أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط على زر التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط على زر التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 في ظلال آية ...

اذهب الى الأسفل 
+2
بنت الاطلس
ابو معاذ
6 مشترك
انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3, 4, 5, 6, 7, 8, 9, 10  الصفحة التالية
كاتب الموضوعرسالة
ابو معاذ
مشرف الاقسام الدينية
ابو معاذ


عدد المساهمات : 260
العمر : 53
تاريخ التسجيل : 03/04/2009

في ظلال آية ... - صفحة 7 Empty
مُساهمةموضوع: في ظلال آية ...   في ظلال آية ... - صفحة 7 I_icon_minitimeالأربعاء 15 أبريل 2009 - 17:41

تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :

بسم الله الرحمن الرحيم

تعالوا بنا نعيش لحظة مع آية جليلة من كتاب ربنا جل جلاله ، ونتفيأ ظلالها عسانا أن نكون ممن يستظل بظلها ، تلكم هي قوله تعالى في سورة الزخرف في سياق الحديث عن الجنة التي يرثها عباد الله الصالحون
" وتلك الجنة التي أورثتموها بما كنتم تعملون ، لكم فيها فاكهة كثيرة منها تأكلون ."
والمعنى : وتلك الجنة الموصوفة بتلك الأوصاف الجليلة أعطيتموها بسبب أعمالكم الصالحة التي قدمتموها في الدنيا ، والتي كانت سببا في شمول رحمة الله إياكم ، فإنه لايدخل الجنة أحد بعمله ، ولكن برحمة الله وفضله وكرمه ، وإنما الدرجات ينال تفاوتها بحسب الأعمال الصالحات .
تلكم الجنة التي يقول ابن القيم رحمه الله في وصفها : فإن سألت عن أرضها وتربتها فهي المسك والزعفران
وإن سألت عن سقفها فهو عرش الرحمان ، وإن سألت عن حصبائها فهو اللؤلؤ والجوهر ،
وإن سألت عن بنائها فلبنة من فضة ولبنة من ذهب ،
وإن سألت عن أشجارها فما فيها شجرة إلا وساقها من ذهب وفضة لامن الحطب والخشب ،
وإن سألت عن ثمرها فأمثال القلال ألين من الزبد وأحلى من العسل ،
وإن سألت عن ورقها فأحسن مايكون من رقائق الحلل ،
وإن سألت عن أنهارها فأنهار من لبن لم يتغير طعمه وأنهار من خمر لذة للشاربين وأنهار من عسل مصفى
أسأل الله أن يجعلنا من أهل الجنة وأن يوفقنا للعمل الذي يقربنا إليه إنه ولي ذلك والقادر عليه
.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

كاتب الموضوعرسالة
حاملة المسك
نائبة مديرة المنتدى
حاملة المسك


عدد المساهمات : 694
العمر : 45
تاريخ التسجيل : 02/11/2009

في ظلال آية ... - صفحة 7 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في ظلال آية ...   في ظلال آية ... - صفحة 7 I_icon_minitimeالأربعاء 31 مارس 2010 - 5:50



في ظلال آية ... - صفحة 7 835929

{وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ بِكُلِّ آيَةٍ مَّا تَبِعُواْ قِبْلَتَكَ وَمَا أَنتَ بِتَابِعٍ قِبْلَتَهُمْ وَمَا بَعْضُهُم بِتَابِعٍ قِبْلَةَ بَعْضٍ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم مِّن بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّكَ إِذًا لَّمِنَ الظَّالِمِينَ}

في ظلال آية ... - صفحة 7 835929


يظن الكثيرون أن الذي يصد أهل الكتاب عن الإسلام أنهم لا يعرفونه أو لأنه لم يقدم لهم في صورة صحيحة ، وهذا حسن ظن ليس في محله ، بل الحقيقة أنهم لا يريدون الإسلام لأنهم يعرفونه! ولذا فهم يخشونه على مصالحهم وسلطانهم. فيخبر تعالى عن كفر أهل الكتاب وعنادهم، ومخالفتهم ما يعرفونه من شأن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، وأنه لو أقام عليهم كل دليل على صحة ما جاءهم به لما اتبعوه وتركوا أهواءهم كما قال تعالى‏:‏ ‏{إن الذين حقت عليهم كلمة ربك لا يؤمنون. ولو جاءتهم كل آية حتى يروا العذاب الأليم‏}، ولهذا قال ههنا‏:‏ ‏{ولئن أتيت الذين أوتوا الكتاب بكل آية ما تبعوا قبلتك‏}‏. وقوله‏:‏ {وما أنت بتابع قبلتهم} إخبار عن شدة متابعة الرسول صلى اللّه عليه وسلم لما أمره اللّه تعالى به، وأنه كما هم مستمسكون بآرائهم وأهوائهم، فهو أيضاً مستمسك بأمر اللّه وطاعته واتباع مرضاته، وأنه لا يتبع أهواءهم في جميع أحواله، ولا كونه متوجهاً إلى بيت المقدس لكونها قبلة اليهود، وإنما ذلك عن أمر اللّه تعالى، ثم حذَّر تعالى عن مخالفة الحق الذي يعلمه العالِم إلى الهوى، فإن العالِم الحجة ُ عليه أقوم من غيره‏.‏ ولهذا قال مخاطباً للرسول _والمراد به الأمة_ ‏:‏ ‏{ولئن اتبعت أهواءهم من بعد ما جاءك من العلم إنك إذا لمن الظالمين‏}‏.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بنت الاطلس
مديرة المنتدى
بنت الاطلس


عدد المساهمات : 3905
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 24/03/2009

في ظلال آية ... - صفحة 7 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في ظلال آية ...   في ظلال آية ... - صفحة 7 I_icon_minitimeالخميس 1 أبريل 2010 - 7:56



في ظلال آية ... - صفحة 7 835929

{وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُواْ الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُواْ يَأْتِ بِكُمُ اللّهُ جَمِيعًا إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}

في ظلال آية ... - صفحة 7 835929

يصرف الله المسلمين عن الانشغال بما يبثه أهل الكتاب من دسائس وفتن وتأويلات وأقاويل ... يصرفهم إلى العمل والاستباق إلى الخيرات. مع تذكر أن مرجعهم إلى الله ، وأن الله قدير على كل شيء ، لا يعجزه أمر ولا يفوته شيء. أي لكل صاحب ملة قبلة، صاحب القبلة موليها وجهه. وقوله تعالى {‏فاستبقوا الخيرات‏} أي بادروا ما أمركم الله عز وجل من استقبال البيت الحرام، وإن كان يتضمن الحث على المبادرة والاستعجال إلى جميع الطاعات عامة،‏ ويرى القرطبي أن المعنى المراد المبادرة بالصلاة أول وقتها، ‏روى الدارقطني عن ابن عمر ‏قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(خير الأعمال الصلاة في أول وقتها)‏‏.‏ قوله تعالى {‏أينما تكونوا ‏يأت بكم الله جميعا‏{‏ أي هو قادر على جمعكم من الأرض وإن تفرقت أجسادكم وأبدانكم‏.‏
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بنت الاطلس
مديرة المنتدى
بنت الاطلس


عدد المساهمات : 3905
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 24/03/2009

في ظلال آية ... - صفحة 7 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في ظلال آية ...   في ظلال آية ... - صفحة 7 I_icon_minitimeالسبت 3 أبريل 2010 - 5:48



في ظلال آية ... - صفحة 7 835929

{فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُواْ لِي وَلاَ تَكْفُرُونِ}

في ظلال آية ... - صفحة 7 835929

يا له من تفضل ، ويا لها من مكافأة، إن الله _جل جلاله وعز سلطانه_ يجعل ذكره لعباده الذين يذكرونه مكافأة لهم ذكرهم إياه. إنه الفضل الذي لا يفيضه إلا الله الذي لا حاسب لعطاياه ولا خازن لفضله. قيل‏ إن موسى عليه السلام قال‏:‏ يا رب كيف أشكرك‏؟‏ قال له ربه‏:‏ ‏(‏تذكرني ولا تنساني فإذا ذكرتني فقد شكرتني، وإذ نسيتني فقد كفرتني)‏ قال الحسن البصري‏:‏ إن اللّه يذكر من ذكره، ويزيد من شكره، ويعذب من كفره.‏ وقال الحسن البصري أيضا في قوله‏:‏ ‏{فاذكروني أذكركم}:‏ اذكروني فيما افترضت عليكم أذكركم فيا أوجبت لكم على نفسي.‏ وفي الصحيح‏:‏ ‏(يقول اللّه تعالى مَن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، ومَن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منه)‏ وعن أنَس قال‏:‏ قال رسول الله صلى اللّه عليه وسلم ‏:‏ ‏(قال اللّه عزّ وجلّ يا بن آدم إن ذكرتني في نفسك ذكرتك في نفسي، وإن ذكرتني في ملأ ذكرتك في ملأ من الملائكة - أو قال في ملأ خير منه - وإن دنوت مني شبراً دنوتُ منك ذراعاً، وإن دنوت مني ذراعاً دنوت منك باعاً، وإن أتيتني تمشي أتيتك هرولةً‏)‏ "‏أخرجه البخاري من حديث قتادة، ورواه الإمام أحمد عن أنَس بن مالك‏"‏. فاللهم إنا نسألك ذكرك وشكرك وحسن عبادتك.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بنت الاطلس
مديرة المنتدى
بنت الاطلس


عدد المساهمات : 3905
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 24/03/2009

في ظلال آية ... - صفحة 7 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في ظلال آية ...   في ظلال آية ... - صفحة 7 I_icon_minitimeالأحد 4 أبريل 2010 - 6:27



في ظلال آية ... - صفحة 7 835929

{وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبيلِ اللّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاء وَلَكِن لاَّ تَشْعُرُونَ}

في ظلال آية ... - صفحة 7 835929


إن هناك قتلى سيخرون في معركة الحق ، شهداء في سبيل الله ، وهؤلاء لا يجوز أن يقال عنهم إنهم أموات بل هم في الحقيقة أحياء ، إنهم أحياء بشهادة الله سبحانه وتعالى ، فهم لا بد أحياء ، وإن كانوا _حسبما ترى العين_ أمواتا . وقد ورد في صحيح مسلم‏:‏ ‏أن أرواح الشهداء في حواصل طيور خضر تسرح في الجنة حيث شاءت، ثم تأوي إلى قناديل معلقة تحت العرش، فاطلع عليهم ربك اطلاعة فقال‏:‏ ماذا تبغون‏؟‏ قالوا‏:‏ يا ربنا وأي شيء نبغي وقد أعطيتنا ما لم تعط أحداً من خلقك‏؟‏ ثم عاد عليهم بمثل هذا فلما رأوا أنهم لا يتركون من أن يسألوا، قالوا‏:‏ نريد أن تردنا إلى الدار الدنيا فنقاتل في سبيلك حتى نقتل فيك مرة أُخرى - لما يرون من ثواب الشهادة - فيقول الرب جلّ جلاله‏:‏ إني كتبت أنهم إليها لا يرجعون. ولكن من هم هؤلاء الشهداء الأحياء؟ إنهم أولئك الذين يقتلون في سبيل الله. في سبيل الله وحده دون شركة في شارة أو هدف ولا غاية إلا الله. عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلا قال: يا رسول الله: رجل يريد الجهاد في سبيل الله وهو يبتغي عرضا من الدنيا؟ فقال: لا أجر له، فأعاد عليه ثلاثا، كل ذلك يقول: لا أجر له . فهذا هو الجهاد ، وفي الله وحده ، ولله وحده تكون الشهادة.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بنت الاطلس
مديرة المنتدى
بنت الاطلس


عدد المساهمات : 3905
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 24/03/2009

في ظلال آية ... - صفحة 7 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في ظلال آية ...   في ظلال آية ... - صفحة 7 I_icon_minitimeالأربعاء 7 أبريل 2010 - 2:56



في ظلال آية ... - صفحة 7 835929

{إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللّهُ مِنَ السَّمَاء مِن مَّاء فَأَحْيَا بِهِ الأرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَآبَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخِّرِ بَيْنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ }

في ظلال آية ... - صفحة 7 835929


إن هذه الطريقة في تنبيه الحواس والمشاعر جديرة بأن تفتح العين والقلب على عجائب هذا الكون، العجائب التي تفقدنا الألفةُ جِدَّتَها وغرابتها وإيحاءاتها للقلب والحس. يقول تعالى‏:‏ ‏{‏إن في خلق السموات والأرض}‏ تلك السماوات في ارتفاعها ولطافتها واتساعها، وكواكبها السيارة ودوران فلكها، وهذه الأرض في كثافتها وانخفاضها، وجبالها وبحارها، وقفارها وعمرانها، وما فيها من المنافع، واختلاف الليل والنهار، هذا يجيء ثم يذهب ويخلفه الآخر ويعقبه، لا يتأخر عنه لحظة كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر، ولا الليل سابق النهار، وكل في فلك يسبحون‏} وتارة يطول هذا ويقصر هذا، وتارة يأخذ هذا من هذا، ثم يتعاوضان كما قال تعالى‏:‏ ‏{يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل‏} أي يزيد من هذا في هذا ومن هذا في هذا، ‏{والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس}‏ أي في تسخير البحر بحمل السفن من جانب إلى جانب، لمعايش الناس والانتفاع بما عند أهل ذلك الإقليم، ونقل هذا إلى هؤلاء وما عند أولئك إلى هؤلاء‏:‏ ‏{وما أنزل الله من السماء من ماء فأحيا به الأرض بعد موتها} كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏وآية لهم الأرض الميتة أحييناها وأخرجنا منها حبا فمنه يأكلون} ، ‏{‏وبث فيها من كل دابة}‏ أي على اختلاف أشكالها وألوانها، ومنافعها وصغرها وكبرها، وهو يعلم ذلك كله ويرزقه، لا يخفى عليه شيء من ذلك كما قال تعالى‏:‏ ‏{وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها كل في كتاب مبين‏}. {‏وتصريف الرياح‏} أي فتارة تأتي بالرحمة، وتارة تأتي بالعذاب، وتارة تأتي مبشرة بين يدي السحاب، وتارةً تسوقه وتارة تجمعه، وتارة تفرِّقه، وتارة تصرفه، {‏والسحاب المسخر بين السماء والأرض}‏ أي سائر بين السماء والأرض، مسخر إلى ما يشاء اللّه من الأراضي والأماكن كما يصرفه تعالى. ‏{لآيات لقوم يعقلون‏}‏ أي في هذه الأشياء دلالات بينة على وحدانية اللّه تعالى، فبهذا يعلمون أنه إله واحد، وأنه إله كل شيء وخالق كل شيء‏.‏
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بنت الاطلس
مديرة المنتدى
بنت الاطلس


عدد المساهمات : 3905
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 24/03/2009

في ظلال آية ... - صفحة 7 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في ظلال آية ...   في ظلال آية ... - صفحة 7 I_icon_minitimeالخميس 8 أبريل 2010 - 14:44



في ظلال آية ... - صفحة 7 835929

{وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللّهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللّهِ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبًّا لِّلّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً وَأَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ}

في ظلال آية ... - صفحة 7 835929


يذكر تعالى حال المشركين به في الدنيا وما لهم في الدار الآخرة، حيث جعلوا له أنداداً أي أمثالاً ونظراء، يعبدونهم معه ويحبونهم كحبه، وهو اللّه لا إله إلا هو ولا ضد له ولا ند له ولا شريك معه، وفي الصحيحين عن عبد الله بن مسعود قال، قلت‏:‏ يا رسول اللّه أيُّ الذنْب أعظم‏؟‏ قال‏:‏ ‏(أن تجعل لله ندا وهو خلقك) ولا ريب فإن أعظم ذنب يمكن لإنسان أن يقترفه أن يجعل لله شريكا يعبده معه أو من دونه. {‏والذين آمنوا أشد حبا لله‏} إن المؤمنين لا يحبون شيئا حبهم لله ، لا أنفسهم ولا سواهم ،‏ ولحبهم للّه وتمام معرفتهم به وتوقيرهم وتوحيدهم له لا يشركون به شيئاً، بل يعبدونه وحده ويتوكلون عليه، ويلجئون في جميع أمورهم إليه‏.‏ ثم يتوعد تعالى المشركين به الظالمين لأنفسهم بذلك فقال‏:‏ ‏{ولو يرى الذين ظلموا إذ يرون العذاب أن القوة لله جميعا}‏ قال بعضهم‏:‏ تقدير الكلام لو عاينوا العذاب لعلموا حينئذ أن القوة للّه جميعاً، أي أن الحكم له وحده لا شريك له وأن جميع الأشياء تحت قهره وغلبته وسلطانه، ‏{وأن اللّه شديد العذاب} ‏، كما قال‏:‏ ‏{فيومئذ لا يعذب عذابه أحد ولا يوثق وثاقه أحد‏} يقول‏:‏ لو يعلمون ما يعاينونه هنالك، وما يحل بهم من الأمر الفظيع، المنكر الهائل على شركهم وكفرهم، لانتهوا عمّا هم فيه من الضلال‏.‏
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بنت الاطلس
مديرة المنتدى
بنت الاطلس


عدد المساهمات : 3905
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 24/03/2009

في ظلال آية ... - صفحة 7 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في ظلال آية ...   في ظلال آية ... - صفحة 7 I_icon_minitimeالسبت 10 أبريل 2010 - 8:03



في ظلال آية ... - صفحة 7 835929

{يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُواْ مِمَّا فِي الأَرْضِ حَلاَلاً طَيِّباً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ. إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاء وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ}

في ظلال آية ... - صفحة 7 835929


لما بيَّن تعالى أنه لا إله إلا هو، وأنه المستقل بالخلق، شرع يبين أنه الرزاق لجميع خلقه، فذكر في مقام الامتنان أنه أباح لهم أن يأكلوا مما في الأرض، في حال كونه حلالاً من اللّه طيباً أي مستطاباً في نفسه، غير ضار للأبدان ولا للعقول، ونهاهم عن اتباع خطوات الشيطان، وهي طرائقه ومسالكه فيما أضل أتباعه فيه، مما كان زينه لهم في جاهليتهم، كما في حديث عياض بن حمارعن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أنه قال‏:‏ ‏(يقول اللّه تعالى إن كل مال منحته عبادي فهو لهم حلال - وفيه - وإني خلقت عبادي حنفاء فجاءتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم وحرمت عليهم ما أحللت لهم‏) ‏"‏رواه مسلم ومعنى ‏"‏اجتالتهم‏"‏‏:‏ صرفتهم عن الهدى إلى الضلالة. وقوله تعالى‏:‏ ‏{إنه لكم عدو مبين}‏ تنفير عنه وتحذير منه، كما قال‏:‏ ‏{‏إن الشيطان لكم عدوّ فاتخذوه عدوا‏} قال قتادة والسُّدي‏:‏ كل معصية للّه فهي من خطوات الشيطان‏.‏ وقوله‏:‏ ‏{إنما يأمركم بالسوء والفحشاء وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون}‏ أي إنما يأمركم عدوكم الشيطان بالأفعال السيئة وأغلظ منها الفاحشة كالزنا ونحوه، وأغلظُ من ذلك وهو القول على اللّه بلا علم، فيدخل في هذا كل كافر وكل مبتدع أيضاً ‏.‏
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بنت الاطلس
مديرة المنتدى
بنت الاطلس


عدد المساهمات : 3905
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 24/03/2009

في ظلال آية ... - صفحة 7 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في ظلال آية ...   في ظلال آية ... - صفحة 7 I_icon_minitimeالإثنين 12 أبريل 2010 - 5:27



في ظلال آية ... - صفحة 7 835929

{لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلاَ مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ}

في ظلال آية ... - صفحة 7 835929


هذا جزء من آية كريمة وردت بالنص ذاته في موضعين: (الأول) في سورة الأنفال، حيث يقول تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ وَأَنَّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} ، وهي في سياق التغيير من الجيد إلى الرديء. (والثاني) في سورة الرعد حيث يقول تعالى: {لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلاَ مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ}. إن كثيراً من المسلمين ، بل من خاصتهم ، يرددون هذه الآية الكريمة تبركاً بكلام الله تعالى ، وأنساً به ، لكنهم يعطلون المفعول الاجتماعي والسنني لها . ولقد شهد تاريخ المسلمين حركات تصحيحية كثيرةً ، وطرحت مشاريع للتغيير والنهضة ، منذ المائة الثانية ، وإلى اليوم ، بعضها يعتمد الإصلاح السياسي ، وبعضها يعتمد الإصلاح العلمي ، وبعضها يعتمد الإصلاح التربوي والاجتماعي ، وكل ذلك داخل الإطار المرجعي الإسلامي . كما شهدت مجتمعات المسلمين في العصور المتأخرة أنماطاً من المشاريع التغييرية الطارئة عليها ، البعيدة عن تاريخها ، كالمشروع الاشتراكي ، والمشروع العلماني ، والمشروع القومي . وهذه الحركات التصحيحية ، وتلك المشاريع التغييرية قد تكون أحدثت أثراً ما ، بل لا بد أنها أحدثت أثراً ما .. لكن تظل دائماً دون مستوى طموحاتها وتطلعاتها. فهل المسألة تعود إلى خلل في أطروحاتها العلمية والعملية؟ إن التغيير عادة يبدأ من خارج النفس في غالب المشاريع الإصلاحية ، حيث اعتاد الناس على تسليط الأضواء على ما حولهم . بينما النص القرآني المحكم يرشد إلى أن البداية الصادقة الجادة يجب أن تكون من داخل النفس ، والمفترض أن يسعى المرء في صلاح نفسه أولاً ، ثم يسعى في صلاح نفوس الآخرين ثانياً ، ليكون ذلك سبيلاً إلى تغيير ما بنا ، كما نصت الآية.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بنت الاطلس
مديرة المنتدى
بنت الاطلس


عدد المساهمات : 3905
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 24/03/2009

في ظلال آية ... - صفحة 7 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في ظلال آية ...   في ظلال آية ... - صفحة 7 I_icon_minitimeالثلاثاء 13 أبريل 2010 - 9:18



في ظلال آية ... - صفحة 7 835929

" قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِندَهُ قَالَ هَذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ"

في ظلال آية ... - صفحة 7 835929


البعض منا جاد عليه مولاه بمال وغنى ، ولكنه ابتلي بداء البخل ، وخلق آخرون هم من الكرماء ولكن لا مال لهم، ورحم ربي الأغنياء الأسخياء، فقليل ما هم. ولما كان الغنى دليل عظمة وقدرة وملكوت، كان للعظيم القدير التفرد بذلك كله. ولما كان الكرم صفة كمال كان لربنا الجليل الكرم المطلق، تأمل قول سليمان عليه السلام "إن ربي غني كريم" وكيف جمع سبحانه بين الغنى في أوفر صورة، والكرم في أعلى درجاته. قال عليه الصلاة والسلام: "يد الله ملأى لا تغيضها النفقة سحاء الليل والنهار" ، بل إن كرمه سبحانه ليس مقتصراً على الإنفاق الذي نسميه ماديا "هو يطعم ولا يطعم"، ولكنه ممتد إلى كل نواحي الكرم "فهو يبسط يده بالليل ليتوب مسيئ النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيئ الليل" كما في الحديث، وغناه سبحانه كذلك ليس مقتصراً على خزائن الرزق من أكل وشرب فحسب، وإنما "بيده خزائن كل شيء". لو تأملنا هاتين الصفتين الجليلتين لربنا الجليل، ثم دعوناه لكان أحرى بنا، وأدعى لإجابة دعائنا، فأنت حينما تناجي الله بالدعاء، وتدخل على مولاك بحاجتك، إنما تدعو غنيًّا مغنياً "وأنه هو أغنى وأقنى"، يقول سبحانه في الحديث القدسي "يا عبادي لو أن إنسكم وجنكم اجتمعوا في صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل واحد مسألته ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر". وأنت تقف بباب كريم، هو مع غاية غناه لا أكرم منه، محب للإنفاق، حتى أنه سألك أن تسأله "وقال ربكم ادعوني"، "ادعو ربكم"، "فابتغوا عند الله الرزق"، وفي الحديث: (من لا يسأل الله يغضب عليه). فلنتأمل في صفات الله ونحن ندعوه "ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها"، لك الحمد اللهم على أسمائك، وصفاتك، وأفعالك.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بنت الاطلس
مديرة المنتدى
بنت الاطلس


عدد المساهمات : 3905
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 24/03/2009

في ظلال آية ... - صفحة 7 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في ظلال آية ...   في ظلال آية ... - صفحة 7 I_icon_minitimeالأربعاء 14 أبريل 2010 - 2:48



في ظلال آية ... - صفحة 7 835929

{وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي اليَمِّ وَلا تَخافِي وَلا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجاعِلُوهُ مِنَ المُرْسَلِينَ}

في ظلال آية ... - صفحة 7 835929


يقول - جل وعلا - لأم موسى: {فَإِذَا خفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي اليَمِّ وَلا تَخافِي وَلا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجاعِلُوهُ مِنَ المُرْسَلِينَ}, يا للعجب!! أتلقي أم بطفلها الرضيع في اليم من أجل أن تنقذه؟! أتنقذه من هلاك محتمل على يد جنود فرعون إلى هلاك محقق في اليم؟! نعم إن ذلك ممكن ما دام الآمر هو الله القوي العزيز. وتكون نتيجة الاستجابة لأمر الله عز وجل: يُرَد إليها موسى- عليه السلام - يرده أعداؤه بأنفسهم إلى بيتها ؛ ولهذا يقرر الله عز وجل قاعدة هامة لا بد من استحضارها ونحن نواجه الأعداء والخصوم ، وهي أن وعد الله حق, فيقول - جل وعلا - : {فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ}[القصص:13] , فالمؤمن حين ينظر إلى الأحداث يكون ذا ثقة بوعد الله , لا يضطرب , ولا يشك , ولا يسوء ظنه , ولنتعلم ذلك من رسولنا - صلى الله عليه وسلم - حين صُدَّ عن البيت عام الحديبية , وكان - صلى الله عليه وسلم - قد رأى في المنام أنه دخل مكة , وطاف بالبيت , فأخبر أصحابه بذلك , وهو بالمدينة , فلما ساروا عام الحديبية لم يشك جماعة منهم أن هذه الرؤيا تتحقق هذا العام , فلما وقع ما وقع من قضية الصلح , ورجعوا عامهم ذلك - على أن يعودوا من قابل - وقع في نفس بعض الصحابة - رضوان الله عليهم - من ذلك شيء , حتى سأل عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - في ذلك , فقال للرسول - صلى الله عليه وسلم -: أفلم تكن تخبرنا أنَّا سنأتي البيت , ونطوف به ؟! , قال : بلى , أفأخبرتك أنك تأتيه عامك هذا ؟! , قال : لا , قال : فإنك آتيه , ومطوّف به , وبهذا أجاب الصديق - رضي الله عنه - أيضاً حذو القُذَّة بالقذة" ؛ ولهذا قال - تبارك وتعالى-: {لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخلُنَّ المَسْجدَ الحَرَامَ إِن شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ} [الفتح:27]. قد يتأخر وعد الله أحياناً , ولكن لا يتخلف , وإنما يتأخر لحكم , وقد يكون من هذا الحكم في بعض الأحيان إرادته - تعالى - تمحيص المؤمنين , كما قال - جل وعلا - : {مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ المُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الخبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَلكُمْ عَلَى الغَيْبِ}[آل عمران:179] . فاللهم ثبتنا على دينك، وصرف قلوبنا إلى طاعتك.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بنت الاطلس
مديرة المنتدى
بنت الاطلس


عدد المساهمات : 3905
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 24/03/2009

في ظلال آية ... - صفحة 7 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في ظلال آية ...   في ظلال آية ... - صفحة 7 I_icon_minitimeالسبت 17 أبريل 2010 - 14:03




في ظلال آية ... - صفحة 7 835929

وَعَدَ اللَّهُ الَذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخلَفَ الَذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّنْ بَعْدِ خوْفِهِمْ أَمْناً}

في ظلال آية ... - صفحة 7 835929


إن الشخصيات العظيمة - التي مكَّن الله لها - كانت في بداية حياتها مضطهَدة معروكة بالشدائد والمحن. فهذا نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - الذي أُخرج من مكة مطارَداً , واختفى في غار ثور , وسلك في هجرته طريقاً غير معتاد .. إذا به بعد ثمانِ سنوات يعود إلى مكة فاتحاً , وأعداؤه ينتظرون - في ذلة - ما يقضي فيهم , ويطمعون في عفوه . وهذا يوسف - الذي أُلقي في البئر وبِيعَ , وسُجن , وفارق أبويه سنين طويلة لا يعلمان عنه شيئاً - يدور الزمان , ويمكِّن الله له في الأرض , ويؤوي أبويه , ويرفعهما على عرش مصر . فهذه سُنة الله , مَن لم تكن له بداية محرِقة لم تحصل له نهاية مشرِقة , وأقل ما يُرجى التمكين للمرفهين الذين لم يذوقوا محنة ولا خوفاً , ويظنون أن التمكين يأتيهم دون أن ينقص من دنياهم وراحتهم وأمنهم شيء , وينسون أن التمكين إنما يكون من بعد الخوف والمحن {وَعَدَ اللَّهُ الَذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخلَفَ الَذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّنْ بَعْدِ خوْفِهِمْ أَمْناً}[النور:55] , وليس المراد بالخوف - هنا - الجبن , وإنما ما تعرضوا له حقيقةً من المخاوف والمحن والتضييق ، التي يحصل بعدها تمكين وانتصار

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بنت الاطلس
مديرة المنتدى
بنت الاطلس


عدد المساهمات : 3905
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 24/03/2009

في ظلال آية ... - صفحة 7 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في ظلال آية ...   في ظلال آية ... - صفحة 7 I_icon_minitimeالإثنين 19 أبريل 2010 - 7:32



في ظلال آية ... - صفحة 7 835929

{إِن تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجونَ مِنَ اللَّهِ مَا لا يَرْجونَ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً}

في ظلال آية ... - صفحة 7 835929

من القواعد القرآنية التي لا بد أن نعيها ونحن ننظر إلى الأحداث لنتصور الرؤية المستقبلية لحال الأعداء معنا - قوله - جل وعلا - : {إِن تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجونَ مِنَ اللَّهِ} - أي من الأجر والمثوبة - {مَا لا يَرْجونَ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً}[النساء:104] .. إن الذين يراقبون الأحداث في جهالة وغفلة عن القواعد القرآنية أو يهمشونها ويذكرونها للبركة - مجرد ذكر باللسان - دون أن يبنوا عليها أي تصور عملي أو واقع نفسي , الذين يراقبون الأحداث بهذه الصورة يُفاجئون - دائماً - بأشياء تخالف ما توقعوه , مهما كانت دقة المراقبة للأحداث والاجتهاد في معرفة إمكانات الأعداء , ثم يجتهدون بعد المفاجأة في فلسفتها ليستردوا غفلتهم , أو ليتمادوا في تجاهل هذه القواعد . ولا يمكن للعبد تكوين رؤية مستقبلية صحيحة كاملة في ظل غياب مثل هذه القواعد القرآنية من الحسبان ؛ فالقرآن يعلو على كل علم , ولا يُعلى عليه, وهو المهيمن على ما سواه من العلوم ومناهج البحث , ولعل فيما ذكرنا جواباً على تساؤل ربما يدور في نفوس بعضنا : لماذا لا نفهم الواقع فهماً جيداً ؟ ولماذا لا نُحسن الرؤية المستقبلية لمـا تؤول إليه الأحداث , وما ينتهي إليه صلف الأعداء؟ فالجواب : لأننا نغفل عن قواعد النظر التي في كتاب الله - جل وعلا - وصرنا ننهج في فهم واقعنا نهجاً غير سوي , ربما نتأثر فيه - أحياناً - بطريقة اللادينيين التي لا تعلق كبير اهتمام , بل لا تهتم أصلاً ولا تعبأ بمثل تلك القواعد القرآنية . وبعضنا - ويا لَلأسف ! - يستحي ويخجل من الكلام بهذه القواعد في سياق تحليل الأحداث متأثراً بأصحاب التفسير المادي , وحتى لا يوصم بالتخلف , وهذا سر غياب الرؤية المستقبلية الصحيحة . إن الذي يريد أن يفهم الواقع فهماً جيداً ويحسن رؤية المستقبل لا بد له - إلى جانب العلم بمعطيات هذا الواقع وإمكانات الأعداء والأصدقاء -من علم آخر أعظم أهمية , ألا وهو العلم بالنفوس البشرية والخبرة بها , وهذا العلم يحصل من طول الخبرة في التعامل مع النفوس البشرية , بما فيها نفوس الأعداء مع استحضار القواعد القرآنية في كل التعامل . فنفوس الأعداء مهما تجبروا نفوس بشرية , وليست آلات صماء لا تخضع إلا للغة الأرقام , ولا تصيبها التاْثرات النفسية المختلفة , كلا , بل هي نفوس بشرية يصيبها التأثرات النفسية التي تحكم مواقفها وتغيرها , فتحصل لها الرغبة والرهبة ويصيبها الألم والاضطراب والفتور وغير ذلك من كما قال - تعالى - : {إِن تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ}[النساء:104] . اللهم إنَّا نسألك الثقة بك واليقين بوعدك والثبات في الأمر والعزيمة على الرشد.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بنت الاطلس
مديرة المنتدى
بنت الاطلس


عدد المساهمات : 3905
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 24/03/2009

في ظلال آية ... - صفحة 7 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في ظلال آية ...   في ظلال آية ... - صفحة 7 I_icon_minitimeالثلاثاء 20 أبريل 2010 - 13:55




في ظلال آية ... - صفحة 7 835929

{ وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ }

في ظلال آية ... - صفحة 7 835929

يا له من تكريم، ويا له من شرف، ذلك الذي أعطاه الله للإنسان، ذلك المخلوق الذي يفسد في الأرض ويسفك الدماء. لقد سجد الملائكة امتثالا للأمر العلوي الجليل، أما إبليس فلقد تجسد فيه الشر كله: عصيان الجليل سبحانه ، والاستكبار عن معرفة الفضل لأهله ، والعزة بالإثم، والاستغلاق عن الفهم. إن من رد أمر الله سبحانه وتعالى وأبى أن يطيعه استكباراً وعناداً فقد كفر. والمعصية الأولى التي عصى بها إبليس ربه كانت رد الأمر ، فإن الله قد أمر بالسجود لآدم ، فقال : (قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِيناً) [الإسراء:61] ، ولم يكن إبليس - لعنه الله - مكذباً بشيء من أخبار الله ، وإنما انحصرت معصيته في رد الأمر الإلهي كبراً وعلوًّا ، عندما ظن أن هذا الأمر يخالف الحكمة ، إذ زعم أن الفاضل لا يسجد للمفضول ، وقد رأى نفسه - وقد خُلق من النار - أفضل من آدم المخلوق من الطين ، وقياس إبليس قياس فاسد . ولما أصر إبليس على معصيته كان جزاؤه أنْ لعنه الله أبداً ، وطرده من رحمته سرمداً . فالمعصية إذا كانت إباءً وردًّا للأمر الإلهي ، كانت كفراً من أجل ذلك.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بنت الاطلس
مديرة المنتدى
بنت الاطلس


عدد المساهمات : 3905
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 24/03/2009

في ظلال آية ... - صفحة 7 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في ظلال آية ...   في ظلال آية ... - صفحة 7 I_icon_minitimeالسبت 24 أبريل 2010 - 7:22



في ظلال آية ... - صفحة 7 835929
{يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ . تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ. قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ. أَبْصَارُهَا خَاشِعَةٌ}
في ظلال آية ... - صفحة 7 835929

الراجفة قيل إنها الأرض استنادا إلى قوله تعالى في سورة أخرى : (يوم ترجف الأرض والجبال) .. والرادفة : قيل إنها السماء . أي أنها تردف الأرض وتتبعها في الانقلاب حيث تنشق وتتناثر كواكبها .. كذلك قيل إن الراجفة هي الصيحة الأولى ، التي ترجف لها الأرض والجبال والأحياء جميعا ، ويصعق لها من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله . والرادفة هي النفخة الثانية التي يصيحون عليها ويحشرون . وسواء كانت هذه أم تلك. فقد أحس القلب البشري بالزلزلة والرجفة والهول والاضطراب؛ واهتز هزة الخوف والوجل والرعب والارتعاش. وتهيأ لإدراك ما يصيب القلوب يومئذ من الفزع الذي لا ثبات معه ولا قرار . وأدرك وأحس حقيقة قوله : ( قلوب يومئذ واجفة. أبصارها خاشعة ).. فهي شديدة الاضطراب ، بادية الذل ، يجتمع عليها الخوف والانكسار، والرجفة والانهيار .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بنت الاطلس
مديرة المنتدى
بنت الاطلس


عدد المساهمات : 3905
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 24/03/2009

في ظلال آية ... - صفحة 7 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في ظلال آية ...   في ظلال آية ... - صفحة 7 I_icon_minitimeالأحد 25 أبريل 2010 - 8:43





في ظلال آية ... - صفحة 7 835929

{هَلْ أتَاكَ حَدِيثُ مُوسَىإِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى . اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى. فَقُلْ هَل لَّكَ إِلَى أَن تَزَكَّى. وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ فَتَخْشَى. فَأَرَاهُ الْآيَةَ الْكُبْرَى. فَكَذَّبَ وَعَصَى. ثُمَّ أَدْبَرَ يَسْعَى. فَحَشَرَ فَنَادَى. فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى. فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الْآخِرَةِ وَالْأُولَى . إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِّمَن يَخْشَى}
في ظلال آية ... - صفحة 7 835929


قصة موسى عليه السلام من أكثر القصص ورودا وأكثرها تفصيلا في القرآن .. وهنا ترد هذه القصة مختصرة سريعة المشاهد منذ أن نودي بالوادي المقدس ، إلى أخذ فرعون .. وهي تبدأ بتوجيه الخطاب إلى الرسول صلى الله عليه وسلم: ( هل أتاك حديث موسى ؟ ).. ثم تأخذ في عرض مشهد المناداة والمناجاة : (إذ ناداه ربه بالوادي المقدس طوى).. و"طوى" اسم الوادي على الأرجح . وهو بجانب الطور الأيمن بالنسبة للقادم من مدين في شمال الحجاز . ولحظة النداء لحظة رهيبة جليلة . وهي لحظة كذلك عجيبة . ونداء الله بذاته - سبحانه - لعبد من عباده أمر هائل . أهول مما تملك الألفاظ البشرية أن تعبر . ( اذهب إلى فرعون . إنه طغى ) .. والطغيان أمر كريه ، مفسد للأرض، مخالف لما يحبه الله ، مؤد إلى ما يكره .. فمن أجل منعه ينتدب الله عبدا من عباده المختارين ليحاول وقف هذا الطغيان . .. ثم يعلمه الله كيف يخاطب الطاغية بأحب أسلوب وأشده جاذبية للقلوب ، لعله ينتهي ، ويتقي غضب الله وأخذه : ( فقل هل لك أن تزكى) .. هل لك إلى أن تتطهر من رجس الطغيان ودنس العصيان ؟ هل لك إلى طريق الصلاح والخير؟ ( وأهديك إلى ربك فتخشى ) .. هل لك أن أعرفك طريق ربك ؟ فإذا عرفته وقعت في قلبك خشيته . ( فأراه الآية الكبرى . فكذب وعصى ) .. لم يفلح الأسلوب الحبيب في إلانة القلب الطاغي الخاوي من معرفة ربه . فأراه موسى الآية الكبرى . آية العصا واليد البيضاء ..( فكذب وعصى ) ... ثم يعرض .. مشهد فرعون يتولى عن موسى ، ويسعى في جمع السحرة للمباراة بين السحر والحق . حين عز عليه أن يستسلم للحق والهدى : ( ثم أدبر يسعى . فحشر فنادى . فقال : أنا ربكم الأعلى ) .. قالها الطاغية مخدوعا بغفلة جماهيره ، وإذعانها وانقيادها. فما يخدع الطغاة شيء مثلما تخدعهم غفلة الجماهير وذلتها وطاعتها وانقيادها . وقد وجد فرعون في قومه من الغفلة ومن الذلة ومن خواء القلب من الإيمان ، ما جرؤ به على قول هذه الكلمة الكافرة الفاجرة: ( أنا ربكم الأعلى ).. وما كان ليقولها أبدا لو وجد أمة واعية كريمة مؤمنة ، تعرف أنه عبد ضعيف لا يقدر على شيء . وأمام هذا التطاول الوقح ، بعد الطغيان البشع ، تحركت القوة الكبرى : ( فأخذه الله نكال الآخرة والأولى ) .. ويقدم هنا نكال الآخرة على نكال الأولى .. لأنه أشد وأبقى . فهو النكال الحقيقي الذي يأخذ الطغاة والعصاة بشدته وبخلوده .. ونكال الأولى كان عنيفا قاسيا . فكيف بنكال الآخرة وهو أشد وأنكى ؟ وفرعون كان ذا قوة وسلطان ومجد موروث عريق ؛ فكيف بغيره من المكذبين ؟ وكيف بهؤلاء الذين يواجهون الدعوة من المشركين ؟ ( إن في ذلك لعبرة لمن يخشى ) .. فالذي يعرف ربه ويخشاه هو الذي يدرك ما في حادث فرعون من العبرة لسواه . أما الذي لا يعرف قلبه التقوى فبينه وبين العبرة حاجز ، وبينه وبين العظة حجاب . حتى يصطدم بالعاقبة اصطداما . والعبرة لمن يخشى ..

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بنت الاطلس
مديرة المنتدى
بنت الاطلس


عدد المساهمات : 3905
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 24/03/2009

في ظلال آية ... - صفحة 7 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في ظلال آية ...   في ظلال آية ... - صفحة 7 I_icon_minitimeالإثنين 26 أبريل 2010 - 5:00



في ظلال آية ... - صفحة 7 835929

{وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى. فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى}

في ظلال آية ... - صفحة 7 835929

تعرض لنا هذه الآية العلاج الناجع لكل من قادته نفسه يوما إلى المعصية، ويتمثل هذا العلاج في علاجين ناجحين: الخوف من الله عز وجل، ومخالفة الهوى. فإن الذي يخاف مقام ربه لا يقدم على معصية ، فإذا أقدم عليها بحكم ضعفه البشري قاده خوف هذا المقام الجليل إلى الندم والاستغفار والتوبة. والهوى هو الدافع القوي لكل طغيان، وكل معصية .. وقل أن يؤتى الإنسان إلا من قبل الهوى . فالجهل سهل علاجه. ولكن الهوى بعد العلم هو آفة النفس التي تحتاج إلى جهاد شاق طويل الأمد لعلاجها. والخوف من الله هو الحاجز الصلب أمام دفعات الهوى العنيفة .. ومن ثم يجمع بينهما السياق القرآني في آية واحدة . فالذي يتحدث هنا هو خالق هذه النفس العليم بدائها، الخبير بدوائها.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بنت الاطلس
مديرة المنتدى
بنت الاطلس


عدد المساهمات : 3905
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 24/03/2009

في ظلال آية ... - صفحة 7 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في ظلال آية ...   في ظلال آية ... - صفحة 7 I_icon_minitimeالخميس 29 أبريل 2010 - 5:08




في ظلال آية ... - صفحة 7 835929
{ تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِن فَوْقِهِنَّ وَالْمَلَائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَن فِي الْأَرْضِ أَلَا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}
في ظلال آية ... - صفحة 7 835929


السماوات هي هذه الخلائق الضخمة الهائلة التي نراها تعلونا حيثما كنا على ظهر هذه الأرض ، والتي لا نعلم إلا أشياء قليلة عن جانب صغير منها . هذه السماوات .. يكدن يتفطرن من فوقهن .. من خشية الله وعظمته وعلوه ، وإشفاقاً من انحراف بعض أهل الأرض ونسيانهم لهذه العظمة التي يحسها ضمير الكون ، فيرتعش وينتفض ، ويكاد ينشق من أعلى مكان فيه ! ( والملائكة يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون لمن في الأرض ) .. والملائكة أهل طاعة مطلقة ، فقد كانوا أولى الخلق بالطمأنينة . ولكنهم دائبون في تسبيح ربهم ، لما يحسون من علوه وعظمته ، ولما يخشون من التقصير في حمده وطاعته . ذلك بينما أهل الأرض المقصرون الضعاف ينكرون وينحرفون ؛ فيشفق الملائكة من غضب الله ؛ ويروحون يستغفرون لأهل الأرض مما يقع في الأرض من معصية وتقصير . ( ألا إن الله هو الغفور الرحيم ) فيجمع إلى العزة والحكمة ، العلو والعظمة ، ثم المغفرة والرحمة .. ويعرف العباد ربهم بشتى صفاته . إن الكون كله يعرف ربه ويخشاه، بينما الإنسان الذي فضله على جميع الخلائق سادر في غيه مستمر في مبارزة ربه بالمعاصي ، ورغم هذا إذا تاب وأناب ورجع إلى مولاه التواب غفر له وتاب عليه، ( ألا إن الله هو الغفور الرحيم ).


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بنت الاطلس
مديرة المنتدى
بنت الاطلس


عدد المساهمات : 3905
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 24/03/2009

في ظلال آية ... - صفحة 7 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في ظلال آية ...   في ظلال آية ... - صفحة 7 I_icon_minitimeالجمعة 30 أبريل 2010 - 3:28



في ظلال آية ... - صفحة 7 835929

{وَلَوْ شَاء اللَّهُ لَجَعَلَهُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِن يُدْخِلُ مَن يَشَاء فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمُونَ مَا لَهُم مِّن وَلِيٍّ وَلَا نَصِير}

في ظلال آية ... - صفحة 7 835929


إن الله عز وجل لو شاء لخلق البشر خلقة أخرى توحد سلوكهم ، فتوحد مصيرهم، إما إلى جنة وإما إلى نار . ولكنه - سبحانه - خلق هذا الإنسان لوظيفة . خلقه للخلافة في هذه الأرض . وجعل من مقتضيات هذه الخلافة ، على النحو الذي أرادها ، أن تكون للإنسان استعدادات خاصة بجنسه .. استعدادات يجنح بها ومعها فريق إلى الهدى والنور والعمل الصالح ؛ ويجنح بها ومعها فريق إلى الضلال والظلام والعمل السيئ .. وينتهي إلى النهاية المقررة لهذا السلوك .. وهكذا : ( يدخل من يشاء في رحمته والظالمون ما لهم من ولي ولا نصير ) .. وفق ما يعلمه الله من حال هذا الفريق وذاك ، واستحقاقه للرحمة بالهداية أو استحقاقه للعذاب بالضلال . ولقد سبق أن بعضهم يتخذ من دون الله أولياء . فهو يقرر هنا أن الظالمين : ( ما لهم من ولي ولا نصير ) .. فأولياؤهم الذين يتخذونهم لا حقيقة لهم إذن ولا وجود


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بنت الاطلس
مديرة المنتدى
بنت الاطلس


عدد المساهمات : 3905
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 24/03/2009

في ظلال آية ... - صفحة 7 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في ظلال آية ...   في ظلال آية ... - صفحة 7 I_icon_minitimeالسبت 1 مايو 2010 - 13:49



في ظلال آية ... - صفحة 7 835929

{اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ يَرْزُقُ مَن يَشَاء وَهُوَ الْقَوِيُّ العَزِيزُ}

في ظلال آية ... - صفحة 7 835929

الله لطيف بعباده يرزق من يشاء . يرزق الصالح والطالح ، والمؤمن والكافر . فهؤلاء البشر أعجز من أن يرزقوا أنفسهم شيئاً.. ولو منع رزقه عن الكافر والفاسق والطالح ما استطاعوا أن يرزقوا أنفسهم ولماتوا جوعاً وعرياً وعطشاً .. ولما تحققت حكمة الله من إحيائهم وإعطائهم الفرصة ليعملوا في الحياة الدنيا ما يحسب لهم في الآخرة أو عليهم . ومن ثم أخرج الرزق من دائرة الصلاح والطلاح ، والإيمان والكفر.. وجعله فتنة وابتلاء . يجزي عليهما الناس يوم الجزاء . لو توكلتم على الله حسن توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا وتروح بطانا



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بنت الاطلس
مديرة المنتدى
بنت الاطلس


عدد المساهمات : 3905
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 24/03/2009

في ظلال آية ... - صفحة 7 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في ظلال آية ...   في ظلال آية ... - صفحة 7 I_icon_minitimeالأربعاء 5 مايو 2010 - 12:44



في ظلال آية ... - صفحة 7 835929
{وَمَا نُرِيهِم مِّنْ آيَةٍ إِلَّا هِيَ أَكْبَرُ مِنْ أُخْتِهَا وَأَخَذْنَاهُم بِالْعَذَابِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ. وَقَالُوا يَا أَيُّهَا السَّاحِرُ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِندَكَ إِنَّنَا لَمُهْتَدُونَ. فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ إِذَا هُمْ يَنكُثُونَ}
في ظلال آية ... - صفحة 7 835929

ابتعث الله عز وجل موسى إلى فرعون وملئه، من الأمراء والوزراء والقادة والأتباع من القبط وبني إسرائيل، يدعوهم إلى عبادة اللّه وحده لا شريك له، وبعث معه آيات عظاماً كَيَدِهِ وعصاه، وما أرسل معه من الطوفان والجراد والقمَّل والضفادع والدم، ومن نقص الزروع والأنفس والثمرات، ومع هذا كله استكبروا عن اتباعها والانقياد لها، وضحكوا ممن جاءهم بها، ‏{وما تأتيهم من آية إلا هي أكبر من أختها‏}‏ لم تكن الآيات التي ظهرت على يدي موسى - عليه السلام - مدعاة لإيمان فرعون وقومه، وهي تأخذهم متتابعة . كل آية أكبر من أختها . . والعجب هنا فيما يحكيه القرآن عن فرعون وملئه قولهم : ( يا أيها الساحر ادع لنا ربك بما عهد عندك إننا لمهتدون ) .. فهم أمام البلاء ، وهم يستغيثون بموسى ليرفع عنهم البلاء . ويقولون: ( ادع لنا ربك بما عهد عندك إننا لمهتدون) وهو يقول لهم : إنه رسول ( رب العالمين ) لا ربه هو وحده على جهة الاختصاص ! ولكن لا الخوارق ولا كلام الرسول مس قلوبهم ، ولا خالطتها بشاشة الإيمان ، على الرغم من قولهم : ( إننا لمهتدون )، بل ارتدوا على أعقابهم ( فلما كشفنا عنهم العذاب إذا هم ينكثون ) ..



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بنت الاطلس
مديرة المنتدى
بنت الاطلس


عدد المساهمات : 3905
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 24/03/2009

في ظلال آية ... - صفحة 7 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في ظلال آية ...   في ظلال آية ... - صفحة 7 I_icon_minitimeالجمعة 7 مايو 2010 - 2:23



في ظلال آية ... - صفحة 7 835929

{ بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ يَلْعَبُونَ. فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاء بِدُخَانٍ مُّبِينٍ. يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ. رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ. أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرَى وَقَدْ جَاءهُمْ رَسُولٌ مُّبِينٌ . ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَّجْنُونٌ}

في ظلال آية ... - صفحة 7 835929

يقول : إنهم يلعبون إزاء ذلك الجد ، ويشكون في تلك الآيات الثابتة . فدعهم إلى يوم هائل عصيب : ( فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين . يغشى الناس . هذا عذاب أليم ) .. وقد اختلف السلف في تفسير آية الدخان . فقال بعضهم . إنه دخان يوم القيامة ، وإن التهديد بارتقابه كالتهديد المتكرر في القرآن . وإنه آت يترقبونه ويترقبه رسول الله صلى الله عليه وسلم . وقال بعضهم: بل هو قد وقع فعلاً ، كما توعدهم به . ثم كشف عن المشركين بدعاء الرسول صلى الله عليه وسلم. وقال آخرون : لم يمض الدخان بعد ، بل هو من أمارات الساعة ، قال الله تبارك وتعالى : ( فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين ) أي بيّن واضح يراه كل أحد .. وهكذا قوله تعالى: ( يغشى الناس ) .. أي يتغشاهم ويعميهم .. وقوله تعالى : ( هذا عذاب أليم ) .. أي يقال لهم ذلك ، تقريعاً وتوبيخاً . ويقول الكافرون إذا عاينوا عذاب الله وعقابه ( ربنا اكشف عنا العذاب إنا مؤمنون ).. وهكذا قال جل وعلا ههنا : ( أنى لهم الذكرى وقد جاءهم رسول مبين ثم تولوا عنه وقالوا معلم مجنون ) .. يقول : كيف لهم التذكر وقد أرسلنا إليهم رسولاً بيِّن الرسالة والنذارة ، ومع هذا تولوا عنه ، وما وافقوه بل كذبوه ، وقالوا: معلم مجنون



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بنت الاطلس
مديرة المنتدى
بنت الاطلس


عدد المساهمات : 3905
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 24/03/2009

في ظلال آية ... - صفحة 7 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في ظلال آية ...   في ظلال آية ... - صفحة 7 I_icon_minitimeالإثنين 10 مايو 2010 - 15:50



في ظلال آية ... - صفحة 7 835929

{وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُم بِهَا فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنتُمْ تَفْسُقُونَ}

في ظلال آية ... - صفحة 7 835929

تصور لنا هذه الآيات مشهدا من مشاهد يوم الحساب حيث يعرض الذين كفروا على النار وفي مواجهتها ، يقال لهم عن سبب عرضهم عليها وسوقهم إليها : ( أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا واستمتعتم بها ) .. فقد كانوا يرفلون في الطيبات والنعيم .. ويستمتعون بها غير حاسبين فيها للآخرة حسابا . . ولا شاكرين لله نعمته ، ولا متورعين فيها عن فاحش أو حرام . ومن ثم كانت لهم دنيا ولم تكن لهم آخرة . ( فاليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تستكبرون في الأرض بغير الحق ، وبما كنتم تفسقون ) .. وكل عبد يستكبر في الأرض فإنما يستكبر بغير حق . فالكبرياء لله وحده .. وعذاب الهون هو الجزاء العدل على الاستكبار في الأرض . فجزاء الاستكبار الهوان . وجزاء الفسوق عن منهج الله وطريقه الانتهاء إلى هذا الهوان أيضا ..




الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بنت الاطلس
مديرة المنتدى
بنت الاطلس


عدد المساهمات : 3905
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 24/03/2009

في ظلال آية ... - صفحة 7 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في ظلال آية ...   في ظلال آية ... - صفحة 7 I_icon_minitimeالأربعاء 12 مايو 2010 - 13:52



في ظلال آية ... - صفحة 7 835929

{الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ أَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ. وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ. ذَلِكَ بِأَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا اتَّبَعُوا الْبَاطِلَ وَأَنَّ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّبَعُوا الْحَقَّ مِن رَّبِّهِمْ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ لِلنَّاسِ أَمْثَالَهُمْ }

في ظلال آية ... - صفحة 7 835929

افتتاح يمثل الهجوم بلا مقدمة ولا تمهيد ! وإضلال الأعمال الذي يواجه به الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله . سواء صدوا هم أم صدوا وصدوا غيرهم - يفيد ضياع هذه الأعمال وبطلانها . ولكن هذا المعنى يتمثل في حركة . فإذا بنا نرى هذه الأعمال شاردة ضالة ، ونلمح عاقبة هذا الشرود والضلال ، فإذا هي الهلاك والضياع . وفي الجانب الآخر : ( والذين آمنوا وعملوا الصالحات وآمنوا بما نزل على محمد وهو الحق من ربهم ) .. والإيمان الأول بما نزل على محمد . ولكن السياق يبرزه ويظهره ليصفه بصفته : ( وهو الحق من ربهم ) ويؤكد هذا المعنى ويقرره .. وهؤلاء : ( كفر عنهم سيئاتهم ) .. في مقابل إبطال أعمال الذين كفروا ولو كانت حسنات في شكلها وظاهرها .. فإن السيئة تغفر للمؤمنين . . ( وأصلح بالهم ) .. وإصلاح البال نعمة كبرى تلي نعمة الإيمان في القدر والقيمة والأثر .. ومتى صلح البال ، استقام الشعور والتفكير ، واطمأن القلب والضمير .. ورضيت النفس.. وماذا بعد هذا من نعمة أو متاع ؟ . ولم كان هذا وكان ذاك ؟: ( ذلك بأن الذين كفروا اتبعوا الباطل ، وأن الذين آمنوا اتبعوا الحق من ربهم ) .. والباطل ليست له جذور ومن ثم فهو ذاهب هالك ؛ وكل من يتبعه ذاهب هالك كذلك . ولما كان الذين كفروا اتبعوا الباطل فقد ضلت أعمالهم ، ولم يبق لهم منها شيء ذو غناء . والحق ثابت تقوم عليه السماوات والأرض .. ومن ثم يبقى كل ما يتصل به ويقوم عليه . ولما كان الذين آمنوا اتبعوا الحق من ربهم ، فلا جرم كفر عنهم سيئاتهم وأصلح بالهم . ..( كذلك يضرب الله للناس أمثالهم ) . وكذلك يضع لهم القواعد التي يقيسون إليها أنفسهم وأعمالهم .


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بنت الاطلس
مديرة المنتدى
بنت الاطلس


عدد المساهمات : 3905
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 24/03/2009

في ظلال آية ... - صفحة 7 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في ظلال آية ...   في ظلال آية ... - صفحة 7 I_icon_minitimeالجمعة 14 مايو 2010 - 13:25



في ظلال آية ... - صفحة 7 835929

{ مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِّن مَّاء غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِّنْ عَسَلٍ مُّصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي النَّارِ وَسُقُوا مَاء حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءهُمْ}

في ظلال آية ... - صفحة 7 835929

إن هذه الصورة الحسية من النعيم والعذاب ترد في مواضع من القرآن ..والله الذي خلق البشر ، أعلم بمن خلق ، وأعرف بما يؤثر في قلوبهم ، وما يصلح لتربيتهم . ثم ما يصلح لنعيمهم ولعذابهم .. ومن ثم فصل الله ألوان النعيم والعذاب ، وصنوف المتاع والآلام ، وفق علمه المطلق بالعباد .. وهنا نوعان من الجزاء : هذه الأنهار مع كل الثمرات مع المغفرة من الله . والنوع الآخر: ( كمن هو خالد في النار وسقوا ماء حميما فقطع أمعاءهم ) .. وهي صورة حسية عنيفة من العذاب .. وتتناسب مع غلظ طبيعة القوم . وهم يتمتعون ويأكلون كما تأكل الأنعام .. والجزاء ماء حميم ساخن وتقطيع للأمعاء ، التي كانت تلتهم الأكل كالأنعام !


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بنت الاطلس
مديرة المنتدى
بنت الاطلس


عدد المساهمات : 3905
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 24/03/2009

في ظلال آية ... - صفحة 7 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في ظلال آية ...   في ظلال آية ... - صفحة 7 I_icon_minitimeالجمعة 21 مايو 2010 - 6:51



في ظلال آية ... - صفحة 7 835929
{يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ {22} فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ}
في ظلال آية ... - صفحة 7 835929

اللؤلؤ في أصله - حيوان . ولعل اللؤلؤ أعجب ما في البحار ، فهو يهبط إلى الأعماق ، وهو داخل صدفة من المواد الجيرية لتقيه من الأخطار ، ويختلف هذا الحيوان عن الكائنات الحية في تركيبه وطريقة معيشته ، فله شبكة دقيقة كشبكة الصياد ، عجيبة النسج ، تكون كمصفاة تسمح بدخول الماء والهواء والغذاء إلى جوفه ، وتحول بين الرمال والحصى وغيرها . وتحت الشبكة أفواه الحيوان ، ولكل فم أربع شفاه . فإذا دخلت ذرة رمل ، أو قطعة حصى ، أو حيوان ضار عنوة إلى الصدفة ، سارع الحيوان إلى إفراز مادة لزجة يغطيها بها ، ثم تتجمد مكونة لؤلؤة! وعلى حسب حجم الذرة التي وصلت يختلف حجم اللؤلؤ ! والمرجان من عجائب مخلوقات الله ، يعيش في البحار على أعماق تتراوح بين خمسة أمتار وثلاث مائة متر .. ومن دلائل قدرة الخالق ، أن حيوان المرجان يتكاثر بطريقة أخرى هي التزرر . وتبقى الأزرار الناتجة متحدة مع الأفراد التي تزررت منها ، وهكذا تتكون شجرة المرجان التي تكون ذات ساق سميكة . تأخذ في الدقة نحو الفروع التي تبلغ غاية الدقة في نهايتها . ويبلغ طول الشجرة المرجانية ثلاثين سنتيمترا . والجزر المرجانية الحية ذات ألوان مختلفة ، نراها في البحار صفراء برتقالية ، أو حمراء قرنفلية ، أو زرقاء زمردية ، أو غبراء باهتة " . "والمرجان الأحمر هو المحور الصلب المتبقي بعد فناء الأجزاء الحية من الحيوان ، وتكون الهياكل الحجرية مستعمرات هائلة " . ومن اللؤلؤ والمرجان تتخذ حلى غالية الثمن عالية القيمة ، ويمتن الله على عباده بهما ، فيعقب على ذكرهما في السورة ذلك التعقيب المشهود : ( فبأي آلاء ربكما تكذبان ؟ )


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
في ظلال آية ...
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 7 من اصل 10انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3, 4, 5, 6, 7, 8, 9, 10  الصفحة التالية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: في رحاب الذكر الحكيم-
انتقل الى: