أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط على زر التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط على زر التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 في ظلال آية ...

اذهب الى الأسفل 
+2
بنت الاطلس
ابو معاذ
6 مشترك
انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3, 4, 5, 6, 7, 8, 9, 10  الصفحة التالية
كاتب الموضوعرسالة
ابو معاذ
مشرف الاقسام الدينية
ابو معاذ


عدد المساهمات : 260
العمر : 53
تاريخ التسجيل : 03/04/2009

في ظلال آية ... - صفحة 8 Empty
مُساهمةموضوع: في ظلال آية ...   في ظلال آية ... - صفحة 8 I_icon_minitimeالأربعاء 15 أبريل 2009 - 17:41

تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :

بسم الله الرحمن الرحيم

تعالوا بنا نعيش لحظة مع آية جليلة من كتاب ربنا جل جلاله ، ونتفيأ ظلالها عسانا أن نكون ممن يستظل بظلها ، تلكم هي قوله تعالى في سورة الزخرف في سياق الحديث عن الجنة التي يرثها عباد الله الصالحون
" وتلك الجنة التي أورثتموها بما كنتم تعملون ، لكم فيها فاكهة كثيرة منها تأكلون ."
والمعنى : وتلك الجنة الموصوفة بتلك الأوصاف الجليلة أعطيتموها بسبب أعمالكم الصالحة التي قدمتموها في الدنيا ، والتي كانت سببا في شمول رحمة الله إياكم ، فإنه لايدخل الجنة أحد بعمله ، ولكن برحمة الله وفضله وكرمه ، وإنما الدرجات ينال تفاوتها بحسب الأعمال الصالحات .
تلكم الجنة التي يقول ابن القيم رحمه الله في وصفها : فإن سألت عن أرضها وتربتها فهي المسك والزعفران
وإن سألت عن سقفها فهو عرش الرحمان ، وإن سألت عن حصبائها فهو اللؤلؤ والجوهر ،
وإن سألت عن بنائها فلبنة من فضة ولبنة من ذهب ،
وإن سألت عن أشجارها فما فيها شجرة إلا وساقها من ذهب وفضة لامن الحطب والخشب ،
وإن سألت عن ثمرها فأمثال القلال ألين من الزبد وأحلى من العسل ،
وإن سألت عن ورقها فأحسن مايكون من رقائق الحلل ،
وإن سألت عن أنهارها فأنهار من لبن لم يتغير طعمه وأنهار من خمر لذة للشاربين وأنهار من عسل مصفى
أسأل الله أن يجعلنا من أهل الجنة وأن يوفقنا للعمل الذي يقربنا إليه إنه ولي ذلك والقادر عليه
.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

كاتب الموضوعرسالة
بنت الاطلس
مديرة المنتدى
بنت الاطلس


عدد المساهمات : 3905
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 24/03/2009

في ظلال آية ... - صفحة 8 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في ظلال آية ...   في ظلال آية ... - صفحة 8 I_icon_minitimeالجمعة 28 مايو 2010 - 12:39



في ظلال آية ... - صفحة 8 835929
{ أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ}
في ظلال آية ... - صفحة 8 835929

إنه عتاب مؤثر من المولى الكريم الرحيم ؛ واستبطاء للإستجابة الكاملة من تلك القلوب التي أفاض عليها من فضله.. عتاب فيه الود ، وفيه الحض ، وفيه الاستجاشة إلى الشعور بجلال الله ، والخشوع لذكره ، وتلقي ما نزل من الحق بما يليق بجلال الحق من الروعة والخشية والطاعة والاستسلام ، مع رائحة التنديد والاستبطاء في السؤال : ( ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق). وإلى جانب التحضيض والاستبطاء تحذير من عاقبة التباطؤ والتقاعس عن الاستجابة ، وبيان لما يغشى القلوب من الصدأ حين يمتد بها الزمن بدون جلاء ، وما تنتهي إليه من القسوة بعد اللين حين تغفل عن ذكر الله ، وحين لا تخشع للحق: ( ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل ، فطال عليهم الأمد ، فقست قلوبهم ، وكثير منهم فاسقون ) .. وليس وراء قسوة القلوب إلا الفسق والخروج . إن هذا القلب البشري سريع التقلب .. وهو يشف ويشرق فيفيض بالنور .. فإذا طال عليه الأمد بلا تذكير ولا تذكر تبلد وقسا ..وأظلم وأعتم ! فلا بد من تذكير هذا القلب حتى يذكر ويخشع .. ولا بد من اليقظة الدائمة كي لا يصيبه التبلد والقساوة .



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بنت الاطلس
مديرة المنتدى
بنت الاطلس


عدد المساهمات : 3905
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 24/03/2009

في ظلال آية ... - صفحة 8 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في ظلال آية ...   في ظلال آية ... - صفحة 8 I_icon_minitimeالثلاثاء 1 يونيو 2010 - 15:02



في ظلال آية ... - صفحة 8 835929

{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَن لَّا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا وَلَا يَسْرِقْنَ وَلَا يَزْنِينَ وَلَا يَقْتُلْنَ أَوْلَادَهُنَّ وَلَا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ فَبَايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}

في ظلال آية ... - صفحة 8 835929


إن هذه الأسس هي المقومات الكبرى للعقيدة ، كما أنها مقومات الحياة الاجتماعية الجديدة .. إنها عدم الشرك بالله إطلاقا .. وعدم إتيان الحدود .. السرقة والزنا .. وعدم قتل الأولاد .. إشارة إلى ما كان يجري في الجاهلية من وأد البنات ، كما أنه يشمل قتل الأجنة لسبب من الأسباب .. وهن أمينات على ما في بطونهن .. ( ولا يأتين ببهتان يفترينه بين أيديهن وأرجلهن ) .. قال ابن عباس : يعني لا يلحقن بأزواجهن غير أولادهن . وكذلك قال مقاتل .. والشرط الأخير : ( ولا يعصينك في معروف ) .. وهو يشمل الوعد بطاعة الرسول في كل ما يأمرهن به . وهو لا يأمر إلا بمعروف . ولكن هذا الشرط هو أحد قواعد الدستور في الإسلام ، وهو يقرر أن لا طاعة على الرعية لإمام أو حاكم إلا في المعروف الذي يتفق مع دين الله وشريعته . .. وهي القاعدة التي تجعل قوة التشريع والأمر مستمدة من شريعة الله ، لا من إرادة إمام ولا من إرادة أمة إذا خالفت شريعة الله . فالإمام والأمة كلاهما محكوم بشريعة الله ، ومنها يستمدان السلطات ! فإذا بايعن على هذه الأسس الشاملة قبلت بيعتهن . واستغفر لهن الرسول عما سلف ( إن الله غفور رحيم ) .. يغفر ويرحم ويقيل العثرات .

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بنت الاطلس
مديرة المنتدى
بنت الاطلس


عدد المساهمات : 3905
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 24/03/2009

في ظلال آية ... - صفحة 8 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في ظلال آية ...   في ظلال آية ... - صفحة 8 I_icon_minitimeالخميس 3 يونيو 2010 - 8:12



في ظلال آية ... - صفحة 8 835929

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ. تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ}

في ظلال آية ... - صفحة 8 835929


يبدأ بالنداء باسم الإيمان: ( يا أيها الذين آمنوا ) .. يليه الاستفهام الموحي . فالله - سبحانه - هو الذي يسألهم ويشوقهم إلى الجواب : ( هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم ؟ ). ومن ذا الذي لا يشتاق لأن يدله الله على هذه التجارة ؟ ثم يجيء الجواب وقد ترقبته القلوب والأسماع : ( تؤمنون بالله ورسوله ) .. وهم مؤمنون بالله ورسوله . فتشرق قلوبهم عند سماع شطر الجواب هذا المتحقق فيهم ! ( وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم ) .. وهو الموضوع الرئيسي الذي تعالجه السورة ، يجيء في هذا الأسلوب ، ويكرر هذا التكرار .. فقد علم الله أن النفس البشرية في حاجة إلى هذا التكرار ، وهذا التنويع ، وهذه الموحيات ، لتنهض بهذا التكليف الشاق ، الضروري الذي لا مفر منه لإقامة هذا المنهج وحراسته في الأرض ... ثم يعقب على عرض هذه التجارة التي دلهم عليها بالتحسين والتزيين : ( ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون ) .. فعلم الحقيقة يقود من يعلم إلى ذلك الخير الأكيد .


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بنت الاطلس
مديرة المنتدى
بنت الاطلس


عدد المساهمات : 3905
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 24/03/2009

في ظلال آية ... - صفحة 8 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في ظلال آية ...   في ظلال آية ... - صفحة 8 I_icon_minitimeالجمعة 4 يونيو 2010 - 12:39



في ظلال آية ... - صفحة 8 835929

{وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ}

في ظلال آية ... - صفحة 8 835929

يرسم سياق الآية للمنافقين صورة فريدة مبدعة ؛ تثير السخرية والهزء والزراية: فهم أجسام تعجب . لا أناسي تتجاوب ! وما داموا صامتين فهم أجسام معجبة للعيون .. فأما حين ينطقون فهم خواء من كل معنى ومن كل حس ومن كل خالجة .. ( تسمع لقولهم كأنهم خشب ) .. ولكنها ليست خشبا فحسب . إنما هي ( خشب مسندة ) .. لا حركة لها . ( يحسبون كل صيحة عليهم ) .. فهم يخشون في كل لحظة أن يكون أمرهم قد افتضح وسترهم قد انكشف . والتعبير يرسمهم أبدا متلفتين حواليهم ؛ يتوجسون من كل حركة ومن كل صوت ومن كل هاتف ، يحسبونه يطلبهم ، وقد عرف حقيقة أمرهم !! وهم بهذا وذاك يمثلون العدو الأول للرسول وللمسلمين : ( هم العدو فاحذرهم ). هم العدو الحقيقي . العدو الكامن داخل المعسكر ، المختبئ في الصف . وهو أخطر من العدو الخارجي الصريح . ( فاحذرهم ) (قاتلهم الله أنى يؤفكون) .. فالله مقاتلهم حيثما صرفوا وأنى توجهوا . والدعاء من الله حكم بمدلول هذا الدعاء ، وقضاء نافذ لا راد له ولا معقب عليه .. وهذا هو الذي كان في نهاية المطاف


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بنت الاطلس
مديرة المنتدى
بنت الاطلس


عدد المساهمات : 3905
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 24/03/2009

في ظلال آية ... - صفحة 8 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في ظلال آية ...   في ظلال آية ... - صفحة 8 I_icon_minitimeالأحد 13 يونيو 2010 - 5:58



في ظلال آية ... - صفحة 8 835929

{ كَلَّا إِذَا بَلَغَتْ التَّرَاقِيَ. وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ . وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ. وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ. إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ}

في ظلال آية ... - صفحة 8 835929


إنه مشهد الاحتضار ، يواجههم به النص القرآني كأنه حاضر ..( كلا إذا بلغت التراقي ) .. وحين تبلغ الروح التراقي يكون النزع الأخير ، وتكون السكرات المذهلة ، ويكون الكرب الذي تزوغ منه الأبصار .. ويتلفت الحاضرون حول المحتضر يتلمسون حيلة أو وسيلة لاستنقاذ الروح المكروب : ( وقيل : من راق ؟ ) لعل رقية تفيد ! .. وتلوى المكروب من السكرات والنزع .. ( والتفت الساق بالساق ) .. وبطلت كل حيلة ، وعجزت كل وسيلة ، وتبين الطريق الوحيد الذي يساق إليه كل حي في نهاية المطاف : ( إلى ربك يومئذ المساق ).. إن المشهد ليكاد يتحرك وينطق . وكل آية ترسم حركة . وكل فقرة تخرج لمحة . وحالة الاحتضار ترتسم ويرتسم معها الجزع والحيرة واللهفة ومواجهة الحقيقة القاسية المريرة ، التي لا دافع لها ولا راد .. ثم تظهر النهاية التي لا مفر منها .. ( إلى ربك يومئذ المساق ).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بنت الاطلس
مديرة المنتدى
بنت الاطلس


عدد المساهمات : 3905
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 24/03/2009

في ظلال آية ... - صفحة 8 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في ظلال آية ...   في ظلال آية ... - صفحة 8 I_icon_minitimeالأربعاء 16 يونيو 2010 - 5:28



في ظلال آية ... - صفحة 8 835929

{إِنَّ هَؤُلَاء يُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَرَاءهُمْ يَوْمًا ثَقِيلًا. نَحْنُ خَلَقْنَاهُمْ وَشَدَدْنَا أَسْرَهُمْ وَإِذَا شِئْنَا بَدَّلْنَا أَمْثَالَهُمْ تَبْدِيلًا. إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَن شَاء اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا. وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَّا أَن يَشَاء اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا}

في ظلال آية ... - صفحة 8 835929


إن هؤلاء الصغار الذين يستغرقون في العاجلة ويذرون وراءهم يوما ثقيلا . ثقيلا بتبعاته . ثقيلا بنتائجه . ثقيلا بوزنه في ميزان الحقيقة .. إن هؤلاء لا يطاعون في شيء .. ولا يؤبه لما هم فيه من هذه العاجلة ، من ثراء وسلطان ومتاع ، فإنما هي العاجلة ، وإنما هو المتاع القليل . يتلو ذلك التهوين من أمرهم عند الله الذي أعطاهم ما هم فيه من قوة وبأس ، وهو قادر على الذهاب بهم وتبديل غيرهم منهم . ولكنه يتركهم لحكمة يجري بها قدره القديم : ( نحن خلقناهم وشددنا أسرهم ، وإذا شئنا بدلنا أمثالهم تبديلا ) .. وهذه اللفتة تذكر هؤلاء الذين يعتزون بقوتهم ، بمصدر هذه القوة ، بل مصدر وجودهم ابتداء . ثم تطمئن الذين آمنوا - وهم في حالة الضعف والقلة - إلى أن واهب القوة هو الذي ينتسبون إليه وينهضون بدعوته . كماتقرر في نفوسهم حقيقة قدر الله وما وراءه من حكمة مقصودة ، هي التي تجري وفقها الأحداث حتى يحكم الله وهو خير الحاكمين . ( وإذا شئنا بدلنا أمثالهم تبديلا ) .. فهم لا يعجزون الله بقوتهم ، وهو خلقهم وأعطاهم إياها . وهو قادر على أن يخلق أمثالهم في مكانهم .. فإذا أمهلهم ولم يبدل أمثالهم فهو فضله ومنته وهو قضاؤه وحكمته . ثم يوقظهم إلى الفرصة المتاحة لهم ، والقرآن يعرض عليهم ، وهذه السورة تذكرهم : ( إن هذه تذكرة فمن شاء اتخذ إلى ربه سبيلا ) .. ويعقب على هذه اللفتة بإطلاق المشيئة ، ورد كل شيء إليها ، ليكون الاتجاه الأخير إليها ، والاستسلام الأخير لحكمها ؛ وليبرأ الإنسان من قوته إلى قوتها ، ومن حوله إلى حولها .. وهو الإسلام في صميمه وحقيقته: ( وما تشاءون إلا أن يشاء الله إن الله كان عليما حكيما ) .. ذلك كي تعلم قلوب البشر أن الله هو الفاعل المختار ، المتصرف القهار ، فتتعلم كيف تتجه إليه وتستسلم لقدره .. وهذا هو مجال هذه الحقيقة الذي تجري فيه في مثل هذه النصوص . مع تقرير ما شاءه الله لهم من منحهم القدرة على إدراك الحق والباطل ؛ والاتجاه إلى هذا أو ذاك وفق مشيئة الله ، العليم بحقيقة القلوب.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بنت الاطلس
مديرة المنتدى
بنت الاطلس


عدد المساهمات : 3905
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 24/03/2009

في ظلال آية ... - صفحة 8 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في ظلال آية ...   في ظلال آية ... - صفحة 8 I_icon_minitimeالإثنين 21 يونيو 2010 - 12:11



في ظلال آية ... - صفحة 8 835929

{فَإِذَا جَاءتِ الصَّاخَّةُ. يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ. وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ. وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ . وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُّسْفِرَةٌ . ضَاحِكَةٌ مُّسْتَبْشِرَةٌ. وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ. تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ. أُوْلَئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ}

في ظلال آية ... - صفحة 8 835929

هذه هي خاتمة المتاع . وهذه هي التي تتفق مع التقدير الطويل ، والتدبير الشامل ، لكل خطوة وكل مرحلة في نشأة الإنسان . والصاخة لفظ ذو جرس عنيف نافذ .. وهو يمهد بهذا الجرس العنيف للمشهد الذي يليه : مشهد المرء يفر وينسلخ من ألصق الناس به Sad يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه ، وصاحبته وبنيه ) .. أولئك الذين تربطهم به وشائج وروابط لا تنفصم ؛ ولكن هذه الصاخة تمزق هذه الروابط تمزيقا ، وتقطع تلك الوشائج تقطيعا .. فلكل نفسه وشأنه ، ولديه الكفاية من الهم الخاص به ، الذي لا يدع له فضلة من وعي أو جهد: ( لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه ). ثم يأخذ في تصوير حال المؤمنين وحال الكافرين ، بعد تقويمهم ووزنهم بميزان الله هناك : ( وجوه يومئذ مسفرة . ضاحكة مستبشرة ) .. فهذه وجوه مستنيرة منيرة متهللة ضاحكة مستبشرة ، راجية في ربها ، مطمئنة بما تستشعره من رضاه عنها .. أو هي قد عرفت مصيرها ، وتبين لها مكانها ، فتهللت واستبشرت بعد الهول المذهل . ( ووجوه يومئذ عليها غبرة . ترهقها قترة . أولئك هم الكفرة الفجرة ) .. فأما هذه فتعلوها غبرة الحزن والحسرة ، ويغشاها سواد الذل والانقباض . وقد عرفت ما قدمت فاستيقنت ما ينتظرها من جزاء .. ( أولئك هم الكفرة الفجرة ) .. الذين لا يؤمنون بالله وبرسالاته ، والذين خرجوا عن حدوده وانتهكوا حرماته .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بنت الاطلس
مديرة المنتدى
بنت الاطلس


عدد المساهمات : 3905
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 24/03/2009

في ظلال آية ... - صفحة 8 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في ظلال آية ...   في ظلال آية ... - صفحة 8 I_icon_minitimeالثلاثاء 6 يوليو 2010 - 14:54





في ظلال آية ... - صفحة 8 835929
{إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ. فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ. إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ}
في ظلال آية ... - صفحة 8 835929

ورد أن سفهاء قريش ممن كانوا يتابعون الرسول صلى الله عليه وسلم ودعوته بالكيد والمكر وإظهار السخرية والاستهزاء ..من أمثال العاص بن وائل ، وعقبة بن أبي معيط ، وأبي لهب ، وأبي جهل ، وغيرهم ، كانوا يقولون عن النبي صلى الله عليه وسلم إنه أبتر . يشيرون بهذا إلى موت الذكور من أولاده . وقال أحدهم : دعوه فإنه سيموت بلا عقب وينتهي أمره . ومن ثم نزلت هذه السورة تمسح على قلبه بالروح والندى ، وتقرر حقيقة الخير الباقي الممتد الذي اختاره له ربه ؛ وحقيقة الانقطاع والبتر المقدر لأعدائه . ( إنا أعطيناك الكوثر ) إنا أعطيناك ما هو كثير فائض غزير . غير ممنوع ولا مبتور.. إنه الكوثر ، الذي لا نهاية لفيضه ، ولا حد لمدلوله . ومن ثم تركه النص بلا تحديد ، يشمل كل ما يكثر من الخير ويزيد . وقد وردت روايات من طرق كثيرة أن الكوثر نهر في الجنة أوتيه رسول الله صلى الله عليه وسلم. ( فصل لربك وانحر ) غير ملق بالا إلى شرك المشركين ، وغير مشارك لهم في عبادتهم أو في ذكر غير اسم الله على ذبائحهم . ( إن شانئك هو الأبتر ) في الآية الأولى قرر أنه ليس أبتر بل هو صاحب الكوثر . وفي هذه الآية يرد الكيد إلى كائديه ، ويؤكد - سبحانه - أن الأبتر ليس هو محمد ، إنما هم شانئوه وكارهوه . ولقد صدق فيهم وعيد الله . فقد انقطع ذكرهم وانطوى . بينما امتد ذكر محمد وعلا . ونحن نشهد اليوم مصداق هذا القول الكريم ، في صورة باهرة واسعة المدى كما لم يشهدوه سامعوه الأولون .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بنت الاطلس
مديرة المنتدى
بنت الاطلس


عدد المساهمات : 3905
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 24/03/2009

في ظلال آية ... - صفحة 8 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في ظلال آية ...   في ظلال آية ... - صفحة 8 I_icon_minitimeالإثنين 12 يوليو 2010 - 11:21



في ظلال آية ... - صفحة 8 835929

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنتُمْ تَسْمَعُونَ. وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لاَ يَسْمَعُونَ. إِنَّ شَرَّ الدَّوَابَّ عِندَ اللّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ}
في ظلال آية ... - صفحة 8 835929


إن النداء هنا للذين آمنوا ليطيعوا الله ورسوله ولا يتولوا عنه وهم يسمعون آياته وكلماته، ولقد جاء هذا النداء بعد مقدماته الموحية ، يجيء بعد استعراض أحداث غزوة بدر؛ وبعد رؤية يد الله فيها وتدبيره وتقديره؛ وعونه ومدده؛ وبعد توكيد أن الله مع المؤمنين؛ وأن الله موهن كيد الكافرين؛ فما يبقى بعد ذلك كله مجال لغير السمع والطاعة لله والرسول. وإن التولي عن الرسول صلى الله عليه وسلم وأوامره بعد هذا كله ليبدو مستنكرا قبيحا لا يقدم عليه إنسان له قلب يتدبر وعقل يتفكر...ومن هنا يجيء ذكر الدواب في موضعه المناسب، في إشارة خفية منه إلى الأنعام، وبوصفه ـ جل وعلا ـ المخالفين لأمر الله ورسوله بالصم البكم الذين لا يعقلون يخلع عليهم صورة البهائم ، فالبهائم لها آذان ولكنها لا تسمع إلا كلمات مبهمة؛ ولها لسان ولكنها لا تنطق أصواتا مفهومة، إلا أن البهائم مهتدية بفطرتها فيما يتعلق بشؤون حياتها الضرورية، أما هؤلاء الدواب فهم موكولون إلى إدراكهم الذي لا ينتفعون به، فهم شر الدواب قطعا. فانظر أخي المسلم وتأمل في حالك هل تسمع أوامر الله ورسوله سماع تدبر مع عزم على الطاعة والتنفيذ؟! أم أن سماعك سماع الدواب التي لا تعقل؟! أعيذك بالله أن تكون من هؤلاء.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بنت الاطلس
مديرة المنتدى
بنت الاطلس


عدد المساهمات : 3905
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 24/03/2009

في ظلال آية ... - صفحة 8 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في ظلال آية ...   في ظلال آية ... - صفحة 8 I_icon_minitimeالثلاثاء 13 يوليو 2010 - 11:31



في ظلال آية ... - صفحة 8 835929

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ }

في ظلال آية ... - صفحة 8 835929

هي دعوة للحياة في كل صورها وأشكالها، وفي كل مجالاتها ودلالاتها، والقرآن يجمل هذا كله في كلمات قليلة موحية {يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم}. عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ‏{‏إذا دعاكم لما يحييكم‏}‏ قال‏:‏ هو هذا القرآن فيه الحياة والنجاة والعصمة في الدنيا والآخرة. إنها دعوة إلى شريعة من عند الله تعلن تحرر الإنسان وتكرمه بصدورها عن الله وحده ووقوف البشر كلهم صفا متساوين في مواجهتها، فلا يتحكم فرد في شعب، ولا طبقة في أمة، ولا جنس في جنس، ولكنهم ينطلقون كلهم أحرارا متساوين في ظل شريعة صاحبها الله رب العباد. دعوة إلى عقيدة تحيي القلوب والعقول وتحررها من أوهام الجهل والخرافة ومن الخضوع المذل للأسباب الظاهرة والحتميات القاهرة ومن العبودية لغير الله والمَذلة للعبد أو للشهوات . دعوة للجهاد في سبيل الله لتقرير ألوهية الله سبحانه في الأرض وفي حياة الناس، وتحطيم ألوهية العبيد المدعاة، ومطاردة هؤلاء المعتدين على ألوهية الله سبحانه وحاكميته وسلطانه حتى يفيئوا إلى حاكمية الله وحده، حتى إذا أصابهم الموت في هذا الجهاد كان لهم في الشهادة حياة. عن عروة بن الزبير رضي الله عنه في قوله ‏{إذا دعاكم لما يحييكم‏}‏ أي للحرب التي أعزكم الله بها بعد الذل، وقواكم بها بعد الضعف، ومنعكم بها من عدوكم بعد القهر منهم لكم، ويؤيد هذا المعنى أن مناسبة نزول هذه الآية في غزوة بدر الكبرى. دعوة إلى منهج للحياة... منهج للفكر... منهج للتصور... يطلقهم من كل قيد إلا ضوابط الفطرة التي فطر الله الناس عليها.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بنت الاطلس
مديرة المنتدى
بنت الاطلس


عدد المساهمات : 3905
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 24/03/2009

في ظلال آية ... - صفحة 8 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في ظلال آية ...   في ظلال آية ... - صفحة 8 I_icon_minitimeالأربعاء 14 يوليو 2010 - 16:50



في ظلال آية ... - صفحة 8 835929

{وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ}

في ظلال آية ... - صفحة 8 835929

في هذه الآية تذكير للرسول صلى الله عليه وسلم بخبر المكر به من قادة الجاهلية والشرك، وسياق الخبر يوحي للنبي والدعاة من بعده بالثقة واليقين في المستقبل، كما ينبه إلى قدر الله وحكمته فيما يقضي به ويأمر. لقد اجتمع قادة الجاهلية يمكرون للتخلص من الرأس المدبر لهذه الدعوة وقدمت الاقتراحات: إما أن يوثقوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ويحبسوه حتى يموت، وإما أن يقتلوه ويتخلصوا منه، وإما أن يخرجوه من مكة منفيا مطرودا...ولقد تشاوروا في هذا كله واختاروا قتله، على أن يتولى ذلك المنكَر فتيةٌ من القبائل جميعا ليتفرق دمه، ويعجز بنو هاشم عن قتال العرب كلهم فيرضوا بالدية وينتهي الأمر. وبدءوا في تنفيذ الخطة ورصدوه على باب منزله طول ليلتهم ليقتلوه إذا خرج؛ فأمر النبي صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب أن ينام على فراشه، ودعا الله عز وجل أن يعمي عليهم أثره، فطمس الله على أبصارهم، فخرج وقد غشيهم النوم، فوضع على رؤوسهم ترابا ونهض‏.‏ فلما أصبحوا خرج عليهم علي فأخبرهم أن ليس في الدار أحد، فعلموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد فات ونجا من هذا المكر بأمر الله وحده وتدبيره ومكره لدعوته ودينه‏. ثم يرسم القرآن صورة عميقة التأثير...ذلك حين تتراءى للخيال ندوة قريش وهم يتآمرون ويدبرون ويمكرون، والله من ورائهم محيط يمكر بهم ويبطل كيدهم وهم لا يشعرون. إنها صورة ساخرة وهي في الوقت ذاته صورة مفزعة...فأين هؤلاء البشر الضعاف المهازيل من تلك القدرة القادرة!! قدرة الله الجبار...القاهر فوق عباده...الغالب على أمره وهو بكل شئ محيط!!..فهل يبقى بعد هذا في قلب المؤمن أدنى خشية أو مهابة أو وجل لغير هذا الإله القادر؟!.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بنت الاطلس
مديرة المنتدى
بنت الاطلس


عدد المساهمات : 3905
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 24/03/2009

في ظلال آية ... - صفحة 8 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في ظلال آية ...   في ظلال آية ... - صفحة 8 I_icon_minitimeالجمعة 16 يوليو 2010 - 14:40



في ظلال آية ... - صفحة 8 835929

{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ اللّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ}

في ظلال آية ... - صفحة 8 835929


إن الصراع بين الحق والباطل لن يكف، وإن أعداء هذا الدين لن يدعوه في راحة، ولن يتركوا أولياءه في أمن، وسبيل هذا الدين أن يتحرك ليهاجم الجاهلية وسبيل أوليائه أن يتحركوا لتحطيم قدرة الجاهلية على العدوان، ثم لإعلاء راية الله حتى لا يجرؤ عليها طاغوت. والله سبحانه ينذر الكفار الذين ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله بأنها ستعود عليهم بالحسرة وأنهم سينفقونها لتضيع في النهاية وليغلبوا هم وينتصر الحق في هذه الدنيا، كل هذا فضلا عن أنهم سيحشرون في الآخرة إلى جهنم فتتم الحسرة الكبرى. والآيات تتحدث عن واقعة بعينها هي غزوة بدر الكبرى وتشير إلى الأموال الطائلة التي أنفقها الكفار في ذلك اليوم للصد عن سبيل الله وللنيل من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فماذا كانت العاقبة لهؤلاء المشركين؟!!.. كانت بالهزيمة والخسران في الأموال والأنفس الذي صاحبه الحسرة والندامة، وكل هذا العذاب في هذه الحياة الدنيا. ولكن سياق الآية يوحي أن ما حدث للمشركين في بدر سيتحقق ويحدث لكل من صد عن سبيل الله ووقف في طريق دينه وأوليائه فعاقبته الحسرة والهزيمة في الدنيا، والعذاب والجحيم في الآخرة. إنها بشرى وأمل للمؤمنين...الموقنين بهذا الكتاب...المتتبعين لسنة الله في هذه الأرض...ولن تجد لسنة الله تبديلا ولن تجد لسنة الله تحويلا.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بنت الاطلس
مديرة المنتدى
بنت الاطلس


عدد المساهمات : 3905
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 24/03/2009

في ظلال آية ... - صفحة 8 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في ظلال آية ...   في ظلال آية ... - صفحة 8 I_icon_minitimeالأحد 18 يوليو 2010 - 6:23



في ظلال آية ... - صفحة 8 835929

{ذَلِكَ بِأَنَّ اللّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ وَأَنَّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}

في ظلال آية ... - صفحة 8 835929

تعرض الآية جانبا من عدل الله تعالى في معاملة العباد، فالله عز وجل لا يسلبهم نعمة وهبهم إياها إلا بعد أن يغيروا نواياهم ويبدلوا سلوكهم ويقلبوا أوضاعهم ويستحقوا أن يغير ما بهم مما أعطاهم إياه للابتلاء والاختبار من النعمة التي لم يقدروها ولم يشكروها. وتشير الآية إلى جانب آخر من تكريم الله للإنسان حين جعل قدر الله به ينفذ ويجري عن طريق حركة هذا الإنسان وعمله، ويجعل التغيير القدري في حياة الناس مبنيا على التغيير الواقعي في قلوبهم ونواياهم وسلوكهم وعملهم، وأوضاعهم التي يختارونها لأنفسهم. ومن جانب ثالث يلقي الله عز وجل تبعة عظيمة ـ تقابل التكريم العظيم ـ على هذا الكائن. فهو يملك أن يستبقي نعمة الله عليه، كما يملك أن يزاد عليها إذا هو عرف فشكر، كما يملك أن يزيل هذه النعمة عنه إذا هو أنكر وبطر وانحرفت نواياه فانحرفت خطاه. والحقائق السابقة تمثل جانبا من جوانب التصور الإسلامي لحقيقة الإنسان، وعلاقة قدر الله به في هذا الوجود، وعلاقته هو بهذا الكون وما يجري فيه...ومن هذا الجانب تتبين تقدير الله للإنسان وفاعليته في هذا الكون...فيبدو عنصرا إيجابيا في صياغة هذا المصير ـ بإذن الله وقدره الذي يجري من خلال حركته وعمله ونيته وسكونه ـ وتنتفي عنه تلك السلبية الذليلة التي تفرضها عليه تلك المذاهب المادية التي تصوره عنصرا سلبيا إزاء الحتميات الجبارة...حتمية الاقتصاد...وحتمية التاريخ...وحتمية التطور ...إلى آخر الحتميات التي ليس للإنسان إزاءها حول ولا قوة، ولا يملك إلا الخضوع المطلق لها. إنه لفارق كبير بين تصور الإسلام لحقيقة الإنسان ودوره في هذه الحياة، وبين تلك التصورات الأخرى التي لا تعرف سوى المادة البحتة وفقط...فالحمد لله على نعمة الإسلام...ونعمة الإنسانية...ونعمة التكريم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بنت الاطلس
مديرة المنتدى
بنت الاطلس


عدد المساهمات : 3905
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 24/03/2009

في ظلال آية ... - صفحة 8 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في ظلال آية ...   في ظلال آية ... - صفحة 8 I_icon_minitimeالإثنين 19 يوليو 2010 - 16:01



في ظلال آية ... - صفحة 8 835929
{وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً مَّا أَلَّفَتْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَـكِنَّ اللّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}
في ظلال آية ... - صفحة 8 835929

تشير الآية إلى فضل الله عز وجل على نبيه صلى الله عليه وسلم بجمع قلوب هؤلاء العرب، وكان تألف القلوب مع العصبية الشديدة في العرب من آيات النبي صلى الله عليه وسلم ومعجزاته، لأن أحدهم كان يُلْطَم اللطمة فيقاتل عنها حتى يستقيدها‏.‏ وكانوا أشد خلق الله حمية، فألف الله بالإيمان بينهم، حتى قاتل الرجل أباه وأخاه بسبب الدين. لقد وقعت المعجزة التي لا يقدر عليها إلا الله، والتي لا تصنعها إلا هذه العقيدة، فاستحالت هذه القلوب النافرة إلى هذه الكتلة المتراصة المتآخية الذلول بعضها لبعض، المحب بعضها لبعض، المتآلف بعضها مع بعض، بهذا المستوى الذي لم يعرفه التاريخ والذي تتمثل فيه حياة الجنة وسمتها البارزة {ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين}. وفي توجيهات رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يؤكد روابط الأخوة ويعمقها فعن مجاهد رضي الله عنه قال‏:‏ إذا لقي الرجل أخاه فصافحه، تحاتت الذنوب بينهما كما ينثر الريح الورق‏.‏ فقال رجل‏:‏ إن هذا من العمل اليسير‏.‏ فقال‏:‏ ألم تسمع الله قال: ‏{‏لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم‏}. إن هذا الدين عجيب فعلا ، فإنه حين يخالط القلوب تستحيل إلى جبال من الألفة التي تربط بينها برباط وثيق عميق رفيق، فإذا نظرة العين؛ ونطق الجارحة؛ وخفقة القلب ترانيم من التعارف والتعاطف، والولاء والتناصر، والسماحة والهوادة، لا يعرف سرها إلا من ألف بين هذه القلوب؛ ولا تعرف مذاقها إلا هذه القلوب.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بنت الاطلس
مديرة المنتدى
بنت الاطلس


عدد المساهمات : 3905
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 24/03/2009

في ظلال آية ... - صفحة 8 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في ظلال آية ...   في ظلال آية ... - صفحة 8 I_icon_minitimeالأربعاء 21 يوليو 2010 - 15:29



في ظلال آية ... - صفحة 8 835929

{فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَنُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ. وَإِن نَّكَثُواْ أَيْمَانَهُم مِّن بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُواْ فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُواْ أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لاَ أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنتَهُونَ}

في ظلال آية ... - صفحة 8 835929


من رحمة الله على عبادة أن شرع لهم منهاجا ودستورا للتعامل مع كل كبيرة وصغيرة في هذه الحياة، فنجد أن الله تعالى شرع منهاجا للحرب كما شرع منهاجا للسلم، ينظم هذا المنهاج طبيعة العلاقة بين المسلمين وغيرهم من الطوائف الأخرى من المشركين أو أهل الكتاب أو المعاهدين. ونجد هذه الآية منهاجا ينظم علاقة المسلمين بالمشركين المعاهدين لهم، يتميز هذا المنهج بالحسم الصريح لطبيعة هذه العلاقة: فإما دخول فيما دخل فيه المسلمون وتوبة عما مضى من الشرك والاعتداء وعندئذ يصفح الإسلام والمسلمون عن كل ما لقوا من هؤلاء المشركين المعتدين، وتقوم الوشيجة على أساس العقيدة، ويصبح المسلمون الجدد إخوانا للمسلمين القدامى، ويسقط ذلك الماضي كله بمساءاته من الواقع ومن القلوب. وإما نكث لما يبايعون عليه من الإيمان بعد الدخول فيه وطعن في دين المسلمين فهم إذن أئمة الكفر لا أيمان لهم ولا عهود وعندئذ يكون القتال لهم، لعلهم أن يثوبوا إلى الهدى. إن قوة المعسكر المسلم وغلبته في الجهاد قد ترد قلوبا كثيرة إلى الصواب وتريهم الحق الغالب فيعرفونه ويعلمون أنه إنما غلب لأنه الحق ولأن وراءه قوة الله وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم صادق فيما أبلغهم من أن الله غالب هو ورسله، فيقودهم هذا كله إلى التوبة والهدى، لا قهرا ولكن اقتناعا بالقلب بعد رؤية واضحة للحق الغالب كما وقع وكما يقع في الكثير من الأحايين. وصدق الله تعالى إذ يقول {ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء}.



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بنت الاطلس
مديرة المنتدى
بنت الاطلس


عدد المساهمات : 3905
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 24/03/2009

في ظلال آية ... - صفحة 8 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في ظلال آية ...   في ظلال آية ... - صفحة 8 I_icon_minitimeالخميس 22 يوليو 2010 - 16:39



في ظلال آية ... - صفحة 8 835929

{لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ}

في ظلال آية ... - صفحة 8 835929


تلفت الآية الكريمة أنظار المسلمين إلى نعمة من أجل نعم الله تعالى عليهم، هذه النعمة هي نعمة هذا النبي الخاتم وهذا الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وسلم. والمتأمل في الآية يجد أن الله تعالىلم يقل: جاءكم رسول منكم . ولكن قال: (من أنفسكم) وهي أشد حساسية وأعمق صلة وأدل على نوع الوشيجة التي تربطهم به، فهو بضعة من أنفسهم تتصل بها صلة النفس بالنفس . ثم تأتي الآية لتشير إلى طبيعة هذا النبي الكريم من حرصه على المؤمنين ورأفته بهم ورحمته لهم. ويكفيك أن تتأمل سيرة هذا الرسول الأمين لتعلم هذا وتوقن به حق اليقين، وانظر إلى هذا النبي يوم أن لجأ إلى الطائف يبحث عن جهة تؤمنه وتحميه حتى يبلغ دعوة الله تعالى، واستقبله أهل الطائف بالحجارة والضرب والإيذاء الشديد، ويهتم رسول الله ويتألم لهذا، وفي هذه اللحظة يرسل الله تعالى إليه ملك الجبال ليكون تحت إمرته يفعل ما يريد، فماذا فعل رسول الله مع ملك الجبال؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (‏جاء جبريل فقال لي‏:‏ يا محمد إن ربك يُقرئك السلام، وهذا ملك الجبال قد أرسله الله إليك وأمره أن لا يفعل شيئا إلا بأمرك‏.‏ فقال له ملك الجبال‏:‏ إن الله أمرني أن لا أفعل شيئا إلا بأمرك، إن شئت دمدمت عليهم الجبال، وإن شئت رميتهم بالحصباء، وإن شئت خسفت بهم الأرض‏.‏ قال‏:‏ يا ملك الجبال فإني آتي بهم لعله أن يخرج منهم ذرية يقولون‏:‏ لا إله إلا الله‏.‏ فقال ملك الجبال عليه السلام‏:‏ أنت كما سماك ربك رءوف رحيم‏). إنها حقيقة هذا النبي...وحقيقة هذا الدين....وحقيقة هذا الكتاب..اليسر والرأفة والرحمة، وصدق الله تعالى إذ يقول: {وما جعل عليكم في الدين من حرج} فاللهم صلِّ على هذا النبي المصطفى والرسول المجتبى واجمعنا به في جنة الخلد واسقنا بيده الشريفة شربة هنيئة مريئة لا نظمأ بعدها أبدا..آمين.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بنت الاطلس
مديرة المنتدى
بنت الاطلس


عدد المساهمات : 3905
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 24/03/2009

في ظلال آية ... - صفحة 8 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في ظلال آية ...   في ظلال آية ... - صفحة 8 I_icon_minitimeالسبت 24 يوليو 2010 - 6:39




في ظلال آية ... - صفحة 8 835929


{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ آبَاءَكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاءَ إِنِ اسْتَحَبُّواْ الْكُفْرَ عَلَى الإِيمَانِ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ . قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ}

في ظلال آية ... - صفحة 8 835929


إن هذه العقيدة لا تحتمل لها في القلب شريكا... فإما تجرد لها... وإما انسلاخ منها. وليس المطلوب أن ينقطع المسلم عن الأهل والعشيرة والزوج والولد والمال والعمل والمتاع واللذة، ولا أن يترهبن ويزهد في طيبات الحياة ... كلا؛ إنما تريد هذه العقيدة أن يخلص لها القلب ويخلص لها الحب وأن تكون هي المسيطرة والحاكمة، وهي المحركة والدافعة... فإذا تم لها هذا فلا حرج أن يستمتع المسلم بكل طيبات الحياة على أن يكون مستعدا لنبذها كلها في اللحظة التي تتعارض فيها مع متطلبات العقيدة. ولا يكتفي السياق هنا بتقرير المبدأ، بل يأخذ في استعراض ألوان الوشائج والمطامع واللذائذ ليضعها كلها في كفة، ويضع العقيدة ومقتضياتها في كفة أخرى... الأهل والعشيرة والمال والتجارة والمسكن..كلها في كفة، وفي الكفة الأخرى حب الله والرسول وحب الجهاد في سبيل الله ...الجهاد بكل مقتضياته ومشقاته وتعبه ونصبه... وما يتبعه من تضييق وحرمان... وما يتبعه من ألم وتضحية... وما يتبعه من جراح واستشهاد. ألا إنها لشاقة ...ألا وإنها لكبيرة....ولكن هي ذاك وإلا {فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين}. ومفرق الطرق هو أن تسيطر العقيدة أو يسيطر المتاع... أن تكون الكلمة الأولى للعقيدة أو لعرض من أعراض هذه الدنيا... فإذا اطمأن المسلم إلى أن قلبه خالص لعقيدته فلا عليه بعد هذا أن يستمتع بالأبناء والإخوة...وبالزوج والعشيرة...ولا عليه أن يتخذ الأموال والمتاجر والمساكن...ولا عليه أن يستمتع بزينة الله والطيبات من الرزق ـ في غير سرف ولا مخيلة ـ بل إن المتاع بها حينئذ لمستحب باعتبارها لونا من ألوان الشكر لله الذي أنعم بها ليتمتع بها عباده وهم يذكرون أنه الرازق المنعم الوهاب
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بنت الاطلس
مديرة المنتدى
بنت الاطلس


عدد المساهمات : 3905
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 24/03/2009

في ظلال آية ... - صفحة 8 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في ظلال آية ...   في ظلال آية ... - صفحة 8 I_icon_minitimeالإثنين 26 يوليو 2010 - 16:40


في ظلال آية ... - صفحة 8 835929

{وَلَوْ أَرَادُواْ الْخُرُوجَ لأَعَدُّواْ لَهُ عُدَّةً وَلَـكِن كَرِهَ اللّهُ انبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُواْ مَعَ الْقَاعِدِينَ}

في ظلال آية ... - صفحة 8 835929

تتعرض الآية لصفة من صفات المنافقين الفاضحة لهم والكاشفة لنواياهم الخبيثة، فالمنافقون يدَّعون الإيمان ويدَّعون حب هذا الدين والرغبة في التضحية من أجله ويزعمون أنهم يريدون الجهاد والقتال في سبيل الله تعالى، فيأتي القرآن من عند الله تعالى ـ الذي يعلم السر وأخفى ـ ليفضح هؤلاء المنافقين، ويوعي الصف المسلم بحقيقتهم، ويشير إلى أمر عقلي بدهي أن هؤلاء القوم لو أرادوا الجهاد لتأهبوا له وأعدوا ما يستلزمه من عدة وعتاد‏، ولكن واقع هؤلاء المنافقين خلاف ذلك, فتركهم الاستعداد دليل على إرادتهم التخلف‏ والقعود. وتأتي المنة من الله تعالى على الصف المسلم بتطهيره من أمثال هؤلاء، وذلك بتثبيطهم وتخذيلهم وحبسهم عن الخروج للجهاد في سبيل الله لما يعلم من سوء نوايهم وخطورتهم على الصف المسلم وقت الشدة والمواجهة، فكان أن أوقع الله في قلوبهم القعود عن الخروج في سبيل الله. والمتأمل في سياق القرآن يجده منفرا كل من نهج نهج هؤلاء المنافقين وفر من الجهاد معتذرا بأعذار واهية، يأتي القرآن ليضع هذا الصنف من الناس مع أولي الضرر والعميان والزَّمْنَى والنساء والصبيان الذين لا يستطيعون الغزو ولا ينبعثون للجهاد، فهذا مكانهم اللائق بذوي الهمم الساقطة والقلوب المرتابة والنفوس الخاوية من اليقين.‏ فانظر أخي المسلم إلى موقفك من حب الله ورسوله...وحب الجهاد في سبيله...وهل أعددت له العدة حقا؟! واحذر أن تكون من القاعدين.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بنت الاطلس
مديرة المنتدى
بنت الاطلس


عدد المساهمات : 3905
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 24/03/2009

في ظلال آية ... - صفحة 8 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في ظلال آية ...   في ظلال آية ... - صفحة 8 I_icon_minitimeالثلاثاء 27 يوليو 2010 - 15:03



في ظلال آية ... - صفحة 8 835929

{وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَـئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}

في ظلال آية ... - صفحة 8 835929

تشير الآيات إلى صفات عدة يجب أن تتصف بها الفئة المؤمنة ويتصف بها كل فرد منها، هذه الصفات سبب في رحمة الله لهذه الأمة كما هي سبب في عزها وكرامتها، وقد أشار الله تعالى إلى هذه الصفات بقوله: {بعضهم أولياء بعض} فطبيعة المؤمن هي طبيعة الأمة المؤمنة، طبيعة الوحدة...وطبيعة التكافل...وطبيعة التضامن، ولكنه التضامن في تحقيق الخير ودفع الشر، وقد جاء في الصحيح‏:‏ ‏(‏مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر‏). {يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر} فتحقيق الخير ودفع الشر يحتاج إلى الولاية والتضامن والتعاون ومن هنا تقف الأمة المؤمنة صفا واحدا، لا تدخل بينهم عوامل الفرقة، وحيثما وجدت الفرقة في الجماعة المؤمنة فثمة ولا بد عنصر غريب عن طبيعتها وعن عقيدتها هو الذي يدخل بالفرقة. {ويقيمون الصلاة} فهي الصلة التي تربطهم بربهم. {ويؤتون الزكاة} باعتبارها الفريضة التي تربط الجماعة المسلمة، وتحقق الصورة المادية والروحية للولاية والتضامن. {ويطيعون الله ورسوله} فلا يكون لهم هوى غير أمر الله ورسوله، ولا يكون لهم دستور إلا شريعة الله ورسوله، ولا يكون لهم الخيرة إذا قضى الله ورسوله، وبذلك يوحدون نهجهم ويوحدون هدفهم ويوحدون طريقتهم فلا تتفرق بهم السبل عن الطريق الواحد المستقيم. وإذا أقامت الفئة المؤمنة هذه الصفات في واقعها حينئذ يستحقون رحمة الله، والرحمة لا تكون في الآخرة وحدها إنما تكون قبل ذلك في هذه الأرض وتشمل هذه الرحمة الفرد الذي ينهض بأعباء الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة كما تشمل الجماعة المكونة من أمثال هذا الفرد الذي يؤمن بالله ويثق به وبقدرته وأنه {عزيز حكيم} قادر على إعزاز الفئة المؤمنة ليكون بعضها أولياء بعض في النهوض بهذه التكاليف، حكيم في تقدير النصر والعزة لها لتصلح في الأرض وتحرس كلمة الله بين العباد.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بنت الاطلس
مديرة المنتدى
بنت الاطلس


عدد المساهمات : 3905
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 24/03/2009

في ظلال آية ... - صفحة 8 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في ظلال آية ...   في ظلال آية ... - صفحة 8 I_icon_minitimeالسبت 31 يوليو 2010 - 8:05





في ظلال آية ... - صفحة 8 835929

{وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ}

في ظلال آية ... - صفحة 8 835929

يأمر الله تعالى عباده بأن يتمسّكوا ((بِحَبْلِ اللّهِ)) وحبل الله: دينه وقرآنه ، فمن يتمسك بالإيمان يصعد به في الدنيا إلى المراتب الراقية وفي الآخرة إلى جنات خالدة. ((وَلاَ تَفَرَّقُواْ)) فيتمسك البعض بحبل الله والبعض بحبل الشيطان، وهذا تأكيد لقوله ((جميعا)) ثم أمرنا أن نتذكّر نِعْمتهَ علينا قبل الإسلام كيف كان يعادي بعضهم بعضا فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبهم وجعلها قريبة بعضها إلى بعضكم حيث أدخل الإيمان فيها فخرج ما كان فيها من الضغن والحسد والعداوة فَأَصْبَحوا بسبب نعمة الأُلفة التي وهبها الله عليهم إِخْوَانًا في الإيمان له ما لأخيه وعليه ما عليه، وإن هذه النعمة قد أزالت رواسب الجاهلية القبلية والقطرية من القلوب وما أشبههما بعد أن كنتم أيها المسلمون على طرف حفرة من النار، نار الدنيا وهي العقوبات والاضطرابات، ونار الآخرة التي أوقدت للكفار ((فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا)) بالإسلام الذي نظّم دنياكم وآخرتكم حتى لا تقعوا فيها لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ إلى الحق وإلى طريق مستقيم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بنت الاطلس
مديرة المنتدى
بنت الاطلس


عدد المساهمات : 3905
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 24/03/2009

في ظلال آية ... - صفحة 8 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في ظلال آية ...   في ظلال آية ... - صفحة 8 I_icon_minitimeالخميس 5 أغسطس 2010 - 16:01




في ظلال آية ... - صفحة 8 835929

{وَإِذَا حُيِّيْتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا}

في ظلال آية ... - صفحة 8 835929

يحث الله تعالى المجتمع المسلم على التآلف والمحبة فيما بينهم، من خلال المعاملة الحسنة بينهم ورفع الحواجز النفسية فيما بينهم. وذلك بالتعارف وإفشاء السلام في المجتمع، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم Sad والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أفلا أدلكم على أمر إذا فعلتموه تحاببتم ؟ أفشوا السلام بينكم ) فإذا سلم عليك المسلم فرد عليه بأفضل مما سلم. أو رد عليه بمثل ما سلم فالزيادة مندوبة، والرد بالمثل مفروض، جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : السلام عليك يا رسول الله فقال : "وعليك السلام ورحمة الله " ثم جاء آخر فقال : السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته، فقال: "وعليك" فقال له رجل: يا نبي الله بأبي أنت وأمي، أتاك فلان وفلان فسلما عليك فرددت عليهما أكثر مما رددت علي ؟ فقال إنك لم تدع لنا شيئا. قال الله تعالى Sad وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها ) فرددنا عليك. فإذا أردنا أن يسود الود وتنتشر المحبة في مجتمعنا فلنفش السلام على أفراد هذا المجتمع.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
طالبة للعلم
مشرفة مملكة حواء
طالبة للعلم


عدد المساهمات : 268
العمر : 37
تاريخ التسجيل : 05/08/2009

في ظلال آية ... - صفحة 8 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في ظلال آية ...   في ظلال آية ... - صفحة 8 I_icon_minitimeالثلاثاء 17 أغسطس 2010 - 19:27

تعرف رقم بداية الصفحة لكل جزء من أجزاء القرآن الكريم





لو سألنا أحد ما
ما رقم الصفحة التي يبدأ فيها الجزء التاسع مثلاً
نقوم بعملية بسيطة
الجزء التاسع أي رقم تسعه
تسعة ناقص واحد = ثمانية
ثمانية ضرب اثنين = 16
ثم نضيف الرقم اثنين إلى يمين الرقم 16 فيصبح 162
هذا هو رقم الصفحة التي يبدأ بها الجزء التاسع
أكرر لكم مثال آخر
الجزء الواحد والعشرون
21 ناقص 1 = 20
20 ضرب 2 = 40
نضيف اثنان يمين الرقم 40
يصبح 402
الجزء الواحد والعشرون يبدأ في الصفحة رقم 402
حاولوا ذلك بأنفسكم


ارسلها لغيرك لتعم الفائدة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بنت الاطلس
مديرة المنتدى
بنت الاطلس


عدد المساهمات : 3905
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 24/03/2009

في ظلال آية ... - صفحة 8 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في ظلال آية ...   في ظلال آية ... - صفحة 8 I_icon_minitimeالخميس 16 سبتمبر 2010 - 15:59




في ظلال آية ... - صفحة 8 835929

{وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا. وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا}

في ظلال آية ... - صفحة 8 835929

هذا حديث عن فئة استحقت عن جدارة أن تنال هذا اللقب السامي "عباد الرحمن" وها هي ذي السمة الأولى من سماتهم: أنهم يمشون علي الأرض مشية سهلة هينة، ليس فيها تكلف ولا تصنع، فيها وقار وسكينة، وفيها جد وقوة وليس معنى: {يمشون على الأرض هونا} أنهم يمشون متماوتين منكسي الرؤوس، كما يفهم بعض الناس ممن يريدون إظهار التقوى والصلاح وإنما فيهم عزة الإسلام ورحمته {وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا: سلاما} لا عن ضعف ولكن عن ترفع؛ لا عن عجز إنما عن استعلاء، وعن صيانة للوقت والجهد أن ينفقا فيما لا يليق بالرجل الكريم المشغول عن المهاترة بما هو أهم وأكرم وأرفع. كما أنهم مشغولون عن النوم المريح اللذيذ، بما هو أروح منه وأمتع، مشغولون بالتوجه إلى ربهم، وتعليق أرواحهم وجوارحهم به، ينام الناس وهم بين يدي الله قائمون ساجدون.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بنت الاطلس
مديرة المنتدى
بنت الاطلس


عدد المساهمات : 3905
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 24/03/2009

في ظلال آية ... - صفحة 8 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في ظلال آية ...   في ظلال آية ... - صفحة 8 I_icon_minitimeالإثنين 20 سبتمبر 2010 - 8:49



في ظلال آية ... - صفحة 8 835929

{وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا. يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا. إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا}

في ظلال آية ... - صفحة 8 835929

هذه مجموعة أخرى من الصفات الواجب توافرها في عباد الرحمن أولها توحيد الله وهو أساس عقيدة المسلم، والتحرج من قتل النفس - إلا بالحق - مفرق الطريق بين الحياة الاجتماعية الآمنة المطمئنة، وحياة الغابات والكهوف التي لا يأمن فيها على نفسه أحد. والتحرج من الزنا هو مفرق الطريق بين الحياة النظيفة التي يشعر فيها الإنسان بارتفاعه عن الحس الحيواني الغليظ، والحياة الهابطة الغليظة التي لا هم للذكران والإناث فيها إلا إرضاء ذلك السعار. ومن أجل أن هذه الصفات الثلاثة مفرق الطريق بين الحياة اللائقة بالإنسان الكريم على الله ؛ والحياة الرخيصة الغليظة الهابطة إلى درك الحيوان ـ من أجل ذلك ذكرها الله في سمات عباد الرحمن. أرفع الخلق عند الله وأكرمهم علي الله. وعقب عليها بالتهديد الشديد: {ومن يفعل ذلك يلق أثاما} أي عذابا. وفسر هذا العذاب بما بعده {يضاعف له العذاب يوم القيامة. ويخلد فيه مهانا}. فليس هو العذاب المضاعف وحده، وإنما هي المهانة كذلك، وهي أشد وأنكى. ثم يفتح باب التوبة لمن أراد أن ينجو من هذا المصير المسيء بالتوبة والإيمان الصحيح والعمل الصالح: {إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا} ويعد التائبين المؤمنين العاملين أن يبدل ما عملوه من سيئات قبل التوبة حسنات بعدها تضاف إلى حسناتهم الجديدة: {فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات}. وهو فيض من عطاء الله لا مقابل له من عمل العبد إلا أنه اهتدى ورجع عن الضلال، وثاب إلى حمى الله، ولاذ به بعد الشرود والمتاهة. {وكان الله غفورا رحيما} إلا أن لهذه التوبة شرطها فلابد من الندم والإقلاع عن المعصية، وفعل الصالحات الذي يثبت أن التوبة صحيحة وأنها جدية.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بنت الاطلس
مديرة المنتدى
بنت الاطلس


عدد المساهمات : 3905
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 24/03/2009

في ظلال آية ... - صفحة 8 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في ظلال آية ...   في ظلال آية ... - صفحة 8 I_icon_minitimeالأربعاء 22 سبتمبر 2010 - 8:28



في ظلال آية ... - صفحة 8 835929
{وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا. أُوْلَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا. خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا}
في ظلال آية ... - صفحة 8 835929

هذا هو الشعور الفطري الإيماني العميق: شعور الرغبة في مضاعفة السالكين في الدرب إلى الله. وفي أولهم الذرية والأزواج، فهم أقرب الناس تبعة وهم أول أمانة يسأل عنها الرجال. والرغبة كذلك في أن يحس المؤمن أنه قدوة للخير، يأتم به الراغبون في الله. والغرفة ربما كان المقصود بها الجنة، أو المكان الخاص في الجنة، وأولئك الكرام الذين سبقت صفاتهم وسماتهم، يستقبلون في الغرفة بالتحية والسلام جزاء ما صبروا على تلك الصفات والسمات. والاستقامة جهد لا يقدر عليه إلا بالصبر. الصبر الذي يستحق أن يذكره الله في هذا الفرقان. وفي مقابل جهنم التي يتضرعون إلى ربهم أن يصرفها عنهم لأنها ساءت مستقرا ومقاما، يجزيهم الله الجنة {خالدين فيها. حسنت مستقرا ومقاما} فلا مخرج لهم إلا أن يشاء الله. وهم فيها على خير حال من الاستقرار والمقام.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
في ظلال آية ...
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 8 من اصل 10انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3, 4, 5, 6, 7, 8, 9, 10  الصفحة التالية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: في رحاب الذكر الحكيم-
انتقل الى: