحياته الخاصة؛ وأن تتحقق في أدق صورة وأوضحها في هذا البيت الذي كان -وسيبقى- منارة للمسلمين وللإسلام حتى يرث الله الأرض ومن عليها. ونزلت آيتا التخيير تحددان الطريق. فإما الحياة الدنيا وزينتها، وإما الله ورسوله والدار الآخرة. وقد اخترن الله ورسوله والدار الآخرة اختيارا مطلقا بعد هذا التخيير الحاسم. وكن حيث تؤهلهن مكانتهن من رسول الله وفي ذلك الأفق العالي الكريم اللائق ببيت الرسول العظيم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بنت الاطلس
مديرة المنتدى
بنت الاطلس


عدد المساهمات : 3905
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 24/03/2009

في ظلال آية ... - صفحة 6 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في ظلال آية ...   في ظلال آية ... - صفحة 6 I_icon_minitimeالثلاثاء 19 يناير 2010 - 9:37


في ظلال آية ... - صفحة 6 835929
{يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ مَن يَأْتِ مِنكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا} الأحزاب: 30
في ظلال آية ... - صفحة 6 835929

تلك هي الصورة الحقيقية التي ينبغي أن يكون عليها رؤوس الناس ومقدموهم أن يكونوا أول الناس جوعا وآخرهم شبعا كما قرر ابن الخطاب رضي الله عنه وأن تفرض عليهم سيادتهم المزيد من الأعباء لا المزيد من النعيم والترف، نعم إنها تبعة المكان الكريم الذي هن فيه. وهن أزواج رسول الله وهن أمهات المؤمنين. وهذه الصفة وتلك كلتاهما ترتبان عليهن واجبات ثقيلة، وتعصمانهن كذلك من مقارفة الفاحشة. فإذا فرض وقارفت واحدة منهن فاحشة مبينة واضحة لا خفاء فيها، كانت مستحقة لضعفين من العذاب. وذلك فرض يبين تبعة المكان الكريم الذي هن فيه {وكان ذلك على الله يسيرا} لا تمنعه ولا تصعبه مكانتهن من رسول الله المختار
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بنت الاطلس
مديرة المنتدى
بنت الاطلس


عدد المساهمات : 3905
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 24/03/2009

في ظلال آية ... - صفحة 6 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في ظلال آية ...   في ظلال آية ... - صفحة 6 I_icon_minitimeالأربعاء 20 يناير 2010 - 5:36


في ظلال آية ... - صفحة 6 835929
{وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} الأحزاب: 33
في ظلال آية ... - صفحة 6 835929

هذا خطاب لنساء النبي صلى الله عليه وسلم في الدرجة الأولى ثم يدخل فيه سائر نساء المسلمين وهو يوضح نظرة

الإسلام إلى المرأة وليس معنى هذا الأمر ملازمة البيوت فلا يبرحنها إطلاقا، إنما هي إيماءة لطيفة إلى أن يكون البيت

هو الأصل في حياتهن، وهو المَقر، وما عداه استثناء طارئ لا يثقلن فيه ولا يستقررن. إنما هي الحاجة تقضى وبقدرها،

فإذا حدث وخرجن فتحت ضابط يصون لهن كرامتهن {ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى} ذلك حين الاضطرار إلى

الخروج، بعد الأمر بالقرار في البيوت. ولقد كانت المرأة في الجاهلية تتبرج. ولكن جميع الصور التي تروى عن تبرج

الجاهلية الأولى تبدو ساذجة أو محتشمة حين تقاس إلى تبرج أيامنا هذه في جاهليتنا الحاضرة ! والجاهلية ليست فترة

معينة من الزمان، إنما هي حالة اجتماعية معينة، ذات تصورات معينة للحياة. ويمكن أن توجد هذه الحالة، وأن يوجد

هذا التصور في أي زمان وفي أي مكان، فيكون دليلا على الجاهلية حيث كان! {وأقمن الصلاة وآتين الزكاة وأطعن الله

ورسوله}.. ثم يأتي توجيه إلهي أعلى يبين أن عبادة الله ليست بمعزل عن السلوك الاجتماعي أو الأخلاقي في الحياة فلا

بد من صلة بالله يأتي منها المدد والزاد. ولا بد من صلة بالله تطهر القلب وتزكيه ومن ثم كان الأمر بإقامة الصلاة،

وإيتاء الزكاة، وطاعة الله ورسوله، هو خاتمة التوجيهات الشعورية والأخلاقية والسلوكية لأهل البيت الكريم؛ لأنه لا

يقوم شيء من تلك التوجيهات بغير العبادة والطاعة وكل ذلك لحكمة وقصد وهدف: {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس

أهل البيت ويطهركم تطهيرا} وهو -سبحانه- يقول هذا في كتابه الذي يتلى في الملأ الأعلى، ويتلى في هذه الأرض، في

كل بقعة وفي كل أوان؛ وتتعبد به ملايين القلوب، وتتحرك به ملايين الشفاه.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بنت الاطلس
مديرة المنتدى
بنت الاطلس


عدد المساهمات : 3905
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 24/03/2009

في ظلال آية ... - صفحة 6 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في ظلال آية ...   في ظلال آية ... - صفحة 6 I_icon_minitimeالسبت 23 يناير 2010 - 13:26



في ظلال آية ... - صفحة 6 835929
{وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا}
الأحزاب: 37
في ظلال آية ... - صفحة 6 835929

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد زوج زيد بن حارثة _الذي كان متبناه_ من زينب بنت جحش، ابنة عمة رسول الله؛ ليحطم بهذا الزواج فوارق الطبقات الموروثة. ثم شاء الله أن يحمل نبيه بعد ذلك مؤنة إزالة آثار نظام التبني؛ فيتزوج من مطلقة متبناه زيد بن حارثة، ويواجه المجتمع بهذا العمل، الذي لا يستطيع أحد أن يواجه المجتمع به. ألهم الله نبيه أن زيدا سيطلق زينب؛ وأنه هو سيتزوجها، للحكمة التي قضى الله بها. وكانت العلاقات بين زيد وزينب قد اضطربت، وعادت توحي بأن حياتهما لن تستقيم طويلا، وجاء زيد مرة بعد مرة يشكو إلى رسول الله اضطراب حياته مع زينب؛ وعدم استطاعته المضي معها، والرسول صلى الله عليه وسلم على شجاعته في مواجهة قومه في أمر العقيدة دون لجلجة ولا خشية يحس ثقل التبعة فيما ألهمه الله من أمر زينب؛ ويتردد في مواجهة القوم بتحطيم ذلك التقليد العميق؛ فيقول لزيد: {أمسك عليك زوجك واتق الله}.. ويؤخر بهذا مواجهة الأمر العظيم الذي يتردد في الخروج به على الناس. كما قال الله تعالي: {وتخفي في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه} وهذا الذي أخفاه النبي صلى الله عليه وسلم في نفسه، وهو يعلم أن الله مبديه، هو ما ألهمه الله أن سيفعله. ولم يكن أمرا صريحا من الله. وإلا ما تردد فيه ولا أخره ولا حاول تأجيله. ولجهر به في حينه مهما كانت العواقب التي يتوقعها من إعلانه. ولكنه كان أمام إلهام يجده في نفسه، ويتوجس في الوقت ذاته من مواجهته، ومواجهة الناس به. حتى أذن الله بكونه. فطلق زيد زوجه في النهاية وهو لا يفكر لا هو ولا زينب فيما سيكون بعد؛ لأن العرف السائد كان يعد زينب مطلقة ابن لمحمد لا تحل له. حتى بعد إبطال عادة التبني في ذاتها. ولم يكن قد نزل بعد إحلال مطلقات الأدعياء، إنما كان حادث زواج النبي بها فيما بعد هو الذي قرر هذه القاعدة. بعدما قوبل هذا القرار بالدهشة والمفاجأة والاستنكار. إنما كان الأمر كما قال الله تعالى: {فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها لكي لا يكون على المؤمنين حرج في أزواج أدعيائهم إذا قضوا منهن وطرا} وكانت هذه إحدى ضرائب الرسالة الباهظة حملها رسول الله فيما حمل؛ وواجه بها المجتمع الكاره لها كل الكراهية، حتى إنه ليتردد في مواجهته بها وهو الذي لم يتردد في مواجهته بعقيدة التوحيد، وذم الآلهة والشركاء. {وكان أمر الله مفعولا} لا مرد له، ولا مفر منه.. وكان زواجه من زينب - رضي الله عنها - بعد انقضاء عدتها، أرسل إليها زيدا _زوجها السابق_ أرسله إليها ليخطبها عليه. وقد روى البخاري عن أنس بن مالك قال: إن زينب بنت جحش كانت تفخر على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم فتقول: زوجكن أهاليكن، وزوجني الله من فوق سبع سماوات.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بنت الاطلس
مديرة المنتدى
بنت الاطلس


عدد المساهمات : 3905
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 24/03/2009

في ظلال آية ... - صفحة 6 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في ظلال آية ...   في ظلال آية ... - صفحة 6 I_icon_minitimeالخميس 28 يناير 2010 - 5:32


في ظلال آية ... - صفحة 6 835929
{مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُوْلَئِكَ هُوَ يَبُورُ} فاطر: 10
في ظلال آية ... - صفحة 6 835929

إن العزة كلها لله، وليس شيء منها عند أحد سواه. فمن كان يريد العزة فليطلبها من مصدرها الذي ليس لها مصدر غيره. ليطلبها عند الله، فهو واجدها هناك وليس بواجدها عند أحد، ولا في أي كنف، ولا بأي سبب {فلله العزّة جميعاً} إنها حقيقة أساسية من حقائق العقيدة الإسلامية. وهي حقيقة كفيلة بتعديل القيم والموازين، وتعديل الحكم والتقدير، وتعديل النهج والسلوك، وتعديل الوسائل والأسباب! ويكفي أن تستقر هذه الحقيقة وحدها في أي قلب لتقف به أمام الدنيا كلها عزيزاً كريماً ثابتاً في وقفته غير مزعزع. إنه لن يحني رأسه لمخلوق متجبر ولا لعاصفة طاغية.. ولا لقوة من قوى الأرض جميعاً. وعلام؟ والعزة لله جميعاً. وليس لأحد منها شيء إلا برضاه؟ {إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه}.. ولهذا التعقيب..مغزاه وإيحاؤه. فهو إشارة إلى أسباب العزة ووسائلها لمن يطلبها عند الله.. القول الطيب الذي يصعد إلى الله في علاه؛ والعمل الصالح الذي يرفعه الله إليه ويكرمه بهذا الارتفاع. ومن ثم يكرم صاحبه ويمنحه العزة والاستعلاء. ثم تكتمل الصورة بذكر المقابلة: {والذين يمكرون السيئات لهم عذاب شديد ومكر أولئك هو يبور}. و"يمكرون" هنا مضمنة معنى يدبِّرون. ولكنه عبر بها لغلبة استعمالها في السوء، فهؤلاء لهم عذاب شديد.. فأما المكر السيئ قولاً وعملاً فليس سبيلاً إلى العزة ولو حقق القوة الطاغية الباغية في بعض الأحيان؛ إلا أن نهايته إلى البوار وإلى العذاب الشديد، وعد الله لا يخلف الله وعده. وإن أمهل الماكرين بالسوء حتى يحين الأجل المحتوم في تدبير الله المرسوم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بنت الاطلس
مديرة المنتدى
بنت الاطلس


عدد المساهمات : 3905
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 24/03/2009

في ظلال آية ... - صفحة 6 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في ظلال آية ...   في ظلال آية ... - صفحة 6 I_icon_minitimeالسبت 30 يناير 2010 - 13:41


في ظلال آية ... - صفحة 6 835929

{أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ} (الجاثية: 23)

في ظلال آية ... - صفحة 6 835929

إن هذا التعبير القرآني المبدع يرسم نموذجاً عجيباً للنفس البشرية حين تترك الأصل الثابت، وتتبع الهوى المتقلب وحين تتعبد هواها. وتجعله مصدر تصوراتها وأحكامها ومشاعرها وتحركاتها: {أفرأيت من اتخذ إلهه هواه} أفرأيته؟ إنه كائن عجيب، وهو يستحق من الله أن يضله، فلا يتداركه برحمة الهدى. فما أبقى في قلبه مكاناً للهدى وهو يتعبد هواه المريض {وأضله الله على علم} على علم من الله باستحقاقه للضلالة، أو على علم منه بالحق، لا يقوم لهواه ولا يصده عن اتخاذه إلهاً يطاع. {وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة} فانطمست فيه تلك المنافذ التي يدخل منها النور؛ وتلك المدارك التي يتسرب منها الهدى، وتعطلت فيه أدوات الإدراك بطاعته للهوى. {فمن يهديه من بعد الله} والهدى هدى الله، وما من أحد يملك لأحد هدى أو ضلالة. فذلك من شأن الله، الذي لا يشاركه فيه أحد، حتى رسله المختارون. {أفلا تذكرون} ومن تذكر صحا وتنبه، وتخلص من ربقة الهوى، وعاد إلى النهج الثابت الواضح، الذي لا يضل سالكوه.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بنت الاطلس
مديرة المنتدى
بنت الاطلس


عدد المساهمات : 3905
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 24/03/2009

في ظلال آية ... - صفحة 6 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في ظلال آية ...   في ظلال آية ... - صفحة 6 I_icon_minitimeالإثنين 1 فبراير 2010 - 5:33


في ظلال آية ... - صفحة 6 835929
{وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}
في ظلال آية ... - صفحة 6 835929

المعركة بين آدم وإبليس قديمة قديمة ؛ بدأها إبليس واستصدر بها من الله إذنا ، فأذن فيها - سبحانه - لحكمة يراها ! ولم يترك الإنسانَ فيها مجردا من العُدة . فقد جعل له من الإيمان جُنَّة ، ومن الذكر عُدة ، ومن الاستعاذة سلاحا . فالاستعاذة أول أسلحة المؤمن في مواجهة أعتى مخلوقات الله على الإطلاق شرا وإفسادا ، يلجأ إليها المؤمن حين يشعر بوساوس الشيطان تناوشه . وكما أن قوة السلاح تكون بقوة ضاربه ، فكذلك الاستعاذة بالله ؛ كلما كان المستعيذ مخلصا فيها إلى الله عز وجل كلما كانت أقوى أثرا وأشد فتكا . وأصل النزغ: الفساد, يقال: نزغ الشيطان بين القوم إذا أفسد بينهم وحمل بعضهم على بعض، فأمر الله عز وجل عباده بالاستعاذة من الشيطان الرجيم إذا أحس الواحد منهم بوسوسته ونزغه، فتكون الاستجابة من الله السميع البصير.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بنت الاطلس
مديرة المنتدى
بنت الاطلس


عدد المساهمات : 3905
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 24/03/2009

في ظلال آية ... - صفحة 6 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في ظلال آية ...   في ظلال آية ... - صفحة 6 I_icon_minitimeالأربعاء 3 فبراير 2010 - 6:33



في ظلال آية ... - صفحة 6 835929
{‏ وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ . يُخَادِعُونَ اللّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُم وَمَا يَشْعُرُونَ ‏}
في ظلال آية ... - صفحة 6 835929

للمنافقين في القرآن الكريم آيات كثيرة تذكر أحوالهم وتفصل صفاتهم التي تشتبه على كثير من الناس لتُجتَنَبَ ويُجتنب من اتصف بها أيضاً ، فقد ذكرهم الله عز وجل في سورة براءة وسورة المنافقين ، وذكرهم في سورة النور وغيرها من السور. والنفاق‏:‏ هو إظهار الخير وإسرار الشر، وهو أنواع‏:‏ اعتقادي‏:‏ وهو الذي يخلد صاحبه في النار، وعملي‏:‏ وهو من أكبر الذنوب، لأن المنافق يخالف قولُه فعله، وسره علانيَتَه. ومن صفات المنافقين أنهم:‏ ‏{‏يخادعون الله والذين آمنوا‏}‏ أي بإظهار ما أظهروه من الإيمان مع إسرارهم الكفر، يعتقدون - بجهلهم - أنهم يخدعون اللّه بذلك وأن ذلك نافعهم عنده، وأنه يروج عليه كما قد يروج على بعض المؤمنين، ولهذا قابلهم على اعتقادهم ذلك بقوله‏:‏ ‏{‏وما يخدعون إلا أنفسَهم وما يشعرون‏}‏ أي ما يغرّون بصنيعهم هذا إلا أنفسهم، وما يشعرون بذلك من أنفسهم كما قال تعالى‏:‏ ‏{إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم‏}.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بنت الاطلس
مديرة المنتدى
بنت الاطلس


عدد المساهمات : 3905
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 24/03/2009

في ظلال آية ... - صفحة 6 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في ظلال آية ...   في ظلال آية ... - صفحة 6 I_icon_minitimeالخميس 4 فبراير 2010 - 8:49



في ظلال آية ... - صفحة 6 835929

{ وَفِي الأَرْضِ قِطَعٌ مُّتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِّنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَى بِمَاء وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْض ٍ فِي الأُكُلِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ }

في ظلال آية ... - صفحة 6 835929

إن من أعظم الأسباب التي تحرك الإيمان وتثبته في نفوس البشر النظر في عظيم صنع الله عز وجل، والتأمل في بديع صنع الله في السماء والأرض. وتلفتنا هذه الآية الكريمة إلى النظر في الأرض التي نعيش عليها فإن فيها: {قطع متجاورات‏} أي أراض يجاور بعضها بعضاً، مع أن هذه طيبة تنبت ما ينفع الناس وهذه سبخة مالحة لا تنبت شيئاً، ويدخل في هذه الآية اختلاف ألوان بقاع الأرض، فهذه تربة حمراء، وهذه بيضاء، وهذه صفراء، وهذه سوداء، وهذه محجرة، وهذه سهلة، وهذه سميكة، وهذه رقيقة، والكل متجاورات، فهذا كله مما يدل على الفاعل المختار لا إله إلا هو. ‏{‏وجنات من أعناب وزرع ونخيل‏ صنوان وغير صنوان}‏ فهذا الاختلاف في أجناس الثمرات والزروع في أشكالها وألوانها وطعومها وروائحها وأوراقها وأزهارها، فهذا في غاية الحلاوة، وهذا في غاية الحموضة، وذا في غاية المرارة، وهذا أصفر، وهذا أحمر، وهذا أبيض، وكذلك الأزهار مع أنها كلها تستمد من طبيعة واحدة وهو الماء، مع هذا الاختلاف الكثير الذي لا ينحصر ولا ينضبط، ففي ذلك آيات لمن كان واعياً، وهذا من أعظم الدلالات على الفاعل المختار الذي بقدرته فاوت بين الأشياء وخلقها على ما يريد، ولهذا قال تعالى‏:‏ ‏{إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون‏}‏.‏ وفي الآية ملمح آخر ذكره ابن جرير الطبري؛ حيث قال: ذلك مثل ضربه الله عز وجل لقلوب بني آدم ،فكما ينزل الماء من السماء على قطع الأرض المتجاورة ، فتخرج هذه زهرتها وثمرها وشجرها وتخرج نباتها وتحيي مواتاها، وتخرج هذه سبخها وملحها وخبثها، وكلتاهما ‏{يسقى بماء واحد} فكذلك الناس خلقوا من آدم، فينزل عليهم من السماء تذكرة فترق قلوب فتخشع وتخضع، وتقسو قلوب فتلهو وتسهو وتجفو، قال الحسن - رضي الله عنه - واللهِ ما جالس القرآنَ أحدٌ إلا قام من عنده بزيادة أو نقصان‏،‏ قال الله تعالى ‏{وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا}‏ ‏(‏الإسراء:82‏)‏
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بنت الاطلس
مديرة المنتدى
بنت الاطلس


عدد المساهمات : 3905
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 24/03/2009

في ظلال آية ... - صفحة 6 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في ظلال آية ...   في ظلال آية ... - صفحة 6 I_icon_minitimeالجمعة 5 فبراير 2010 - 14:05



في ظلال آية ... - صفحة 6 835929
{رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ الصَّلاَةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ}
في ظلال آية ... - صفحة 6 835929

أن يلقي رجل زوجته وابنه_ فلذة كبده، وبِكره الذي جاءه بعد أن كبرت سنه ودق عظمه_ في أرض مقفرة موحشة لا إنس فيها ولا شيء، ثم يتركهما وليس معهما أحد على الإطلاق وليس لهم من الزاد إلا جراب تمر وقربة ماء، أن يفعل رجل ذلك استجابة لأمر الله عز وجل لأعظم دليل على صدق إيمان هذا الرجل، ولأدعى سبب لأن يتبوأ هذا الرجل مكانة عالية عند الله عز وجل. لقد كان خليل الله إبراهيم هو ذلكم الرجل، ويروى لنا الإمام البخاري رحمه الله بإسناده ما حدث فيقول: (أول ما اتخذ النساء المِنْطَق من قِبل أم إسماعيل ، اتخذت منطقاً لتُعَفّي أثرها على سارة ، ثم جاء بها إبراهيم وبابنها إسماعيل وهي ترضعه حتى وضعهما عند البيت عند دوحة فوق زمزم في أعلى المسجد وليس بمكة يومئذ أحد، وليس بها ماء فوضعهما هنالك ، ووضع عندها جراباً فيه تمر وسِقاء فيه ماء ، ثم قفى إبراهيم منطلقاً ، فتبعته أم إسماعيل فقالت: يا إبراهيم أين تذهب وتتركنا في هذا الوادي الذي ليس فيه إنس ولا شيء ؟ فقالت له ذلك مراراً ، وجعل لا يلتفت إليها فقالت: آلله أمرك بهذا ؟ قال: نعم ، قالت: إذن لا يضيّعنا ، ثم رجعت فانطلق إبراهيم حتى إذا عند الثنية حيث لا يرونه استقبل بوجهه البيت ثم دعا بهؤلاء الدعوات ورفع يديه فقال : "رَبّنَا إنّي أَسْكَنتُ مِن ذُرّيّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ المُحَرّمِ" [إبراهيم:37] حتى بلغ "يَشْكُرُونَ" وجعلت أم إسماعيل ترضع إسماعيل وتشرب من ذلك الماء حتى إذا نفِد ما في السقاء عطشت وعطش ابنها فجعلت تنظر إليه يتلوى ، أو قال: يتلبّط ، فانطلقت كراهية أن تنظر إليه ، فوجدت الصفا أقرب جبل في الأرض يليها ، فقامت عليه ، ثم استقبلت الوادي تنظر هل ترى أحداً فلم تر أحداً ، فهبطت من الصفا حتى إذا بلغت الوادي رفعت طرف درعها ، ثم سعت سعي الإنسان المجهود حتى جاوزت الوادي ، ثم أتت المروة فقامت عليها فنظرت هل ترى أحداً فلم تر أحداً ، ففعلت ذلك سبع مرات) ، قال ابن عباس : قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (فذلك سعي الناس بينهما) فلما أشرفت على المروة سمعت صوتاً فقالت: صَهْ - تريد نفسها - ثم سعت فسمعت أيضاً ، فقالت: قد أَسمعتَ إن كان عندك غواث فإذا هي بالمَلَك عند موضع زمزم فبحث بعَقِبِه - أو قال: بجناحه - حتى ظهر الماء فجعلت تُحوّضه وتقول بيدها هكذا ، وجعلت تغرف من الماء في سقائها وهو يفور بعدما تغرف.. قال ابن عباس : قال النبي صلى الله عليه وسلم : (يرحم الله أم إسماعيل لو تركت زمزم - أو قال : لو لم تغرف من زمزم - لكانت زمزماً عيناً مَعيناً) قال: ( فشربت وأرضعت ولدها). فيا لها من محنة ويا له من اختبار بلغ إبراهيم بعده درجة المصطفين الأخيار.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بنت الاطلس
مديرة المنتدى
بنت الاطلس


عدد المساهمات : 3905
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 24/03/2009

في ظلال آية ... - صفحة 6 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في ظلال آية ...   في ظلال آية ... - صفحة 6 I_icon_minitimeالأربعاء 10 فبراير 2010 - 6:56


في ظلال آية ... - صفحة 6 835929

{ قَدِ افْتَرَيْنَا عَلَى اللّهِ كَذِبًا إِنْ عُدْنَا فِي مِلَّتِكُم بَعْدَ إِذْ نَجَّانَا اللّهُ مِنْهَا وَمَا يَكُونُ لَنَا أَن نَّعُودَ فِيهَا إِلاَّ أَن يَشَاء اللّهُ رَبُّنَا وَسِعَ رَبُّنَا كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا عَلَى اللّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ }
في ظلال آية ... - صفحة 6 835929

يعد قول شعيب عليه السلام {وما يكون لنا أن نعود فيها إلاّ أن يشاء الله ربّنا وسع ربّنا كل شيء علماً على الله توكلنا } بعد قوله { قد افترينا على الله كذبا إن عدنا في ملتكم بعد إذ نجّانا الله منها } من أعظم الأدلة على كمال معرفته بربه ، فإنه أولاً لما بين امتناع رجوعهم إلى ملّة الكفّار بحسب ما كان عليه من منّة الله عليه بكراهته الشديدة لملّتهم واغتباطه بإنجاء الله له منها وأنهم لو عادوا في ملتهم بعد هذا كان من أعظم الافتراء على الله الذي يمتنع غاية الامتناع ممن هذا وصفه وكان هذا الامتناع أثراً عما يسر الله له من الأسباب ، استدرك الأمر بعد ذلك وعلم أن هذا الامتناع بحسب ما وصلت إليه علوم البشر وأن علم الله تعالى محيط بعلومهم فقد يعلمون شيئاً ويخبرون ما يترتب على عملهم مما يكون بحسب حكمة الله تعالى ومع ذلك فالله غالب على أمره. وقد يتخلف العلم الذي علموه وأثره الذي حكموا به فقال { إلاّ أن يشاء الله ربّنا } ثم قرر ذلك بقوله { وسع ربنا كل شيء علما }. ثم لجأ إلى أعظم الأسباب الصادرة من العبد التي بها ينال ما عند الله من خيري الدنيا والآخرة وهو التوكّل على ربه فقال { على الله توكلنا } ثم بين ثقته التامة بوعد الله له بالنجاة هو ومن تَبِعَهُ وهلاك من خالفه فقال { ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين }.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بنت الاطلس
مديرة المنتدى
بنت الاطلس


عدد المساهمات : 3905
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 24/03/2009

في ظلال آية ... - صفحة 6 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في ظلال آية ...   في ظلال آية ... - صفحة 6 I_icon_minitimeالسبت 13 فبراير 2010 - 8:04




في ظلال آية ... - صفحة 6 835929

{كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ}

في ظلال آية ... - صفحة 6 835929


يخبر تعالى إخبارا عاما يعم جميع الخليقة بأن كل نفس ذائقة الموت ، فهو تعالى وحده الحي الذي لا يموت ، والجن والإنس يموتون ، وكذلك الملائكة وحملة العرش ، وينفرد الواحد الأحد القهار بالديمومة والبقاء فيكون آخرا كما كان أولا . وهذه الآية فيها تعزية لجميع الناس فإنه لا يبقى أحد على وجه الأرض حتى يموت ، فإذا انقضت المدة وفرغت النطفة التي قدر الله وجودها من صلب آدم وانتهت البرية ، أقام الله القيامة وجازى الخلائق بأعمالها جليلها وحقيرها ، كثيرها وقليلها ، كبيرها وصغيرها . فينبغي لمن أيقن بهذا أن يعد لهذا اليوم زادا من الأعمال الصالحة التي تنجيه ، وأن يجتنب الأعمال السيئة التي ترديه.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بنت الاطلس
مديرة المنتدى
بنت الاطلس


عدد المساهمات : 3905
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 24/03/2009

في ظلال آية ... - صفحة 6 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في ظلال آية ...   في ظلال آية ... - صفحة 6 I_icon_minitimeالأحد 21 فبراير 2010 - 13:31



في ظلال آية ... - صفحة 6 835929

{فَقَدْ كَذَّبُواْ بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءهُمْ فَسَوْفَ يَأْتِيهِمْ أَنبَاء مَا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِؤُونَ . أَلَمْ يَرَوْاْ كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مِّن قَرْنٍ مَّكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ مَا لَمْ نُمَكِّن لَّكُمْ وَأَرْسَلْنَا السَّمَاء عَلَيْهِم مِّدْرَارًا وَجَعَلْنَا الأَنْهَارَ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُم بِذُنُوبِهِمْ وَأَنْشَأْنَا مِن بَعْدِهِمْ قَرْنًا آخَرِينَ}

في ظلال آية ... - صفحة 6 835929

يقول تعالى مخبراً عن المشركين المكذبين المعاندين: إنهم كلما أتتهم من دلالة من الدلالات على وحدانية اللّه وصدق رسله الكرام، فإنهم يعرضون عنها فلا ينظرون إليها ولا يبالون بها، قال اللّه تعالى: {فقد كذبوا بالحق لما جاءهم فسوف يأتيهم أنباء ما كانوا به يستهزئون}، وهذا تهديد لهم ووعيد شديد على تكذيبهم بالحق، بأنه لا بد أن يأتيهم خبر ما هم فيه من التكذيب،وليذوقُنَّ وَبَاله. ثم قال تعالى واعظاً لهم ومحذراً لهم أن يصيبهم من العذاب والنكال الدنيوي ما حل بأشباههم ونظرائهم من القرون السالفة، الذين كانوا أشد منهم قوة وأكثر جمعاً، وأكثر أموالاً وأولاداً واستعلاء في الأرض، وعمارة لها فقال: {ألم يروا كم أهلكنا من قبلهم من قرن مكناهم في الأرض ما لم نمكن لكم} أي من الأموال والأولاد والأعمار والجاه العريض والسعة والجنود، ولهذا قال: {وأرسلنا السماء عليهم مدراراً} أي شيئاً بعد شيء، {وجعلنا الأنهار تجري من تحتهم} أي أكثرنا عليهم أمطار السماء وينابيع الأرض أي استدراجاً وإملاء لهم، {فأهلكناهم بذنوبهم} أي بخطاياهم وسيئاتهم التي اجترحوها، {وأنشأنا من بعدهم قرناً آخرين} أي جيلاً آخر لنختبرهم، فعملوا مثل أعمالهم فأهلكوا كإهلاكهم، فاحذروا أيها المخاطبون أن يصيبكم مثل ما أصابهم، فما أنتم بأعز على اللّه منهم والرسول الذي كذبتموه أكرم على اللّه من رسولهم، فأنتم أولى بالعذاب ومعاجلة العقوبة منهم لولا لطفه وإحسانه.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بنت الاطلس
مديرة المنتدى
بنت الاطلس


عدد المساهمات : 3905
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 24/03/2009

في ظلال آية ... - صفحة 6 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في ظلال آية ...   في ظلال آية ... - صفحة 6 I_icon_minitimeالثلاثاء 23 فبراير 2010 - 10:54



في ظلال آية ... - صفحة 6 835929

{قُلْ أَرَأَيْتُكُم إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللّهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللّهِ تَدْعُونَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شَاء وَتَنسَوْنَ مَا تُشْرِكُونَ}
في ظلال آية ... - صفحة 6 835929


يخبر تعالى أنه الفعال لما يريد، المتصرف في خلقه بما يشاء، وأنه لا معقب لحكمه، ولا يقدر أحد على صرف حكمه عن خلقه بل هو وحده لا شريك له، الذي إذا سئل يجيب لمن يشاء، ولهذا قال: {قل أرأيتكم إن أتاكم عذاب اللّه أو أتتكم الساعة} أي أتاكم هذا أو هذا {أغير اللّه تدعون إن كنتم صادقين} أي لا تدعون غيره لعلمكم أنه لا يقدر أحد على رفع ذلك سواه، ولهذا قال: {إن كنتم صادقين} أي في اتخاذكم آلهة معه. {بل إياه تدعون فيكشف ما تدعون إليه إن شاء وتنسون ما تشركون} أي في وقت الضرورة لا تدعون أحداً سواه وتذهب عنكم أصنامكم وأندادكم كقوله: {وإذا مسكم الضر في البحر ضل من تدعون إلا إياه} الآية ، ورغم كل هذا فإن المشركين يتعامون عنه ، ويعودون إلى ضلالهم وشركهم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بنت الاطلس
مديرة المنتدى
بنت الاطلس


عدد المساهمات : 3905
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 24/03/2009

في ظلال آية ... - صفحة 6 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في ظلال آية ...   في ظلال آية ... - صفحة 6 I_icon_minitimeالسبت 27 فبراير 2010 - 11:41



في ظلال آية ... - صفحة 6 835929

قوله تعالى : { يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَـذَا مَا كَنَزْتُمْ لأَنفُسِكُمْ فَذُوقُواْ مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ }

في ظلال آية ... - صفحة 6 835929


تتحدث هذه الآية الكريمة عن الذين يكنزون أموالهم ولا ينفقونها في سبيل الله، فلا يعرفون لفقير حقا، ولا يؤدون لمسكين حاجة، فيقذفون في نار جهنم ليذوقوا جزاء بخلهم. وقد ذكر المفسرون رحمهم الله تعالى مناسبة لتخصيص كي جباههم وجنوبهم وظهورهم وذلك لأنه إذا جاءهم الفقير السائل صعّر أحدهم بوجهه فإذا أعاد عليه ولاه جنبه فإذا ألحّ عليه ولاه ظهره، فاختصت هذه الثلاث لذلك؛ جزاء وفاقا . وهناك معنى آخر وهو أن كي هذه المواضع الثلاثة هي أشد على الإنسان من غيرها، وهي متضمنة لجهاته الأربع الأمام والخلف واليمين والشمال ، وهذه الوجوه التي يخرج منها الإنسان فلما منعوا الواجب عليهم منعاً تاما من جميع جهاتهم جُوزُوا بنقيض مقصودهم ، فإن مقصودهم من المنع التمتّع بتلك الأموال ، وحصول النعيم بها وخوف وحرارة فقدها لو بذلوها ، فصار المنع هو عين العذاب، فلو أنهم أخرجوها وقت الإمكان لسلموا من كيها وفازوا بأجرها، ويدل على هذا المعنى قوله تعالى : ((هذا ما كنزتم لأنفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون )) ويدل عليه أيضا قول النبي "صلى الله عليه وسلم " (( إن الأكثرين هم الأقلون يوم القيامة إلا من قال هكذا وهكذا من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله )) والله أعلم.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
حاملة المسك
نائبة مديرة المنتدى
حاملة المسك


عدد المساهمات : 694
العمر : 45
تاريخ التسجيل : 02/11/2009

في ظلال آية ... - صفحة 6 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في ظلال آية ...   في ظلال آية ... - صفحة 6 I_icon_minitimeالأحد 28 فبراير 2010 - 7:52



في ظلال آية ... - صفحة 6 370772

{أَيْنَمَا تَكُونُواْ يُدْرِككُّمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ وَإِن تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُواْ هَـذِهِ مِنْ عِندِ اللّهِ وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُواْ هَـذِهِ مِنْ عِندِكَ قُلْ كُلًّ مِّنْ عِندِ اللّهِ فَمَا لِهَـؤُلاء الْقَوْمِ لاَ يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا}

في ظلال آية ... - صفحة 6 370772


إن الناس جميعا _ مهما طالت أعمارهم _ صائرون إلى الموت لا محالة ولا ينجو منه أحد منهم ، سواء جاهد أو لم يجاهد فإن له أجلا محتوما، ومقاما مقسوما، كما قال خالد بن الوليد حين جاء الموت على فراشه: لقد شهدت كذا وكذا موقفا، وما من شيء من أعضائي إلا وفيه جرح من طعنة أو رمية، وها أنا أموت على فراشي، فلا نامت أعين الجبناء. وقوله: {ولو كنتم في بروج مشيدة} أي حصينة منيعة عالية رفيعة أي لا يغني حذر وتحصن عن الموت كما قال زهير بن أبي سلمى: ومن هاب أسباب المنايا ينلنه ** ولو رام أسباب السماء بسلم وقوله تعالى: {وإن تصبهم حسنة يقولوا هذه من عند اللّه} أي إن يصبهم خصب ورزق من ثمار وزروع وأولاد ونحو ذلك، {وإن تصبهم سيئة} أي قحط وجدب ونقص في الثمار والزروع أو موت أولاد أو نتاج أو غير ذلك {يقولوا هذه من عندك} أي من قِبَلك وبسبب اتباعنا لك واقتدائنا بدينك، كما قال تعالى عن قوم فرعون: {فإذا جاءتهم الحسنة قالوا لنا هذه وإن تصبهم سيئة يطيروا بموسى ومن معه} وكما قال تعالى: {ومن الناس من يعبد اللّه على حرف...} الآية. وهكذا قال هؤلاء المنافقون، الذين دخلوا في الإسلام ظاهراً وهم كارهون له في نفس الأمر، ولهذا إذا أصابهم شر إنما يسندونه إلى اتباعهم للنبي صلى اللّه عليه وسلم ويقولون: بتركنا ديننا واتباعنا محمداً أصابنا هذا البلاء، فأنزل اللّه عزَّ وجلَّ: {قل كل من عند اللّه} فقوله: قل كل من عند اللّه أي الجميع بقضاء اللّه وقدره، وهو نافذ في البر والفاجر والمؤمن والكافر. ثم قال تعالى منكراً على هؤلاء القائلين هذه المقالة الصادرة عن شك وريب وقلة فهم وعلم وكثرة جهل وظلم {فما لهؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثاً}؟ فكيف يفقه من قال هذا الكلام، وكيف يعقل من صدرت عنه هذه المقالة؟!!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بنت الاطلس
مديرة المنتدى
بنت الاطلس


عدد المساهمات : 3905
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 24/03/2009

في ظلال آية ... - صفحة 6 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في ظلال آية ...   في ظلال آية ... - صفحة 6 I_icon_minitimeالأربعاء 3 مارس 2010 - 14:58



في ظلال آية ... - صفحة 6 835929
{فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ مِمَّ خُلِقَ. خُلِقَ مِن مَّاء دَافِقٍ. يَخْرُجُ مِن بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ. إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ. يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ. فَمَا لَهُ مِن قُوَّةٍ وَلَا نَاصِرٍ}
في ظلال آية ... - صفحة 6 835929

أي فلينظر الإنسان من أي شيء خلق وإلى أي شيء صار .. إنه خلق من ماء دافق يخرج من بين الصلب والترائب ، خلق من هذا الماء الذي يجتمع من صلب الرجل وهو عظام ظهره الفقارية ومن ترائب المرأة وهي عظام صدرها العلوية.. والمسافة الهائلة بين المنشأ والمصير .. بين الماء الدافق الذي يخرج من بين الصلب والترائب وبين الإنسان المدرك العاقل المعقد التركيب العضوي والعصبي والعقلي والنفسي .. توحي بأن هنالك يدا خارج ذات الإنسان هي التي تدفع بهذا الشيء المائع الذي لا قوام له ولا إرادة ولا قدرة .. حتى تنتهي به إلى هذه النهاية الماثلة .. وتؤكد الحقيقة الأولى التي أقسم عليها بالسماء والطارق . كما تمهد للحقيقة التالية .. حقيقة النشأة الآخرة التي لا يصدقها المشركون . ( إنه على رجعه لقادر . يوم تبلى السرائر . فما له من قوة ولا ناصر ) إنه - الله الذي أنشأه ورعاه - إنه لقادر على رجعه إلى الحياة بعد الموت ، وإلى التجدد بعد البلى ، تشهد النشأة الأولى بقدرته ، كما تشهد بتقديره وتدبيره . ( يوم تبلى السرائر ) .. السرائر المكنونة ، المطوية على الأسرار المحجوبة .. يوم تبلى وتختبر ، وتتكشف وتظهر . ( فما له من قوة ولا ناصر ) .. ما له من قوة في ذاته ، وما له من ناصر خارج ذاته .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بنت الاطلس
مديرة المنتدى
بنت الاطلس


عدد المساهمات : 3905
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 24/03/2009

في ظلال آية ... - صفحة 6 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في ظلال آية ...   في ظلال آية ... - صفحة 6 I_icon_minitimeالسبت 6 مارس 2010 - 7:17



في ظلال آية ... - صفحة 6 835929

{وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعًا شِدَادًا. وَجَعَلْنَا سِرَاجًا وَهَّاجًا. وَأَنزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاءً ثَجَّاجًا. لِنُخْرِجَ بِهِ حَبًّا وَنَبَاتًا . وَجَنَّاتٍ أَلْفَافًا}

في ظلال آية ... - صفحة 6 835929

السبع الشداد التي بناها الله فوق أهل الأرض هي السماوات السبع ، وهي الطرائق السبع في موضع آخر.. وقد تكون غير هذه وتلك مما يعلمه الله من تركيب هذا الكون ، الذي لا يعلم الإنسان عنه إلا القليل . إنما تشير هذه الآية إلى أن هذه السبع الشداد متينة التكوين ، قوية البناء ، مشدودة بقوة تمنعها من التفكك والانثناء .. ( وجعلنا سراجا وهاجا ) .. وهو الشمس المضيئة الباعثة للحرارة التي تعيش عليها الأرض وما فيها من الأحياء . والتي تؤثر كذلك في تكوين السحائب بتبخير المياه من المحيط الواسع في الأرض ورفعها إلى طبقات الجو وهي المعصرات : ( وأنزلنا من المعصرات ماء ثجاجا ) .. يتساقط ما فيها من الماء .. ومن السراج الوهاج .. ومن المعصرات ما يعتصر منها من ماء ثجاج ، ينصبّ دفعة بعد دفعة .. مرة بعد مرة ، وهو الثجاج ، من هذا الماء .. يخرج الحب والنبات الذي يؤكل هو ذاته ، والجنات الألفاف: الكثيفة الكثيرة الأشجار الملتفة الأغصان. أفبعد كل هذه النعم التي تتوالى من الرب المنعم نجد من عباده من يعبد غيره ، ويشكر سواه ؟!!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بنت الاطلس
مديرة المنتدى
بنت الاطلس


عدد المساهمات : 3905
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 24/03/2009

في ظلال آية ... - صفحة 6 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في ظلال آية ...   في ظلال آية ... - صفحة 6 I_icon_minitimeالسبت 13 مارس 2010 - 6:36


في ظلال آية ... - صفحة 6 835929
{وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}
في ظلال آية ... - صفحة 6 835929


إن الحق واحد لا يتغير، واحد لا يتيه المرء في دروبه ومسالكه، واضح لمن يريد السير فيه . أما الباطل فهو متعدد المسالك والدروب، فيه غبش يجعل السائر فيه في حيرة واضطراب وقلق دائم. قال ابن عباس في قوله: {ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله} أمر اللّه المؤمنين بالجماعة ونهاهم عن الاختلاف والتفرقة، وأخبرهم أنه إنما هلك من كان قبلهم بالمراء والخصومات في دين اللّه . وعن جابر قال: كنا جلوساً عند النبي صلى اللّه عليه وسلم فخط خطا هكذا أمامه فقال: (هذا سبيل اللّه) وخطين عن يمينه وخطين عن شماله وقال: (هذه سبل الشياطين)، ثم وضع يده في الخط الأوسط، ثم تلا هذه الآية: {وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون} ""رواه أحمد وابن ماجه والبزار"". وعن النواس بن سمعان عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال: (ضرب اللّه مثلاً صراطاً مستقيماً، وعن جنبتي الصراط سوران فيهما أبواب مفتحة، وعلى الأبواب ستور مرخاة، وعلى باب الصراط داع يقول: يا أيها الناس هلم ادخلوا الصراط المستقيم جميعاً، ولا تفرقوا وداع يدعو من فوق الصراط، فإذا أراد الإنسان أن يفتح شيئاً من تلك الأبواب قال: ويحك لا تفتحه، فإنك إن فتحته تلجه، فالصراط الإسلام، والسوران حدود اللّه، والأبواب المفتحة محارم اللّه، وذلك الداعي على رأس الصراط كتاب اللّه، والداعي من فوق الصراط واعظ اللّه في قلب كل مسلم) ""رواه أحمد والترمذي والنسائي"".
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بنت الاطلس
مديرة المنتدى
بنت الاطلس


عدد المساهمات : 3905
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 24/03/2009

في ظلال آية ... - صفحة 6 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في ظلال آية ...   في ظلال آية ... - صفحة 6 I_icon_minitimeالثلاثاء 16 مارس 2010 - 15:53




في ظلال آية ... - صفحة 6 835929

{الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ}

في ظلال آية ... - صفحة 6 835929


تذكر لنا هذه الآية بعض صفات المتقين الذين صفت قلوبهم وأصبحت مهيأة لكي تنهل من معين القرآن الثر ، فالمتقون هم: {الذين يؤمنون بالغيب} فالإيمان بالغيب يجعل الإنسان يدرك أن الوجود أكبر وأشمل من ذلك الحيز الصغير الذي تدركه حواسه ، وتجعله يشعر أن وراء الكون حقيقة أكبر من الكون هي التي استمد وجوده منها . {ويقيمون الصلاة} إن المتقين الذين آمنوا بالغيب يتجهون للقوة المطلقة بغير حدود، إنهم يتصلون بالله على مدار الليل والنهار ، ويحنون جباههم لخالقهم. {ومما رزقناهم ينفقون} إن المال الذي في أيديهم هو رزق من الله لهم فينبغي أن يعترفوا بنعمة الرزق ويشكروا الله عليها ، فينفقوا من مال الله الذي أعطاهم سرا وعلانية.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بنت الاطلس
مديرة المنتدى
بنت الاطلس


عدد المساهمات : 3905
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 24/03/2009

في ظلال آية ... - صفحة 6 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في ظلال آية ...   في ظلال آية ... - صفحة 6 I_icon_minitimeالجمعة 19 مارس 2010 - 3:50



في ظلال آية ... - صفحة 6 835929

{وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلاَ مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَـذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الْظَّالِمِينَ}

في ظلال آية ... - صفحة 6 835929


لقد أبيحت لآدم وحواء ثمار الجنة كلها وأشجارها إلا شجرة واحدة ، جعلت فارقا وتمييزا للإنسان عن العجماوات ، جعلت اختبارا للإرادة الإنسانية ، فبلا اختبار وبلا فتنة لا تظهر الإرادة. وقد أثير هنا سؤال حول الجنة ، وهل هي جنة الخلد أم هي جنة بالأرض؟ فذهبت المعتزلة والقدرية إلى أن آدم لم يكن في جنة الخلد وإنما كان في جنة بالأرض ‏.‏ واستدلوا على بدعتهم بأنها لو كانت جنة الخلد لما وصل إليه إبليس، فإن الله يقول ‏{لا لغو فيها ولا تأثيم‏} وأنه لا يخرج منها أهلها لقوله ‏{‏وما هم منها بمخرجين‏}‏ وأيضا فإن جنة الخلد هي دار القدس، قدست عن الخطايا والمعاصي تطهيرا لها‏.‏ وقد لغا فيها إبليس وكذب، وأخرج منها آدم وحواء بمعصيتهما‏.‏ قالوا‏:‏ وكيف يجوز على آدم مع مكانه من الله وكمال عقله أن يطلب شجرة الخلد وهو في دار الخلد والملك الذي لا يبلى‏؟‏ فالجواب‏:‏ أن الله تعالى عرف الجنة بالألف واللام، ومن قال‏:‏ أسأل الله الجنة، لم يفهم منه في تعارف الخلق إلا طلب جنة الخلد‏.‏ ولا يستحيل في العقل دخول إبليس الجنة لتغرير آدم، وقد لقي موسى آدم عليهما السلام فقال له موسى‏:‏ أنت أشقيت ذريتك وأخرجتهم من الجنة، فأدخل الألف واللام ليدل على أنها جنة الخلد المعروفة، فلم ينكر ذلك آدم، ولو كانت غيرها لرد على موسى، فلما سكت آدم على ما قرره موسى صح أن الدار التي أخرجهم الله عز وجل منها بخلاف الدار التي أخرجوا إليها‏.‏ وأما ما احتجوا به من الآي فذلك إنما جعله الله فيها بعد دخول أهلها فيها يوم القيامة، ولا يمتنع أن تكون دار الخلد لمن أراد الله تخليده فيها وقد يخرج منها من قضي عليه بالفناء‏.‏ وقد أجمع أهل التأويل على أن الملائكة يدخلون الجنة على أهل الجنة ويخرجون منها، وقد كان مفاتيحها بيد إبليس ثم انتزعت منه بعد المعصية، وقد دخلها النبي صلى الله عليه وسلم ليلة الإسراء ثم خرج منها وأخبر بما فيها وأنها هي جنة الخلد حقا‏.‏ وأما قولهم‏:‏ إن الجنة دار القدس وقد طهرها الله تعالى من الخطايا فجهل منهم، وذلك أن الله تعالى أمر بني إسرائيل أن يدخلوا الأرض المقدسة وهي الشام، وأجمع أهل الشرائع على أن الله تعالى قدسها وقد شوهد فيها المعاصي والكفر والكذب ولم يكن تقديسها مما يمنع فيها المعاصي، وكذلك دار القدس‏.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بنت الاطلس
مديرة المنتدى
بنت الاطلس


عدد المساهمات : 3905
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 24/03/2009

في ظلال آية ... - صفحة 6 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في ظلال آية ...   في ظلال آية ... - صفحة 6 I_icon_minitimeالإثنين 22 مارس 2010 - 17:22




في ظلال آية ... - صفحة 6 835929
{يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقُولُواْ رَاعِنَا وَقُولُواْ انظُرْنَا وَاسْمَعُوا وَلِلكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ}
في ظلال آية ... - صفحة 6 835929

إن النداء هنا إلى "الذين آمنوا" يناديهم بالصفة التي تميزهم ، والتي تربطهم بربهم ونبيهم ، والتي تستجيش في نفوسهم الاستجابة والتلبية. وبهذه الصفة ينهاهم أن يقولوا للنبي صلى الله عليه وسلم : "راعنا" _من الرعاية والنظر_ وأن يقولوا بدلا منها مرادفها في اللغة العربية : "انظرنا" .. ويأمرهم بالسمع؛ بمعنى الطاعة، ويحذرهم من مصير الكافرين ، وهو العذاب الأليم . وتذكر الروايات أن السبب في ذلك النهي عن كلمة "راعنا" أن سفهاء اليهود كانوا يُميلون ألسنتهم في نطق هذا اللفظ وهم يوجهونه للنبي صلى الله عليه وسلم حتى يؤدي معنى آخر مشتقا من الرعونة ، فقد كانوا يخشون أن يشتموا النبي صلى الله عليه وسلم مواجهة ، فكانوا يحتالون على سبه صلى الله عليه وسلم بهذا الطريق الملتوي. ومن ثم جاء النهي للمؤمنين عن اللفظ الذي يتخذه اليهود ذريعة كي يفوتوا على اليهود غرضهم السفيه.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بنت الاطلس
مديرة المنتدى
بنت الاطلس


عدد المساهمات : 3905
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 24/03/2009

في ظلال آية ... - صفحة 6 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في ظلال آية ...   في ظلال آية ... - صفحة 6 I_icon_minitimeالجمعة 26 مارس 2010 - 3:51




في ظلال آية ... - صفحة 6 835929

{أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي قَالُواْ نَعْبُدُ إِلَـهَكَ وَإِلَـهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ إِلَـهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ}
في ظلال آية ... - صفحة 6 835929


تعرض لنا هذه الآية مشهد احتضار يعقوب وحوله أبناؤه يشاهدون هذه اللحظة العظيمة ؛ لحظة فراق أبيهم ، اللحظة التي يعالج فيها يعقوب سكرات الموت ، فيا لها من لحظة مهيبة جليلة ، ولكن ما الذي كان يشغل بال يعقوب في هذه اللحظة؟ ما هو الأمر الجلل الذي كان يريد أن يستوثق منه ويطمئن عليه؟ ما هي التركة التي يريد أن يتركها لأبنائه؟ إنها العقيدة ، هي التركة وهي الذخر وهي الميراث، فيأتي هذا السؤال من يعقوب لبنيه: {ما تعبدون من بعدي} ؟ فيكون الجواب منهم: {قالوا نعبد إلهك وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحاق إلها واحدا ونحن له مسلمون} إنهم يعرفون دينهم ويذكرونه ، إنهم يتسلمون الميراث ويصونونه، إنهم يطمئنون الوالد المحتضر ويريحونه ويعاهدونه أنهم على درب الإيمان والإسلام سائرون.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بنت الاطلس
مديرة المنتدى
بنت الاطلس


عدد المساهمات : 3905
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 24/03/2009

في ظلال آية ... - صفحة 6 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في ظلال آية ...   في ظلال آية ... - صفحة 6 I_icon_minitimeالثلاثاء 30 مارس 2010 - 13:51



في ظلال آية ... - صفحة 6 835929

{وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا إِلاَّ لِنَعْلَمَ مَن يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِن كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلاَّ عَلَى الَّذِين هَدَى اللّهُ وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ}‏

في ظلال آية ... - صفحة 6 835929


يقول تعالى إنما حولناكم على قبلة إبراهيم عليه السلام، واخترناها لكم لنجعلكم خيار الأُمم لتكونوا يوم القيامة شهداء على الأمم، لأن الجميع معترفون لكم بالفضل، والوسطُ ههنا‏:‏ الخيار والأجود، كما يقال‏:‏ قريش أوسط العرب نسباً وداراً أي خيرها، ولما جعل اللّه هذه الأمة وسطاً خصَّها بأكمل الشرائع، وأقوم المناهج وأوضح المذاهب كما قال تعالى‏:‏ ‏{هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرَج ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل وفي هذا ليكون الرسول شهيداً عليكم وتكونوا شهداء على الناس‏}‏.‏ عن أبي سعيد قال‏:‏ قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ‏:‏ ‏(يدعى نوح يوم القيامة فيقال له هل بلَّغت‏؟‏ فيقول نعم، فيدعى قومه فيقال لهم هل بلغكم‏؟‏ فيقولون ما أتانا من نذير وما أتانا من أحد، فيقال لنوح من يشهد لك‏؟‏ فيقول: محمد وأمته، قال: فذلك قوله‏:‏ ‏{‏وكذلك جعلناكم أمة وسطاً‏} قال‏:‏ والوسط العدل، فتدعون فتشهدون له بالبلاغ ثم أشهد عليكم)‏ رواه البخاري والترمذي والنسائي. إنها الأمة الوسط التي تشهد على الناس جميعا ، فتقيم بينهم العدل والقسط ، وتضع لهم الموازين والقيم ، وبهذا تتحدد حقيقة هذه الأمة ووظيفتها ؛ لتقدر دورها حق قدره وتستعد لها استعدادا لائقا.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
في ظلال آية ...
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 6 من اصل 10انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3, 4, 5, 6, 7, 8, 9, 10  الصفحة التالية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: في رحاب الذكر الحكيم-
انتقل الى: