أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط على زر التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط على زر التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 حديث اليوم

اذهب الى الأسفل 
+6
ابو سعيد
حبيبة الرحمن
عمر اسلم
حاملة المسك
طالبة للعلم
بنت الاطلس
10 مشترك
انتقل الى الصفحة : 1, 2, 3, 4, 5, 6, 7, 8, 9, 10  الصفحة التالية
كاتب الموضوعرسالة
بنت الاطلس
مديرة المنتدى
بنت الاطلس


عدد المساهمات : 3905
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 24/03/2009

حديث اليوم Empty
مُساهمةموضوع: حديث اليوم   حديث اليوم I_icon_minitimeالخميس 25 يونيو 2009 - 7:23



حديث اليوم 835929
عن عائشة رضي الله عنها قالت: "دخلت هند بنت عتبة امرأة أبي سفيان على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله، إن أبا سفيان رجل شحيح، لا يعطيني من النفقة ما يكفيني ويكفي بنيَّ، إلا ما أخذته من ماله بغير علمه.. فهل عليَّ في ذلك من جناح؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : خذي من ماله بالمعروف ما يكفيك ويكفي بنيك" متفق عليه.
حديث اليوم 835929

أخذ العلماء من هذا الحديث فقهاً كثيراً، منه أن المستفتى والمتظلم يجوز أن يتكلم بالصدق فيمن تعلق به الاستفتاء والتظلم، وليس من الغِيبة المُحَرَّمة، وهو أحد المواضع المستثنيات من الغِيبة. ويجمع الجميع، الحاجة إلى التكلم في الغير؛ فإن الغيبة المحرمة ذكرك أخاك بما يكره. فإن احتيج إلى ذلك – كما ذكرنا وكما في النصيحة الخاصة، أو العامة، أو لا يعرف إلا بلقبه – جاز ذلك بمقدار ما يحصل به المقصود. ومنه: أن نفقة الأولاد واجبة على الأب، وأنه يختص بها، لا تشاركه الأم فيها ولا غيره. وكذلك فيه: وجوب نفقة الزوجة، وأن مقدار ذلك الكفاية؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: "خذي من ماله بالمعروف ما يكفيك ويكفي بنيك" وأن الكفاية معتبرة بالعرف بحسب أحوال الناس: في زمانهم ومكانهم، ويسرهم وعسرهم، وأن المنفق إذا امتنع أو شحَّ عن النفقة أصلاً أو تكميلاً، فلمن له النفقة أو يباشر الإنفاق أن يأخذ من ماله، ولو بغير علمه. وذلك لأن السبب ظاهر. ولا ينسب في هذه الحالة إلى خيانة. فلا يدخل في قوله صلى الله عليه وسلم: "لا تخن من خانك". وهذا هو القول الوسط الصحيح في مسألة الأخذ من مال من له حق عليه بغير علمه بمقدار حقه. وهو المشهور من مذهب الإمام أحمد، أنه لا يجوز ذلك، إلا إذا كان السبب ظاهراً، كالنفقة على الزوجة والأولاد والمماليك ونحوهم. وكحق الضيف. ومنه أن المتولي أمراً من الأمور يحتاج فيه إلى تقدير مالي، يقبل قوله في التقدير؛ لأنه مؤتمن، له الولاية على ذلك الشيء. ومنه: أن المستفتى فتوى لها تعلق بالغير إذا غلب على ظن المسؤول صدقه: لا يحتاج إلى إحضار ذلك الغير. وخصوصاً إذا كان في ذلك مفسدة، كما في هذه القضية؛ فإنه لو أحضر أبا سفيان لهذه الشكاية لم يؤمن أن يقع بينه وبين زوجه ما لا ينبغي. وليس في هذا دلالة على الحكم على الغائب؛ فإن هذا ليس بحكم. وإنما هو استفتاء . . والله أعلم. (اهـ نقلا عن كتاب بهجة قلوب الأبرار للشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي).


عدل سابقا من قبل بنت الاطلس في الأربعاء 14 يوليو 2010 - 16:59 عدل 2 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بنت الاطلس
مديرة المنتدى
بنت الاطلس


عدد المساهمات : 3905
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 24/03/2009

حديث اليوم Empty
مُساهمةموضوع: رد: حديث اليوم   حديث اليوم I_icon_minitimeالجمعة 26 يونيو 2009 - 6:05




حديث اليوم 835929
عن أبي بكرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لا يحكم أحد بين اثنين وهو غضبان" متفق عليه.
حديث اليوم 835929

هذا الحديث يدل على أمور: أحدها: نهي الحاكم بين الناس أن يحكم في كل قضية معينة بين اثنين وهو غضبان، سواء كان ذلك في القضايا الدينية أو الدنيوية. وذلك لما في الغضب من تغير الفكر وانحرافه. وهذا الانحراف للفكر يضر في استحضاره للحق. ويضر أيضاً في قصده الحق. والغرض الأصلي للحاكم وغيره: قصد الحق علماً وعملاً.

الثاني: يدل على أنه ينبغي أن يجتهد في الأخذ بالأسباب التي تصرف الغضب، أو تخففه: من التخلق بالحلم والصبر، وتوطين النفس على ما يصيبه، وما يسمعه من الخصوم؛ فإن هذا عون كبير على دفع الغضب، أو تخفيفه.

الثالث: يؤخذ من هذا التعليل: أن كل ما منع الإنسان من معرفة الحق أو قصده، فحكمه حكم الغضب. وذلك كالهَمِّ الشديد، والجوع والعطش، أو نحو ذلك مما يشغل الفكر مثل أو أكثر من الغضب.

الرابع: أن النهي عن الحكم في حال الغضب ونحوه مقصود لغيره. وهو أنه ينبغي للحاكم أن لا يحكم حتى يحيط علماً بالحكم الشرعي الكلي، وبالقضية الجزئية من جميع أطرافها، ويحسن كيف يطبقها على الحكم الشرعي؛
فإن الحاكم محتاج إلى هذه الأمور الثلاثة:
الأول: العلم بالطرق الشرعية، التي وضعها الشارع لفصل الخصومات والحكم بين الناس.
الثاني: أن يفهم ما بين الخصمين من الخصومة، ويتصورها تصوراً تامًّا، ويدع كل واحد منهما يدلي بحجته، ويشرح قضيته شرحاً تاماًّ.
ثم إذا تحقق ذلك وأحاط به علماً احتاج إلى الأمر الثالث. وهو صفة تطبيقها وإدخالها في الأحكام الشرعية، فمتى وفق لهذه الأمور الثلاثة، وقصد العدل، وفق له، وهدي إليه، ومتى فاته واحد منها، حصل الغلط، واختل الحكم. والله أعلم.



عدل سابقا من قبل بنت الاطلس في الأربعاء 14 يوليو 2010 - 17:01 عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بنت الاطلس
مديرة المنتدى
بنت الاطلس


عدد المساهمات : 3905
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 24/03/2009

حديث اليوم Empty
مُساهمةموضوع: رد: حديث اليوم   حديث اليوم I_icon_minitimeالسبت 27 يونيو 2009 - 4:34


حديث اليوم 14

حديث اليوم 835929
عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كُلْ واشرب، والبَسْ وتصدق، من غير سَرَف ولا مَخيلة" رواه أحمد وأبو داود. وعلقه البخاري.
حديث اليوم 835929

هذا الحديث مشتمل على استعمال المال في الأمور النافعة في الدين والدنيا، وتجنب الأمور الضارة. وذلك أن الله تعالى جعل المال قواماً للعباد، به تقوم أحوالهم الخاصة والعامة، الدينية والدنيوية. وقد أرشد الله ورسوله فيه – استخراجاً واستعمالاً، وتدبيراً وتصريفاً – إلى أحسن الطرق وأنفعها، وأحسنها عاقبة: حالاً ومآلاً. أرشد فيه إلى السعي في تحصيله بالأسباب المباحة والنافعة، وأن يكون الطلب جميلاً، لا كسل معه ولا فتور، ولا انهماك في تحصيله انهِماكاً يخلّ بحالة الإنسان، وأن يتجنب من المكاسب المحرمة والرديئة ثم إذا تحصل سعي الإنسان في حفظه واستعماله بالمعروف، بالأكل والشرب واللباس، والأمور المحتاج إليها، هو ومن يتصل به من زوجة وأولاد وغيرهم، من غير تقتير ولا تبذير. وكذلك إذا أخرجه للغير فيخرجه في الطرق التي تنفعه، ويبقى له ثوابها وخيرها، كالصدقة على المحتاج من الأقارب والجيران ونحوهم، وكالإهداء والدعوات التي جرى العرف بها. وكل ذلك معلق بعدم الإسراف، وقصد الفخر والخيلاء، كما قيده في هذا الحديث، وكما في قوله تعالى: {وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا}. فهذا هو العدل في تدبير المال: أن يكون قواماً (أي وسطا) بين رتبتي البخل والتبذير. وبذلك تقوم الأمور وتتم. وما سوى هذا فإثم وضرر، ونقص في العقل والحال. والله أعلم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بنت الاطلس
مديرة المنتدى
بنت الاطلس


عدد المساهمات : 3905
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 24/03/2009

حديث اليوم Empty
مُساهمةموضوع: رد: حديث اليوم   حديث اليوم I_icon_minitimeالأحد 28 يونيو 2009 - 8:15


حديث اليوم 14

حديث اليوم 835929
عن أبي ذرٍّ رضي الله عنه قال: "قيل: يا رسول الله، أرأيت الرجل يعمل العمل من الخير، ويحمده – أو يحبه – الناس عليه؟ قال: تلك عاجل بشرى المؤمن" رواه مسلم.
حديث اليوم 835929

أخبر صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث: أن آثار الأعمال المحمودة المعجلة أنها من البشرى؛ فإن الله وعد أولياءه – وهم المؤمنون المتقون – بالبشرى في هذه الحياة وفي الآخرة. و"البشارة" الخبر أو الأمر السار الذي يعرف به العبد حسن عاقبته، وأنه من أهل السعادة، وأن عمله مقبول. أما في الآخرة فهي البشارة برضى الله وثوابه، والنجاة من غضبه وعقابه، عند الموت، وفي القبر، وعند القيام إلى البعث يبعث الله لعبده المؤمن في تلك المواضع بالبشرى على يدي الملائكة، كم تكاثرت بذلك نصوص الكتاب والسنة، وهي معروفة. وأما البشارة في الدنيا التي يعجلها الله للمؤمنين؛ نموذجاً وتعجيلاً لفضله، وتعرفاً لهم بذلك، وتنشيطاً لهم على الأعمال فأعمها توفيقه لهم للخير، وعصمته لهم من الشر، كما قال صلى الله عليه وسلم : "أما أهل السعادة فييسرون لعمل أهل السعادة". فإذا كان العبد يجد أعمال الخير ميسرة له، مسهلة عليه، ويجد نفسه محفوظاً بحفظ الله من الأعمال التي تضره، كان هذا من البشرى التي يستدل بها المؤمن على عاقبة أمره؛ فإن الله أكرم الأكرمين، وأجود الأجودين. وإذا ابتدأ عبد بالإحسان أتمه. فأعظم منة وإحسان يمن به عليه إحسانه الديني. فيسرّ المؤمن بذلك أكمل سرور: سرور بمنة الله عليه بأعمال الخير، وتيسيرها؛ لأن أعظم علامات الإيمان محبة الخير، والرغبة فيه، والسرور بفعله. وسرور ثان بطمعه الشديد في إتمام الله نعمته عليه، ودوام فضله. ومن ذلك ما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث: إذا عمل العبد عملاً من أعمال الخير – وخصوصاً الآثار الصالحة والمشاريع الخيرية العامة النفع، وترتب على ذلك محبة الناس له، وثناؤهم عليه، ودعاؤهم له - كان هذا من البشرى أن هذا العمل من الأعمال المقبولة، التي جعل الله فيها خيراً وبركة. ومن البشرى في الحياة الدنيا، محبة المؤمنين للعبد: لقوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا} أي محبة منه لهم، وتحبيباً لهم في قلوب العباد. ومن ذلك الثناء الحسن؛ فإن كثرة ثناء المؤمنين على العبد شهادة منهم له. والمؤمنون شهداء الله في أرضه. ومن ذلك الرؤيا الصالحة يراها المؤمن، أو تُرى له؛ فإن الرؤيا الصالحة من المبشرات. ومن البشرى أن يقدر الله على العبد تقديراً يحبه أو يكرهه. ويجعل ذلك التقدير وسيلة إلى إصلاح دينه، وسلامته من الشر. وأنواع ألطاف الباري سبحانه وتعالى لا تعدّ ولا تحصى، ولا تخطر بالبال، ولا تدور في الخيال. والله أعلم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بنت الاطلس
مديرة المنتدى
بنت الاطلس


عدد المساهمات : 3905
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 24/03/2009

حديث اليوم Empty
مُساهمةموضوع: رد: حديث اليوم   حديث اليوم I_icon_minitimeالإثنين 29 يونيو 2009 - 7:27


حديث اليوم 14

حديث اليوم 835929
عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "رضى الله في رضى الوالدين. وسخط الله في سخط الوالدين" أخرجه الترمذي. وصححه ابن حبان والحاكم.
حديث اليوم 835929

هذا الحديث دليل على فضل برّ الوالدين ووجوبه، وأنه سبب لرضى الله تعالى. وعلى التحذير عن عقوق الوالدين وتحريمه، وأنه سبب لسخط الله. ولا شك أن هذا من رحمة الله بالوالدين والأولاد؛ إذ بين الوالدين وأولادهم من الاتصال ما لا يشبهه شيء من الصلات والارتباط الوثيق، والإحسان من الوالدين الذي لا يساويه إحسان أحد من الخلق. والتربية المتنوعة وحاجة الأولاد، الدينية والدنيوية إلى القيام بهذا الحق المتأكد؛ وفاء بالحق، واكتساباً للثواب، وتعليماً لذريتهم أن يعاملوهم بما عاملوا به والديهم. هذه الأسباب وما يتفرع عنها موجب لجعل رضاهم مقروناً برضا الله، وضده بضده. وإذا قيل: فما هو البر الذي أمر الله به ورسوله؟ قيل: قد حَدَّه الله ورسوله بحد معروف، وتفسير يفهمه كل أحد. فالله تعالى أطلق الأمر بالإحسان إليهما. وذكر بعض الأمثلة التي هي أنموذج من الإحسان. فكل إحسان قولي أو فعلي أو بدني، بحسب أحوال الوالدين والأولاد والوقت والمكان، فإن هذا هو البر.

وفي هذا الحديث: ذكر غاية البر ونهايته التي هي رضى الوالدين؛ فالإحسان موجب وسبب، والرضى أثر ومسبب. فكل ما أرضى الوالدين من جميع أنواع المعاملات العرفية، وسلوك كل طريق ووسيلة ترضيهما، فإنه داخل في البر، كما أن العقوق، كل ما يسخطهما من قول أوفعل. ولكن ذلك مقيد بالطاعة لا بالمعصية. فمتى تعذر على الولد إرضاء والديه إلا بإسخاط الله، وجب تقديم محبة الله على محبة الوالدين. وكان اللوم والجناية من الوالدين، فلا يلومان إلا أنفسهما.

وفي هذا الحديث: إثبات صفة الرضى والسخط لله، وأن ذلك متعلق بمحابه ومراضيه. فالله تعالى يحب أولياءه وأصفياءه. ويحب من قام بطاعته وطاعة رسوله. وهذا من كماله وحكمته وحمده، ورحمته ورضاه وسخطه، من صفاته المتعلقة بمشيئته وقدرته. والعصمة في ذلك: أنه يجب على المؤمن أن يثبت ما أثبته الله لنفسه، وأثبته له رسوله من صفات الكمال الذاتية والفعلية، على وجه يليق بعظمة الله وكبريائه ومجده. ويعلم أن الله ليس له نِدٌّ، ولا كفو، ولا مثيل في ذاته وأسمائه، وصفاته وأفعاله. والله أعلم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بنت الاطلس
مديرة المنتدى
بنت الاطلس


عدد المساهمات : 3905
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 24/03/2009

حديث اليوم Empty
مُساهمةموضوع: رد: حديث اليوم   حديث اليوم I_icon_minitimeالأربعاء 1 يوليو 2009 - 7:32


حديث اليوم 14

حديث اليوم 835929
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنما الناس كالإبل المائة. لا تكاد تجد فيها راحلة" متفق عليه.
حديث اليوم 835929

هذا الحديث مشتمل على خبر صادق، وإرشاد نافع. أما الخبر، فإنه صلى الله عليه وسلم أخبر أن النقص شامل لأكثر الناس، وأن الكامل – أو مقارب الكمال – فيهم قليل، كالإبل المائة، تستكثرها. فإذا أردت منها راحلة تصلح للحمل والركوب، والذهاب والإياب، لم تكد تجدها. وهكذا الناس كثير. فإذا أردت أن تنتخب منهم من يصلح للتعليم أو الفتوى أو الإمامة، أو الولايات الكبار أو الصغار، أو للوظائف المهمة، لم تكد تجد من يقوم بتلك الوظيفة قياماً صالحاً. وهذا هو الواقع؛ فإن الإنسان ظلوم جهول، والظلم والجهل سبب للنقائص، وهي مانعة من الكمال والتكميل. وأما الإرشاد، فإن مضمون هذا الخير، إرشاد منه صلى الله عليه وسلم إلى أنه ينبغي لمجموع الأمة، أن يسعوا، ويجتهدوا في تأهيل الرجال الذين يصلحون للقيام بالمهمات، والأمور الكلية العامة النفع. وقد أرشد الله إلى هذا المعنى في قوله: {فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُواْ إِلَيْهِمْ}. فأمر بالجهاد، وأن يقوم به طائفة كافية، وأن يتصدى للعلم طائفة أخرى؛ ليعين هؤلاء هؤلاء، وهؤلاء هؤلاء. وأمره تعالى بالولايات والتولية أمر بها، وبما لا تتم إلا به، من الشروط والمكملات. فالوظائف الدينية والدنيوية، والأعمال الكلية، لا بد للناس منها. ولا تتم مصلحتهم إلا بها، وهي لا تتم إلا بأن يتولاها الأكفاء والأمناء. وذلك يستدعي السعي في تحصيل هذه الأوصاف، بحسب الاستطاعة. قال الله تعالى {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ}. والله أعلم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بنت الاطلس
مديرة المنتدى
بنت الاطلس


عدد المساهمات : 3905
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 24/03/2009

حديث اليوم Empty
مُساهمةموضوع: رد: حديث اليوم   حديث اليوم I_icon_minitimeالخميس 2 يوليو 2009 - 17:19

حديث اليوم 14

حديث اليوم 835929
‏عن ‏عائشة زوج النبي ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏أنها قالت:‏ (‏ما خُيِّر رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏في أمرين قط إلا أخذ أيسرهما ما لم يكن إثما فإن كان إثما كان أبعد الناس منه وما انتقم رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏لنفسه إلا أن تنتهك حرمة الله فينتقم لله بها) رواه مالك في الموطأ.
حديث اليوم 835929

قول عائشة رضي الله عنها: (ما خير رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أمرين إلا اختار أيسرهما) يحتمل أن يريد بذلك ما خيره الله عز وجل بين أمرين من الأعمال مما يكلفه أمته إلا اختار أيسرهما وأرفقهما بأمته , ويحتمل أن يريد ما خيره الله تعالى بين عقوبتين ينزلهما بمن عصاه وخالفه إلا اختار أيسرهما, ويحتمل أن يريد بذلك ما خيره أحد من أمته ممن لم يدخل في طاعته ولا آمن به بين أمرين كان في أحدهما موادعة ومسالمة وفي الآخر محاربة أو مشاقة إلا اختار ما فيه الموادعة , وذلك قبل أن يؤمر بالمجاهدة ومنع الموادعة , ويحتمل أن يريد به جميع أوقاته, وذلك بأن يخيره بين الحرب وأداء الجزية فإنه كان يأخذ بالأيسر فقبل منهم الجزية , ويحتمل أن يريد به أن أمته المؤمنين لم يخيروه بين التزام الشدة في العبادة وبين الأخذ بما يجب عليهم من ذلك إلا اختار لهم أيسرهما رفقا بهم ونظرا لهم وخوفا أن يكتب عليهم أشقهما فيعجزوا عنها . ‏ ‏وقولها رضي الله عنها (وما انتقم رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه) يريد والله أعلم أنه لا يصل إليه أذى من مخالفة إرادة ربه فيما يخصه فينتقم بذلك لنفسه، قال مالك: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعفو عمن شتمه . ‏ وقولها رضي الله عنها: (إلا أن تنتهك حرمة لله فينتقم لله بها) المعنى والله أعلم أن يؤذى أذى فيه غضاضة على الدين فإن في ذلك انتهاكا لحرمات الله عز وجل فينتقم لله بذلك إعظاما لحق الله تعالى. وقد قال به بعض العلماء أنه لا يجوز أن يؤذى النبي صلى الله عليه وسلم بفعل مباح ولا غيره , وأما غيره من الناس فيجوز أن يؤذى بمباح وليس له المنع منه ولا يأثم فاعل المباح , وإن وصل بذلك أذى إلى غيره قال ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم إذ أراد علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن يتزوج ابنة أبي جهل: (إنما فاطمة بضعة مني وإني والله لا أحرم ما أحل الله , ولكن والله لا تجتمع ابنة رسول الله وابنة عدو الله عند رجل أبدا) فجعل حكمها في ذلك حكمه أنه لا يجوز أن يؤذى بمباح، واحتج على ذلك بقوله عز وجل: {إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذابا مهينا والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا} فشرط في المؤمنين أن يؤذوا بغير ما اكتسبوا وأطلق الأذى في خاصة النبي صلى الله عليه وسلم من غير شرط فحصل على إطلاقه ، والله أعلم.‏
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بنت الاطلس
مديرة المنتدى
بنت الاطلس


عدد المساهمات : 3905
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 24/03/2009

حديث اليوم Empty
مُساهمةموضوع: رد: حديث اليوم   حديث اليوم I_icon_minitimeالسبت 4 يوليو 2009 - 5:24


حديث اليوم 14

حديث اليوم 835929
عَنْ أَبِي مُوسَى، عَنِ النّبِيّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِنّ مَثَلَ مَا بَعَثَنِي اللّهُ بِهِ عَزّ وَجَلّ مِنَ الْهُدَى وَالْعِلْمِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَصَابَ أَرْضاً. فَكَانَتْ مِنْهَا طَائِفَةٌ طَيّبةٌ. قَبِلَتِ الْمَاءَ فَأَنْبَتَتِ الْكَلأَ وَالْعُشْبَ الْكَثِيرَ. وَكَانَ مِنْهَا أَجَادِبُ أَمْسَكَتِ الْمَاءَ. فَنَفَعَ اللّهُ بِهَا النّاسَ. فَشَرِبُوا مِنْهَا وَسَقَوْا وَرَعَوْا. وَأَصَابَ طَائِفَة مِنْهَا أُخْرَى. إِنّمَا هِيَ قِيعَانٌ لاَ تُمْسِكُ مَاءً وَلاَ تُنْبِتُ كَلأً. فَذَلِكَ مَثَلُ مَنْ فَقُهَ فِي دِينِ اللّهِ، وَنَفَعَهُ بِمَا بَعَثَنِي اللّهُ بِهِ، فَعَلِمَ وَعَلّمَ. وَمَثَلُ مَنْ لَمْ يَرْفَعْ بِذَلِكَ رَأْساً. وَلَمْ يَقْبَلْ هُدَى اللّهِ الّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ". متفق عليه
حديث اليوم 835929

شبه النبي صلى الله عليه وسلم العلم والهدى الذي جاء به بالغيث؛ لما يحصل بكل واحد منهما من الحياة والأغذية والأدوية وسائر مصالح العباد؛ فإنها بالعلم والمطر. وشبه القلوب بالأراضي التي يقع عليها المطر لأنها المحل الذي يمسك الماء فينبت سائر أنواع النبات النافع كما أن القلوب تعي العلم فيثمر فيها ويزكو وتظهر بركته وثمرته، ثم قسم الناس إلى ثلاثة أقسام بحسب قبولهم واستعدادهم لحفظه وفهمه معانيه واستنباط أحكامه واستخراج حكمه وفوائده: أحدها أهل الحفظ والفهم الذين حفظوه وعقلوه وفهموا معانيه واستنبطوا وجوه الأحكام والحكم والفوائد منه فهؤلاء بمنزلة الأرض التي قبلت الماء وهذا بمنزلة الحفظ فأنبتت الكلأ والعشب الكثير وهذا هو الفهم فيه والمعرفة والاستنباط فإنه بمنزلة إنبات الكلأ والعشب بالماء فهذا مثل الحفاظ الفقهاء أهل الرواية والدراية. القسم الثاني أهل الحفظ الذين رزقوا حفظه ونقله وضبطه ولم يرزقوا تفقهاً في معانيه ولا استنباطاً ولا استخراجاً لوجوه الحكم والفوائد منه فهم بمنزلة من يقرأ القرآن ويحفظه ويراعي حروفه وإعرابه ولم يرزق فيه فهماً خاصاً عن الله كما قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: ".... إلا فهماً يؤتيه الله عبداً في كتابه" والناس متفاوتون في الفهم عن الله ورسوله أعظم تفاوت فرب شخص يفهم من النص حكماً أو حكمين ويفهم منه الآخر مائة أو مائتين فهؤلاء بمنزلة الأرض التي أمسكت الماء للناس فانتفعوا به هذا يشرب منه وهذا يسقي وهذا يزرع. وهؤلاء القسمان هم السعداء والأولون أرفع درجة وأعلى قدراً {ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم} . القسم الثالث: الذين لا نصيب لهم منه لا حفظاً ولا فهماً ولا رواية ولا دراية بل هم بمنزلة الأرض التي هي قيعان لا تنبت ولا تمسك الماء وهؤلاء هم الأشقياء والقسمان الأولان اشتركا في العلم والتعليم كل بحسب ما قَبِلَه ووصل إليه فهذا يعلّم ألفاظ القرآن ويحفظها وهذا يعلّم معانيه وأحكامه وعلومه والقسم الثالث لا علم ولا تعليم فهم الذين لم يرفعوا بهدى الله رأساً ولم يقبلوه وهؤلاء شر من الأنعام وهم وقود النار. وهكذا فقد اشتمل هذا الحديث الشريف العظيم على التنبيه على شرف العلم والتعليم وعظم موقعه وشقاء من ليس من أهله وذكر أقسام بني آدم بالنسبة إلى شقيّهم وسعيدهم وتقسم سعيدهم إلى سابق مقرب وصاحب يمين مقتصد وفيه دلالة على أن حاجة العباد إلى العلم كحاجتهم إلى المطر بل أعظم وأنهم إذا فقدوا العلم فهم بمنزلة الأرض التي فقدت الغيث، والله أعلم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بنت الاطلس
مديرة المنتدى
بنت الاطلس


عدد المساهمات : 3905
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 24/03/2009

حديث اليوم Empty
مُساهمةموضوع: رد: حديث اليوم   حديث اليوم I_icon_minitimeالأحد 5 يوليو 2009 - 5:48


حديث اليوم 14

حديث اليوم 835929
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، حِينَ قَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم: "لاَ عَدْوَى وَلاَ صَفَرَ وَلاَ هَامَةَ". فَقَالَ أَعْرَابِيّ: يَا رَسُولَ اللّهِ فَمَا بَالُ الإِبِلِ تَكُونُ فِي الرّمْلِ كَأَنّهَا الظّبَاءُ. فَيَجِيءُ الْبَعِيرُ الأَجْرَبُ فَيَدْخُلُ فِيها فَيُجْرِبُهَا كُلّهَا؟ قَالَ: "فَمَنْ أَعْدَى الأَوّلَ؟". متفق عليه.
حديث اليوم 835929

العدوى معناها: أن المرض يتعدى من صاحبه إلى من يقارنه من الأصحاء فيمرض بذلك ، وكانت العرب تعتقد ذلك في أمراض كثيرة منها الجَرَب ، ولذلك سأل الأعرابي عن الإبل الصحيحة يخالطها البعير الأجرب فتجرب؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم : (فمن أعدى الأول؟!) .
ومراده : أن الأول لم يَجْرب بالعدوى بل بقضاء الله وقدره ، فكذلك الثاني وما بعده، كما دل عليه قوله تعالى : {ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها}.
وقد وردت أحاديث أشكل على كثير من الناس فهمها حتى ظن بعضهم أنها ناسخة لقوله : لا عدوى ، مثل ما في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (لا يُورِد مُمْرِض على مُصِحّ) .
والممرض : صاحب الإبل المريضة ، والمصح : صاحب الإبل الصحيحة .
والمراد: النهي عن إيراد الإبل المريضة على الصحيحة. ومثل قوله صلى الله عليه وسلم : (فِرَّ من المجذوم فِرَارك من الأسد) . وقوله صلى الله عليه وسلم في الطاعون : (إذا سمعتم به بأرض فلا تدخلوها) . ونهيه صلى الله عليه وسلم عن إيراد الممرض على المصح وأمره بالفرار من المجذوم ونهيه عن الدخول إلى موضع الطاعون إنما هو من باب اجتناب الأسباب التي خلقها الله تعالى وجعلها أسباباً للهلاك أو الأذى، والعبد مأمور باتقاء أسباب البلاء إذا كان في عافية منها فكما أنه يؤمر أن لا يلقي نفسه في الماء ، أو في النار ، أو يدخل تحت الهَدْم ونحوه مما جرت العادة بأنه يهلك أو يؤذي فكذلك اجتناب مقاربة المريض كالمجذوم أو القدوم على بلد الطاعون . فإن هذه كلها أسباب للمرض والتلف والله تعالى هو خالق الأسباب ومسبباتها لا خالق غيره ولا مقدر غيره. أما الطيرة فهي ما يُتشاءم به من الفأل الرديء وهي من أعمال أهل الشرك والكفر، وذلك كالبحث عن أسباب الشر من النظر في النجوم ونحوها من الطيرة المنهي عنها ، والباحثون عن ذلك غالباً لا يشتغلون بما يدفع البلاء من الطاعات بل يأمرون بلزوم المنزل ، وترك الحركة ، وهذا لا يمنع نفوذ القضاء والقدر ، ومنهم من يشتغل بالمعاصي ، وهذا مما يقوي وقوع البلاء ونفوذه ، والذي جاءت به الشريعة هو ترك البحث عن ذلك والإعراض عنه والاشتغال بما يدفع البلاء من الدعاء والذكر والصدقة وتحقيق التوكل على الله عز وجل والإيمان بقضائه وقدره . وفي مراسيل أبي داود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ليس عبد إلا سيدخل قلبه طيرة، فإذا أحس بذلك فليقل : أنا عبد الله ما شاء الله لا قوة إلا بالله، لا يأتي بالحسنات إلا الله ، ولا يذهب السيئات إلا الله ، أشهد أن الله على كل شيء قدير ، ثم يمضي لوجهه . وفي صحيح ابن حبان عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : لا طيرة ، والطيرة على من تطير ، وقال النخعي قال عبد الله بن مسعود : لا تضر الطيرة إلا من تطير. ومعنى هذا أن من تطير تطيراً منهياً عنه وهو أن يعتمد على ما يسمعه أو يراه مما يتطير به حتى يمنعه مما يريد من حاجته فإنه قد يصيبه ما يكرهه ، فأما من توكل على الله ووثق به بحيث علق قلبه بالله خوفاً ورجاءً وقطعه عن الالتفات إلى هذه الأسباب المخوفة وقال ما أمر به من هذه الكلمات ومضى فإنه لا يضره ذلك . وقد روي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه كان إذا سمع نعق الغراب قال : اللهم لا طير إلا طيرك، ولا خير إلا خيرك . ولذلك أمر النبي صلى الله عليه وسلم عند انعقاد أسباب العذاب السماوية المخوفة كالكسوف ، بأعمال البر من الصلاة والدعاء والصدقة والعتق حتى يكشف ذلك عن الناس . وهذا كله مما يدل على أن الأسباب المكروهة إذا وجدت فإن المشروع الاشتغال بما يوحي به دفع العذاب المخوف منها من أعمال الطاعات والدعاء وتحقيق التوكل على الله والثقة به فإن هذه الأسباب كلها مقتضيات لا موجبات ولها موانع تمنعها، فأعمال البر والتقوى والدعاء والتوكل من أعظم ما يستدفع به. وأما قوله صلى الله عليه وسلم : لا هامة ، فهو: نفي لما كانت الجاهلية تعتقده أن الميت إذا مات صارت روحه أو عظامه هامة: وهو طائر يطير، وهو شبيه باعتقاد أهل التناسخ : أن أرواح الموتى تنتقل إلى أجساد حيوانات من غير بعث ولا نشور ، وكل هذه اعتقادات باطلة جاء الإسلام بإبطالها وتكذيبها . ولكن الذي جاءت بها الشريعة : أن أرواح الشهداء في حواصل طير خضر تأكل من ثمار الجنة وترد من أنهار الجنة إلى أن يردها الله إلى أجسادها . وروي أيضاً أن نسمة المؤمن طائر يعلق في شجر الجنة حتى يرجعها الله إلى أجسادها يوم القيامة . وأما قوله صلى الله عليه وسلم: (ولا صفر) فأقوى الأقوال فيه أن المراد أن أهل الجاهلية كانوا يتشائمون بشهر صفر ويقولون : إنه شهر مشئوم ، فأبطل النبي صلى الله عليه وسلم ذلك، وكثير من الجهال يتشاءم بصفر وربما ينهى عن السفر فيه ، والتشاؤم بصفر هو من جنس الطيرة المنهى عنها ، وكذلك التشاؤم بالأيام كيوم الأربعاء مثلا. والله أعلم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بنت الاطلس
مديرة المنتدى
بنت الاطلس


عدد المساهمات : 3905
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 24/03/2009

حديث اليوم Empty
مُساهمةموضوع: رد: حديث اليوم   حديث اليوم I_icon_minitimeالإثنين 6 يوليو 2009 - 15:12


حديث اليوم 14

حديث اليوم 835929
عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا قالوا وما رياض الجنة قال حلق الذكر. رواه الترمذي.
حديث اليوم 835929

إن رقة القلوب تنشأ عن الذكر فإن ذكر الله يوجب خشوع القلب وصلاحه ورقته ويذهب بالغفلة عنه قال الله تعالى : الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب . وقال الله عز وجل : إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيماناً وعلى ربهم يتوكلون .
وقال ابن مسعود : نعم المجالس المجلس الذي تنشر فيه الحكمة ، وترجى فيه الرحمة هي مجالس الذكر . وشكا رجل إلى الحسن قساوة قلبه فقال : ادنه من الذكر ، وقال : مجلس الذكر محياة العلم ، ويحدث في القلب الخشوع .
القلوب الميتة تحيا بالذكر كما تحيا الأرض الميتة بالقطر (أي بالمطر). وأما الزهد في الدنيا والرغبة في الآخرة فبما يحصل في مجالس الذكر من ذكر عيوب الدنيا وذمها والتزهيد فيها ، وذكر فضل الجنة ومدحها والترغيب فيها ، وذكر النار وأهوالها والترهيب منها ، وفي مجالس الذكر تنزل الرحمة وتغشى السكينة وتحف الملائكة ويذكر الله أهلها فيمن عنده وهم قوم لا يشقى بهم جليسهم ، فربما رحم معهم من جلس إليهم وإن كان مذنباً ، وربما بكى فيهم باك من خشية الله فوهب أهل المجلس كلهم له.
ومجالس الذكر هي رياض الجنة . فإذا انقضى مجلس الذكر فأهله بعد ذلك على أقسام : فمنهم من يرجع إلى هواه فلا يتعلق بشيء مما سمعه في مجلس الذكر ولا يزداد هدى ولا يرتدع عن رديء ، وهؤلاء أشر الأقسام ، ويكون ما سمعوه حجة عليهم فتزداد به عقوبتهم وهؤلاء الظالمين لأنفسهم : أولئك الذين طبع الله على قلوبهم وسمعهم وأبصارهم وأولئك هم الغافلون . ومنهم من ينتفع بما سمعه وهم على أقسام : فمنهم من يرده ما سمعه عن المحرمات ويوجب له التزام الواجبات ، وهؤلاء المقتصدون أصحاب اليمين ، ومنهم من يرتقي عن ذلك إلى التشمير في نوافل الطاعات والتورع عن دقائق المكروهات ويشتاق إلى إتباع آثار من سلف من السادات وهؤلاء السابقون المقربون . وينقسم المنتفعون بسماع مجلس الذكر في استحضار ما سمعوه في المجلس والغفلة عنه إلى ثلاثة أقسام : فقسم يرجعون إلى مصالح دنياهم المباحة فيشتغلون بها فتذهل بذلك قلوبهم عما كانوا يجدونه في مجلس الذكر من استحضار عظمة الله وجلاله وكبريائه ووعده ووعيده وثوابه وعقابه ، وهذا هو الذي شكاه الصحابة إلى النبي صلى الله عليه وسلم وخشوا لكمال معرفتهم وشدة خوفهم أن يكون نفاقاً فأعلمهم النبي صلى الله عليه وسلم أنه ليس نفاقا .
فإن استحضار ذكر الآخرة بالقلب في جميع الأحوال عزيز جدا ولا يقدر كثير من الناس أو أكثرهم عليه ، فيكتفي منهم بذكر ذلك أحياناً، وإن وقعت الغفلة عنه في حال التلبس بمصالح الدنيا المباحة ، ولكن المؤمن لا يرضى من نفسه بذلك بل يلوم نفسه عليه ويحزنه ذلك من نفسه. وقسم آخرون يستمرون على استحضار حال مجلس سماع الذكر فلا يزال تذكر ذلك بقلوبهم ملازماً لهم وهؤلاء على قسمين : أحدهما : من يشغله ذلك عن مصالح دنياه المباحة فينقطع عن الخلق فلا يقوى على مخالطتهم ولا القيام بوفاء حقوقهم وكان كثير من السلف على هذه الحال فمنهم من كان لا يضحك أبداً ، ومنهم من كان يقول : لو فارق ذكر الموت قلبي ساعة لفسد. والثاني: من يستحضر ذكر الله وعظمته وثوابه وعقابه بقلبه ، ويدخل ببدنه في مصالح دنياه من اكتساب الحلال والقيام على العيال ويخالط الخلق فيما يوصل إليهم به النفع مما هو عبادة في نفسه كتعلم العلم والجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وهؤلاء أشرف القسمين، فاللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بنت الاطلس
مديرة المنتدى
بنت الاطلس


عدد المساهمات : 3905
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 24/03/2009

حديث اليوم Empty
مُساهمةموضوع: رد: حديث اليوم   حديث اليوم I_icon_minitimeالأربعاء 8 يوليو 2009 - 6:29


حديث اليوم 14

حديث اليوم 835929
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللّهُ عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم: "أَفْضَلُ الصّيَامِ، بَعْدَ رَمَضَانَ، شَهْرُ اللّهِ الْمُحَرّمُ. وَأَفْضَلُ الصّلاَةِ بَعْدَ الْفَرِيضَةِ، صَلاَةُ اللّيْلِ" رواه مسلم.
حديث اليوم 835929

الصيام سر بين العبد وبين ربه ولهذا يقول الله تبارك وتعالى: كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به ، إنه ترك شهواته وطعامه وشرابه من أجلي . وفي الجنة باب يقال له: الريان لا يدخل منه إلا الصائمون ، فإذا دخلوا أغلق فلم يدخل منه غيرهم . وهو جنة للعبد من النار كجنة أحدكم من القتال ، وفي المسند عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من صام يوماً ابتغاء وجه الله تعالى بعده الله من نار جهنم كبعد غراب طار وهو فرخ حتى مات هرماً. وهذا الحديث صريح في أن أفضل ما تطوع به من الصيام بعد رمضان صوم شهر الله المحرم ، وقد يحتمل أن يراد: أنه أفضل شهر تطوع بصيامه كاملاً بعد رمضان . فأما بعض التطوع ببعض شهر فقد يكون أفضل من بعض أيامه كصيام يوم عرفه ، أو عشر ذي الحجة ، أو ستة أيام من شوال ونحو ذلك ، ويشهد لهذا ما خرجه الترمذي من حديث علي أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله ، أخبرني بشهر أصومه بعد شهر رمضان ؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن كنت صائماً شهراً بعد رمضان فصم المحرم ، فإنه شهر الله ، وفيه يوم تاب الله فيه على قوم ، ويتوب على آخرين . وفي إسناده مقال . ولكن يقال: إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصوم شهر شعبان ، ولم ينقل أنه كان يصوم المحرم إنما كان يصوم عاشوراء . والتطوع بالصيام نوعان : أحدهما : التطوع المطلق بالصوم فهذا أفضله المحرم كما أن أفضل التطوع المطلق بالصلاة قيام الليل . والثاني : ما صيامه تبع لصيام رمضان قبله وبعده فهذا ليس من التطوع المطلق بل صيامه تبع لصيام رمضان وهو ملتحق بصيام رمضان ، ولهذا قيل : إن صيام ستة أيام من شهر شوال يلتحق بصيام رمضان ، ويكتب بذلك لمن صامها مع رمضان صيام الدهر فرضا. وقد روي أن أسامة بن زيد كان يصوم الأشهر الحرم فأمره النبي صلى الله عليه وسلم بصيام شوال ، فترك الأشهر الحرم وصام شوالاً. فهذا النوع من الصيام ملتحق برمضان وصيامه أفضل التطوع مطلقاً ، فأما التطوع المطلق فأفضله صيام الأشهر الحرم. وأفضل صيام الأشهر الحرم شهر الله المحرم ، ويشهد لهذا أنه صلى الله عليه وسلم قال في هذا الحديث : (وأفضل الصلاة بعد المكتوبة قيام الليل) ومراده بعد المكتوبة : ولواحقها من سننها الرواتب ، فإن الرواتب قبل الفرائض وبعدها أفضل من قيام الليل عند جمهور العلماء لالتحاقها بالفرائض ، وإنما خالف في ذلك بعض الشافعية. فكذلك الصيام قبل رمضان وبعده ملتحق برمضان وصيامه أفضل من صيام الأشهر الحرم ، وأفضل التطوع المطلق بالصيام صيام المحرم. وقد دل هذا الحديث أيضا على أن قيام الليل أفضل الصلاة بعد المكتوبة . ولكن هل هو أفضل من السنن الراتبة فيه ذلك خلاف. وقال ابن مسعود رضي الله عنه: فضل صلاة الليل على صلاة النهار كفضل صدقة السر على صدقة العلانية . خرجه الطبراني عنه مرفوعاً ، والمحفوظ وقفه . وقال عمرو بن العاص : ركعة بالليل خير من عشر بالنهار ، خرجه ابن أبي الدنيا . وإنما فضلت صلاة الليل على صلاة النهار لأنها أبلغ في الإسرار ، وأقرب إلى الإخلاص. وكان السلف يجتهدون على إخفاء تهجدهم . قال الحسن : كان الرجل يكون عنده زواره فيقوم من الليل يصلي لا يعلم به زواره . وكانوا يجتهدون في الدعاء ولا يسمع لهم صوت. وكان الرجل ينام مع امرأته على وسادة فيبكي طول ليلته وهي لا تشعر . وكان محمد بن واسع يصلي في طريق الحج طول ليله ويأمر حاديه أن يرفع صوته ليشغل الناس عنه. وكان بعضهم يقوم من وسط الليل ولا يدرى به ، فإذا كان قرب طلوع الفجر رفع صوته بالقرآن يوهم أنه قام تلك الساعة . ولأن صلاة الليل أشق على النفوس فإن الليل محل النوم والراحة من التعب بالنهار ، فترك النوم مع ميل النفس إليه مجاهدة عظيمة . قال بعضهم : أفضل الأعمال ما أكرهت عليه النفوس . ولأن القراءة في صلاة الليل أقرب إلى التدبر فإنه تنقطع الشواغل بالليل ويحضر القلب ويتواطأ هو واللسان على الفهم كما قال تعالى : {إن ناشئة الليل هي أشد وطئاً وأقوم قيلا}. وقيام الليل من أعظم مكفرات الذنوب والخطايا فإن بني آدم يخطئون بالليل والنهار فيحتاجون إلى الاستكثار من مكفرات الخطايا، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل : (قيام العبد في جوف الليل يكفر الخطيئة ثم تلا : {تتجافى جنوبهم عن المضاجع} الآية) خرجه الإمام أحمد وغيره . وقد روي أن المتهجدين يدخلون الجنة بغير حساب . وروي عن شهر بن حوشب عن أسماء بنت يزيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا جمع الله الأولين والآخرين يوم القيامة جاء مناد ينادي بصوت يسمع الخلائق ، سيعلم الخلائق اليوم من أولى بالكرم ، ثم يرجع فينادي: أين الذين كانوا لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله فيقومون وهم قليل ، ثم يرجع فينادي : ليقم الذين كانوا يحمدون الله في السراء والضراء فيقومون وهم قليل ، ثم يحاسب سائر الناس) خرجه ابن أبي الدنيا وغيره. وفي حديث أبي أمامة وبلال المرفوع: (عليكم بقيام الليل فإنه دأب الصالحين قبلكم ، وإن قيام الليل قربة إلى الله تعالى ، وتكفير للسيئات، ومنهاة عن الإثم ومطردة للداء عن الجسد) خرجه الترمذي.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بنت الاطلس
مديرة المنتدى
بنت الاطلس


عدد المساهمات : 3905
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 24/03/2009

حديث اليوم Empty
مُساهمةموضوع: رد: حديث اليوم   حديث اليوم I_icon_minitimeالخميس 9 يوليو 2009 - 6:31

حديث اليوم 14

حديث اليوم 835929
في الصحيحين عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه سئل عن يوم عاشوراء فقال : (ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم صام يوماً يتحرى فضله على الأيام إلا هذا اليوم ـ يعني يوم عاشوراء ـ وهذا الشهر؛ يعني رمضان).
حديث اليوم 835929

يوم عاشوراء له فضيلة عظيمة ، وحرمة قديمة ، وصومه لفضله كان معروفاً بين الأنبياء عليهم السلام ، وقد صامه نوح وموسى عليهما السلام. وروي عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (يوم عاشوراء كانت تصومه الأنبياء فصوموه أنتم) ، خرجه بقي بن مخلد في مسنده. وقد كان أهل الكتاب يصومونه وكذلك قريش في الجاهلية كانت تصومه . قال دلهم بن صالح : قلت لعكرمة : عاشوراء ما أَمْره ؟ قال : أذنبت قريش في الجاهلية ذنباً فتعاظم في صدورهم فسألوا ما توبتهم؟ قيل: صوم عاشوراء يوم العاشر من المحرم . وكان للنبي صلى الله عليه وسلم في صيامه أربع حالات:

الحالة الأولى : أنه كان يصومه بمكة ولا يأمر الناس بالصوم . ففي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان عاشوراء يوماً تصومه قريش في الجاهلية ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يصومه ، فلما قدم المدينة صامه وأمر بصيامه ، فلما نزلت فريضة شهر رمضان كان رمضان هو الذي يصومه فترك يوم عاشوراء ، فمن شاء صامه ومن شاء أفطره . وفي رواية للبخاري وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من شاء فليصمه ومن شاء أفطر .

الحالة الثانية : أن النبي صلى الله عليه وسلم لما قدم المدينة ورأى صيام أهل الكتاب له وتعظيمهم له وكان يحب موافقتهم فيما لم يؤمر به صامه وأمر الناس بصيامه وأكد الأمر بصيامه والحث عليه حتى كانوا يصومونه أطفالهم . ففي الصحيحين عن ابن عباس قال : قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة فوجد اليهود صياماً يوم عاشوراء فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما هذا اليوم الذي تصومونه ؟ قالوا : هذا يوم عظيم أنجى الله فيه موسى وقومه وأغرق فرعون وقومه فصامه موسى شكراً ، فنحن نصومه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فنحن أحق وأولى بموسى منكم ، فصامه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمر بصيامه .

الحالة الثالثة : أنه لما فرض صيام شهر رمضان ترك النبي صلى الله عليه وسلم أمر الصحابة بصيام عاشوراء وتأكيده فيه وقد سبق حديث عائشة في ذلك . وفي الصحيحين عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : صام النبي صلى الله عليه وسلم عاشوراء وأمر بصيامه ، فلما فرض رمضان ترك ذلك . وكان عبد الله لا يصومه إلا أن يوافق صومه . وفي رواية لمسلم : إن أهل الجاهلية كانوا يصومون يوم عاشوراء وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم صامه والمسلمون قبل أن يفرض رمضان ، فلما فرض رمضان قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن عاشوراء يوم من أيام الله فمن شاء صامه ومن شاء تركه. وخرج الإمام أحمد والنسائي وابن ماجه من حديث قيس بن سعد قال: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بصيام عاشوراء قبل أن ينزل رمضان ، فلما نزل رمضان لم يأمرنا ولم ينهنا .وفي رواية: ونحن نفعله . فيدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يجدد أمر الناس بصيامه بعد فرض صيام شهر رمضان بل تركهم على ما كانوا عليه من غير نهي عن صيامه. فإن كان أمره صلى الله عليه وسلم بصيامه قبل فرض صيام شهر رمضان للوجوب فإنه ينبني على أن الوجوب إذا نسخ فهل يبقى الاستحباب أم لا ؟ وفيه اختلاف مشهور بين العلماء رضي الله عنهم وإن كان أمره للاستحباب المؤكد ، فقد قيل : إنه زال التوكيد وبقي أصل الاستحباب وأكثر العلماء على استحباب صيامه من غير تأكيد.

الحالة الرابعة : أن النبي صلى الله عليه وسلم عزم في آخر عمره على أن لا يصومه مفرداً بل يضم إليه يوماً آخر مخالفة لأهل الكتاب في صيامه . ففي صحيح مسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال حين صام رسول الله صلى الله عليه وسلم عاشوراء وأمر بصيامه قالوا : يا رسول الله إنه يوم تعظمه اليهود والنصارى ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فإذا كان العام المقبل إن شاء الله صمنا اليوم التاسع . قال : فلم يأت العام المقبل حتى توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم . وفي رواية له أيضاً عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع مع العاشر ، يعني عاشوراء. والله أعلم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بنت الاطلس
مديرة المنتدى
بنت الاطلس


عدد المساهمات : 3905
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 24/03/2009

حديث اليوم Empty
مُساهمةموضوع: رد: حديث اليوم   حديث اليوم I_icon_minitimeالجمعة 10 يوليو 2009 - 6:34

حديث اليوم 14

حديث اليوم 835929
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ أَنّ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم جَلَسَ عَلَى الْمِنْبَرِ فَقَالَ: "عَبْدٌ خَيّرَهُ اللّهُ بَيْنَ أَنْ يُؤْتِيَهُ زَهْرَةَ الدّنْيَا وَبَيْنَ مَا عِنْدَهُ. فَاخْتَارَ مَا عِنْدَهُ" فَبَكَى أَبُو بَكْرٍ. وَبَكَى. فَقَالَ: فَدَيْنَاكَ بِآبَائِنَا وَأُمّهَاتِنَا. قَالَ: فَكَانَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم هُوَ الْمُخَيّرُ. وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ أَعْلَمَنَا بِهِ. وَقَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنّ أَمَنّ النّاسِ عَلَيّ فِي مَالِهِ وَصُحْبَتِهِ أَبُو بَكْرٍ. وَلَوْ كُنْتُ مُتّخِذاً خَلِيلاً لاَتّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ خَلِيلاً. وَلَكِنْ أُخُوّةُ الإِسْلاَمِ. لاَ يَبْقَيَنّ فِي الْمَسْجِدِ خَوْخَةٌ إِلاّ خَوْخَةَ أَبِي بَكْرٍ". متفق عليه.
حديث اليوم 835929

أول ما أعلم النبي صلى الله عليه وسلم من انقضاء عمره باقتراب أجله بنزول سورة: إذا جاء نصر الله والفتح. وقيل لابن عباس رضي الله عنهما: هل كان يعلم رسول الله صلى الله عليه وسلم متى يموت ؟ قال : نعم ، قيل : ومن أين ؟ قال : إن الله تعالى جعل علامة موته هذه السورة : إذا جاء نصر الله والفتح ، يعني فتح مكة، ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجاً ذلك علامة موته ، وقد كان نعى نفسه إلى فاطمة عليها السلام ، فإن المراد من هذه السورة: أنك يا محمد إذا فتح الله عليك البلاد ودخل الناس في دينك الذي دعوتهم إليه أفواجاً فقد اقترب أجلك فتهيأ للقائنا بالتحميد والاستغفار ، فإنه قد حصل منك مقصود ما أمرت به من أداء الرسالة والتبليغ ، وما عندنا خير لك من الدنيا فاستعد للنقلة إلينا. وروي في حديث: إنه تعبد حتى صار كالشنّ البالي ،وكان يعرض القرآن كل عام على جبريل مرة فعرضه ذلك العام مرتين ، وكان يعتكف العشر الأواخر من رمضان كل عام فاعتكف فيه ذلك العام عشرين ، وأكثر من الذكر والاستغفار ، قالت أم سلمة : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في آخر أمره لا يقوم ولا يقعد ولا يذهب ولا يجيء إلا قال: سبحان الله وبحمده . فذكرت ذلك له فقال : إني أمرت بذلك، وتلا هذه السورة . وإذا كان سيد المحسنين يؤمر بأن يختم أعماله بالحسنى فكيف يكون حال المذنب المسيء المتلوث بالذنوب المحتاج إلى التطهير. ومن لم ينذره باقتراب أجله وَحْيٌ أنذره الشيب وسلب أقرانه بالموت. وما زال صلى الله عليه وسلم يعرِّض باقتراب أجله في آخر عمره ، فإنه لما خطب في حجة الوداع قال للناس: خذوا عني مناسككم فلعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا ، وطفق يودع الناس فقالوا: هذه حجة الوداع، ثم إنه لما بدأ به مرض الموت خير بين لقاء الله وبين زهرة الدنيا والبقاء فيها ما شاء الله ، فاختار لقاء الله وخطب الناس وأشار إليهم بذلك إشارة من غير تصريح. وكان ابتداء مرضه في أواخر شهر صفر ، وكان مدة مرضه ثلاثة عشر يوماً في المشهور ، وقيل : أربعة عشر يوماً ، وقيل : اثنا عشر يوماً. وكانت خطبته التي خطب بها في حديث أبي سعيد هذا الذي نتكلم عليه ههنا في ابتداء مرضه. ولما عَرَّض الرسول صلى الله عليه وسلم على المنبر باختياره اللقاء على البقاء، ولم يصرح خفي المعنى على كثير ممن سمع، ولم يفهم المقصود غير صاحبه أبي بكر، وكان أعلم الأمة بمقاصد الرسول صلى الله عليه وسلم ، فلما فهم المقصود من هذه الإشارة بكى وقال: بل نفديك بأموالنا وأنفسنا وأولادنا. فسكَّن الرسول صلى الله عليه وسلم جَزَعَه وأخذ في مدحه والثناء عليه على المنبر ليعلم الناس كلهم فضله ولا يقع عليه اختلاف في خلافته. فقال: إن من أمن الناس علي في صحبته وماله أبو بكر. ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لو كنت متخذاً من أهل الأرض خليلاً لاتخذت أبا بكر خليلاً، ولكن إخوة الإسلام . لما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم خليل الله لم يصلح له أن يخالل مخلوقاً فإن الخليل من جرت محبة خليله منه مجرى الروح ، ولا يصلح هذا لبشر. ثم قال صلى الله عليه وسلم : لا يبقين خوخة في المسجد إلا سدت إلا خوخة أبي بكر. وفي هذه الإشارة إلى أن أبا بكر هو الإمام بعده فإن الإمام يحتاج إلى سكنى المسجد والاستطراق فيه بخلاف غيره، وذلك من مصالح المسلمين المصلين في المسجد . ثم أكد هذا المعنى بأمره صريحاً أن يصلي بالناس أبو بكر فروجع في ذلك فغضب وقال : مروا أبا بكر فليصل بالناس ، فولاه إمامة الصلاة دون غيره وأبقى استطراقه من داره إلى مكان الصلاة وسد استطراق غيره ، وفي ذلك إشارة واضحة إلى استخلافه على الأمة دون غيره ، ولهذا قالت الصحابة عند بيعة أبي بكر: رضيه رسول الله صلى الله عليه وسلم لديننا فكيف لا نرضاه لدنيانا، فكان نعم الصاحب ونعم الخليفة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بنت الاطلس
مديرة المنتدى
بنت الاطلس


عدد المساهمات : 3905
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 24/03/2009

حديث اليوم Empty
مُساهمةموضوع: رد: حديث اليوم   حديث اليوم I_icon_minitimeالأحد 12 يوليو 2009 - 15:12

حديث اليوم 14

حديث اليوم 835929
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة، وأغلقت أبواب النار ، وصفدت الشياطين) رواه مسلم
حديث اليوم 835929

أبشروا يا معاشر المسلمين فهذه أبواب الجنة الثمانية في هذا الشهر لأجلكم قد فتحت ، ونسماتها على قلوب المؤمنين قد نفحت ، وأبواب الجحيم كلها لأجلكم مغلقة ، وأقدام إبليس وذريته من أجلكم موثقة ، ففي هذا الشهر يؤخذ من إبليس بالثأر ، وتستخلص العصاة من أسره فما يبقى لهم عنده آثار، كانوا فراخه قد غذاهم بالشهوات في أوكاره فهجروا اليوم تلك الأوكار ، نقضوا معاقل حصونه بمعاول التوبة والاستغفار ، خرجوا من سجنه إلى حصن التقوى والإيمان فأمنوا من عذاب النار ، قصموا ظهره بكلمة التوحيد فهو يشكو ألم الانكسار في كل موسم من مواسم الفضل يحزن ففي هذا الشهر يدعو بالويل لما يرى ، تنزل الرحمة ومغفرة الأوزار ، غلب حزب الرحمن حزب الشياطين فما بقي له سلطان إلا على الكفار، عزل سلطان الهوى وصارت الدولة لسلطان التقوى : {فاعتبروا يا أولي الأبصار}.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بنت الاطلس
مديرة المنتدى
بنت الاطلس


عدد المساهمات : 3905
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 24/03/2009

حديث اليوم Empty
مُساهمةموضوع: رد: حديث اليوم   حديث اليوم I_icon_minitimeالأربعاء 15 يوليو 2009 - 6:36


حديث اليوم 14

حديث اليوم 835929
قالت عائشة رضي الله عنها للنبي صلى الله عليه وسلم : أرأيت إن وافقت ليلة القدر ما أقول فيها قال: قولي: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني .
حديث اليوم 835929

العفُوُّ من أسماء الله تعالى ، وهو يتجاوز عن سيئات عباده، وهو يحب العفو فيحب أن يعفو عن عباده ، ويحب من عباده أن يعفو بعضهم عن بعض ، فإذا عفا بعضهم عن بعض عاملهم بعفوه ، وعفوه أحب إليه من عقوبته ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول : أعوذ برضاك من سخطك، وعفوك من عقوبتك . قال يحيى بن معاذ: لو لم يكن العفو أحب الأشياء إليه لم يبتلِ بالذنب أكرم الناس عليه . يشير إلى أنه ابتلى كثيراً من أوليائه وأحبابه بشيء من الذنوب ليعاملهم بالعفو فإنه يحب العفو. وقد جاء في حديث ابن عباس مرفوعاً: (إن الله ينظر ليلة القدر إلى المؤمنين من أمة محمد صلى الله عليه وسلم فيعفو عنهم ويرحمهم إلا أربعة : مدمن خمر ، وعاقاً ، ومشاحناً ، وقاطع رحم). لما عرف العارفون بجلاله خضعوا ، ولما سمع المذنبون بعفوه طمعوا ، ما تم إلا عفو الله أو النار ، لولا طمع المذنبين في العفو لاحترقت قلوبهم باليأس من الرحمة ، ولكن إذا ذكرت عفو الله استروحت إلى برد عفوه . كان بعض المتقدمين يقول في دعائه : اللهم إن ذنوبي قد عظمت فجَلَّت عن الصفة وإنها صغيرة في جنب عفوك ، فاعف عني . وقال آخر منهم : جرمي عظيم ، وعفوك كثير فاجمع بين جرمي ، وعفوك يا كريم ، يا كبير الذنب عفو الله من ذنبك أكبر ، أكبر الأوزار في جنب عفو الله يصغر . وإنما أمر بسؤال العفو في ليلة القدر بعد الاجتهاد في الأعمال فيها وفي ليالي العشر لأن العارفين يجتهدون في الأعمال ثم لا يرون لأنفسهم عملاً صالحاً ولا حالاً ولا مقالاً فيرجعون إلى سؤال العفو كحال المذنب المقصر. كان مطرّف يقول في دعائه : اللهم ارض عنا فإن لم ترض عنا فاعف عنا من عظمت ذنوبه في نفسه لم يطمع في الرضا وكان غاية أمله أن يطمع في العفو ، ومن كملت معرفته لم ير نفسه إلا في هذه المنزلة
.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بنت الاطلس
مديرة المنتدى
بنت الاطلس


عدد المساهمات : 3905
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 24/03/2009

حديث اليوم Empty
مُساهمةموضوع: رد: حديث اليوم   حديث اليوم I_icon_minitimeالخميس 16 يوليو 2009 - 4:07

حديث اليوم 14

حديث اليوم 835929
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنّ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِنّ الرّجُلَ لَيَعْمَلُ الزّمَنَ الطّوِيلَ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنّةِ، ثُمّ يُخْتَمُ عَمَلُهُ بِعَمَلِ أَهْلِ النّارِ. وَإِنّ الرّجُلَ لَيَعْمَلُ الزّمَنَ الطّوِيلَ بِعَمَلِ أَهْلِ النّارِ، ثُمّ يُخْتَمُ لَهُ عَمَلُهُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنّةِ". رواه مسلم.
حديث اليوم 835929

يدل هذا الحديث على أن الأعمال بالخواتيم فقد يبتدئ الرجل بالصلاة وغيرها بنية خالصة ثم تعرض له آفة تمنع صحة عمله أو تبطل أجره من نحو عُجب أو رياء أو عزم على تركه، فإن لم تعرض له آفة قبل تمامه أو عَرَضت له وَرَدَّها بالعلم وختم بما بدأ استحكم عمله باستدراكه ما فرط في أثناء العمل بإخلاص خاتمته. قال ابن بطال: في تغييب خاتمة العمل عن العبد حكمة بالغة وتدبير لطيف لأنه لو علم وكان ناجياً أعجب وكسل وإن كان هالكاً زاد عتواً فحجب عنه ذلك ليكون بين خوف ورجاء. ولقد اشتد خوف السلف من النفاق‏، قال بعضهم‏:‏ لو أعلم أنى بريء من النفاق، كان أحب إليَّ مما طلعت عليه الشمس. ولم يريدوا بذلك نفاق العقائد، إنما أرادوا نفاق الأعمال، كما ورد فى الحديث الصحيح‏: "آية المنافق ثلاث‏:‏ إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان"‏.‏ ولما حضرت سفيان الثوري الوفاة، جعل يبكي، فقال له رجل‏:‏ يا أبا عبد الله‏:‏ أراك كثير الذنوب، فرفع شيئاً من الأرض وقال‏:‏ والله لذنوبي أهون عندي من هذا، ولكن أخاف أن أُسلب الإيمان قبل الموت‏.‏ وكان سهل رحمه الله تعالى يقول‏:‏ المريد يخاف أن يبتلى بالمعاصي، والعارف يخاف أن يبتلى بالكفر‏.‏ فإذا كان هذا خوف العارفين من سوء الخاتمة مع رسوخ أقدامهم، فكيف لا يخاف ذلك الضعفاء‏؟‏‏! ولسوء الخاتمة أسباب تتقدم على الموت، مثل: البدعة، والنفاق، والكبر، ونحو ذلك من الصفات المذمومة التي لا يمكن انحصارها على التفصيل، لكن يمكن الإشارة إلى مجامع ذلك‏.‏ أما الختم على الشك والجحود، فسببه البدعة، ومعناها أن يعتقد في ذات الله تعالى، أو صفاته، أو أفعاله خلاف الحق، إما تقليداً، أو برأيه الفاسد، فإذا انكشف الغطاء عند الموت، بان له بطلان ما اعتقده، فيظن أن جميع ما اعتقده هكذا لا أصل له‏.‏ ومن اعتقد في الله سبحانه وصفاته اعتقاداً مجملاً على طريق السلف من غير بحث ولا تنقر، فهو بمعزل عن هذا الخطر إن شاء الله تعالى‏.‏ وأما الختم على المعاصي، فسببه ضعف الإيمان في الأصل، وذلك يورث الانهماك في المعاصي، والمعاصي مطفئة لنور الإيمان، وإذا ضعف الإيمان ضعف حب الله تعالى، فإذا جاءت سكرات الموت، ازداد ذلك ضعفا، لاستشعاره فراق الدنيا، فإن السبب الذي يفضي إلى مثل هذا الخاتمة، وهو حب الدنيا، والركون إليها، مع ضعف الإيمان الموجب لضعف حب الله، فمن وجد في قلبه حب الله تعالى أغلب من حب الدنيا، فهو أبعد من هذا الخطر، وكل من مات على محبة الله تعالى قدم به قدوم العبد المحسن المشتاق إلى مولاه، فلا يخفى ما يلقاه من الفرح والسرور بمجرد القدوم، فضلاً عما يستحقه من الإكرام‏.‏ وسوء الخاتمة على رتبتين‏:‏ إحداهما أعظم، وهو أن يغلب على القلب والعياذ بالله شك، أو جحود عند سكرات الموت وأهواله، فيقتضي ذلك العذاب الدائم‏.‏ والثانية دونها، وهى أن يسخط الأقدار، ويتكلم بالاعتراض، أو يجور في وصيته، أو يموت مصرًّا على ذنب من الذنوب‏.‏ وقد روي أن الشيطان لا يكون في حال أشد على ابن آدم من حال الموت، يقول لأعوانه‏:‏ دونكم هذا، فإنه إن فاتكم اليوم لم تلحقوه‏.‏ وقد روي عن النبى صلى الله عليه وآله وسلم، أنه كان يدعو‏:‏ "اللهم إنى أعوذ بك أن يتخبطنى الشيطان عند الموت".‏ فمن أراد طريق السلامة، فليبعد نفسه عن أسباب الهلاك. والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بنت الاطلس
مديرة المنتدى
بنت الاطلس


عدد المساهمات : 3905
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 24/03/2009

حديث اليوم Empty
مُساهمةموضوع: رد: حديث اليوم   حديث اليوم I_icon_minitimeالجمعة 17 يوليو 2009 - 12:10


حديث اليوم 14

حديث اليوم 835929
عَنْ أَبِي مَالِكٍ الأَشْعَرِيّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم: "الطّهُورُ شَطْرُ الإِيمَانِ. وَالْحَمْدُ لله تَمْلأُ الْمِيزَانَ وَسُبْحَانَ الله وَالْحَمْدُ لله تَمْلاَنِ (أَوْ تَمْلأُ) مَا بَيْنَ السّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ. وَالصّلاَةُ نُورٌ. والصّدَقَةُ بُرْهَانٌ. وَالصّبْرُ ضِيَاءٌ. وَالْقُرْآنُ حُجّةٌ لَكَ أَوْ عَلَيْكَ. كُلّ النّاسِ يَغْدُو. فَبَائعٌ نَفْسَهُ. فَمُعْتِقُهَا أَوْ مُوبِقُهَا". رواه مسلم.
حديث اليوم 835929

هذا حديث عظيم أصل من أصول الإسلام قد اشتمل على مهمات من قواعد الإسلام، فحثنا أولا على الطهارة فقال: (الطهور شطر الإيمان) وقد اختلف في معناه فقيل معناه أن الأجر فيه ينتهي تضعيفه إلى نصف أجر الإيمان، وقيل معناه أن الإيمان يَجُبّ ما قبله من الخطايا وكذلك الوضوء لأن الوضوء لا يصح إلا مع الإيمان، فصار لتوقفه على الإيمان في معنى الشطر، وقيل المراد بالإيمان هنا الصلاة كما قال الله تعالى: {وما كان الله ليضيع إيمانكم} والطهارة شرط في صحة الصلاة فصارت كالشطر، وليس يلزم في الشطر أن يكون نصفاً حقيقياً وهذا القول أقرب الأقوال، ويحتمل أن يكون معناه أن الإيمان تصديق بالقلب وانقياد بالظاهر، وهما شطران للإيمان، والطهارة متضمنة الصلاة فهي انقياد في الظاهر والله أعلم. وأما قوله صلى الله عليه وسلم: والحمد لله تملأ الميزان فمعناه عظم أجرها وأنه يملأ الميزان، وقد تظاهرت نصوص القرآن والسنة على وزن الأعمال وثقل الموازين وخفتها. وأما قوله صلى الله عليه وسلم: "وسبحان الله والحمد لله تملآن أو تملأ ما بين السموات والأرض" فيحتمل أن يكون معناه: لو قدر ثوابهما جسماً لملأ ما بين السموات والأرض، وسبب عظم فضلهما ما اشتملتا عليه من التنزيه لله تعالى بقوله: سبحان الله، والتفويض والافتقار إلى الله تعالى بقوله: الحمد لله، والله أعلم. وأما قوله صلى الله عليه وسلم: والصلاة نور فمعناه أنها تمنع من المعاصي وتنهى عن الفحشاء والمنكر وتهدي إلى الصواب كما أن النور يستضاء به، وقيل معناه أنه يكون أجرها نوراً لصاحبها يوم القيامة، وقيل: لأنها سبب لإشراق أنوار المعارف وانشراح القلب ومكاشفات الحقائق لفراغ القلب فيها وإقباله إلى الله تعالى بظاهره وباطنه، وقد قال الله تعالى: {واستعينوا بالصبر والصلاة}. وقيل معناه أنها تكون نوراً ظاهراً على وجهه يوم القيامة، ويكون في الدنيا أيضاً على وجهه البهاء بخلاف من لم يصل والله أعلم. وأما قوله صلى الله عليه وسلم: (والصدقة برهان) فمعناه الصدقة حجة على إيمان فاعلها، فإن المنافق يمتنع منها لكونه لا يعتقدها، فمن تصدق استدل بصدقته على صدق إيمانه والله أعلم. وأما قوله صلى الله عليه وسلم: (والصبر ضياء) فمعناه الصبر المحبوب في الشرع وهو الصبر على طاعة الله تعالى، والصبر عن معصيته، والصبر أيضاً على النائبات وأنواع المكاره في الدنيا، والمراد أن الصبر محمود، لا يزال صاحبه مستضيئاً مهتدياً مستمراً على الصواب، والله أعلم. وأما قوله صلى الله عليه وسلم: (كل الناس غدو فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها) فمعناه كل إنسان يسعى بنفسه فمنهم من يبيعها لله تعالى بطاعته فيعتقها من العذاب، ومنهم من يبيعها للشيطان والهوى باتباعهما فيوبقها أي يهلكها، والله أعلم‏.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بنت الاطلس
مديرة المنتدى
بنت الاطلس


عدد المساهمات : 3905
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 24/03/2009

حديث اليوم Empty
مُساهمةموضوع: رد: حديث اليوم   حديث اليوم I_icon_minitimeالسبت 18 يوليو 2009 - 4:54

حديث اليوم 14

حديث اليوم 835929
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النّبِيّ صلى الله عليه وسلم فِيمَا يَحْكِي عَنْ رَبّهِ عَزّ وَجَلّ قَالَ: "أَذْنَبَ عَبْدٌ ذَنْباً. فَقَالَ: اللّهُمّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي. فَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالى: أَذْنَبَ عَبْدِي ذَنْباً، فَعَلِمَ أَنّ لَهُ رَبّا يَغْفِرُ الذّنْبَ، وَيَأْخُذَ بِالذّنْبِ. ثُمّ عَادَ فَأَذْنَبَ. فَقَالَ: أَيْ رَبّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي. فَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: عَبْدِي أَذْنَبَ ذَنْباً. فَعَلِمَ أَنّ لَهُ رَبّا يَغْفِرُ الذّنْبَ، وَيَأْخُذُ بِالذّنْبِ. ثُمّ عَادَ فَأَذْنَبَ فَقَالَ: أَيْ رَبّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي. فَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَذْنَبَ عَبْدِي ذَنْبَاً. فَعَلِمَ أَنّ لَهُ رَبّا يَغْفِرُ الذّنْبَ، وَيَأْخُذُ بِالذّنْبِ. اعْمَلْ مَا شِئْتَ فَقَدْ غَفَرْتُ لَكَ" رواه مسلم.
حديث اليوم 835929

كثير من الناس يظن أنه لو فعل ما فعل من الذنوب ثم قال: أستغفر الله ، أو قال سبحان الله وبحمده مائة مرة، زال الذنب، وراح هذا بهذا. ويجعل حجته بعض الأحاديث التي وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم مثل الحديث المتقدم ، ومثل قول النبي صلى الله عليه وسلم: (من قال في يوم: سبحان الله وبحمده، مائة مرة حطت عنه خطاياه ولو كانت مثل زبد البحر). وهذا الضرب من الناس قد تعلق بنصوص من الرجاء، واتكل عليها، وإذا عوتب على الخطايا والانهماك فيها سرد لك ما يحفظه من سعه رحمة الله ومغفرته ونصوص الرجاء. ومن هؤلاء المغرورين من يتعلق بمسألة الجبر، وأن العبد لا فعل له ألبتة ولا اختيار، وإنما هو مجبور على فعل المعاصي. ومن هؤلاء من يغتر بمسألة الإرجاء، وأن الإيمان هو مجرد التصديق، والأعمال ليست من الإيمان، وأن إيمان أفسق الناس كإيمان جبريل وميكائيل. ومن هؤلاء من يغتر بمحبة الفقراء والمشايخ والصالحين، وكثرة التردد إلى قبورهم والتضرع إليهم، والاستشفاع بهم، والتوسل إلى الله بهم، وسؤاله بحقهم عليه، وحرمتهم عنده. ومنهم من يغتر بآبائه وأسلافه، وأن لهم عند الله مكاناً وصلاحاً، فلا يدعوه أن يخلصوه كما يشاهد في حضرة الملوك، فإن الملوك تهب لخواصهم ذنوب أبنائهم وأقاربهم، وإذا وقع أحد منهم في أمر مفظع خلصه أبوه وجده بجاهه ومنزلته. ومنهم من يغتر بأن الله عز وجل غني عن عذابه، وعذابه لا يزيد في ملكه شيئاً، ورحمته لا تنقص من ملكه شيئاً، فيقول: أنا مضطر إلى رحمته وهو أغنى الأغنياء. ولو أن فقيراً مسكيناً مضطراً إلى شربة ماء عند من في داره شط يجري لما منعه منها. فالله أكرم وأوسع، والمغفرة لا تنقصه شيئاً، والعقوبة لا تزيد في ملكه شيئاً. ومنهم من يغتر بفهم فاسد فهمه هو وأضرابه من نصوص القرآن والسنة، فاتكلوا عليه، كاتكال بعضهم على قوله تعالى: {ولسوف يعطيك ربك فترضى} . وهو لا يرضى أن يكون في النار. وهذا من أقبح الجهل، وأبين الكذب عليه، فإنه يرضى بما يرضى به ربه عز وجل، والله تعالى يرضيه تعذيب الظلمة والفسقة والخونة والمصِرِّين على الكبائر، فحاشا رسوله أن لا يرضى بما يرضى به ربه تبارك وتعالى. وكاتكال بعضهم على قوله تعالى: {إن الله يغفر الذنوب جميعا} وهذا أيضاً من أقبح الجهل، فإن الشرك داخل في هذه الآية، فإنه رأس الذنوب وأساسها. ولا خلاف أن هذه الآية في حق التائبين، فإنه يغفر ذنب كل تائب من أي ذنب كان، ولو كانت الآية في حق غير التائبين لبطلت نصوص الوعيد كلها. ومنهم من يغتر بالاعتماد على صوم يوم عاشوراء، أو يوم عرفة، حتى يقول بعضهم: صوم يوم عاشوراء يكفر ذنوب العام كلها، ويبقى صوم عرفة زيادة في الأجر، ولم يدر هذا المغتر أن صوم رمضان والصلوات الخمس أعظم وأجل من صيام يوم عرفة ويوم عاشوراء، وهي إنما تكفر ما بينهما إذا اجتنب الكبائر. فرمضان إلى رمضان، والجمعة إلى الجمعة لا يقويان في تكفير الصغائر إلا مع انضمام ترك الكبائر إليها، فيقوى مجموع الأمرين على تكفير الصغائر. فكيف يكفر صوم يوم تطوع كل كبيرة عملها العبد وهو مصِرّ عليها، غير تائب منها؟! هذا محال، على أنه لا يمتنع أن يكون صوم يوم عرفة ويوم عاشوراء مكفراً لجميع ذنوب العام على عمومه، وتكون من نصوص الوعد التي لها شروط وموانع، ويكون إصراره على الكبائر مانعاً من التكفير ، فإذا لم يصر على الكبائر لتساعد الصوم وعدم الإصرار، وتعاونها على عموم التكفير، كما كان رمضان والصلوات الخمس مع اجتناب الكبائر متساعدين متعاونين على تكفير الصغائر مع أنه سبحانه قد قال: { إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم}. والله أعلم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بنت الاطلس
مديرة المنتدى
بنت الاطلس


عدد المساهمات : 3905
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 24/03/2009

حديث اليوم Empty
مُساهمةموضوع: رد: حديث اليوم   حديث اليوم I_icon_minitimeالإثنين 20 يوليو 2009 - 7:31


حديث اليوم 14

حديث اليوم 835929
عن المستورد بن شداد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم: "وَاللّهِ مَا الدّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاّ مِثْلُ مَا يَجْعَلُ أَحَدُكُمْ إِصْبَعَهُ هَذِهِ فِي الْيَمّ. فَلْيَنْظُرْ أَحدُكُم بِمَ يَرْجِعُ؟". رواه مسلم.
حديث اليوم 835929

أعظم الخلق غروراً من اغتر بالدنيا وعاجلها، فآثرها على الآخرة. ورضي بها من الآخرة، حتى يقول بعض هؤلاء: لذّات الدنيا متيقنة، ولذات الآخرة مشكوك فيها، ولا أدع اليقين بالشك. وهذا من أعظم تلبيس الشيطان وتسويله. والبهائم العجم أعقل من هؤلاء، فإن البهيمة إذا خافت مضرة شيء لم تقدم عليه ولو ضربت، وهؤلاء يقدَم أحدهم على ما فيه ضرره، وهو بين مصدق ومكذب. فهذا الضرب إن آمن أحدهم بالله ورسوله ولقائه والجزاء، فهو من أعظم الناس حسرة، لأنه أقدم على علم، وإن لم يؤمن بالله ورسوله فأبعد له. إن الدنيا كلها من أولها إلى آخرها كنفس واحد من أنفاس الآخرة كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما الدنيا في الآخرة إلا كما يدخل أحدكم إصبعه في اليم، فلينظر بم يرجع؟ . وإذا كان هذا نسبة الدنيا بمجموعها إلى الآخرة، فما مقدار عمر الإنسان بالنسبة إلى الآخرة؟ فأيما أولى بالعاقل؟ إيثار العاجل في هذه المدة اليسيرة، وحرمان الخير الدائم في الآخرة، أم ترك شيء صغير حقير منقطع عن قرب، ليأخذ ما لا قيمة له ولا خطر له، ولا نهاية لعدده، ولا غاية لأمده؟ فأما قول القائل: لا أترك متيقناً لمشكوك فيه. فيقال له: إما أن تكون على شك من وعد الله ووعيده وصدق رسله، أو تكون على يقين من ذلك، فإن كنت على يقين من ذلك فما تركت إلا ذرة عاجلة منقطعة فانية عن قرب، لأمر متيقن لا شك فيه ولا انقطاع له. وإن كنت على شك فراجع آيات الرب تعالى الدالة على وجوده وقدرته ومشيئته، ووحدانيته، وصدق رسله فيما أخبروا به عن الله، وتجرد، وقم لله ناظراً أو مناظراً، حتى يتبين لك أن ما جاءت به الرسل عن الله فهو الحق الذي لا شك فيه، وأن خالق هذا العالم ورب السموات والأرض يتعالى ويتقدس ويتنزه على خلاف ما أخبرت به رسله عنه. ومن نسبه إلى غير ذلك فقد شتمه وكذبه، وأنكر ربوبيته وملكه، إذ من المحال الممتنع عند كل ذي فطرة سليمة، أن يكون الملك الحق عاجزاً أو جاهلاً، لا يعلم شيئاً، ولا يسمع، ولا يبصر، ولا يتكلم، ولا يأمر، ولا ينهى، ولا يثيب، ولا يعاقب، ولا يعز من يشاء، ولا يذل من يشاء، ولا يرسل رسله إلى أطراف مملكته ونواحيها، ولا يعتني بأحوال رعيته بل يتركهم سدى ويخليهم هملاً. وهذا يقدح في ملك آحاد ملوك البشر ولا يليق به، فكيف يجوز نسبة الملك الحق المبين إليه؟ وإذا تأمل الإنسان حاله من مبدأ كونه نطفة إلى كماله واستوائه تبين له أن من عني به هذه العناية، ونقله في هذه الأحوال، وصرفه في هذه الأطوار، ولا يليق به أن يهمله ويتركه سدى، لا يأمره ولا ينهاه ولا يعرفه حقوقه عليه، ولا يثيبه ولا يعاقبه. ولو تأمل العبد حق التأمل لكان كل ما يبصره وما لا يبصره دليلاً له على التوحيد والنبوة والمعاد، وأن القرآن كلامه. وأن الإنسان دليل على وجود خالقه وتوحيده، وصدق رسله، وإثبات صفات كماله. والله أعلم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بنت الاطلس
مديرة المنتدى
بنت الاطلس


عدد المساهمات : 3905
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 24/03/2009

حديث اليوم Empty
مُساهمةموضوع: رد: حديث اليوم   حديث اليوم I_icon_minitimeالثلاثاء 21 يوليو 2009 - 6:19

حديث اليوم 14

حديث اليوم 835929
عن عقبة بن عمرو أبي مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى إذا لم تستح فاصنع ما شئت) رواه البخاري.
حديث اليوم 835929

لهذا الحديث تفسيران: أحدهما: أنه على التهديد والوعيد، والمعنى: من لم يستح فإنه يصنع ما شاء من القبائح فإنه يواقعها. وهذا تفسير أبي عبيدة. والثاني : أن الفعل إذا لم تستح منه من الله فافعله، وإنما الذي ينبغي تركه هو ما يستحي منه من الله. وهذا تفسير الإمام أحمد في رواية ابن هانئ . فعلى الأول يكون تهديداً، كقوله اعملوا ما شئتم . وعلى الثاني يكون إذناً وإباحة. والذنوب تضعف الحياء من العبد، حتى ربما انسلخ منه بالكلية، حتى إنه ربما لا يتأثر بعلم الناس بسوء حاله ولا باطلاعهم عليه، بل كثير منهم يخبر عن حاله وقبح ما يفعل، والحامل له على ذلك انسلاخه من الحياء، وإذا وصل العبد إلى هذه الحال لم يبق في صلاحه مطمع. والحياء مشتق من الحياة، والغيث يسمى حيا- بالقصر- لأن به حياة الأرض والنبات والدواب، وكذلك سميت بالحياء حياة الدنيا والآخرة، فمن لا حياء فيه فهو ميت في الدنيا شقي في الآخرة، وبين الذنوب وبين قلة الحياء وعدم الغيرة تلازم من الطرفين، وكل منهما يستدعي الآخر ويطلبه حثيثاً، ومن استحى من الله عند معصيته، استحى الله من عقوبته يوم يلقاه، ومن لم يستح من معصيته لم يستح من عقوبته. والله أعلم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بنت الاطلس
مديرة المنتدى
بنت الاطلس


عدد المساهمات : 3905
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 24/03/2009

حديث اليوم Empty
مُساهمةموضوع: رد: حديث اليوم   حديث اليوم I_icon_minitimeالأربعاء 22 يوليو 2009 - 12:26


حديث اليوم 14

حديث اليوم 835929
عَنْ عَبْدِ اللّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَيْسَ أَحَدٌ أَحَبّ إِلَيْهِ الْمَدْحُ مِنَ اللّهِ عَزّ وَجَلّ. مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ مَدَحَ نَفْسَهُ. وَلَيْسَ أَحَدٌ أَغْيَرَ مِنَ اللّهِ. مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ حَرّمَ الْفَواحِشَ. وَلَيْسَ أَحَدٌ أَحَبّ إِلَيهِ الْعُذْرُ مِنَ اللّهِ. مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ أَنْزَلَ الْكِتَابَ وَأَرْسَلَ الرّسُلَ" . رواه مسلم.
حديث اليوم 835929

جمع في هذا الحديث بين الغيرة التي أصلها كراهة القبائح وبغضها، وبين محبة العذر الذي يوجب كمال العدل والرحمة والإحسان، والله سبحانه-مع شدة غيرته- يحب أن يعتذر إليه عبده، ويقبل عذر من اعتذر إليه، وأنه لا يؤاخذ عبيده بارتكاب ما يغار من ارتكابه حتى يعذر إليهم، ولأجل ذلك أرسل رسله وأنزل كتبه إعذاراً وإنذاراً، وهذا غاية المجد والإحسان ونهاية الكمال. فإن كثيراً ممن تشتد غيرته من المخلوقين تحمله شدة الغيرة على سرعة الإيقاع والعقوبة من غير إعذار منه، ومن غير قبول لعذر من اعتذر إليه، بل يكون له في نفس الأمر عذر ولا تدعه شدة الغيرة أن يقبل عذره، وكثير ممن يقبل المعاذير يحمله على قبولها قلة الغيرة حتى يتوسع في طرق المعاذير، ويرى عذراً ما ليس بعذر، حتى يعتذر كثير منهم بالقدر، وكل منهما غير ممدوح على الإطلاق. وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إن من الغيرة ما يحبها الله، ومنها ما يبغضها الله، فالتي يبغضها الله الغيرة في غير ريبة) الحديث. وإنما الممدوح اقتران الغيرة بالعذر، فيغار في محل الغيرة، ويعذر في موضع العذر، ومن كان هكذا فهو الممدوح حقا. ولما جمع الله سبحانه صفات الكمال كلها كان أحق بالمدح من كل أحد، ولا يبلغ أحد أن يمدحه كما ينبغي له، بل هو كما مدح نفسه وأثنى على نفسه، فالغيور قد وافق ربه سبحانه في صفة من صفاته، ومن وافق الله في صفة من صفاته قادته تلك الصفة إليه بزمامها، وأدخلته على ربه، وأدنته منه وقربته من رحمته، وصيرته محبوباً، فإنه سبحانه رحيم يحب الرحماء، كريم يحب الكرماء، عليم يحب العلماء، قوي يحب المؤمن القوي، وهو أحب إليه من المؤمن الضعيف، حي يحب أهل الحياء، جميل يحب أهل الجمال، وتر يحب أهل الوتر. ومن عقوبات الذنوب: أنها تطفئ من القلب نار الغيرة التي هي لحياته وصلاحه كالحرارة الغريزية لحياة جميع البدن، فالغيرة حرارته وناره التي تخرج ما فيه من الخبث والصفات المذمومة، كما يخرج الكير خبث الذهب والفضة والحديد، وأشرف الناس وأعلاهم همة أشدهم غيرة على نفسه وخاصته وعموم الناس. ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم أغير الخلق على الأمة، والله سبحانه أشد غيرة منه، كما ثبت في الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: أتعجبون من غيرة سعد؟ لأنا أغير منه. والله أغير مني . وفي الصحيح أيضاً أنه قال في خطبة الكسوف: يا أمة محمد ما أغير من الله أن يزني عبده أو تزني أمته . وكلما اشتدت ملابسة العبد للذنوب خرجت من قلبه الغيرة على نفسه وأهله وعموم الناس. وقد تضعف في القلب جدًّا حتى لا يستقبح بعد ذلك القبيح لا من نفسه ولا من غيره، وإذا وصل إلى هذا الحد فقد دخل في باب الهلاك. وكثير من هؤلاء لا يقتصر على عدم الاستقباح، بل يحسن الفواحش والظلم لغيره، ويزينه له، ويدعوه إليه، ويحثه عليه، ويسعى له في تحصيله. ولهذا كان الديوث أخبث خلق الله والجنة حرام عليه، وكذلك محلل الظلم والبغي لغيره ومزينه له، فانظر ما الذي حملت عليه قلة الغيرة. وهذا يدلك على أن أصل الدين الغيرة، ومن لا غيرة له لا دين له، فالغيرة تحمي القلب فتحمي له الجوارح، فتدفع السوء والفواحش. وعدم الغيرة تميت القلب فتموت له الجوارح، فلا يبقي عندها دفع ألبته. ومثل الغيرة في القلب مثل القوة التي تدفع المرض وتقاومه، فإذا ذهبت القوة وجد الداء المحل قابلاً، ولم يجد دافعاً، فتمكن فكان الهلاك، نسأل الله السلامة والعافية.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بنت الاطلس
مديرة المنتدى
بنت الاطلس


عدد المساهمات : 3905
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 24/03/2009

حديث اليوم Empty
مُساهمةموضوع: رد: حديث اليوم   حديث اليوم I_icon_minitimeالخميس 23 يوليو 2009 - 17:29

حديث اليوم 14

حديث اليوم 835929
عن أبي سَعِيدٍ الْخُدْرِيّ قال: "دَخَلَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم ذَاتَ يَوْمٍ المَسْجِدَ فَإِذَا هُوَ بِرَجُلٍ مِنَ الأنْصَارِ يُقَالُ لَهُ أَبُو أُمَامَةَ، فَقَالَ يَا أَبَا أُمَامَةَ مَا لِي أَرَاكَ جَالِساً فِي المَسْجِدِ فِي غَيْرِ وَقْتِ الصّلاَةِ؟ قالَ: هُمُومٌ لَزِمَتْنِي وَدُيُونٌ يَا رسولَ الله، قالَ أَفَلاَ أُعَلّمُكَ كَلاَماً إِذَا قُلْتَهُ أذْهَبَ الله هَمّكَ وَقَضَى عَنْكَ دَيْنَكَ؟ قال قُلْتُ بَلَى يَا رسولَ الله. قال قُلْ إِذَا أَصْبَحْتَ وَإِذَا أَمْسَيْتَ: اللّهُمّ إِنّي أَعوذُ بِكَ مِنَ الْهَمّ وَالْحَزَنِ، وَأَعوذُ بِكَ مِنَ الْعَجْزِ وَالْكَسَلِ، وَأعوذُ بِكَ مِنَ الْجُبْنِ والْبُخْلِ وَأعوذُ بِكَ مِنْ غَلَبَةِ الدّيْنِ وَقَهْرِ الرّجَالِ قالَ فَفَعَلْتُ ذَلِكَ فَأَذْهَبَ الله هَمّي وَقَضَى عَنّي دَيْنِي". رواه أبو داود.
حديث اليوم 835929

من عقوبات المعاصي: أنها تضعف سير القلب إلى الله والدار الآخرة، أو تعوقه أو توقفه وتقطعه عن السير، فلا تدعه يخطو إلى الله خطوة، هذا إن لم ترده عن وجهته إلى ورائه، فالذنب يحجب الواصل، ويقطع السائر، وينكس الطالب، والقلب إنما يسير إلى الله بقوته، فإذا مرض بالذنوب ضعفت تلك القوة التي تسيره، فإن زالت بالكلية انقطع عن الله انقطاعاً يبعد تداركه، والله المستعان. فالذنب إما أن يميت القلب، أو يمرضه مرضاً مخوفاً، أو يضعف قوته ولا بد حتى ينتهي ضعفه إلى الأشياء الثمانية التي استعاذ منها النبي صلى الله عليه وسلم وهي: الهم، والحزن، والعجز، والكسل، والجبن، والبخل، وضلع الدين، وغلبة الرجال وكل اثنين منها قرينان. فالهم والحزن قرينان: فإن المكروه الوارد على القلب إن كان من أمر مستقبل يتوقع أحدث الهم، وإن كان من أمر ماض، قد وقع أحدث الحزن. والعجز، والكسل قرينان: فإن تخلف العبد عن أسباب الخير والفلاح، إن كان لعدم قدرته فهو العجز، وإن كان لعدم إرادته فهو الكسل. والجبن والبخل قرينان، فإن عدم النفع منه إن كان ببدنه فهو الجبن، وإن كان بماله فهو البخل. وضلع الدين وقهر الرجال قرينان. فإن استعلاء الغير عليه إن كان بحق فهو من ضلع الدين، وإن كان بباطل فهو قهر الرجال. والمقصود أن الذنوب من أقوى الأسباب الجالبة لهذه الثمانية، كما أنها من أقوى الأسباب الجالبة لجهد البلاء، ودرك الشقاء، وسوء القضاء، وشماتة الأعداء. ومن أقوى الأسباب الجالبة لزوال نعم الله، وتحول عاقبته إلى نقمته، وتجلب جميع سخطه، نسأل الله العفو والعافية، والنجاة والسلامة في الدنيا والآخرة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بنت الاطلس
مديرة المنتدى
بنت الاطلس


عدد المساهمات : 3905
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 24/03/2009

حديث اليوم Empty
مُساهمةموضوع: رد: حديث اليوم   حديث اليوم I_icon_minitimeالسبت 25 يوليو 2009 - 7:24

حديث اليوم 14

حديث اليوم 835929
قال أنس بن مالك : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ما من مسلم يسأل الله الجنة ثلاثاً إلا قالت الجنة: اللهم أدخله الجنة. ومن استجار من النار بالله ثلاثاً قالت النار: اللهم أجره من النار رواه الترمذي والنسائي وابن ماجة.
حديث اليوم 835929

إن أحب خلق الله عز وجل إليه أكثرهم وأفضلهم له سؤالاً، وهو يحب الملحين في الدعاء وكلما ألح العبد عليه في السؤال أحبه وأعطاه وقربه وأدناه. وفي الحديث : (من لم يسأل الله يغضب عليه) فالجنة تطلب أهلها بالذات، وتجذبهم إليها جذباً. والنار كذلك، وقد أمرنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن لا نزال نذكرهما ولا ننساهما. والجنة تسأل ربها أهلها، وأهلها يسألونه إياها، والملائكة تسألها لهم، والرسل يسألونه إياها لهم ولأتباعهم، ويوم القيامة يقيمهم سبحانه بين يديه يشفعون فيها لعباده المؤمنين، وفي هذا من تمام ملكه وإظهار رحمته وإحسانه وجوده وكرمه وإعطائه ما سئل، ما هو من لوازم أسمائه وصفاته واقتضائها لآثارها ومتعلقاتها، فلا يجوز تعطيلها عن آثارها وأحكامها، فالرب تعالى جواد له الجود كله، يجب أن يسأل ويطلب منه ويرغب إليه، فخلق من يسأله وألهمه سؤاله وخلق له ما يسأله إياه، فهو خالق السائل وسؤاله، وذلك لمحبته سؤال عباده له ورغبتهم إليه وطلبهم منه وهو يغضب إذا لم يسأل: الله يغضب إن تركت سؤالـــه ** وبُنَيّ آدم حين يُسأل يغضــــب فاللهم إنا نسألك الجنة وما قرب إليها من قول وعمل، ونعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول وعمل.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بنت الاطلس
مديرة المنتدى
بنت الاطلس


عدد المساهمات : 3905
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 24/03/2009

حديث اليوم Empty
مُساهمةموضوع: رد: حديث اليوم   حديث اليوم I_icon_minitimeالإثنين 27 يوليو 2009 - 15:34

حديث اليوم 14

حديث اليوم 835929
عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: الوسيلة درجة عند الله عز وجل ليس فوقها درجة، فسلو الله لي الوسيلة . رواه أحمد.
حديث اليوم 835929

سميت درجة النبي -صلى الله عليه وسلم- الوسيلة، لأنها أقرب الدرجات إلى عرش الرحمن، وهي أقرب الدرجات إلى الله، وأصل اشتقاق لفظ الوسيلة من القرب: وهي فعيلة من وسل إليه أي تقرب إليه. ومعنى الوسيلة: من الوصلة، ولهذا كانت أفضل الجنة وأشرفها، وأعظمها نوراً. وقال فضيل بن عياض : أتدرون لم حسنت الجنة ؟ لأن عرش رب العالمين سقفها. وقال الكلبي : اطلبوا إليه القربة بالأعمال الصالحة ، وقد كشف سبحانه عن هذا المعنى كل الكشف، بقوله : أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب -سورة الإسراء:57- فقوله: أيهم أقرب هو تفسير للوسيلة التي يبتغيها هؤلاء الذين يدعوهم المشركون من دون الله فيتنافسون في القرب منه. ولما كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أعظم الخلق عبودية لربه وأعلمهم به. وأشدهم له خشية، وأعظمهم له محبة كانت منزلته أقرب المنازل إلى الله، وهي أعلى درجة في الجنة، وأمر النبي -صلى الله عليه وسلم- أمته أن يسألوها له لينالوا بهذا الدعاء زلفى من الله وزيادة الإيمان. وأيضاً فإن الله سبحانه قدرها له بأسباب، منها : دعاء أمته له بها بما نالوه على يده من الإيمان والهدى، صلوات الله وسلامه عليه.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بنت الاطلس
مديرة المنتدى
بنت الاطلس


عدد المساهمات : 3905
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 24/03/2009

حديث اليوم Empty
مُساهمةموضوع: رد: حديث اليوم   حديث اليوم I_icon_minitimeالأربعاء 29 يوليو 2009 - 14:59

حديث اليوم 14
حديث اليوم 835929
عَنْ عَبْدِ اللّهِ قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم: أَيّ الذنبِ أَعْظَمُ عِنْدَ الله؟ قَالَ: "أَنْ تَجْعَلَ لله نِدّا وَهُوَ خَلَقَكَ" قَالَ قُلْتُ لَهُ: إِنّ ذَلِكَ لَعَظِيمٌ. قَالَ قُلْتُ: ثُمّ أَيّ؟ قَالَ: "ثُمّ أَنْ تَقْتُلَ وَلَدَكَ مَخَافَةَ أَنْ يَطْعَمَ مَعَكَ" قَالَ قُلْتُ: ثُمّ أَيّ؟ قَالَ: "ثُمّ أَنْ تُزَانِيَ حَلِيلَةَ جَارِكِ". رواه مسلم.
حديث اليوم 835929

عقوبات الذنوب نوعان : شرعية وقدرية، فإذا أقيمت الشرعية رفعت العقوبة القدرية وأخففتها ، ولا يكاد الرب تعالى يجمع على العبد بين العقوبتين إلا إذا لم يف أحدها برفع موجب الذنب ، ولم يكف في زوال دائه، وإذا عطلت العقوبات الشرعية استحالت قدرية وربما كانت أشد من الشرعية، وربما كانت دونها ، ولكنها تعم ، والشرعية تخص ، فإن الرب تبارك وتعالى لا يعاقب شرعاً إلا من باشر الجناية أو تسبب إليها. وأما العقوبة القدرية فإنها تقع عامة وخاصة ، فإن المعصية إذا خفيت لم تضر إلا صاحبها ، وإذا أعلنت ضرت الخاصة والعامة . وإذ رأى الناس المنكر فتركوا في إنكاره أوشك أن يعمهم الله بعقابه . والعقوبة الشرعية شرعها الله سبحانه على قدر مفسدة الذنب وتقاضي الطبع لها ، وجعلها الله سبحانه ثلاثة أنواع : القتل ، والقطع ، والجلد ، وجعل القطع بإزاء الكفر وما يليه ويقرب منه، وهو الزنى واللواط ، فإن هذا يفسد الأديان ، وهذا يفسد الأنساب ، ونوع الإنسان . قال الإمام أحمد: (لا أعلم بعد القتل ذنباً أعظم من الزنى) ، واحتج بالحديث المتقدم عن عبدالله بن مسعود أنه قال: يا رسول الله : أي الذنب أعظم ؟ قال: أن تجعل لله ندًّا وهو خلقك... الحديث. فذكر النبي صلى الله عليه وسلم من كل نوع أعلاه ليطابق جوابه سؤال السائل : فإنه سأل عن أعظم الذنب ، فأجابه بما تضمن ذكر أعظم أنواعها ، وما هو أعظم كل نوع . فأعظم أنواع الشرك: أن يجعل العبد لله نداً . وأعظم أنواع القتل: أن يقتل ولده خشية أن يشاركه في طعامه وشرابه . وأعظم أنواع الزنى: أن يزني بحليلة جاره ، فإن مفسدة الزنى تتضاعف بتضاعف ما انتهكه من الحق . فالزنى بالمرأة التي لها زوج أعظم إثماً وعقوبة من التي لا زوج لها . إذ فيه انتهاك حرمة الزوج وإفساد فراشه وتعليق نسب عليه لم يكن منه ، وغير ذلك من أنواع أذاه، فهو أعظم إثماً وجرماً من الزنى بغير ذات البعل. فالزنى بمائة امرأة لا زوج لها أيسر عند الله من الزنى بامرأة الجار ، فإن زوجها إذا كان جاراً له انضاف إلى ذلك سوء الجوار ، وأذى جاره بأعلى أنواع الأذى وذلك أعظم البوائق . وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (لا يدخل الجنة من لا يأمن جاره بوائقه) ولا بائقة أعظم من الزنى بامرأة الجار . فإن كان الجار أخاً أو قريباً من أقاربه انضم إلى ذلك قطيعة الرحم، فيتضاعف الإثم له ، فإن كان الجار غالباً في طاعة الله كالصلاة وطلب العلم والجهاد تضاعف له الإثم ، حتى إن الزاني بامرأة الغازي في سبيل الله يوقف له يوم القيامة ، ويقال : خذ من حسناته ما شئت . كذلك إن اتفق أن تكون المرأة رحماً منه انضاف إلى ذلك قطيعة رحمها، فإن اتفق أن يكون الزاني محصناً كان الإثم أعظم ، فإن كان شيخاً كان أعظم إثماً . وهو أحد الثلاثة الذين لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم ، فإن اقترن بذلك أن يكون في شهر حرام ، أو بلد حرام ، أو وقت معظم عند الله ، كأوقات الصلاة وأوقات الإجابة ، تضاعف الإثم . وعلى هذا فاعتبر مفاسد الذنوب وتضاعف درجاتها في الإثم والعقوبة. نسأل الله العفو والعافية
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
حديث اليوم
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 10انتقل الى الصفحة : 1, 2, 3, 4, 5, 6, 7, 8, 9, 10  الصفحة التالية
 مواضيع مماثلة
-
» حديث عن فضل القرآن
» حق الزوج حديث شريف
» الاخلاص حديث شريف
» الشماتة حديث شريف
» حدث في مثل هذا اليوم

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: في رحاب الحديث الشريف-
انتقل الى: